بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله
الدّرس الأول
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الشّيخُ بكرُ بن عبدِ الله أبو زيد في كتابِه "حِرَاسَةُ الفَضِيلَةِ":
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ لله وحدَهُ، والصّلاةُ والسّلام على من لا نبيَّ بعدَهُ، نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه، ومن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فهذهِ رسالةٌ نُخْرِجُها للنّاسِ؛ لِـتَـثْبيتِ نِساءِ المؤمنينَ على الفضيلةِ، وكشْفِ دَعاوى المُستغربينَ إلى الرَّذِيلَةِ، إذ حياةُ المُسلمينَ المُتَمَسِّكينَ بِدينِهِم اليومَ، المَبْنيّةِ على إقامةِ العبوديّةِ للهِ تعالى، وعلى الطُّهْرِ والعَفافِ، والحياءِ، والغَيرةِ؛ حياةٌ مَحْفوفَةٌ بالأخطارِ مِنْ كُلِّ جانبٍ، بجلبِ أمراضِ الشُّبُهَاتِ في الاعتقاداتِ والعِباداتِ، وأمراضِ الشَّهواتِ في السُّلوكِ والاجتماعيّاتِ، وتَعْميقِها في حياةِ المسلمينَ في أسوأ مخطّطٍ مُسخَّرٍ لِحرْبِ الإسلام، وأسوأ مؤامرة على الأمّةِ الإسلاميّةِ، تبنّاهَا (النِّظامُ العالميُّ الجديدُ) في إطارِ نظريةِ الخَلْطِ بين الحقِّ والباطلِ، والمعروفِ والمُنكرِ، والصَّالحِ والطَّالحِ، والسُّنَّةِ والبِدعةِ، والسُّنيِّ والبِدْعِيّ، والقرآنِ والكتبِ المَنْسوخةِ المُحرَّفَةِ كالتّوراةِ والإنجيلِ، والمسجدِ والكنيسةِ، والمسلمِ والكافرِ، ووحدةِ الأديانِ.
ونظريةُ الخَلطِ هذهِ أنْكى مَكيدةٍ لِتَذْويبِ الدِّينِ في نفوسِ المؤمنينَ، وتحويلِ جماعةِ المسلمينِ إلى سَائِمَةٍ تُسَامُ، وقطيعٍ مهزوزٍ اعتقادُهُ، غارقٍ في شَهَوَاتِهِ، مُسْتَغْرِقٍ في مَلَذّاتِهِ، مُتبلّدٍ في إحساسِهِ، لا يعرفُ معروفاً ولا يُنكِرُ مُنْكراً، حتى يَنْقلبَ منهم مَنْ غَلَبَتْ عليهِ الشَّقَاوةُ على عَقِبَيْهِ خاسراً، ويرتدَّ منهم مَنْ يَرْتَدُ عن دينِهِ بالتّدريج.
كلُّ هذا يجري باقتحامِ الولاءِ والبراء، وتَسْرِيبِ الحُبِّ والبُغضِ في الله، وإلجامِ الأقلامِ، وكفِّ الألسنةِ عن قولِ كلمةِ الحقِّ، وصناعةِ الاتّهاماتِ لِمَنْ بَقيتْ عندهُ بقيَّةٌ مِنْ خَيرٍ، ورَمْيهِ بلباسِ الإرهابِ والتّطرّفِ والغُلوِّ والرَّجْعيَّةِ، إلى آخرِ ألقابِ الذّين كفروا للّذينَ أسلموا، والّذينَ اسْتَغْرَبُوا للّذينَ آمنوا وثَبَتُوا، والّذين غَلَبوا على أمرِهِم للّذينَ استُضْعِفُوا.
ومِن أشأمِ هذه المَخاطِرِ، وأشدِّهَا نُفوذاً في تمييعِ الأمّةِ..
– الشّيخ: لا إلهَ إلَا الله، هذا كتابٌ قَيّمٌ عظيمٌ، للشيخ أبي عبدِ الله بكر أبو زيد: وهو معروفٌ بِغَيرَتِهِ، وببصيرتِه، ومعرفتِهِ للواقعِ، وخِبرتِهِ بمُخطّطاتِ ومكائدِ الأعداءِ مِن الكفّارِ والمنافقينَ، والأغرارِ التّابعين.
وكتبَ هذا الكتابَ؛ لإنكارِ ما هو جاري مِن التَّسلُّطِ على المرأةِ لإخراجِهَا عن آدابِ الإسلامِ وحَمْلِهَا على التّمرّدِ على أحكامِ شريعةِ الله، كما جرى في البلادِ الّتي احتُلتْ مِنْ قِبَلِ الكُّفارِ الإنكليزِ والفرنسيّينَ.
وهذهِ البلادُ قد سَلِمَتْ من الاستعمارِ، لكنّها غُزيَتْ بِحُكْمِ هذا التّواصلِ والارتباطِ الدّوليّ، والتّواصلِ العالميّ والنّظامِ العالميّ.
فالآنَ المَكائدُ والخُططُ مُسَخَّرَةٌ للكيدِ للإسلامِ في جميعِ البِلادِ، ولكنّ هذهِ البلادُ بالذّاتِ لها اهتمامٌ خاصٌ عندَ أعداءِ اللهِ لها اهتمامٌ.
يُريدونَ أن يُغيّروها، لأنّها هي القمّةُ، هِيَ الرّبْوةُ الّتي نَجَتْ مِنْ آثارهِمْ طُوْلَ العُقُودِ الماضية، وهم الآنَ مُتوجِّهونَ لِسَلْخِها، وتغييرها، وتَغريبِها، ومسخِ هَويَّتِهَا، وسَلْبِها خصائِصَهَا وتَمَيُّزَهَا عن العالم الإسلامي.
وأكثرُ ما يكونُ التّركيزُ على المرأةِ؛ لأنّها الأداةُ التي نجحوا في استغلالِهَا في البلادِ الأخرى سابقاً. فَلَمْ تَزَل المرأةُ أداةً للكفارِ، للمنافقينَ، فإنّها إذا غَرّبُوهَا، وأقحموها في كلِّ الميادين؛ تيّسرَ لَهُمْ ما وراءَ ذلكَ، يفشو فيهم الزّنا، ويَسْتَحِلُّونَ الحرامَ.
فالشيخُ رحمهُ اللهُ قد أحسنَ في تأليفِ هذا الكتابِ، وبيانِ المَخاطرِ الجاريةِ والمُرتَقَبَةِ.
– القارئ: ومِن أشأمِ هذهِ المَخاطرِ، وأشدّهَا نُفوذاً في تمييعِ الأمّةِ، وإغراقِهَا في شهواتها، وانحلالِ أخلاقِها: سَعيُ دعاةِ الفتنةِ الّذينَ تَولّوا عن حمايةِ الفضيلةِ الإسلاميّةِ في نسائِهِم ونساءِ المؤمنين..
– الشيخ: أسألُ اللهَ العافيةَ
– القارئ: إلى مدارجِ الفِتنةِ، وإشاعةِ الفاحشةِ ونَشْرِهَا. وعَدَلوا عن حفظِ نقاءِ الأعراضِ وحراسَتِها إلى زَلْزَلتِها عن مكانَتِهَا.
– الشيخ: أسألُ اللهَ العافيةَ، أعوذُ باللهِ.
الآن يُذكَرُ أنَّ كثيرٌ يأتونَ يتقدّمونَ إلى وزارةِ التّعليمِ العالي يطلبونَ ابتعاثَ بناتِهم، ما هؤلاء؟! هؤلاء ليسوا أهلاً لِلولَايةِ، هؤلاء قد طَفِأت مِنْ قُلوبِهِم الغَيرةُ الإسلاميةُ، والغَيرةُ الإنسانيّةُ السليمةُ، والفطرةُ القويمةُ. يأتونَ يطلبونَ أنْ يَبْتَعِثُوا بناتِهِم لتدرُسَ زعموا في بلادِ الغربِ، ويرمونَ بها في أحضانِ الكفّارِ بين مختلفِ النّاسِ منَ اليهودِ، والنّصارى، والملاحدةِ؛ مِن زملاءَ ومدرسينَ ومدرساتٍ وزميلاتٍ تكون. ولهذهِ الخُلطةِ لها أبعادُهَا، وآثارهُا، على خُلُقِهَا، وعفافها، وكرامتِهَا، وعلى عقيدتِهَا، فالخطرُ على البناتِ، وآثارُ الابتعادِ عن البناتِ لا شكّ أنّهُ أخطرُ وأسوأُ بكثيرٍ من آثارِ الابتعادِ عن الرّجالِ الشّباب.
– القارئ: وفتحِ أبوابِ الأطماعِ في اقتحامِهَا. كلُّ هذا من خلالِ الدّعواتِ الآثمةِ، والشّعاراتِ المُضَلّلةِ باسمِ حقوقِ المرأةِ، وحريّتِهَا، ومُساواتِهَا بالرَّجُلِ… وهكذا، مِنْ دَعواتٍ في قوائمَ يَطُولُ شَرْحُهَا، تناولُوهَا بعقولٍ صغيرة، وأفكارٍ مريضة، يَتَرَجّلُونَ بالمناداة إليها في بلادِ الإسلام، وفي المجتمعاتِ المُستقيمةِ لإسقاطِ الحجابِ وخلعِه، ونشرِ التبرُّجِ، والسُّفور، والعُري، والخَلاعَة، والاختلاط، حتى يقولَ لسانُ حالِ المرأةِ المتبرّجَة: (هَـيْتَ لكم أيّها الإباحيّون).
وقد تلطَّفوا في المكيدةِ، فَبَدَأوا بِوَضعِ لِبِنَةِ الاختلاطِ بين الجِنسينِ في رياضِ الأطفالِ، وبرامجِ الأطفالِ في وسائلِ الإعلامِ، ورُكنِ التّعارفِ بينَ الأطفالِ، وتقديمِ طاقاتِ – وليسَ باقاتِ – الزّهورِ بين الجِنسينِ في الاحتفالاتِ.
– الشيخ: أولُ ما كانَ يُعرَضُ في التّلفازِ في هذهِ البلادِ من النّساءِ: بناتٌ صغارٌ، ما كانَ يُعرضُ بناتٌ ولا نساءٌ ولا… وهذا مَبْنيٌّ على فِكرةِ التَّدرُّجِ، فالتّدرُّجُ طريقٌ للوصولِ إلى الغاياتِ في الخيرِ والشرِّ.
– القارئ: وهكذا يُخترقُ الحجابُ، ويُؤسَّسُ الاختلاطُ، بمثلِ هذهِ البِداياتِ الّتي يَسْتَسْهِلُهَا كثيرٌ من الناسِ، وكثيرٌ من الناسِ تَغِيبُ عنهم مقاصدُ البِداياتِ، كما تغيبُ عنهم..
– الشيخ: الآنَ كثيرٌ من الناسِ يُلَبِّسُ بناتَهُ الصِّغارَ يعني ثياباً غيرُ لائقةٍ بالأنثى ويقولُ صغيرةٌ! هذي التَّعلَّةُ؛ صغيرةٌ، لكنَّها تُنَشّأُ على الّلباسِ، على العُري تنشأُ حتّى لا تُحبّ الثِّيابَ الضافية والثِّيابَ الواسعة، لأ، تألفُ وهذا أمرٌ ظاهرٌ لِمَن تَدَبَّرَهُ وتتبَّعَهُ ونظرَ في تصرُّفاتِ النّاسِ في لِباسِ بناتِهِم. لابُدَّ أنْ يكونَ يعني المفضَّلُ عند كثيرينَ في لباسِ الفتاةِ: القصيرُ، الضّيِّقُ، الكذا… الكُمُّ إلى الكتفِ.
– القارئ: وكثيرٌ من الناسِ تَغيبُ عنهم مقاصدُ البداياتِ، كما تغيبُ عنهم معرفةُ مصادِرِهَا، كما في تجدُّدِ الأزياءِ – الموضة – الفاضحةِ الهابطةِ، فإنّها من لَدُن البَغَايا الّلائِي خَسِرْنَ أعراضَهُنَّ، فأخذنَ بعرضِ أنفسهنِّ بأزياءٍ مُتَجدِّدةٍ؛ هي غايةٌ في العُريِ والسَّفالةِ، وقد شُحنت بها الأسواقُ، وتَبارى النّساءُ في السَّبْقِ إلى شرائِهَا. ولو علموا مصدَرَهَا المُتَعَفِّنَ؛ لَتَبَاعَدَ عنها الّذينَ فيهم بَقِيَّةٌ مِنْ حياءٍ.
ومن البِداياتِ المُحرَّمةِ: إلباسُ الأطفالِ الملابسَ العاريةَ؛ لما فيها من إيلافِ الأطفالِ على..
– الشيخ: هذا هو بِعينِهِ، هذا هو، جزاهُ اللهُ خيراً، نعم، "ومِن" أعد
– القارئ: ومن البداياتِ المُحرّمةِ: إلباسُ الأطفالِ الملابسَ العاريةَ؛ لما فيها من إيلافِ الأطفالِ على هذه الملابسِ والزِّينةِ، بما فيها من تشبُّهٍ، وعُريٍّ وتَهَتُّكٍ.
وهكذا سلكوا شتَّى السُّبلِ، وصاحُوا بِسفورِ المرأةِ وتبرُّجِهَا مِن كلِّ جانبٍ، بالدعوةِ تارةً، وبالتَّنفيذِ تارةً، وبنشرِ أسبابِ الفسادِ تارةً، حتّى صارَ النّاسُ في أمرٍ مريجٍ، وتَزلْزَلَ الإيمانُ في نفوسِ كثيرين، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم.
إذاً: لابُدَّ من كلمةِ حقٍّ تَرفعُ الضَّيمَ عن نساءِ المؤمنينَ، وتدفعُ شرَّ المُستغربِينَ المُعتدينَ على الدِّينِ والأمَّةِ، وتُعْلِنُ التذكيرَ بما تعبّدَ الله بهِ نساءَ المؤمنينَ من فرضِ الحِجابِ، وحِفظِ الحياءِ والعفّةِ والاحتشامِ، والغَيرةِ على المحارمِ، والتّحذيرِ مما حرّمهُ اللهُ ورسولُه من حربِ الفضيلةِ بالتبرُّجِ والسُّفورِ والاختلاطِ، وتفقأُ الحُصْرُمَ.
– الشيخ: أعوذُ باللهِ، أعوذُ بالله، أهوالٌ فظيعةٌ، فاجعةٌ. الاختلاطُ من أعظمِ العواملِ لنشرِ الفواحشَ. اختلاطٌ بين الرِّجالِ في شتّى المجالاتِ: في التعليمِ، في الإعلامِ. الآنَ انظروا إلى ما يجري في الإعلامِ من لقاءاتٍ وحواراتٍ، وتبادلِ الأحاديثِ، وتبادلِ الكلماتِ والنَّظَراتِ والحركاتِ، شيءٌ فظيعٌ، فضيحةٌ، لكن كما قيل: إذا كَثُرَ المساسُ قلَّ الإحساسُ. إذا كَثُرَ الشيءُ ألِفَهُ النَّاسُ، مثلما ألِفُوا الدُّخانَ في الشّوارعِ، الآنَ ما يهتمُّ لهُ النّاسُ، دخان خلص، لأنه انتهى الحديثُ فيه، انتهى الكلامُ فيه، لكنْ إذا جاءَ في الغربِ نظامٌ في شربِ الدّخانِ، صارلوا (صار له) صدى في العالمِ الإسلامي. اللهُ المُستعانُ. لا إله إلا الله.
– القارئ: والتحذيرِ مما حرّمَهُ اللهُ ورسولُهُ مِنْ حربِ الفضيلةِ بالتّبرّجِ والسُّفورِ والاختلاطِ، وتفقأ الحُصْرُم في وجوهِ خَوَنَةِ الفضيلةِ..
– الشيخ: نعم
– القارئ: وتفقأ الحُصْرُم..
– الشيخ: وتفقأ؟
– القارئ: نعم
– الشيخ: ايش؟
– القارئ: الحُصْرُم
– الشيخ: الحِصْرِم
– القارئ: أحسن الله إليك
– الشيخ: الحِصرِم: العِنبُ الحامضُ، وتفقأ الحِصرِم، نعم يعني يريدُ الكلمةَ الّتي يقولُ لابدّ من كلمة، هذي راجعةٌ للقولِ، لابدّ من كلمةٍ ترفعُ الضَّيمَ عن المرأةِ المسلمةِ، وتفقأُ الحِصرِمَ.
– القارئ: وتفقأ الحِصرِمَ في وجوهِ خَوَنَةِ الفضيلةِ، ودعاةِ الرّذيلةِ؛ ليقولَ لسانُ حالِ العفيفةِ:
إليكَ عنّي إليكَ عنّي فَلَسْتُ منكَ ولستَ منّي
ولِـيُثَبِّتَ اللهُ بها من شاءَ من عبادِهِ على صيانةِ محارمِهِم، وصَونِ نسائِهِم من هذه الدّعواتِ، وأنّهُ لا مجالَ لحملِ شيءٍ منها محملَ إحسانٍ، لما يشاهدُهُ المسلمونَ مِن تيّارِ..
– الشيخ: أعد أعد
– القارئ: ولِـيُثَبِّتَ اللهُ بها من شاءَ من عبادِهِ على صيانِةِ محارِمِهِم، وصَونِ نسائِهِم من هذه الدّعواتِ..
– الشيخ: أسألُ اللهَ العافيةَ
– القارئ: وأنّهُ لا مجالَ لحملِ شيءٍ منها محملَ إحسانٍ، لما يُشاهدُهُ المسلمونَ من تيّارِ الخَلاعَةِ والمُجونِ والسُّفورِ، وشُيوعِ الفاحشةِ في عامّةِ المُجتمعاتِ الإسلاميّةِ الّتي سَرَتْ فيها هذهِ الدِّعاياتُ المُضَلِّلةُ. بل إنّ الصّحافةَ تسفّلَت في النَّقيصةِ، فَنَشَرَت كلماتِ بعضِ المَقْبُوحِينَ بإعلانِ هِوايةِ مُقدِّماتِ البِغَاءِ، مثل: المُعاكسةِ، وقولِ بعضِ الوضيعينَ: إنّهُ يهوى معاكسةَ بناتِ ذوي النّسبِ، وهكذا من صيحاتِ التَّشرُّدِ النَّفسيِّ، والانفلاتِ الأخلاقيّ.
وليتقِّ اَلله امرؤٌ مِنْ أبٍ أو ابنٍ أو أخٍ أو زوجٍ ونحوهِم، ولّاهُ اللهُ أمرَ امرأةٍ أنْ يتركَهَا تنحرفُ عن الحجابِ إلى السُّفورِ، ومن الاحتشامِ إلى الاختلاطِ، والحذرِ من تقديمِ أطماعِ الدُّنيا وملاذّ النُّفوسِ على ما هو خيرٌ وأبقى من حفظِ العِرضِ، والأجرِ العريضِ في الآخرة.
وعلى نساءِ المسلمينَ أنْ يتّقِينَ اللهَ، وأنْ يُسلِمْنَ الوجهَ للهِ، والقيادةَ لمحمّدِ بنِ عبد الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا يَلْتَفِتْنَ إلى الهَمَلِ؛ دعاةِ الفواحشِ والأفَنِ. ومن كانَ صادقَ الإيمانِ قويَّ اليقينِ تَحَصَّنَ بالله، واستقامَ على شرعِهِ.
والآنَ هذهِ رسالةٌ تُنيرُ السبيلَ في أُصولٍ في الفضيلةِ وحِراستِهِا، وحثِّ المؤمناتِ على التزامِهِا، وفي كشفِ دعاةِ المرأةِ إلى الرَّذيلِةِ، وتحذيرِ المؤمناتِ من الوقوعِ فيها. وبالفصلِ الأوّلِ يُعلمُ قطعاً الرَّدُّ على الثَّاني.
وفيما ذُكِرَ –إن شاء اللهُ – مُقْنِعٌ وهدايةٌ..
– الشيخ: مُقْنَعٌ أو مَقْنَعٌ؟
– القارئ: صحيح، مَقْنَعٌ وهدايةٌ، وعِظةٌ وكفايةٌ، لِمَن نوَّرَ اللهُ بصيرتَهُ، وأرادَ هدايتَهُ وتثبيتَهُ، وكلُّ امرئٍ حسيبُ نفسِهِ، فلينظُرْ مَوضِعَ صَدَرهِ ووِرده..
– الشيخ: .. ايش؟ وكلٌ امرئ حسيب نفسه
– القارئ: وكل امرئٍ حسيب نفسه، فلينظر موضع
– الشيخ: صَدَرِه وَوِردِه
– القارئ: صَدَره ووِرده، وقد أبلغتُ، وحسبي اللهُ ونعمَ الوكيل.
هذا وإنّ هذهِ الرِّسالةَ خُلاصَةٌ انتَـخَلْتُهَا، واستخلصتُهَا من نَحْوِ مِئَتَي كتاٍب ورسالةٍ ومقالةٍ عن المرأةٍ، عدا كتبٍ التّفسيرِ والحديثِ والفقهِ ونحوهَا، ولَم أُرِدْ إثقالَ هذهِ الرّسالةَ بعزوِ بعضِ العباراتِ والجُمَلِ إلى مواضِعِهَا، اكتفاءً بهذهِ الإشارةِ، وإنّ ممّا يُثبِّتُ اللهُ به قلوبَ المؤمنينَ والمؤمناتِ؛ إظهارُ جملةٍ من اللفَتَاتِ لأسرارِ التّنـزيلِ في عددٍ من الآياتِ. وفي هذه الرّسالةِ طائفةٌ مباركةٌ منها، كما ستراهُ في مثاني الصَّفَحَاتِ.
وأسألُ اللهَ سبحانَهُ أن يُلْبِسَهَا حُلَلَ القَبُولِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
المؤلّفُ: بكرُ بنُ عبدِ الله أبو زيد
1/ 4/ 1420هـ
– الشيخ: رحمهُ اللهُ، جزاهُ اللهُ خيراً، جزاهُ اللهُ خيراً، رحمهُ اللهُ وجزاهُ اللهُ خيراً على ما قدّمَ، لا إله إلا الله ولا حولَ ولا قوَّةَ إلّا باللهِ.. شو قلت يا عبد الله؟
– طالب: …
– الشيخ: كتابَه هذا يتكلَّمُ … الحمدُ لله
– طالب: الطّبعةُ الأولى حُذِفَ منها شيءٌ كثيرٌ ..
– الشيخ: أي ممكن حُذِفَ من الخُطبةِ، خُطبةِ السّديسِ حُذف منها، خطبة!
– طالب …
– الشيخ: أصليّة، يعني لازم تُقابِل معنا نشوف الفُروق. جزاكَ اللهُ خيراً، وباركَ اللهُ فيك. لا إله إلا الله ولا حولَ ولا قوّة إلّا بالله.
– القارئ: … يقولُ في الهامشِ: كنتُ اكتبُ على مؤلّفاتي "بقلم" من بابِ أنَّها أقلُّ من كلمةِ "تأليف"، واقتداء ببعضِ مَنْ يُشار إليهم مِن أهل عصرنَا، ثمّ تبيَّنَ لي أنّ هذا الاستخدامَ مع تأخُّرِهِ: هو من صَنِيعِ الكُتَّابِ الغربيّينَ، فهو مُحدَثٌ وافدٌ، وعندهُم أيضاً "الاسم القَلَمِيّ" لِمَا نُسمّيهِ "الاسم المُستعار".
– الشيخ: باركَ الله فيك، لا حولَ ولا قوّة إلّا بالله.