سورة الكوثر وسورة الكافرون وسورة النصر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

سور " الكوثر – الكافرون – النصر "

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر:1-3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:1-6]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3]

– الشيخ : إلى هنا، الحمد لله، السورةُ الأولى: سورةُ الكوثر:

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} يمتنُّ الله على نبيِّه بهذه الكرامة، {أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قيل: معناه الخيرُ الكثير، الكوثر: هو الخيرُ الكثير، وقيل: إنه نهرٌ في الجنة، وهذا هو المشهور، الكوثر: نهرٌ في الجنة أعطاه الله لنبيِّه، وقد رآه في ليلة الإسراء، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وهذا داخلٌ في قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى:5] الله أعطى نبيَّه كراماتٍ وفضائل وخيرًا في الدنيا والآخرة {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى:4]

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} وهذا من نوعِ الأمر بالشكر، {أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ} فالأمرُ بالصلاة مرتَّبٌ على الامتنان بالنعمة، {فَصَلِّ لِرَبِّكَ} فالآية متضمِّنةٌ، يعني: فاشكر لربِّك بالصلاة والنَّحر، والنَّحر: هو نَحْرُ النُّسُك والقَرابين كالأضحية والهدي والفِدية والعقيقة، فكلُّها أنواعٌ مِن القُرُبات بالذبح، فذكرَ نوعين من العبادة: الصلاة والنحر، قرنَ بينهما في هذه السورة، وفي سورة الأنعام في قوله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} [الأنعام:162] فقرنَ بينهما، فالنُّسُك والذَّبْحُ عبادة، فالذَّبْح لله عبادةٌ، والذبح لغيره تقرُّبًا وتعظيمًا شِركٌ، وهي من أدلَّة مشروعية الأضحية، بل ووجوبِها، {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} أي: مُبْغِضُكَ {هُوَ الأَبْتَرُ}، مبتورٌ مقطوعٌ، الدَّابر لا ذِكْرَ له ولا عَقِبَ ولا خيرَ يناله، مقطوعٌ من كل خير، مُبغِضٌ الرسول مقطوعٌ ومبتورٌ، بل هو أبتر "أفعل" تفضيل، هو أبترٌ من كلِّ مبتور.

وأما سورة الكافرون: فهي مكيَّة، وفيها البراءةُ مِن الشرك والمشركين، براءةٌ مِن الشرك، خطابٌ للكفار كلِّهم {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} لا أعبد إلا الله، {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} المشركون لا يعبدون الله، ولو عبدُوه فهم مشركون ولا تُعتبَرُ عبادتُهم، فالعبادة مع الشِّركِ ليستْ عبادةً شرعيةً؛ لأنها باطلة، {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}.

{وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} وكرَّرَ ذلك تأكيدًا، {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ثم جاءتِ الخلاصة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} أنتم بريئونَ مما أعملُ، وأنا بريءٌ مما تعملون.

وهذه السورة مع سورة الإخلاص كان النبيُّ يقرأُ بهما في مواضع، في ركعتَي الفجر، وفي ركعتَي الطواف، وفي الوتر؛ لأنَّهما متضمنتانِ للتوحيد، سورة الكافرون متضمنةٌ لتوحيد العبادة، و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] متضمنةٌ لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، للتوحيدِ العِلميِّ الخبريِّ.

أمَّا سورة النصر: فهي مدنيَّة، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} سألَ عمرُ -رضي الله عنه- جماعةً من الصحابة عن معناها ففسَّروها بظاهرِها أنه إذا جاء هذا الخيرُ والفتحُ والنصرُ فالله يأمر نبيَّه بالتسبيح والاستغفار والتوبة، وكان ابن عباس حاضرًا فسأله فقال: "هذا أجلُ رسولِ اللهِ أعلمَه له"، يعني: هذه السورة فيها علامةُ، أو ذكرُ علامةِ أجلِ الرسول وقُربِ أجلِه عليه الصلاة والسلام، يعني: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقد حضرَ أو قرب أجلكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} اختمْ حياتكَ بالتسبيحِ والاستغفارِ، قال ابن عباس: هذا أجلُ رسول الله أعلمَهُ له، أي: جعل له علامةً وهي النصر والفتح ودخولُ الناس في دين الله أفواجًا.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ رحمَهُ اللهُ تعالى:

تَفْسِيرُ سُورَةِ الْكَوْثَرِ، وَهِيَ مَكِّيَّةٌ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الآيات:

يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أَيِ: الْخَيْرَ الْكَثِيرَ، وَالْفَضْلَ الْغَزِيرَ، الَّذِي مِنْ جُمْلَتِهِ مَا يُعْطِيهُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ النَّهْرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْكَوْثَرُ وَمِنَ الْحَوْضِ، طُولُهُ شَهْرٌ، وَعَرْضُهُ شَهْرٌ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي كَثْرَتِهَا وَاسْتِنَارَتِهَا، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا.

وَلَمَّا ذَكَرَ مِنَّتَهُ عَلَيْهِ، أَمَرَهُ بِشُكْرِهَا فَقَالَ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} خَصَّ هَاتَيْنِ الْعِبَادَتَيْنِ بِالذِّكْرِ؛ لِأَنَّهُمَا أَفْضَلُ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلُّ الْقُرُبَاتِ، وَلِأَنَّ الصَّلَاةَ تَتَضَمَّنُ الْخُضُوعَ فِي الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ لِلَّهِ، وَتَنَقُّلُهُ فِي أَنْوَاعِ الْعُبُودِيَّةِ، وَفِي النَّحْرِ تَقَرُّبٌ إِلَى اللَّهِ بِأَفْضَلِ مَا عِنْدَ الْعَبْدِ مِنَ الأَضاحِي، وَإِخْرَاجٌ لِلْمَالِ الَّذِي جُبِلَتِ النُّفُوسُ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَالشُّحِّ بِهِ.

{إِنَّ شَانِئَكَ} أَيْ: مُبْغِضُكَ وَذَامُّكَ وَمُنْتَقِصُكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أَيِ: الْمَقْطُوعُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، مَقْطُوعُ الْعَمَلِ، مَقْطُوعُ الذِّكْرِ.

وَأَمَّا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ الْكَامِلُ حَقًّا، الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ الْمُمْكِنُ لِلْمَخْلُوقِ، مِنْ رَفْعِ الذِّكْرِ، وَكَثْرَةِ الْأَنْصَارِ وَالْأَتْبَاعِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

تفسيرُ سورةِ الكافرون، وهي مكيَّةٌ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} الآيات:

أَيْ: قُلْ لِلْكَافِرِينَ مُعْلِنًا وَمُصَرِّحًا {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أَيْ: تَبَرَّأَ مِمَّا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.

{وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ} مَا أَعْبُدُ لِعَدَمِ إِخْلَاصِكُمْ فِي عِبَادَتِكُمْ لِلَّهِ، فَعِبَادَتُكُمْ لَهُ الْمُقْتَرِنَةُ بِالشِّرْكِ لَا تُسَمَّى عِبَادَةً، وكَرَّرَ ذَلِكَ لِيَدُلَّ الْأَوَّلُ عَلَى عَدَمِ وُجُودِ الْفِعْلِ، وَالثَّانِي عَلَى أَنَّ ذَلِكَ قَدْ صَارَ وَصْفًا لَازِمًا.

وَلِهَذَا مَيَّزَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَفَصَّلَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَقَالَ:

– الشيخ : وفَصَلَ

– القارئ : وَفَصَلَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَقَالَ: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84] {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [يونس:41]

تفسيرُ سورةِ النصرِ، وهِيَ مدنيَّةٌ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ…} الآيات:

فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ بِشَارَةٌ وَأَمْرٌ لِرَسُولِهِ عِنْدَ حُصُولِهَا، وَإِشَارَةٌ وَتَنْبِيهٌ عَلَى مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ.

فَالْبِشَارَةُ هِيَ الْبِشَارَةُ بِنَصْرِ اللَّهِ لِرَسُولِهِ، وَفَتْحِهِ مَكَّةَ، وَدُخُولِ النَّاسِ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، بِحَيْثُ يَكُونُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَنْ أَهْلِهِ وَأَنْصَارِهِ، بَعْدَ أَنْ كَانُوا مِنْ أَعْدَائِهِ، وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْمُبَشَّرُ بِهِ، وَأَمَّا الْأَمْرُ بَعْدَ حُصُولِ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ، فَأَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ يَشْكُرَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَيُسْبِّحَ بِحَمْدِهِ وَيَسْتَغْفِرَهُ، وَأَمَّا الْإِشَارَةُ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ إِشَارَتَيْنِ: إِشَارَةٌ لِأَنْ يَسْتَمِرَّ النَّصْرُ لِلدِّينِ، وَيَزْدَادَ عِنْدَ حُصُولِ التَّسْبِيحِ بِحَمْدِ اللَّهِ وَاسْتِغْفَارِهِ مِنْ رَسُولِهِ، فَإِنَّ هَذَا مِنَ الشُّكْرِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7] وَقَدْ وُجِدَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَبَعْدَهُمْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ لَمْ يَزَلْ نَصْرُ اللَّهِ مُسْتَمِرًّا حَتَّى وَصَلَ الْإِسْلَامُ إِلَى مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ دِينٌ مِنَ الْأَدْيَانِ، وَدَخَلَ فِيهِ مَا لَمْ يَدْخُلْ فِي غَيْرِهِ، حَتَّى حَدَثَ مِنَ الْأُمَّةِ مِنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللَّهِ مَا حَدَثَ، فَابْتُلُوا بِتَفَرُّقِ الْكَلِمَةِ، وَتَشَتُّتِ الْأَمْرِ، فَحَصَلَ مَا حَصَلَ.

وَمَعَ هَذَا فَلِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَهَذَا الدِّينِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَلُطْفِهِ مَا لَا يَخْطُرُ بِالْبَالِ أَوْ يَدُورُ فِي الْخَيَالِ.

وَأَمَّا الْإِشَارَةُ الثَّانِيَةُ: فَهِيَ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ أَجَلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ قَرُبَ وَدَنَا، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ عُمْرَهُ عُمْرٌ فَاضِلٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ.

وَقَدْ عَهِدَ أَنَّ الْأُمُورَ الْفَاضِلَةَ تُخْتَمُ بِالِاسْتِغْفَارِ، كَالصَّلَاةِ وَالْحَجِّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

فَأَمْرُ اللَّهِ لِرَسُولِهِ بِالْحَمْدِ وَالِاسْتِغْفَارِ فِي هَذِهِ الْحَالِ، إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ أَجَلَهُ قَدِ انْتَهَى، فَلْيَسْتَعِدَّ وَيَتَهَيَّأْ لِلِقَاءِ رَبِّهِ، وَيَخْتِمْ عُمْرَهُ بِأَفْضَلِ مَا يَجِدُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ.

فَكَانَ يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ، وَيَقُولُ ذَلِكَ فِي صِلَاتِهِ، يَكْثُرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).

انتهى.

تفسير سورة {تَبَّتْ}

– الشيخ : أحسنت، بارك الله بك، ونختمُ إن شاء الله غدًا بقيةَ السور، وبقية تفسيرُ الشيخ عبد الرحمن -رحمه الله- ولعلَّه نتوقف في هذه الأيام القادمة لظروفٍ خاصةٍ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق، إن شاء الله.