الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(13) الأصل الثالث “قوله حديث ام عطية أن النبي لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(13) الأصل الثالث “قوله حديث ام عطية أن النبي لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الثّالث عشر

***    ***    ***    ***

– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه " حراسة الفضيلة ":
ومِنْ الأدلة من السُنّة المُطهّرة:
الدليل السابع: حديثُ أم عطية -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد، قلنا: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(لتُلبسها أُختُها من جِلبابِها) متّفقٌ على صحته. ووجه الدلالة من هذا الحديث ظاهرة وهو أنَّ المرأة لا يجوز لها الخروج من بيتها إلا مُتحجّبة بجلبابها الساتر لجميع بدنها، وأن هذا هو عملُ نساءِ المؤمنين في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الدليل الثامن: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(منْ جرَّ ثوبهُ خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) وقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: (يُرخين شبراً) فقالت: إذاً تنكشف أقدامهن! قال: (يُرخينه ذراعاً لا يَزدنَ عليه) رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم وقال الترمذي حديثٌ حسنٌ صحيح. والاستدلال من هذا الحديث هو أمرين:
الأول: أن المرأة كلها عورة في حق الأجنبي عنها بدليل أمره -صلى الله عليه وسلم- بستر القدمين واستثناء النساء من تحريم جرِّ الثوب والجلباب لهذا الغرض المهم.
الثاني: دلالته على وجوب الحجاب لجميع البدن من باب قياس أولى، فالوجه مثلاً أعظم فتنة من القدمين فستره أوجب من ستر القدمين، وحكمة الله العليم الخبير تأبى الأمر بستر الأدنى وكشف ما هو أشدُّ فتنة.
الدليل التاسع: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(المرأةُ عورةٌ فإذا خرجت استشرفها الشّيطانُ، وأقربُ ما تكونُ مِنْ رحمةِ ربّها وهي في قُعرِ بيتها)
– الشيخ: نسأل الله العافية أعوذ بالله
– القارئ: رواه الترمذي وابن حبان والطبراني في الكبير.
ووجه الدلالة من: أن المرأة إذا كانت عورة وجب ستر كل ما يصدق عليه اسم العورة وتغطيته. وفي رواية أبي طالب عن الإمام أحمد: (ظفرُ المرأة عورةٌ، فإذا خرجتْ مِن بيتها فلا تبن منها شيئاً ولا خفها)
– الشيخ:
فلا؟
– القارئ: فلا تُبِنْ
– الشيخ:
تُبن؟
– القارئ: أي نعم. فلا تُبِنْ منها شيئاً ولا خُفّها. وعنهُ أيضاً كل شيء منها عورة حتى ظُفرها. ذكره شيخُ الإسلام ابن تيمية وقال: وهو قولُ مالك. انتهى.
الحديث العاشر.
– الشيخ:
إلى هنا الله المستعان لا إله إلا الله.
المفتونون يسخرونَ مِنْ مثلِ هذا الكلام مِنْ ذكرِ هذه الأحاديث ذكر هذه يسخرون؛ لأنَّه قدْ تغلغلَ الشر والخُبث والضلال في نفوسهم، فإذا سَمِعوا ما يُنافي ما استقرَّ في عُقولهم واشمئزوا منه نفروا منه، كيف تكون المرأة عورة! كيف يجب أن، الآن الرجال أعظم تستّراً من النساء الرجال يسترون مُعظم أبدانهم في الملتقيات وفي المجامع لا يبدو من الرجل إلا الوجه والكفان وأما المرأة في المجامع فيبدو معظم بدنها مفتنونات تُبدي أكثر بدنها رأسها وعنقها وصدرها وظهرها يعني تلبس ثوباً مشققاً من فوق ومن تحت والمستور مضيق، فكأنّها عُريانة كما وصفهنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم -بقوله: (صنفانِ مِنْ أهلِ النّارِ لَمْ أرَهما نساءٌ كاسياتٌ عاريات) ومن معاني كاسيات: يعني كِسوة لا تستُرها في نظرها أنها كاسية عليها شيء من الستر، ولكنها في الحقيقة عارية كل مفاتنها ظاهرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله