الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(2) الفصل الأول – الأصل الأول “قوله وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة”

(2) الفصل الأول – الأصل الأول “قوله وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الثّاني

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله تعالى- في كتابه "حراسة الفضيلة"
– الشيخ:
أبعد الصوت
– القارئ: الفصل الأول في ذكر عشرة أصول للفضيلة، الأصل الأول وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة..
– الشيخ:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
– القارئ: الفوارق بين الرجل والمرأة الجسدية والمعنوية والشرعية ثابتة قدراً وشرعاً وحسَّاً وعقلاً..
– الشيخ:
الله أكبر
– القارئ: بيان ذلك أن الله
– الشيخ:
ويزعم الزاعمون يعني أنه لا فرق بين الرجل والمرأة، هم لا يستطيعون ينكرون الفوارق الحِسيّة الجسدية مستحيل، لكنهم يُريدون التّسوية بينهما، يعني في أمور معنوية كالعقل، يزعمون أنه لا فرق أن ولهذا يكفرون أو يجدون حرجاً من مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (ما رأيتُ مِن ناقصات عقلٍ ودين..).
يزعمون أن لا فرق بين المرأة والرجل في العقل والَمَلَكات والقُدَر؛ وهم بهذا يُغالطون الواقع ويكابرون الحقائق، ولا أحد يُنكر أنه يكون في النساء يعني من تفوق بعض الرجال، لكن الموازنة بين الجنسين في الجملة على سبيل الإجمال، التفاضل، الرجال تتفاضل عقولهم والنساء تتفاضل عقولهن، لكن الشأن في الأحكام العامة.
 
– القارئ: بيان ذلك أن الله سبحانه خلق الرجل والمرأة شطرين للنوع الإنساني -ذكراً وأنثى- وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى يشتركان في عمارة الكون كل فيما يخصُّه، ويشتركان في عِمارته بالعبودية لله تعالى بلا فرق بين الرجال والنساء في عموم الدين، في التوحيد والاعتقاد وحقائق الإيمان، وإسلام الوجه لله تعالى وفي الثواب والعقاب.  
– الشيخ:
كلٌّ مخلوق للعبادة: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] هذا القدر مشترك بين الرجال والنساء، الشيخ يريد يذكر يعني الجوانب المشتركة والفوارق.
 
– القارئ: وفي عموم الترغيب والترهيب والفضائل، وبلا فرق أيضاً في عموم التشريع، في الحقوق والواجبات كافّة، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، وقال سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97] وقال عزَّ شأنه: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [النساء:124]
لكن لما قدّر الله وقضى أن الذكر ليس كالأنثى في صفة الخِلقة والهيئة والتّكوين، ففي الذكورة كمالٌ خَلقي، وقوةٌ طبيعية، والأنثى أنقص منه خِلقةً وجِبلَّة وطبيعة لِما يعتريها من الحيض والحمل والمخاض والإرضاع وشؤون الرضيع وتربية جيل الأمة المقبل، ولهذا خُلِقت الأنثى من ضلع آدم عليه السلام.
– الشيخ:
ولهذا..
– القارئ: ولهذا خُلِقَتْ المرأة من ضلع آدم عليه السلام، فهي جزء منه تابعٌ له، ومتاعٌ له، و الرجل مؤتمن على القيام بشؤونها وحِفظها والإنفاق عليها، وعلى نَتاجِهما من الذُّرية، كان من آثار هذا الاختلاف في الخِلقة، الاختلاف بينهما في القوى والقدرات  بينهما في القوى والقدرات الجسدية والعقلية والفكرية والعاطفية و الإرادية، و في العمل و الأداء والكفاية في ذلك، إضافةً إلى ما توصّل إليه علماء الطب الحديث من عجائب الآثار من تفاوت الخَلق بين الجنسين، وهذان النوعان من الاختلاف أُنيطَت بهما جملة ٌكبيرةٌ من أحكام التشريع، فقد أُوجب ببالغ حكمة الله العليم الخبير الاختلاف..
– الشيخ:
فقد أَوجب..
– القارئ: فقد أَوجب ببالغ حكمة الله العليم الخبير الاختلاف والتفاوت والتفاضل بين الرجل والمرأة في بعض أحكام التشريع، في المهمات والوظائف التي تلائم كل واحد منهما في خِلقته وتكوينه، وفي قدراته وأدائه واختصاص كل منهما في مجاله من الحياة الإنسانية لتتكامل الحياة، وليقوم كل منهما بمهمته فيها.
– الشيخ:
والإشكالية ما تظهر ولا تَرِد ولا تقع إلا مع عدم الإيمان بالله، أو نقص الإيمان بالله، لأن من آمن بالله سلَّم لحُكمهِ، وآمن بحكمته بل إذا عَقل وتدبَّر واستبصر؛ أدرك حكمته وشهد عقله بحكمة أحكم الحاكمين.
بل عُقلاء البشر حتى الكفار المنصفون منهم لا بُدَّ أن يشهدوا بحكمة التّشريع الإسلامي، وإن لم يؤمنوا به، وإن لم ينقادوا له، لكن لا بُدَّ أن يشهدوا بذلك، إذا اجتمع لهم حُسن النظر مع الإنصاف.
 
