الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(30) الأصل السابع “قوله الوقاية العامة بتطهير النفس من الوساوس والخطرات”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(30) الأصل السابع “قوله الوقاية العامة بتطهير النفس من الوساوس والخطرات”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الثّلاثون

***    ***    ***    ***

– القارئ: الحمدُ لله والصّلاة والسّلامُ على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة" -في ذكره الوسائل الواقية الفعلية والقولية والإرادية-:
سابعاً: الوقايةُ العامة بتطهيرِ النفس مِنَ الوساوسِ والخَطرات، التي هي أولى خطوات الشيطان في نفوسِ المؤمنين ليوقعهم في الفاحشة، وهذا غايةٌ في الوقاية مِنَ الفاحشة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور:21]
– الشيخ:
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، يُنبّه الشيخ إلى ما اشتملتْ عليهِ هذه السورة العظيمة، سورة النور مِنْ أسبابِ الوقاية مِنَ الوقوعِ في الفاحشة، ومِنْ ذلك الحذر مِنْ خُدع الشّيطان، وخطوات الشيطان، وما يلقيهِ الشيطان مِنْ تزيين الشهوات المحرّمة، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21]، يعني يتبع ما يدعو إليه ويستجيب لدعوته، فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ هذا شأنُ الشيطان يأمرُ بالفحشاءِ والمنكر، كما قال سبحانه في الآية الأخرى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169]
فيجبُ الاحتراس، واللهُ تعالى قد بيّنَ لنا في كتابهِ ما يَحلُّ ويُحرم، فإذا وجدَ الإنسانُ في نفسهِ مَيلاً إلى شيءٍ ممّا حرّم الله استعاذَ بالله مِنَ الشيطان، وأعرضَ وسألَ الله العافية، وتعوّذ بالله من الشيطان، وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]
 
– القارئ: ثامناً: مشروعيةُ الاستئذانِ عندَ إرادة دخولِ البيوت، حتى لا يقعَ النظرُ على عورةٍ مِنْ عوراتِ أهلِ البيوت.
– الشيخ:
كذلك هذه كُلّها مِنْ أسبابِ الصيانة والِحماية والوقاية مِنَ الوقوعِ فيما حرّم الله، أمر الله بالاستئذان، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا أي: تستأذنوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27]
وجاء في الحديث الصحيح: (إنّما جُعِلَ الاستئذانُ مِنْ أجلِ البصرِ) حتى لا يقعَ البصرُ على شيءٍ مِنَ العورات، وربّما وقعَ على ما يجرُّ إلى الوقوعِ في الفاحشة، يمكنْ إذا دخلَ الإنسانُ بيتاً ليسَ بيتهُ وقعَ نظرهُ على امرأةٍ فأغرتهُ النّفسُ الأمارة بالسّوءِ والشيطان إلى طلبِ ما يريد مِنَ الحرام، فلا بدَّ مِنَ الاستئذان، إذا ابتُليَ الإنسان بنظر فهناك كما سيأتي من الأمرِ بغضِّ البصر.
– القارئ: تاسعاً وعاشراً: تطهيرُ العينِ مِنَ النظرِ المحرّم إلى المرأة الأجنبية، أو مِنها إلى الرجل الأجنبيّ عنها.
– الشيخ: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور:31] على الكل أنْ يغضَّ بصرهُ عمّا حرَّم الله عليهِ مِنَ النظرِ إلى النّساءِ الأجنبيات، أو المُرْدان أعوذ بالله، المُرْدان تَشْتَهيهم بعضُ النّفوس المريضة فلابدَّ مِن غضِّ البصر، وذلكَ بالصّرف، صرف البصر والإغماض، سُئلَ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجأة فقال: (اصرفْ بصركَ اصرفْ بصركَ) على طول يعني فوراً، النظر لحظات قال: (فإنَّ لكَ الأولى ..) الأولى التي جاءت مِن غيرِ قصد، عفو من غير قصد عفوٌ، (وليستْ لكَ الثانية) لا تَتْبَع النظرة لا تتبع النظرة، الأولى عفو؛ لأنّها وقعت من غير قصد، لا إله إلا الله نسأل الله لنا ولكم العافية.
ما حال الآن الذين يُرسلونَ أبصارهم ونظرهم ويُرسلونها إلى ما حرّمَ الله مِنَ النّساء المتبرّجات في الأسواق أو في مجامع أو في، أو ما يُعرض في وسائلِ الإعلام، الذين ينظرونَ الآن إلى ما يُعرضُ في وسائلِ الإعلام مِنَ المناظر المُحرّمة، نساء اللاتي هُيئنَ بالزينة وبالمظهر واخترَن مختارات لا يعرضونَ أي امرأة مِنْ حيثُ السِّن أو مِن حيثُ اللياقة والجمال لا، ينتقون؛ لأنَّ المقصود هو جذبُ المشاهدين بصرُ المشاهدين، فهؤلاء مُبتلونَ بِزنا البصر، مبتلون بِزنا البصر، دائماً وأبداً فهذا مِنَ البلاءِ العظيم؛ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]
إذا كان الإنسان يشاهد أمرا ثم ظهر لهُ شيء بادر وأغلق الجهاز، حول الحركة لترتاح، ولكن السّلامة لا يَعْدِلها شيء، الإنسان يمكن أن يملكَ نفسهُ قبلَ أنْ يفتحَ الباب، لكن إذا فتحَ الباب كما جاءَ في الحديثِ الصحيح في المَثل الذي ضربهُ النّبي -صلّى الله عليهِ وسلّم- في حالِ الإنسانِ في الإسلام وفي حدودِ الله، قال: (وعلى الصراط داعٍ يدعو: إذا أرادَ أحدٌ أنْ يفتحَ شيئاً مِنْ هذه الأبواب، قالَ: لا تَفْتحهُ فإنّكَ إنْ تَفْتحهُ تَلْجهُ) لا تفتحهُ لتشوف هالقناة وش فيها القناة! وش فيها من كذا! يقولون إن فيها أشياء! لا لا؛ (لا تَفْتحهُ فإنّكَ إنْ تَفْتحهُ تَلجْهُ)
 
– القارئ: الحادي عشر: تحريمُ إبداءِ المرأة زينتها للأجانبِ عنها..
– الشيخ:
نعم، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور:31] المرادُ بالزينة: ما تتزيّن بهِ مِنَ الحُلي ومِنَ الثياب ومِنَ الأصباغ، كل هذا لا يجوزُ إبداؤهُ، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] هذا فسّر ذلكَ ابن مسعود بالثّياب الظاهرة التي لا يُمكن سَتْرُها مثلاً العباءة قدْ تكونُ زينة، لكنْ ما يعني ذلكَ أنّها تُزخرف، ويعني تكون جذّابة أكثر لا، نعم بعده..
– القارئ: الثاني عشر: مَنْعُ ما يُحرّكُ الرجلَ ويُثيرهُ، كضربِ المرأةِ بِرجْلِها لِيُسمعَ صوتُ خَلخالِها فَيجْلِبُ ذوي النّفوس المريضةِ إليها.
– الشيخ: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ [النور:31] لا يضربن، كانت النّساء يَلبسنَ حُلي على أرجلهنْ تُسمّى "الخلاخل" و"الخلاخيل" الواحد "خِلْخال"، فإذا ضربتْ بِرجلها الأرضَ أو صكّتْ رِجلها الواحدة بالأخرى صارَ لهذا الحُلي الطّنين، طنين بسيط لكن إذا كانَ حولها مَنْ يسمعها يعني شعر بِما هنالكَ مِنَ الزينة، لو كانَ غافلاً لو كانَ الرجلُ القريب غافلاً التفت، سبحان الله هذا التّنبيهُ وهذا التّفصيل مِنْ ربِّ العالمين: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ كلام رب العالمين؛ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31]، زينة مخفية، لكنْ إذا ضربت المرأة رِجْلها بالأخرى أو ضربتها بالأرض تَبيّن وعُلِمَ ما تحتَ الثياب، ومعنى هذا أنَّ الثّياب ضافية، هذا يدلُّ على أنَّ الثّياب الأصل أنْ تكونَ ضافية تستر الأقدام؛ لأن الِخلخال تحت، الخِلخال تحت يعني أسفلهُ على القدم في أسفلِ السّاق، الخِلخال موضعهُ أسفلَ السّاق.         

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله