بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الفُرقان بينَ الحقِّ والباطلِ) لابن تيميّة
الدّرس الرّابع عشر
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ وسلّمَ وباركَ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين، اللهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا يا ربَّ العالمين، وللمسلمين، قَالَ شيخُ الإسلامِ رحمهُ اللهُ تعالى:
وَهَذَا الوَصفُ الَّذِي ذَكَرَهُ – الشيخ جَوَابٌ لَهُم بِحَسَبِ مَا يَعرِفُونَ؛ فَإِنَّهُم قَد قَسَّمُوا العِلمَ إلَى ضَرُورِيٍّ وَنَظَرِيٍّ، وَالنَّظَرِيُّ مُستَنِدٌ إلَى الضَّرُورِيِّ، وَالضَّرُورِيُّ هُوَ العِلمُ الَّذِي يَلزَمُ نَفسَ المَخلُوقِ لُزُومًا لَا يُمكِنُهُ مَعَهُ الِانفِكَاكُ عَنهُ. هَذَا حَدُّ القَاضِي أَبِي بَكرِ بنِ الطَّيِّبِ وَغَيرِهِ.
فَخَاصَّتُهُ أَنَّهُ يَلزَمُ النَّفسَ لُزُومًا لَا يُمكِنُ مَعَ ذَلِكَ دَفعُهُ فَقَالَ لَهُم: عِلمُ اليَقِينِ عِندَنَا هُوَ مِن هَذَا الجِنسِ، وَهُوَ عِلمٌ يَلزَمُ النَّفسَ لُزُومًا لَا يُمكِنُهُ مَعَ ذَلِكَ الِانفِكَاكُ عَنهُ، وَقَالَ..
– الشيخ: الضروريُّ، منهُ ما هو مركوزٌ في العقلِ، ومنه ما هو نتيجةُ الحسِّ، فالآن ما يراهُ الإنسانُ أو يُدركُه بِحواسِّه هذا معلومٌ له عِلماً ضرورياً، ما يُمكن، هل يستطيعُ أن يُكذِّبَ به؟ هل يجوزُ أن يخلو عقلُهُ عن التّصديقِ به؟ عن العلمِ به؟ لأ.
علمٌ ضروريٌ، وهناك علومٌ ضروريَّة فِطريَّة مثل: يعني، المُتلازِمات مثلاً، يعني استِلزامُ الفِعلِ للفاعلِ، فلا فعلَ إلا بفاعلٍ، هذا يعني هذا أمرٌ فِطريٌّ في العقل، لا يقبلُ العقلُ إلا هذا، أنَّ الفِعلَ لابدَّ لهُ من فاعِل. يضربونَ لهذا مَثَل، قالوا: لو ضُربَ الصَّبيُّ من قَفَاه ثمَّ التفتَ وقال: من ضربني؟ فقيل: ما ضرَبكَ أحدٌ. لا يقبلُ عقلُهُ هذا أبداً، لأنَّه مَركُوزٌ في فطرتِهِ أنَّه لابُدَّ أنَّ الفِعلَ لابُدَّ لهُ من فاعلٍ …
– القارئ: أحسنَ الله إليكم، قال رحمه الله:
وقال: وَارِدَاتٌ؛ لِأَنَّهُ يَحصُلُ مَعَ العِلمِ طُمَانِينَةٌ وَسَكِينَةٌ تُوجِبُ العَمَلَ بِهِ، فَالوَارِدَاتُ تَحصُلُ بِهَذَا، وَهَذَا قَد أَقَرَّ بِهِ كَثِيرٌ مِن حُذَّاقِ النُّظَّارِ مُتَقَدِّمِيهِم كإلكيا الهرّاسي وَالغَزَالِيِّ وَغَيرِهِمَا، وَمُتَأَخِّرِيهِم كالرازي والآمدي، وَقَالُوا: نَحنُ لَا نُنكِرُ أَن يَحصُلَ لِنَاسٍ عِلمٌ ضَرُورِيٌّ بِمَا يَحصُلُ لَنَا بِالنَّظَرِ، هَذَا لَا نَدفَعُهُ، لَكِن إن لَم يَكُن عِلمًا ضَرُورِيًّا فَلَا بُدَّ لَهُ مِن دَلِيلٍ، وَالدَّلِيلُ يَكُونُ مُستَلزِمًا لِلمَدلُولِ عَلَيهِ بِحَيثُ يَلزَمُ مِن انتِفَاءِ الدَّلِيلِ انتِفَاءُ المَدلُولِ عَلَيهِ. قَالُوا: فَإِن كَانَ لَو دَفَعَ ذَلِكَ الِاعتِقَادَ الَّذِي حَصَلَ لَهُ لَزِمَ دَفعُ شَيءٍ مِمَّا يَعلَمُ بِالضَّرُورَةِ فَهَذَا هُوَ الدَّلِيلُ، وَإِن لَم يَكُن كَذَلِكَ فَهَذَا هَوَسٌ لَا يُلتَفَتُ إلَيهِ. وَبَسطُ هَذَا لَهُ مَوضِعٌ آخَرُ.
وَالمَقصُودُ: أَنَّ هَذَا الجِنسَ وَاقِعٌ لَكِن يَقَعُ أَيضًا مَا يُظَنُّ أَنَّهُ مِنهُ كَثِيرٌ، أَو لَا يُمَيِّزُ كَثِيرٌ مِنهُم الحَقَّ مِن البَاطِلِ كَمَا يَقَعُ فِي الأَدِلَّةِ العَقلِيَّةِ وَالسَّمعِيَّةِ. فَمِن هَؤُلَاءِ مَن يَسمَعُ خِطَابًا أَو يَرَى مَن يأمُرُهُ بِقَضِيَّةٍ وَيَكُونُ ذَلِكَ الخِطَابُ مِن الشَّيطَانِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ الَّذِي يُخَاطِبُهُ الشَّيطَانُ وَهُوَ يَحسَبُ أَنَّهُ مِن أَولِيَاءِ اللَّهِ مِن رِجَالِ الغَيبِ، وَرِجَالُ الغَيبِ هُم الجِنُّ، وَهُوَ يَحسَبُ أَنَّهُ إنسِيٌّ. وَقَد يَقُولُ لَهُ: أَنَا الخِضرُ أَو إليَاسُ بَل أَنَا مُحَمَّدٌ أَو إبرَاهِيمُ الخَلِيلُ أَو المَسِيحُ أَو أَبُو بَكرٍ أَو عُمَرُ أَو أَنَا – الشيخ فُلَانٌ أَو – الشيخ فُلَانٌ مِمَّن يُحسِنُ بِهِم الظَّنَّ، وَقَد يَطِيرُ بِهِ فِي الهَوَاءِ، أَو يأتيهِ بِطَعَامِ أَو شَرَابٍ أَو نَفَقَةٍ فَيَظُنُّ هَذَا كَرَامَةً؛ بَل آيَةً وَمُعجِزَةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا مِن رِجَالِ الغَيبِ أَو مِن المَلَائِكَةِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ شَيطَانًا لَبَّسَ عَلَيهِ؛ فَهَذَا وَمِثلُهُ وَاقِعٌ كَثِيرًا أَعرِفُ مِنهُ..
– الشيخ: الشَّياطينُ تتلاعَبُ بأوليائِها، تتلاعبُ بهم وتُوهِمُهم، تتصرَّفُ معهم تصرُّفاتٍ تجعلُهُم يعني يغترُّونَ، يُحسنونَ الظنَّ بأنفسِهم، يعتبرون ما تفعلُهُ الشَّياطينُ لهم، يجعلونَ ذلكَ كرَامةً ودليلًا على وِلايتِهم، والشياطينُ تفعلُ ما تفعلُ معَهُم مكراً بهم، وتضليلاً لهم، فَهُم يستخدمونَ معهم أنواعَ الطُّرقِ لِإضلالِ بني آدم.
– القارئ: أحسنَ الله إليكم، قال رحمهُ اللهُ: أَعرِفُ مِنهُ وَقَائِعَ كَثِيرَةً، كَمَا أَعرِفُ مِن الغَلَطِ فِي السَّمعِيَّاتِ وَالعَقلِيَّاتِ
فَهَؤُلَاءِ يَتَّبِعُونَ ظَنًّا لَا يُغنِي مِن الحَقِّ شَيئًا، وَلَو لَم يَتَقَدَّمُوا بَينَ يَدَي اللَّهِ وَرَسُولِهِ بَل اعتَصَمُوا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّ هَذَا مِن الشَّيطَانِ، وَكَثِيرٌ مِن هَؤُلَاءِ يَتبَعُ ذَوقَهُ وَوَجدَهُ وَمَا يَجِدُهُ مَحبُوبًا إلَيهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَلَا هُدًى وَلَا بَصِيرَةٍ فَيَكُونُ مُتَّبِعًا لِهَوَاهُ بِلَا ظَنٍّ وخيارُهُم..
– الشيخ: يعني من النّاسِ من يكونُ مُتَّبعاً لهواهُ فقط، ما عنده مُستَندٌ علميٌّ؛ لا قَطعيٌّ وَلا ظنِّي. ومن النّاسِ من يتّبعُ الظَّنَّ، ولكن لا يكادُ ينفَكُّ عن هواهُ، ومن النَّاسِ من يَتَّبعُ الظَّنَّ والهَوى إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهوَى الأَنفُسُ [النجم:23] نعم، العبارةُ صحيحةٌ.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قال:
وَخِيَارُهُم مَن يَتَّبِعُ الظَّنَّ وَمَا تَهوَى الأَنفُسُ. وَهَؤُلَاءِ إذَا طُلِبَ مِن أَحَدِهِم حُجَّةٌ ذَكَرَ تَقلِيدَهُ لِمَن يُحِبُّهُ مِن آبَائِهِ وَأَسلَافِهِ كَقَولِ المُشرِكِينَ: إِنَّا وَجَدنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُهتَدُونَ [الزخرف:22] وَإِن عَكَسُوا احتَجُّوا بِالقَدَرِ؛ وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ هَذَا وَسَلَّطَنَا عَلَيهِ، فَهُم يَعمَلُونَ بِهَوَاهُم وَإِرَادَةِ نُفُوسِهِم بِحَسَبِ قُدرَتِهِم كَالمُلُوكِ المُسَلَّطِينَ، وَكَانَ الوَاجِبُ عَلَيهِم أَن يَعمَلُوا بِمَا أَمَرَ اللَّهُ فَيَتَّبِعُونَ أَمرَ اللَّهِ وَمَا يُحِبُّهُ وَيَرضَاهُ لَا يَتَّبِعُونَ إرَادَتَهُم وَمَا يُحِبُّونَهُ هُم وَيَرضَونَهُ، وَأَن يَستَعِينُوا بِاَللَّهِ فَيَقُولُونَ: إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ [الفاتحة:5] لَا حَولَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ، لَا يَعتَمِدُونَ عَلَى مَا أُوتُوهُ مِن القُوَّةِ وَالتَّصَرُّفِ وَالحَالِ؛ فَإِنَّ هَذَا مِن الجِدِّ، وَقَد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَقِبَ الصَّلَاةِ وَفِي الِاعتِدَالِ بَعدَ الرُّكُوعِ: (اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعطَيت وَلَا مُعطِيَ لِمَا مَنَعت وَلَا يَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنك الجَدُّ).
فَالذَّوقُ وَالوَجدُ هُوَ يَرجِعُ إلَى حُبِّ الإِنسَانِ وَوَجدِهِ بِحَلَاوَتِهِ وَذَوقِهِ وَطَعمِهِ، وَكُلُّ صَاحِبِ مَحَبَّةٍ فَلَهُ فِي مَحبُوبِهِ ذَوقٌ وَوَجدٌ، فَإِن لَم يَكُن ذَلِكَ بِسُلطَانٍ مِن اللَّهِ وَهُوَ مَا أَنزَلَهُ عَلَى رَسُولِه..
– الشيخ: بسُلطانٍ أي بِحُجَّة، نعم، فإن لم يكن ذلك بحُجَّةٍ، نعم حُجَّة من عندِ اللهِ
– القارئ: أحسنَ الله إليكم، قال: فَإِن لَم يَكُن ذَلِكَ بِسُلطَانٍ مِن اللَّهِ وَهُوَ مَا أَنزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ صَاحِبُهُ مُتَّبِعًا لِهَوَاهُ بِغَيرِ هُدًى، وَقَد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ [القصص:50]
وَقَالَ تَعَالَى: وَمَا لَكُم أَلَّا تَأكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسمُ اللَّهِ عَلَيهِ وَقَد فَصَّلَ لَكُم مَا حَرَّمَ عَلَيكُم إِلَّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهوَائِهِم بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُعتَدِينَ [الأنعام:119]
وكَذَلِكَ مَن اتَّبَعَ مَا يَرِدُ عَلَيهِ مِن الخِطَابِ أَو مَا يَرَاهُ مِن الأَنوَارِ وَالأَشخَاصِ الغَيبِيَّةِ وَلَا يَعتَبِرُ ذَلِكَ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَإِنَّمَا يَتَّبِعُ ظَنًّا لَا يُغنِي مِن الحَقِّ شَيئًا، فَلَيسَ فِي المُحَدَّثِينَ المُلهَمِينَ أَفضَلُ مِن عُمَرَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (إنَّهُ قَد كَانَ فِي الأُمَمِ قَبلَكُم مُحَدَّثُونَ فَإِن يَكُن فِي أُمَّتِي مِنهُم أَحَدٌ فَعُمَرُ مِنهُم)، وَقَد وَافَقَ عُمَرُ رَبَّهُ فِي عِدَّةِ أَشيَاءَ؛ وَمَعَ هَذَا فَكَانَ عَلَيهِ أَن يَعتَصِمَ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَقبَلَ مَا يَرِدُ عَلَيهِ حَتَّى يَعرِضَهُ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَتَقَدَّمَ..
– الشيخ: نعم، عمرُ يعني، ما يقبَلُ إلّا، وهذا الواجبُ على العبدِ، الواجب ألّا يقبَلَ ما يَرِدُ على قلبهِ من الأفكارِ والاعتقاداتِ والتّصوُّراتِ إلا ببرهانٍ يَعرضُهُ على النُّورِ المُبينِ والكتابِ المُبينِ؛ فإنَّ هذا هو الحقُّ المعصومُ، الحقُّ المعصومُ ما جاءَ به المعصومُ.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَلا يَتَقدَّمُ بَينَ يَدَي اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ بَل يَجعَلُ مَا وَرَدَ عَلَيهِ إذَا تَبَيَّنَ لَهُ مِن ذَلِكَ أَشيَاءُ خِلَافُ مَا وَقَعَ لَهُ فَيَرجِعُ إلَى السُّنَّةِ، وَكَانَ أَبُو بَكرٍ يُبَيِّنُ لَهُ أَشيَاءَ خَفِيَت عَلَيهِ فَيَرجِعُ إلَى بَيَانِ الصِّدِّيقِ وَإِرشَادِهِ وَتَعلِيمِهِ؛ كَمَا جَرَى يَومَ الحُدَيبِيَةِ، وَيَومَ مَاتَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَيَومَ نَاظَرَهُ فِي مَانِعِي الزَّكَاةِ وَغَيرَ ذَلِكَ، وَكَانَت المَرأَةُ تَرُدُّ عَلَيهِ مَا يَقُولُهُ وَتَذكُرُ الحُجَّةَ مِن القُرآنِ فَيَرجِعُ إلَيهَا؛ كَمَا جَرَى فِي مُهُورِ النِّسَاءِ وَمِثلُ هَذَا كَثِيرٌ..
– الشيخ: كما جَرَى ايش؟ مُهُور، مُهُور النّساءِ، صحيح
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قال:
فَكُلُّ مَن كَانَ مِن أَهلِ الإِلهَامِ وَالخِطَابِ وَالمُكَاشَفَةِ لَم يَكُن أَفضَلَ مِن عُمَرَ رضي الله عنه فَعَلَيهِ أَن يَسلُكَ سَبِيلَهُ فِي الِاعتِصَامِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ لَا يَجعَلُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ تَبَعًا لِمَا وَرَدَ عَلَيهِ. وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَخطَئُوا وَضَلُّوا وَتَرَكُوا ذَلِكَ وَاستَغنَوا بِمَا وَرَدَ عَلَيهِم وَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يُغنِيهِم عَن اتِّبَاعِ العِلمِ المَنقُولِ، وَصَارَ أَحَدُهُم يَقُولُ: أَخَذُوا عِلمَهُم مَيِّتًا عَن مَيِّتٍ، وَأَخَذنَا عِلمَنَا عَن الحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ. فَيُقَالُ لَهُ: أَمَا مَا نَقَلَهُ..
– الشيخ: … قف على وهؤلاء إلى آخره.