– القارئ: فخصَّ سبحانه الرجال ببعض الأحكام التي تلائم خلقتهم وتكوينهم وتركيب بنيتهم، وخصائص تركيبها وأهليّتهم وكفايتهم في الأداء، وصبرهم وجَلَدهم ورزانتهم، وجملة وظيفتهم خارج البيت والسعي والإنفاق على من في البيت.
– الشيخ:
وجملةُ نعم..
– القارئ: وجملة وظيفتهم خارج البيت والسعي والإنفاق على من في البيت، وخصَّ سبحانه النساء ببعض الأحكام التي تلائم خِلقتهنَّ وتكوينهنَّ وتركيب بنيتهنَّ وخصائصهنَّ وأهليتهنَّ وأداءهنَّ وضعف تحملهنَّ، وجملة وظيفتهنَّ ومهمتهنَّ في البيت والقيام بشؤون البيت.
– الشيخ:
البيت، سمّاه السّفهاء الجّهلاء سمّوه زوراً، سموه سجن، سموا البيت سجن، ومعنى هذا أن المرأة عليها أن تخرج ولها أن تخرج كما يخرج الرجل، وتباري الرجل في سائر أعماله، أما أن تبقى في البيت فإنهم يشبِّهونها بالسجين، ويُشبّهون البيت بالسجن، تكون، وهم يخرجون واحدة ويُبقون أخرى، البيت تخرج منه الزوجة التي هي مع سكن الرجل و راعية البيت و تبقى فيه مَنْ؟!تبقى فيه لابد تبقى تبقى فيه الخادمة المجتلبة من هنا أو هناك، فهؤلاء الذين يتكلّمون ويدّعون ويدَّعون ويدعون إلى يعني لخروج المرأة، هؤلاء مُتناقضون كل التناقض، فآراؤهم فاسدة في العقل والشرع، لكن هذا أسلوب شياطين الإنس والجنّ زور، يزيفون الحقائق، يشوِّهون الحق بالكلمات المنفِّرة، ويزوِّرون الباطل بالكلمات المزوَّقة، يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [النساء:112]
 
– القارئ: والقيامَ بشؤون البيت وتربية من فيه من جيل الأمة المُقبل، وذكر الله عن امرأة عمران قولها: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى [آل عمران:36]، وسبحان من له الخَلق والأمر والحكم والتشريع، ألا له الخَلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
فتلك إرادة الله الكونية، فتلك إرادة الله الكونية القدرية في الخَلق والتّكوين والمواهب وهذه إرادة الله الدّينية الشرعية في الأمر والحكم والتشريع، فالتقت..
– الشيخ:
الإرادتان
– القارئ: الإرادتان على مصالح العباد وعِمارة الكون، وانتظام حياة الفرد والبيت والجماعة والمجتمع الإنساني، وهذا طرف مما اختصَّ به كل واحد منهما، فمن الأحكام التي اختصَّ بها الرجال، أنهم قوَّامون على البيوت بالحِفظ والرِّعاية وحراسة الفضائل وكفِّ الرذائل والذود عن الحِمى والغوائل، وقوَّامون على البيوت بمن فيها بالكسب والإنفاق عليهم، قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34] وانظر إلى أثر القيام..
– الشيخ:
الله المستعان
– القارئ: في لفظ القرآن العظيم..
– الشيخ:
الله المستعان، الآن صارت يعني أحوال الكثيرة يعني الأمر فيها بالعكس، تكون المرأة هي المُنْفِقة وهي التي تكتسب في الخارج، تخرج تكتسب هي الكسَّابة، والرجل أيضاً يكسب وكأنهم كل منهم يكتسب كأنهم يعني شركاء، ولهذا إذا كانت المرأة عاملة وموظفة، يَكِلُ الرجل نفقتها و نفقة البيت أحياناً عليها، يحولها لأن راتبها يكون أكثر يحوِّل النفقة على نفسها، أنفقي على نفسك وأنفقي على البيت وأنفقي.. ويطالبها، ثم من الصور الجارية الآن إن أنه كثيراً ما تخرج المرأة إلى العمل والزوج في البيت يبقى؛ لأن عمله متأخر، وكثيراً ما يبقى وليس في البيت إلا الخادمة، و هذا باب من أبواب الشر، وكثيراً من بل الواقع إن المرأة لا بُد أن تستعد لهذا الخروج، ليس أمرها كالرجل يلبس ثيابه ويمشي، لا لا بُد أن تستعد للزينة و تسريح الشعر وتنظيم نفسها و الاستعداد، فهي تتصنَّع لهذا الخروج أعظم من تصنُّعها لزوجها، هذا في الواقع كثير وهذا ليس طبيعياً، هذا ما يعني وضع معكوس، خلاف ما تقتضيه الفطرة و ما تقتضيه الحكمة.
 
– القارئ: وانظر إلى أثر هذا القيام في لفظ القرآن العظيم "تحت" في قول الله تعالى في سورة التحريم: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ [التحريم:10] فقوله سبحانه "تحت" إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما.
وانظر إلى أثر هذا القيام في لفظ … قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34] وانظر إلى أثر هذا القيام في لفظ القرآن العظيم "تحت" في قول الله تعالى في سورة التحريم: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ [التحريم:10]
فقوله سبحانه "تحت" إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما، وإنما السلطان للزوجين عليهما..
– الشيخ:
لا سلطان؟
– القارئ: نعم، بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما..
– الشيخ:
الي أشكل الضمير لكل منهما زوج، الضمير في قول "لا سلطان لهما" أي للمرأتين، لا سلطان لهما على زوجيهما، لا سلطان للمرأتين على زوجيهما، يعني لا سلطان لامرأة نوح ولوط لا سلطان لهما على نوح ولوط، بل السلطان لهما على امرأتيهما، فانظر، أعد
 
– القارئ: فقوله سبحانه "تحت" إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما وإنما السلطان للزوجين..
– الشيخ:
وإنما السلطان نعم..
– القارئ: وإنما السلطان للزوجين عليهما، فالمرأة لا تُساوى بالرجل ولا تعلو فوقه أبداً. ومنها أن النبوة والرسالة..
– الشيخ:
لا تعلو فوقه لا لا حسَّاً ولا معنىً.
– القارئ: ومنها أن النبوة والرسالة لم تكن إلا في الرجال دون النساء، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى [يوسف:109]؛ قال المفسرون: ما بعث الله نبياً امرأة ولا ملكاً و لا جنيَّاً و لا بدوياً، و أن الولاية العامة و النيابة عنها، كالقضاء و الإدارة و غيرها وسائر الولايات.
– الشيخ:
الأنبياء مُصطفون من خِيرة الجنس البشري؛ هذا المعنى مصطفون من خِيرة ال من الرجال لا من النساء من الحضر لا من البدو.
 
– القارئ: وأن الولاية العامة والنيابة عنها، كالقضاء والإدارة وغيرهما وسائر الولايات كالولاية في النكاح، لا تكون إلا للرجال دون النساء، وأن الرجال اختُصوا بكثير من العبادات دون النساء، مثل فرض الجهاد والجُمع والجماعات والأذان والإقامة و غيرها، وجُعل الطلاق بيد الرجل لا بيدها، والأولاد يُنسبون إليه لا إليها، وأن للرجل ضِعفَ ما للأنثى في الميراث والدِّية و الشهادة وغيرها، و هذه وغيرها من الأحكام التي اختُصَّ بها الرجال هو معنى ما ذكره الله سبحانه تعالى في آخر آية الطلاق من سورة البقرة في قوله تعالى: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:228]
وأما الأحكام التي اختصَّ الله بها النساء، فكثيرة تنتظم أبواب العبادات والمعاملات والأنكحة وما يتبعها، وما يتبعها والقضاء وغيرها، وهي معلومة في القرآن والسُّنَّة والمدونات الفقهية، بل أُفرِدَت بالتأليف قديماً وحديثاً، ومنها ما يتعلق بحجابها وحراسة فضيلتها وهذه الأحكام، التي اختصَّ.

– الشيخ: النّساء لهنَّ أحكام، في باب الطهارة إيش؟ أحكام الحيض أحكام الحيض باب الحيض هذا كله يتعلق بالنساء، والصلاة يعني يدخل فيه باب في باب في كتاب الصلاة ما يتعلق بالسترة السترة يعني لباس المرأة في الصلاة، يختلف عن لباس الرجل، وفي الصلاة.
والزكاة لا فرق يعني يتعلق بالمال في الزكاة لا فرق بين المرأة والرجل في وجوب الزكاة وفي قدر ما يجب إلى آخره، وفي وفي الصيام يأتي الأحكام المتعلقة بالحيض، كذلك بالحج لا يجب عليها الحج، يُشترط في وجوب الحج عليها وجود محرم إلى آخره. فللنساء أحكام في سائر أبواب الدين أبواب الفقه، كما يقول الشيخ.
– طالب:
– الشيخ:
شيء آخر هذا جزئيات صارت دقيقة
 
– القارئ: وهذه الأحكام التي اختصَّ الله سبحانه بها كل واحد من الرجال والنساء تفيد أموراً، منها الثلاثة الآتية: الأمر الأول..
– الشيخ:
أعد أعد
– القارئ: وهذه الأحكام التي اختص الله سبحانه بها كل واحد من الرجال والنساء تفيد أموراً، منها الثلاثة الآتية:
الأمر الأول: الإيمان والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء.
– الشيخ:
تفيد؟ نعم بعده
– القارئ: الإيمان والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء، الحسيَّة والمعنوية والشرعية، وليرضَ كل بما كتب الله له قدراً وشرعاً، وإن هذه الفوارق هي عين العدل وفيها انتظام حياة المجتمع الإنساني. الأمر الثاني..
– الشيخ:
ذكروا عن بعض المجنونات في فِكرهنَّ في فكرهنَّ، مجنونة في فكرها أنها تقول: لِمَ يتزوج الرجال أربع والمرأة لا تتزوج إلا واحد؟ هذه تريد بزعمها أن ينكحها أربعة، هذه في غاية من السَّفه والجهالة والسماجة والخِسَّة، خسيسة، وهي معدودة يعني أنها مثقّفة وراقية العقل عند سَفَلَة هذا العصر من الكفار وأذنابهم، نعم وأتباعهم..
 
– القارئ: الأمر الثاني: لا يجوز لمسلمٍ ولا مسلمة أن يتمنَّى ما خصَّ الله به الآخر من الفوارق المذكورة لما في ذلك من السخط على قدر الله وعدم الرضا بحكمه و شرعه، و يسأل العبد ربه من فضله، وهذا أدب شرعي يزيل الحَسد و يُذهِب النفس المؤمنة ويُهذِّب النفس المؤمنة ويروِّضها على الرضا بما قدَّر الله و قضى، ولهذا قال الله تعالى ناهياً عن ذلك: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [النساء:32]
– الشيخ:
الله أكبر
– القارئ: وسبب نزولها ما رواه مجاهد قال: قالت أم سَلمة: أي رسول الله، أيغزو الرجال ولا نغزو؟ وإنما لا لنا نصف الميراث! فنزلت: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ رواه الطبري والإمام أحمد والحاكم وغيرهم.
قال أبو جعفر الطبري -رحمه الله تعالى-: يعني بذلك جلَّ ثناؤه ولا تتشهَّوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض..
– الشيخ:
يا ليتنا يا ليتنا كذا يا ليتنا كذا، ونتمنى يعني الخلاف مع شرع الله يعني هذا فيه نوع من الاعتراض نعم. على شرع الله وقدره..
 
– القارئ: وذُكِرَ أن ذلك نزل في نساءٍ تمنّين منازل الرجال، وأن يكون لهنَّ ما لهم، فنهى الله عباده عن الأماني الباطلة، وأمرهم أن يسألوه من فضله، إذ كانت الأماني تُورِث أهلها الحسد والبغي بغير الحق. انتهى.
– الشيخ:
تُورِث الحسد وتُورَث الاعتراض على حكم الله وشرعه
– القارئ: الأمر الثالث: إذا كان هذا النهي بنصٍّ قرآني..
– الشيخ: الأمر الأول ماذا يقول عُدت ثلاث، واحد الإيمان؟
– القارئ: والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء
– الشيخ:
الأول؟
– القارئ: إي نعم هذا الأول
– الشيخ:
الإيمان والتسليم
– القارئ: بالفوارق بين..
– الشيخ: والثاني؟
– القارئ: لا يجوز لمسلم ولا مسلمة أن يتمنُّوا ما خصَّ به الآخر من الفوارق المذكورة.
– الشيخ:
نعم الثالث
– القارئ: الأمر الثالث: إذا كان هذا النهي بنصٍّ القرآن عن مجرد التمنِّي، فكيف بمن يُنكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها ويطالب بالمساواة ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؛ فهذه بلا شك نظرية إلحادية، لما فيها من منازعة لإرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما، ومنابَذة للإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة.
– الشيخ:
نظرية إلحادية؛ يعني فمن ينادي بها هو مُلحد، يعني كافر، يعني لأنه يعترض على شرع الله، لكن كثير من المنافقين وجَهلَة المسلمين ما يقتحموا هذا، إما أن يتكلموا كلاماً عاماً مُجملاً، أو في أشياء يعني فيها مجال للأخذ والرد، لكن لا يدخلون في المسائل الظاهرة القطعية، كالميراث هذا ما مالهم يعني من يقول يدعو أن يكون للمرأة مثل الرجل وأن هذا ليس بإنصاف أن تكون المرأة على النصف، يكون قولهم الصريح، ولهذا ما يقتحمون المنتسبون للإسلام.
– طالب: هم يقتحمون …
– الشيخ:
إيش؟
– طالب هم يقتحمون ويطالبون في كثير من …
– الشيخ:
ما يقتحم إلا كافر أو منافق. أما النّاس …
– طالب:
– الشيخ:
نعم، ما يتكلّم فيه إلا كافر أو منافق نعم
– القارئ: فهذه بلا شك نظرية إلحادية لما فيها لمنازعةٍ لإرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما، ومنابذة للإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بالفرق بين الذكر والأنثى في أحكام ٍكثيرة.
– الشيخ:
الفوارق الحِسيّة لا يستطيعون المكابرة بها، المرأة لها شأن وطبيعة، أمور كثيرة لكن يمكن ينازعون في الأشياء المعنوية كما تقدَّم.
 
– القارئ: ومنابذة للإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بالفرق بين الذكر والأنثى في أحكام كثيرة، كما تقدَّم بعضها، ولو حصلت المساواة في جميع الأحكام مع الاختلاف في الخِلقة والكفاية، لكان هذا انعكاساً في الفِطرة، ولكان هذا هو عين الظلم للفاضل والمفضول، بل ظلم لحياة المجتمع الإنساني، لما يلحقه من حِرمان ثمرة قدرات الفاضل، والإثقال على المفضول فوق قدرته، وحاشى أن يقع مِثقالُ خَردلةٍ من ذلك في شريعة أحكم الحاكمين.
– الشيخ:
الله أكبر جزاه الله خيراً
– القارئ: ولهذا كانت المرأة في ظِل هذه الأحكام الغرَّاء، مكفولة في أمومتها وتدبير منزلها وتربية الأجيال المقبلة للأمة، رَحِمَ الله العلَّامة محمود بن محمد شاكر، إذ قال معلِّقاً على كلام الطبري المتقدِّم، و لكن هذا بابٌ من القول و التشهِّي، قد لجَّ فيه أهل هذا الزمان، وخلطوا في فهمه خلطاً لا خلاص منه إلا بصدق النية وبالفهم الصحيح لطبيعة هذا البشر، وبالفصل بين ما هو أمان باطله لا أصل لها من ضرورة، وبالخروج من ربطة التقليد للأمم الغالبة، وبالتّحرر من أسر الاجتماع الفاسد الذي يضطرب بالأمم اليوم اضطراباً شديداً.
ولكن أهل ملتنا هداهم الله وأصلح شؤونهم قد انساقوا في طريق الضلالة وخلطوا بين ما هو إصلاح لما فسد من أمورهم بالهمّة والعقل والحكمة، وبين ما هو إفساد في صورة إصلاح، وقد غدا القوم وكَثُرَت داعيتهم من ذوي الأحقاد، الذين قاموا على صحافة زمانهم حتى تَبلْبَلتْ الألسنة ومرجت العقول وانزلق كثير من الناس مع هؤلاء الدعاة حتى صرنا نجد من أهل العلم ممن ينتسب إلى الدين من يقول في ذلك مقالة يبرأ منها كل ذي دين.
وفرق بين أن تحيا أمة _رجالاً ونساءً_ حياة صحيحة سليمة من الآفات والعاهات والجّهالات، وبين أن تُسقِط الأمة كل حاجز بين الرجال والنساء، ويصبح الأمر كله أمر أمانٍ باطلة، تُورِثُ الحسد والبغي بغير الحق، كما قال أبو جعفر لله درُّه ولله بلاؤه فاللهم اهدنا سواء السبيل في زمان خانت الألسنة فيها عقولها وليحذر الذين يخالفون عن أمر الله وعن قضائه فيهم أن تصيبهم قارعةٌ تُذهِب بما بقي من آثارهم في هذا في هذه الأرض كما ذهبت بالدين من قبلهم انتهى.
فَثبت بهذا الأصل الفوارق الحِسيّة والمعنوية والشرعية بين الرجل والمرأة وتأسيساً على هذا الأصل، تأتي الأصول التالية في الفوارق بينهما في الزينة والحجاب.
– الشيخ:
بارك الله فيك، حَسبُكْ.
حسبنا الله حسبنا الله حسبنا الله حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل لا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا الشيخ محمود شاكر متى قال ذلك؟ منذُ خمسين و ستين سنة، وكيف؟ من الآن وقد كانت هذه البلاد في سلامة من هذا الفكر و هذا التّوجّه، والآن هي تعيش المِحنة، بلادنا الآن تعيش المِحنة على أيدي أنواع من الناس ومن شرِّهم سفهاء، بل كما قلت سابقاً سفهاء وشياطين الصحافة، وشياطين الصحافة والإعلام بمختلف قنواته من إذاعة أو تلفزة.    
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله