file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

سورة الشمس

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

سورة " الشَّمس "

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا [الشمس:1-15]

– الشيخ : هذه سورةُ الشمس وهي مكيَّة، أقسمَ اللهُ فيها ببعضِ المخلوقات: الشمسُ والقمرُ والليلُ والنهارُ والسماءُ والأرضُ والنَّفْسُ.

{وَالشَّمْسِ} هذه الشمسُ آيةٌ عظيمةٌ مِن آياتِ الله الظاهرةِ ونعمةٌ عظيمةٌ؛ لِـمَا فيها مِن المنافع الكثيرةِ، وأولُ ذلك: الضوءُ الذي لا بدَّ للناس منه، لو دامَ الظلامُ لسَئِمَ الناسُ الحياةَ.

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أقسمَ بالشمسِ، وأقسمَ بوقتٍ مِن أوقاتِها وهو الضحى، والضُّحى هو -تعالى- النَّهار واستكمالُ الضوء، واستكمالُ وعلو النهار، الضُّحى هذا أكملُ ما تكونُ، فلها أحوالٌ عندَ بُزُوغِها وعند غروبِها يكون أثرُها قليلًا، أما الضحى فأثرُها عظيمٌ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}.

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} الليلُ إذا جاءَ أظلمَ وذهبَ النهارُ وغابتِ الشمسُ، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أقبلَ الليل مِن هاهنا وأدبرَ النهارُ مِن هاهنا وغربتِ الشمسُ فقد أفطرَ الصائمُ) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} يغطي ضوؤها الذي كان يملأُ الفضاء ويملأُ الأرض.

{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} النهارُ: هو وقتُ تجلِّي الشمس وظهورُ الشمس، فبالصباحِ ينفجرُ الفجرُ ثم تطلع الشمس وتتجلَّى وتظهر ظهورًا بيِّنًا ويشرقُ الوجود {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}.

{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} أقسمَ بالقمرِ إذا تلا الشمسَ، {تَلَاهَا}: تَبِعَها، ومتى يتبعُها؟ يتبعُها طلوعًا في منتصف الشهرِ، فإنه في منتصفِ الشهرِ إذا غربتِ الشمسُ طلعَ القمرُ، وفي آخرِ الشهرِ يتلوها غائبًا، فبغروبِها يغيبُ معها، يتلوها، فهذا كلُّهُ مِن آياتِ الله، فبالقمرِ يضيءُ الليلُ وتكونُ اللَّيالي الـمُقْمِرة إذا استكملَ القمرُ نورَهُ صارَ الليلُ كلُّه ليلًا مستنيرًا مِن أولِ الليلِ إلى آخرِهِ، والقمرُ آيةٌ مِن آياتِ الله وقد جعلَهُ منازل {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [يس:39] {مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ} [يونس:5]

{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} السماءُ هذا الجُرم العظيم المرفوعُ فوقَنَا سقفًا محفوظًا {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد:2] {وَمَا بَنَاهَا} قيلَ في التفسير: والذي بَنَاهَا، وهو الله، فيكون هذا مِن إقسامِ الله بنفسه، وقيل: {وَمَا بَنَاهَا} يعني: وبنائِها، إمَّا أن تكونَ موصولةً أو مصدريةً على اصطلاحِ أهلِ اللغة، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}.

{وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} كذلك، والذي طَحَاهَا أو وطَحْيهَا.

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} نفسُ الإنسان، يقسمُ الله بنفسِ الإنسانِ الذي خلقَها وخلقَ طبائعَها وجعل لها شأنًا عجيبًا، هذه النفس، {وَمَا سَوَّاهَا} وتسويتُها أو والذي سوَّاها، يعني الكلامُ فيها واحد، {وَمَا بَنَاهَا}، {وَمَا طَحَاهَا}، {وَمَا سَوَّاهَا}.

{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فبإلهامِ الفجورِ تَضِلُّ، وبإلهامِ التقوى تهتدي، والله -تعالى- يُضِلُّ مَن يشاء ويهدي مَنْ يشاء، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}.

ثم قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ} ولعلَّ هذا هو جوابُ القسم، {قَدْ أَفْلَحَ} فازَ وظَفِرَ بالمطلوب مَنْ زكَّى نفسَه، مَنْ زكَّى نفسَه بالإيمانِ والعملِ الصالح، {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر:18] {وَقَدْ خَابَ} يعني: وخَسِرَ {مَنْ دَسَّاهَا}، يعني: دنَّسَها وأخفَاها بمعصيةِ اللهِ بالكفر والمعاصي، فالتَّقوى عِزٌّ وظهورٌ ونورٌ وكمالٌ وطهرٌ ونقاءٌ، وتَدْسِيَةُ النفسُ وتَدْنيسُها خسارةٌ وبوار، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

قال الله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} يخبرُ -تعالى- في هذه السورة عَن ثمود وهُم قومُ صالح الذين عصَوا وكذَّبوه وعقرُوا الناقةَ فعاقبهم الله بالصيحةِ الـمُهلكة، وقد فصَّل الله، ذكر قصَّتهم في هذا الموضع مختصرةً جدًّا، وفصَّلها في سورٍ كثيرةٍ كما في سورة الأعراف وهود والشعراء، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} يعني: بطغيانها، فهي أمةٌ طاغيةٌ؛ ولهذا قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت:17] {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} [الذاريات:43-45]

{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ} يعني: اتركُوا ناقةَ اللهِ، ذَرُوها، ذَرُوهَا تأكلْ من أرض الله ولا تعرَّضُوها، ولكنهم عصَوا وعقرُوها، فدمَّرهم الله تدميرًا، وأنزل عليهم صاعقةً قطَّعت قلوبَهم في أجوافِهم فأصبحُوا في ديارِهم جاثمينَ مُلْقَيْنَ على الأرضِ موتى وصرعى، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} أشقَاهَا: هو عاقرُ الناقة، {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر:29] وأضافَ العقرَ إلى العاقرِ المعيَّن، وأضافَ العقرَ إلى الطائفةِ؛ لأنهم جميعًا فتضامنُوا وتعاونوا ورضَوا بذلك، فصارَ حكمُ الراضي كحكمِ الفاعل، وهذه قاعدةٌ في العملِ والجزاء، حكمُ الرَّاضي حكمُ الفاعلِ.

{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} والله -تعالى- لا يخافُ مِن أحدٍ، يفعلُ ما يشاء، يحيي ويميت ويُهلِكُ مَنْ يشاءُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:

تفسيرُ سورةِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وهي مكيَّة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الآيات:

أَقْسَمَ -تَعَالَى- بِهَذِهِ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ، عَلَى النَّفْسِ الْمُفْلِحَةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ النُّفُوسِ الْفَاجِرَةِ، فَقَالَ:

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أَيْ: نُورُهَا، وَنَفْعُهَا الصَّادِرُ مِنْهَا.

{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} أَيْ: تَبِعَهَا فِي الْمَنَازِلِ وَالنُّورِ.

{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا} أَيْ: جَلَّى مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَأَوْضَحَهُ.

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} أَيْ: يَغْشَى وَجْهَ الْأَرْضِ، فَيَكُونُ مَا عَلَيْهَا مُظْلِمًا.

فَتَعَاقُبُ الظُّلْمَةِ وَالضِّيَاءِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ عَلَى هَذَا الْعَالَمِ، بِانْتِظَامٍ وَإِتْقَانٍ، وَقِيَامٍ لِمَصَالِحِ الْعِبَادِ، أَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّهُ الْمَعْبُودُ وَحْدَهُ الَّذِي كُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ بَاطِلٌ.

{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} يُحْتَمَلُ أَنَّ "مَا" مَوْصُولَةٌ فَيَكُونُ الْإِقْسَامُ بِالسَّمَاءِ وَبَانِيهَا، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهَا مَصْدَرِيَّةٌ فَيَكُونُ الْإِقْسَامُ بِالسَّمَاءِ وَبُنْيَانِهَا الَّذِي هُوَ غَايَةُ مَا يُقَدَّرُ مِنَ الْإِحْكَامِ وَالْإِتْقَانِ وَالْإِحْسَانِ، وَنَحْوُ هَذَا قَوْلُهُ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} أَيْ: مَدَّهَا وَوَسَّعَهَا فَتَمَكَّنَ الْخَلْقُ حِينَئِذٍ مِنَ الِانْتِفَاعِ بِهَا، بِجَمِيعِ أَوْجُهِ الِانْتِفَاعِ.

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ نَفْسُ سَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَوَانِيَّةِ، كَمَا يُؤَيِّدُ هَذَا الْعُمُومُ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْإِقْسَامَ بِنَفْسِ الْإِنْسَانِ الْمُكَلَّفِ، بِدَلِيلِ مَا يَأْتِي بَعْدَهُ، وَعَلَى كُلٍّ، فَالنَّفْسُ آيَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ آيَاتِهِ الَّتِي يَحِقُّ الْإِقْسَامُ بِهَا فَإِنَّهَا فِي غَايَةِ اللُّطْفِ وَالْخِفَّةِ، سَرِيعَةُ التَّنَقُّلِ وَالْحَرَكَةِ وَالتَّغَيُّرِ وَالتَّأَثُّرِ وَالِانْفِعَالَاتِ النَّفْسِيَّةِ، مِنَ الْهَمِّ، وَالْإِرَادَةِ، وَالْقَصْدِ، وَالْحُبِّ، وَالْبُغْضِ، وَهِيَ الَّتِي لَوْلَاهَا لَكَانَ الْبَدَنُ مُجَرَّدَ تِمْثَالٍ لَا فَائِدَةَ فِيهِ، وَتَسْوِيَتُهَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ الْعَظِيمَةِ.

وَقَوْلُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} أَيْ: طَهَّرَ نَفْسَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَنَقَّاهَا مِنَ الْعُيُوبِ، وَرَقَّاهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَعَلَاهَا بِالْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.

{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أَيْ: أَخْفَى نَفْسَهُ الْكَرِيمَةَ، الَّتِي لَيْسَتْ حَقِيقَةً بِقَمْعِهَا وَإِخْفَائِهَا، بِالتَّدَنُّسِ بِالرَّذَائِلِ، وَالدُّنُوِّ مِنَ الْعُيُوبِ، وَالذُّنُوبِ، وَتَرْكِ مَا يُكَمِّلُهَا وَيُنَمِّيهَا، وَاسْتِعْمَالُ مَا يَشِينُهَا وَيُدَسِّيهَا.

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} أَيْ: بِسَبَبِ طُغْيَانِهَا وَتَرَفُّعِهَا عَنِ الْحَقِّ، وَعُتُوِّهَا عَلَى رَسُولِهِمْ {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} أَيْ: أَشْقَى الْقَبِيلَةِ، وَهُوَ "قِدَارُ بْنُ سَالِفٍ" لِعَقْرِهَا حِينَ اتَّفَقُوا عَلَى ذَلِكَ، وَأَمَرُوهُ فَأْتَمَرَ لَهُمْ.

{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ} صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُحَذِّرًا: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أَيِ: احْذَرُوا عَقْرَ نَاقَةِ اللَّهِ، الَّتِي جَعَلَهَا لَكُمْ آيَةً عَظِيمَةً، وَلَا تُقَابِلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بِسَقْيِ لِبَنْهَا أَنْ تَعْقِرُوهَا، فَكَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ صَالِحًا.

{فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ} أَيْ: دَمَّرَ عَلَيْهِمْ وَعَمَّهُمْ بِعِقَابِهِ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ الصَّيْحَةَ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالرَّجْفَةَ مِنْ تَحْتِهِمْ، {فَأَصْبَحُوا جَاثِمِينَ} عَلَى رُكَبِهِمْ، لَا تَجِدُ مِنْهُمْ دَاعِيًا وَلَا مُجِيبًا.

{فَسَوَّاهَا} عَلَيْهِمْ أَيْ: سَوَّى بَيْنَهُمْ فِي الْعُقُوبَةِ. {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} أَيْ: تَبِعَتْهَا.

وَكَيْفَ يَخَافُ مَنْ هُوَ قَاهِرٌ، لَا يَخْرُجُ عَنْ قَهْرِهِ وَتَصَرُّفِهِ مَخْلُوقٌ، الْحَكِيمُ فِي كُلِّ مَا قَضَاهُ وَشَرَعَهُ؟

تمَّتْ وللهِ الحـَمْدُ.

انتهى

– الشيخ : رحمه الله.