الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(28) الأصل السابع “قوله لما حرم الله الزنى حرم الأسباب المفضية إليه”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(28) الأصل السابع “قوله لما حرم الله الزنى حرم الأسباب المفضية إليه”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الثامن والعشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة":
الأصل السابع: لَمَّا حرَّم الله الزنى حَرَّم الأسبابَ المفضية إليهِ.
قاعدة الشرع المطهّر: أنَّ الله سبحانهُ إذا حرّمَ شيئاً حرّم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه..
– الشيخ:
الله أكبر الله أكبر، هذا أصل عظيم وهو راجع إلى الحكمة في شرع الله، الله حكيم لا يحرّمُ شيئاً ثم يُبيحُ أسبابهُ والطرق، وأوّل ذلك الشرك، أعظمُ ذلك الشرك بالله، لمّا حرّمَ الله الشرك الذي هو أعظمُ الذنوب حرّمَ كلَّ الوسائل المؤدّية إلى هذا الذنب العظيم، فحرّمَ بناءَ الأفعال والأقوال ما يؤدي إلى الشرك، كبناءِ المساجد على القبور، وكذلك التّصوير تصوير ذوات الأرواح ولا سيما العُظماء، فحرّمَ الحَلفَ بغيرِ الله، وحرّمَ اتخاذ القبور مساجد، الصلاة عند القبور، حرّمَ مِنَ الكلام ما يتضمّن شيءً مِنَ الشرك كقولِ الرجل: "ما شاء الله وشئت"، وهكذا لمّا حرّم الله الزنا حرّمَ الطرق الموصلة إليهِ، حرّم النظر؛ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور:31]
وحرّم التبرّج، وحرّم على النساء إبداء زينتهن، إبداء الزينة، حرّم التبرّج، وحرّم الخروج بلا حاجة ولا ضرورة، وأوجبَ المُحرم للمرأة في سفرها، إلى غير ذلك منها، وحرّم الأسبابْ، العينُ والاستماع، العينُ تزني وزِناها النّظر، والأذنُ تزني وزناها الاستماع، واليدُ تزني وزِناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي الخُطى إلى مواضع الفاحشة.
 
– القارئ: قاعدةُ الشرع المطهّر: أنَّ الله سبحانهُ إذا حرّم شيئاً حرّم الأسبابَ والطرقَ والوسائل المفضية إليه، تحقيقاً لتحريمهِ، ومنعاً مِنَ الوصولِ إليهِ، أو القرب مِن حِماه، ووقاية من اكتساب الإثم، والوقوعِ في آثارهِ المُضرّة بالفردِ والجماعة.
ولو حرَّم الله أمراً، وأُبيحت الوسائل الموصلة إليهِ لكانَ ذلكَ نقضاً للتحريم، وحاشا شريعةُ ربِّ العالمينَ مِن ذلك.
وفاحشةُ الزنى مِن أعظمِ الفواحش، وأقبحها وأشدّها خطراً وضرراً وعاقبةً على ضروريات الدين..
– الشيخ:
وأعظم أيضاً الزنا مرتبط بأعتى الشهوات، فيحتاجُ مِن أسباب الوقاية منهُ إلى سَنِّ أحكامٍ عديدة؛ ولهذا قال سبحانه: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [الإسراء:32] "ولا تقربوا" ولم يقل: "ولا تزنوا" لا تقربوا، فتحت هذه الجملة "تقربوا" النهي عن كل ما يُقرّبُ إليهِ مِنَ الاختلاط، من أعظم أسباب الزنا الاختلاط الذي يدعو إليهِ الآن الفَجَرة والفسّاق والكفرة يزيّنونهُ للمسلمات، فإنّهُ يتضمّن النظر ويتضمّن الخلوة ويتضمّن، كلُّ وسائل الزنا تجتمعُ في بابِ الاختلاط.
 
– القارئ: ولهذا صار تحريم الزنى معلوماً من الدين بالضرورة. قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء:32]
ولهذا حُرِّمت الأسبابُ الموصلةُ إليهِ مِنَ: السّفور ووسائلهِ، والتبرّج ووسائلهِ، والاختلاط ووسائلهِ، وتَشبّه المرأة بالرجل، وتَشبّهها بالكافرات.. وهكذا مِن أسبابِ الرِّيبة، والفتنة، والفساد.
وتأمَّل هذا السّر العظيم مِن أسرارِ التّنزيل، وإعجاز القرآن الكريم، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى، وتحريمه تحريماً غائيّاً..
– الشيخ:
تحريماً؟
– القارئ: غائياً
– الشيخ:
تحريماً غائياً، تحريماً غائياً، لعلّهُ لهُ غاية، كل أحكام الشريعة غائيّة بمعنى لها حكم وغايات.
– القارئ: وتحريمه تحريماً غائيّاً، ذكرَ سبحانهُ مِنْ فاتِحتها إلى تمامِ ثلاث وثلاثين آية أربع عشرة وسيلةً وقائية، تحجب هذه الفاحشة، وتقاوم وقوعها في مجتمع الطّهر والعَفاف جماعة المسلمين، وهذه الوسائل الواقية: فِعْلية، وقولية، وإرادية، وهي..
– الشيخ:
بس إلى هنا.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله