الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(14) الأصل الثالث “قوله عن عقبة بن عامر الجهني أن النبي قال إياكم والدخول على النساء”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(14) الأصل الثالث “قوله عن عقبة بن عامر الجهني أن النبي قال إياكم والدخول على النساء”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الرّابع عشر

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "حراسة الفضيلة":
ومن الأدلة مِنْ السُنّة المُطهّرة:
الدليل العاشر: وعن عُقبة بن عامر الجُهَني -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(إيّاكم والدّخول على النّساء) فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: (الحمو الموت) متفق على صحته.
فهذا الحديث دالٌ على فرض الحجاب؛ لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حذّر من الدخول على النساء، وشَبَّه -صلى الله عليه وسلم- قريب الزوج بالموت، وهذه عبارةٌ بالغةُ الشِّدة في التحذير وإذا كان الرجال ممنوعين من الدخول على النساء وممنوعين من الخلوة بِهنَّ بطريق أولى كما ثبت بأحاديث أُخَر صار سؤالهنَّ متاعاً لا يكون إلا من وراء حجاب، ومن دخل عليهنَّ فقد خرق الحجاب، وهذا أمرٌ عامٌّ في حق جميع النساء، فصار كقوله تعالى: فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] عامّاً في جميع النساء.
الدليل الحادي عشر: أحاديثُ الرخصة للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته: وهي كثيرة وروى جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- منهم أبو هريرة وجابر والمغيرة ومحمد بن مسلمة وأبو حُميد -رضي الله عن الجميع- ونكتفي بحديث جابرٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إذا خطبَ أحَدُكم المرأة فإنْ استطاعَ أنْ ينظرَ إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها فليفعل) فخطبتُ جاريةً فكنتُ أتخبّأُ لها حتى رأيتُ منها ما دعاني إلى نِكاحِها وتزوّجتها. رواه أحمد وأبو داود والحاكم وقال صحيحٌ على شرطِ مسلم.
ودلالة هذه السُنّة ظاهرةٌ من وجوه؛ أولاً: أن الأصل هو تَستُّر النساءِ واحتجابِهنَّ عن الرجال، ثانياً: الرخصة للخاطب برؤية المخطوبة دليلٌ على وجود العزيمة وهو الحجاب؛ ولو كُنَّ سافرات الوجوه لما كانت الرخصة، ثالثاً: تكلُّف الخاطب جابر -رضي الله عنه- بالاختباء لها؛ لينظر منها ما يدعو إلى نكاحها ولو كن سافرات الوجوه خرّاجات ولّاجات لما احتاج إلى الاختباء لرؤية المخطوبة والله أعلم.
– الشيخ:
الله أكبر الله أكبر إلى وقتٍ قريب كانت حالُ النساء أشبه ما تكون بحال النساء في عصر الصحابة، كانت النساء يتحجّبن والنساء والصغار والابكار لا يَكَدنَ يخرُجنَ، فالخاطب يحتاج أن يتحين فرصة ولم يكن من طريقتهم أنه يجيب الخاطب يدخلها عليه وتجي يعني متزيّنة تُريد تتحدث معه بعض الحديث قصيراً أو طويلاً.
وأشد من هذا مَنْ يريد من خاطبته أن يلتقي معها مرات وهي لم يعقد عليها هذا هو الجّاري في هذا العصر، وقد تخرج معه وربّما أوقعهم الشيطان وتعجّل ما هم في سَعةٍ مِنه، وتعجّل اللذة الحرام قبل الحلال أعوذ بالله نسأل الله العافية.
وفي الحقيقة أنه الخاطب ينبغي أن يتعاون أولياء الفتاة يعينوه على رؤيتها من غير أن تشعر، يُعينوه على رؤيتها وهي لا تدري حِفظاً لكرامتها؛ لأنها الآن بعض الواقع إن الواحدة المسكينة يخطبها هذا فيطلب رؤيتها فتأتي إليه ويراها ثم ينسحب ويقول: "ما صار لي رغبة " ثم يأتي الثاني والمثل وتَعرضُ نفسها فيأتي ثالثٌ ولا يُقدَّر شيء فيحصلُ لها كسر نفس تتحطم، فلو كان من غير أن تشعر بقيت على شعورها بالعزّة ولا تدري أنه انسحب لأنّها لم تُعجبهُ.
 
– القارئ: قال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- في تحقيقِ المسند عند حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في رؤية المخطوبة، وهذا الحديثُ وما جاءَ في معنى رؤية الرجلِ لمن أراد خِطبتها..
– الشيخ: نعم هذا الحديث وما في معناه
– القارئ: نعم وما جاء في معنى رؤية الرجل لمن أراد خطبتها مِمّا يلعبُ به الفُجّار الملاحدة من أهلِ عصرنا..
– الشيخ:
لا أعد قال الشيخ، وضح
– القارئ: قال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- في تحقيق المسند عند حديث أبي هريرة –رضي الله عنه في رؤية المخطوبة. وهذا الحديث وما جاء في معنى رؤية الرجل لمن أراد خطبتها، مِمّا يلعبُ به الفُجّار الملاحدة من أهل عصرنا عبيدُ أوربا وعبيد النساء وعبيد..
– الشيخ:
عبيد أوربا
– القارئ: وعبيد النساء وعبيد الشهوات يَحتجّون بهِ في غيرِ موضعِ الحُجّة، ويَخرجونَ بهِ عن المعنى الإسلامي الصحيح، أن ينظر الرجل نظرة عابرة غير مُتقصّية، فيذهب هؤلاء الكفرة الفجرة إلى جواز الرؤية الكاملة المتقصّية بل زادوا إلى رؤية ما لا يجوزُ رؤيتهُ من المرأة بل انحدروا إلى الخَلوة المحرمة بل إلى المخادنة والمُعاشرة لا يرون بذلك بأساً قبَّحهمُ الله..
– الشيخ:
قبّحهم الله
– القارئ: وقبَّح نساءهم ومَنْ يرضى بهذا منهم، وأشدّهم إثماً في ذلك مَنْ ينتسبُ إلى الدين وهو منه براء، عافانا الله وهدانا إلى الصراط المستقيم انتهى.
ثالثاً: القياس الجّلي المطّرد.
– الشيخ:
إلى هنا.   
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله