الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الفرقان بين الحق والباطل/(20) والله تعالى بعث الرسل بتحصيل المصالح وتكميلها “قوله وتعطيل المفاسد وتقليلها”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(20) والله تعالى بعث الرسل بتحصيل المصالح وتكميلها “قوله وتعطيل المفاسد وتقليلها”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الفُرقان بينَ الحقِّ والباطلِ) لابن تيميّة
الدّرس العشرون

***    ***    ***    ***

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ وسلّمَ وباركَ على نبيّنا محمّدٍ وآله وصحبِه أجمعين، اللهمّ اغفر لنا ولشيخِنا وللمسلمين، قال الإمامُ ابنُ تيميةَ رحمنا اللهُ وإيّاهُ ووالدينا والمسلمين:
وَاَللَّهُ تَعَالَى بَعَثَ الرُّسُلَ بِتَحصِيلِ المَصَالِحِ وَتَكمِيلِهَا وَتَعطِيلِ المَفَاسِدِ وَتَقلِيلِهَا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ دَعَا الخَلقَ بِغَايَةِ الإِمكَانِ، وَنَقَلَ كُلَّ شَخصٍ إلَى خَيرٍ مِمَّا كَانَ عَلَيهِ بِحَسَبِ الإِمكَانِ، وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُم أَعمَالَهُم وَهُم لَا يُظلَمُونَ [الأحقاف:19] وَأَكثَرُ المُتَكَلِّمِينَ يَرُدُّونَ بَاطِلًا بِبَاطِلِ وَبِدعَةً بِبِدعَة؛ لَكِن قَد يَرُدُّونَ بَاطِلَ الكُفَّارِ مِن المُشرِكِينَ وَأَهلِ الكِتَابِ بِبَاطِلِ المُسلِمِينَ فَيَصِيرُ الكَافِرُ مُسلِمًا مُبتَدِعًا وَأَخَصُّ مِن هَؤُلَاءِ..
– الشيخ: هذا خير، يقول ينقلونهم من شرٍّ إلى شرٍّ دُونَه، وهذا مطلبٌ عقليٌّ وشرعيٌّ، الانتقالُ إلى ما هو أخفُّ، الانتقالُ إلى ما هو أخفُّ، حتى في الطبِّ والعلاجِ، يعني علاجِ المريضِ حتى ينقُلَه من مرضٍ خطيرٍ إلى حالٍ أَخَفَّ هذا مَطلبٌ حتى ولو لم يُشفَى كلِّياً من العِلَّة.
ولهذا المُعتزلةُ ونحوهم يَدعُون الكفّارَ ويُقيمون الحُجَجَ على نُبوَّةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّم، وهم بهذا مُحسِنون، فإذا اهتدى على أيديهِم أحدٌ، صارَ مسلماً لكن مُعتَزِليّاً.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَأَخَصُّ مِن هَؤُلَاءِ مَن يَرُدُّ البِدَعَ الظَّاهِرَةَ كَبِدعَةِ الرَّافِضَةِ بِبِدعَةٍ أَخَفَّ مِنهَا وَهِيَ بِدعَةُ أَهلِ السُّنَّةِ، وَقَد ذَكَرنَا فِيمَا تَقَدَّمَ..
– الشيخ:
بِدعَةُ أَهلِ السُّنَّةِ؟
– القارئ: نعم، قالَ في الحاشية: بِدَعُ أَهلِ السُّنَّةِ مثلُ بِدَعِ الأذكارِ النّبويّةِ التي خُصّصت بزمانٍ أو مكانٍ أو عددٍ مُعيَّن؛ فيلتزمُها السُّنّيُّ على غيرِ وجهِها فيقعُ في البِدعةِ مع بقائِه على مذهبِ أهلِ السُنّة.
– الشيخ:
وكأنَّه يريدُ أيضاً أَهلَ السُنَّةِ بالمعنى العامِّ، لأنَّ اسمَ أَهلِ السُنّةِ يُطلقُ ويُرادُ به من عَدَا الشّيعةِ ولهذا قابَلَه بالشِّيعةِ، بالرَّافضةِ، ويُطلقُ "أَهلُ السُنّة" على أَهلِ السُنّةِ والجماعةِ الذين يعني اقتفَوا في أُصولِهم وفي اعتقاداتِهم آثارَ الصّحابةِ والتّابعين.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قال رحمهُ اللهُ: وَلَا رَيبَ أَنَّ المُعتَزِلَةَ خَيرٌ مِن الرَّافِضَةِ وَمِن الخَوَارِجِ؛ فَإِنَّ المُعتَزِلَةَ تُقِرُّ بِخِلَافَةِ الخُلَفَاءِ الأَربَعَةِ، وَكُلُّهُم يَتَوَلَّونَ أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ وَعُثمَانَ، وَكَذَلِكَ المَعرُوفُ عَنهُم أَنَّهُم يَتَوَلَّونَ عَلِيًّا وَمِنهُم مَن يُفَضِّلُهُ عَلَى أَبِي بَكرٍ وَعُمَرَ؛ وَلَكِن حُكِيَ عَن بَعضِ مُتَقَدِّمِيهِم أَنَّهُ قَالَ: فَسَقَ يَومَ الجَمَلِ إحدَى الطَّائِفَتَينِ وَلَا أَعلَمُ عَينَهَا. وَقَالُوا إنَّهُ قَالَ: لَو شَهِدَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيرُ لَم أَقبَل شَهَادَتُهُمَا لِفِسقِ أَحَدِهِمَا لَا بِعَينِهِ، وَلَو شَهِدَ عَلِيٌّ مَعَ آخَرَ فَفِي قَبُولِ شَهَادَتِهِ قَولَانِ؛ وَهَذَا القَولُ شَاذٌّ فِيهِم، وَاَلَّذِي عَلَيهِ عَامَّتُهُم تَعظِيمُ عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه، وَمِن المَشهُورِ عِندَهُم ذَمُّ مُعَاوِيَةَ وَأَبِي مُوسَى وَعَمرِو بنِ العاص لِأَجلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، وَمِنهُم مَن يُكَفِّرُ هَؤُلَاءِ وَيُفَسِّقُهُم بِخِلَافِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وَعَائِشَةَ فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: إنَّ هَؤُلَاءِ تَابُوا مِن قِتَالِهِ، وَكُلُّهُم يَتَوَلَّى عُثمَانَ..
– الشيخ:
وهذا كلُّه يَقتضي تَفضِيلَهُم على الرَّافِضةِ
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَكُلُّهُم يَتَوَلَّى عُثمَانَ، وَيُعَظِّمُونَ أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ، وَيُعَظِّمُونَ الذُّنُوبَ فَهُم يَتَحَرَّونَ الصِّدقَ كَالخَوَارِجِ، لَا يَختَلِقُونَ الكَذِبَ كَالرَّافِضَةِ، وَلَا يَرَونَ أَيضًا اتِّخَاذَ دَارٍ غَيرَ دَارِ الإِسلَامِ كَالخَوَارِجِ، وَلَهُم كُتُبٌ فِي تَفسِيرِ القُرآنِ وَنَصرِ الرَّسُولِ، وَلَهُم مَحَاسِنُ كَثِيرَةٌ يُتَرَجَّحُونَ عَلَى الخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ، وَهُم قَصدُهُم إثبَاتَ تَوحِيدِ اللَّهِ وَرَحمَتِهِ وَحِكمَتِهِ وَصِدقِهِ وَطَاعَتِهِ، وَأُصُولُهُم الخَمسُ عَن هَذِهِ الصِّفَاتِ الخَمسِ؛ لَكِنَّهُم غَلِطُوا فِي بَعضِ مَا قَالُوهُ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِن أُصُولِهِم الخَمسِ، فَجَعَلُوا مِن "التَّوحِيدِ" نَفيَ الصِّفَاتِ وَإِنكَارَ الرُّؤيَةِ وَالقَولَ بِأَنَّ القُرآنَ مَخلُوقٌ فَوَافَقُوا فِي ذَلِكَ الجهمية، وَجَعَلُوا مِن "العَدلِ" أَنَّهُ لَا يَشَاءُ مَا يَكُونُ، وَيَكُونُ ما..
– الشيخ:
لا، لَا يَشَاءُ، لَا يَشَاءُ
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، في تعليقٌ لكم؟ أقرأ؟ أقرأ يا شيخ؟
– الشيخ:
إي
– القارئ: قلتم: لعلَّ الصَّوابَ أنَّه يشاءُ ما لا يُكونُ، ويكونُ ما لا يُشاء، فالأوَّلُ كإيمانِ الكافرِ؛ فعندَهم شاءَهُ الله ولم يكن..
– الشيخ:
فعندهم
– القارئ: شاءَه، فعندَهم شاءَهُ، فالأوَّلُ كإيمانِ الكافرِ فعندهم
– الشيخ:
كإيمانِ الكافرِ
– القارئ: إي نعم، فعندَهم شاءَهُ اللهُ ولم يكن، والثَّاني ككُفرِ الكافرِ فهو كائنٌ..
– الشيخ:
كَكُفرِ ايش؟
– القارئ: كَكُفرِ الكافر فهو كائنٌ، واللهُ لم يشأهُ..
– الشيخ:
ماشي، والحقُّ، الحقُّ ما هو؟ أنَّ ما شاءَ اللهُ كان، وكلُّ ما في الوجود، كلُّ مَوجُودٍ فهو حاصلٌ وواقعٌ بمشيئةِ الله، لا خروجَ لشيءٍ عن مشيئةِ اللهِ ألبتّة، فما شاءَ اللهُ كان، وما لم يشأ لم يكن، فكلُّ ما لم يُوجَد فإنَّ اللهَ لم يشأ وُجودَهُ، هذا تحقيقُ الإيمانِ بالقَدَرِ.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَجَعَلُوا مِن "العَدلِ" أَنَّهُ لَا يَشَاءُ مَا يَكُونُ، وَيَكُونُ مَا لَا يَشَاءُ، وَأَنَّهُ لَم يَخلُق أَفعَالَ العِبَادِ، فَنَفَوا قُدرَتَهُ وَمَشِيئَتَهُ وَخَلقَهُ لِإِثبَاتِ العَدلِ..
– الشيخ:
لم يشأ أفعالَ العبادِ، غيرُ مخلوقةٍ له، ولا هي واقعةٌ بمشيئتِه، بل العبدُ يخلُقُ فِعلَه، وهي تكون بمحضِ مشيئةِ العبدِ، فلهذا مَذهبُهُم يتضمَّنُ نوعاً من الشِّركِ في الرّبوبيّةِ، نعم، ولهذا شُبِّهوا بالمَجُوس، شُبِّهوا بالمَجُوس.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَجَعَلُوا مِن "الرَّحمَةِ" نَفيَ أُمُورٍ خَلَقَهَا لَم يَعرِفُوا مَا فِيهَا مِن الحِكمَةِ..
– الشيخ:
نعم هذهِ تحتاجُ إلى تأمّلٍ، نعم بعده.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَكَذَلِكَ هُم وَالخَوَارِجُ قَالُوا بـ"إنفَاذِ الوَعِيدِ" لِيُثبِتُوا أَنَّ الرَّبَّ صَادِقٌ لَا يَكذِبُ؛ إذ كَانَ عِندَهُم قَد أَخبَرَ بِالوَعِيدِ العَامِّ فَمَتَى لَم يَقُل بِذَلِكَ لَزِمَ كَذِبُهُ وَغَلَطُه فِي فَهمِ الوَعِيدِ. وَكَذَلِكَ "الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيُ عَن المُنكَرِ بِالسَّيفِ" قَصَدُوا بِهِ طَاعَةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا يَقصِدُهُ الخَوَارِجُ وَالزَّيدِيَّةُ فَغَلِطُوا فِي ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ إنكَارُهُم لِلخَوَارِقِ غَيرِ المُعجِزَاتِ؛ قَصَدُوا بِهِ إثبَاتَ النُّبُوَّةِ وَنَصرَهَا، وَغَلَطُوا فِيمَا سَلَكُوهُ فَإِنَّ النَّصرَ لَا يَكُونُ بِتَكذِيبِ الحَقِّ، وَذَلِكَ لِكَونِهِم لَم يُحَقِّقُوا خَاصَّةَ آيَاتِ الأَنبِيَاءِ. وَالأَشعَرِيَّةُ مَا رَدُّوهُ مِن بِدَعِ المُعتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ والجهميّةِ وَغَيرِهِم، وَبَيَّنُوا مَا بَيَّنُوهُ مِن تَنَاقُضِهِم، وَعَظَّمُوا الحَدِيثَ وَالسُّنَّةَ وَمَذهَبَ الجَمَاعَةِ، فَحَصَلَ بِمَا قَالُوهُ مِن بَيَانِ تَنَاقُضِ أَصحَابِ البِدَعِ الكِبَارِ وَرَدِّهِم مَا انتَفَعَ بِهِ خَلقٌ كَثِيرٌ؛ فَإِنَّ الأَشعَرِيَّ كَانَ مِنَ المُعتَزِلَةِ وَبَقِيَ عَلَى مَذهَبِهِم أَربَعِينَ سَنَةً يَقرَأُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الجُبَّائي، فَلَمَّا انتَقَلَ عَن مَذهَبِهِم كَانَ خَبِيرًا بِأُصُولِهِم وَبِالرَّدِّ عَلَيهِم وَبَيَانِ تَنَاقُضِهِم، وَأَمَّا مَا بَقِيَ عَلَيهِ مِن مخالفة السُّنَّةِ فَلَيسَ هُوَ مِن خَصَائِصِ المُعتَزِلَةِ بَل هُوَ مِن القَدرِ المُشتَرَكِ بَينَهُم وَبَينَ الجهمية، وَأَمَّا خَصَائِصُ المُعتَزِلَةِ..
– الشيخ: مثل نفي الصِّفاتِ، أو كثيرٍ من الصِّفاتِ، هذا باقي مع الأشاعرةِ في الجملةِ، يقول شيخُ الإسلام: إنّ هذا من الأمورِ المشتركةِ ليس هذا من خصائصِ المُعتزلةِ، بل هذا من الأمورِ المشتركةِ بين المُعتزلةِ والجَهميَّةِ، وشارَكَهم في ذلك الأشَاعرةُ. المعتزلةُ ينفونَ جميعَ الأسماءِ والصّفاتِ الجهميّة، والمعتزلةُ ينفونِ الصّفاتِ، والأشاعرةُ ينفونَ كثيراً من الصِّفاتِ على اختلافٍ بينهم.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَأَمَّا خَصَائِصُ المُعتَزِلَةِ فَلَم يُوَالِهِم الأَشعَرِيُّ فِي شَيءٍ مِنهَا؛ بَل نَاقَضَهُم فِي جَمِيعِ أُصُولِهِم، وَمَالَ فِي مَسَائِلِ العَدلِ وَالأَسمَاءِ وَالأَحكَامِ إلَى مَذهَبِ جَهمٍ وَنَحوِهِ.
وَكَثِيرٌ مِن الطَّوَائِفِ "كالنّجّاريّة" أَتبَاعِ الحُسَينٍ النَّجَّارِ، و"الضِّراريّة" أَتبَاعِ ضِرَارِ بنِ عَمرٍو؛ يُخَالِفُونَ المُعتَزِلَةَ فِي القَدَرِ وَالأَسمَاءِ وَالأَحكَامِ وَإِنفَاذِ الوَعِيدِ.
وَالمُعتَزِلَةُ مِن أَبعَدِ النَّاسِ عَن طَرِيقِ أَهلِ الكَشفِ وَالخَوَارِقِ، وَالصُّوفِيَّةِ يَذُمُّونَهَا وَيَعِيبُونَهَا. وَكَذَلِكَ يُبَالِغُونَ فِي ذَمِّ النَّصَارَى أَكثَرَ مِمَّا يُبَالِغُونَ فِي ذَمِّ اليَهُودِ، وَهُم إلَى اليَهُودِ أَقرَبُ، كَمَا أَنَّ الصُّوفِيَّةَ وَنَحوَهُم إلَى النَّصَارَى أَقرَبُ؛ فَإِنَّ النَّصَارَى عِندَهُم عِبَادَةٌ وَزُهدٌ وَأَخلَاقٌ بِلَا مَعرِفَةٍ وَلَا بَصِيرَةٍ فَهُم ضَالُّونَ، وَاليَهُودُ عِندَهُم عِلمٌ وَنَظَرٌ بِلَا قَصدٍ صَالِحٍ وَلَا عِبَادَةٍ وَلَا زُهدٍ وَلَا أَخلَاقٍ كَرِيمَةٍ، فَهُم مَغضُوبٌ عَلَيهِم، وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَلَا أَعلَمُ فِي هَذَا الحرفِ اختِلَافًا بَينَ المُفَسِّرِينَ، وَرَوَى بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي رَوقٍ عَن الضحّاكِ عن ابنِ عَبَّاسٍ: وَغَيرِ طَرِيقِ الضَّالِّينَ، وَهُم النَّصَارَى الَّذِينَ أَضَلَّهُم اللَّهُ بِفِريَتِهِم..
– الشيخ: يعني المعنى غيرِ المَغضوبِ عليهم غيرِ طريق المغضُوب عليهم، وغيرِ طَرِيق الضَّالِّين، يعني يريدُ تفسيرَ الآيةِ غير المَغضوبِ على تقدير، وأنَّ المعنى هكذا: صِّراطَ الذينَ أنعَمتَ عليهِم غيرِ طريق المغضوبِ عليهم وغيرِ طريقِ الضَّالِّين.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، وَهُم النَّصَارَى الَّذِينَ أَضَلَّهُم اللَّهُ بِفِريَتِهِم عَلَيهِ، يَقُولُ: فَأَلهِمنَا دِينَك الحَقَّ -وَهُوَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ- حَتَّى لَا تَغضَبَ عَلَينَا كَمَا غَضِبتَ عَلَى اليَهُودِ، وَلَا تُضِلَّنَا كَمَا أَضلَلت النَّصَارَى فَتُعَذِّبَنَا كَمَا تُعَذِّبَهُم، يَقُولُ: امنَعنَا مِن ذَلِكَ بِرِفقِك وَرَحمَتِك ورأفَتِكَ وَقُدرَتِك. قَالَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَلَا أَعلَمُ فِي هَذَا الحَرفِ اختِلَافًا بَينَ المُفَسِّرِينَ، وَقَد قَالَ سُفيَانُ بنُ عيينة: كَانُوا يَقُولُونَ: مَن فَسَدَ مِن عُلَمَائِنَا فَفِيهِ شَبَهٌ مِن اليَهُودِ، وَمَن فَسَدَ مِن عُبَّادِنَا فَفِيهِ شَبَهٌ مِن النَّصَارَى.
فَأَهلُ الكَلَامِ أَصلُ أَمرِهِم هُوَ النَّظَرُ فِي العِلمِ وَدَلِيلِهِ، فَيُعَظِّمُونَ العِلمَ وَطَرِيقَهُ..
– الشيخ:
الكلامُ متواصلٌ، خلّيك عند: "فَأَهلُ الكَلَامِ أَصلُ".
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة