بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (الرّسالة المدنيّة) لابن تيمية
الدّرس الأوّل
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على عبدهِ ورسولهِ نبيّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين والمستمعين، قالَ شيخُ الإسلامِ الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمهُ الله تعالى وقدَّس روحهُ:
السّلامُ على النّبيّ ورحمةُ الله وبركاتهُ، السّلامُ على جِيرانهِ سُكّانَ المدينة "طيبة" مِنَ الأحياءِ والأمواتِ، مِنَ المهاجرينَ والأنصار وسائر المؤمنين، ورحمةُ الله وبركاتهُ.
إلى الشيخِ الإمام العارف الناسك، المقتدي الزاهد العابد: شَمْسُ الدين..
– الشيخ: هذا فيهِ إفرادُ السلامِ مِنَ الشيخ، شاهدٌ لِما تقدّم آنفاً
– القارئ: لكن هذه ابتداءً
– الشيخ: طيب وش فيها؟ ابتداء ولهُ وجه، كأنّهُ هو يعني مِن نوعِ سلام الرسائل، أقول مِن نوع السّلام في الرسالة، فبمناسبة أنّهُ يُريدُ الكتابة لهذا الشيخ في المدينة، قدّم لذلكَ السلامَ على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعمَّ بذلكَ يعني أهلَ المدينةِ أحياء وأمواتًا، رحمهُ الله، لطيفٌ هذا الافتتاح.
– القارئ: إلى الشيخِ الإمام العارِفِ الناسك، المُقْتَدى الزاهد العابد: "شُمْسُ الدين "كتبَ الله في قلبهِ الإيمانَ وأيّدهُ بروحٍ مِنهُ، وآتاهُ رحمةً مِن عِنده وعلّمهُ مِن لَدُنه عِلمًا، وجعلهُ مِن أوليائهِ المتّقين، وحِزبهِ المُفْلِحين، وخاصّتهِ المُصطفَين، ورزقهُ اتّباعَ نبيّهِ باطنًا وظاهرًا، واللحاقَ بهِ في الدنيا والآخرة، إنّهُ ولُّي ذلكَ والقادرُ عليهِ.
مِن أحمد بن تيمية: سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاتهُ..
– الشيخ: العجيب أنّهُ يعني لاحظ، يعني تفضيلَ هذا الشيخ فقدَّمهُ على نفسهِ، ولمْ يَقُل مِن أحمدَ ابن تيمية إلى الشيخ، بل قدَّم ذكرَ الشيخِ على نفسهِ، وهذا مِن نوعِ الإجلالِ والتقدير، إذا كان المكتوبُ إليهِ يعني لهُ مَنزِلة فتقول: "إلى فلانٍ مِن" وهذه حَفَاوةٌ كبيرة مِن شيخِ الإسلام مع ما لهُ مِنَ المنزلة حفاوةً بهذا الشيخ.
– القارئ: خاصةً أنّهُ يعني تقدّم بأوصاف
– الشيخ: بأوصافٍ بليغة ذكرها
– القارئ: يعني الإمام العارف الناسك
– الشيخ: أي، أقولُ وهذا مُنسَجم معَ تقديمِ ذِكْره على نَفْسِهِ، مُنسجم مع التدبيج الذي قالهُ والثناءُ العاطِر، نعم بعده..
– القارئ: أحسنَ الله إليكم، ولكن مَن هو هذا الشيخ؟
– الشيخ: لا أدري
– القارئ: يعني اكتَفى فقط "بشمسِ الدين" فقط
– الشيخ: ليتنا نَعرف
– القارئ: مِن أحمد بن تيمية: سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، أمّا بعد..
– الشيخ: لعلَّ ابن عبد الهادي يَذْكُرهُ، إذا ذكرَ مؤلفات الشيخ، المدنية كتبها لفلان يمكن، إن تهيّأ لك شيءٌ طيّب.
– القارئ: أنا راجعتُ البداية والنهاية ما رأيتُ في البداية والنهاية في ترجمة الإمامِ ابن تيمية
– الشيخ: لا ما تجي في البداية والنهاية، تجي أقول عند ابن عبد الهادي لأنّهُ ذكر الرسائل أو كذا.
– القارئ: العقود الدرِّيَّة
– الشيخ: لعل شيء
– القارئ: أما بعد: فإنّا نَحمدُ إليكم الله الذي لا إله إلّا هو، وهو للحمدِ أهل، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، ونسألهُ أن يُصلي على صَفْوتهِ مِن خَلقهِ وخيرتهِ مِن بريّته النبي الأمي محمّد وعلى آله وسلّم تسليمًا؛ كتابي إليكَ أحسنَ الله إليكَ في الدنيا..
– الشيخ: الله أكبر، أقول: يعني أقول هذه تُضافُ للسلام، صدَّر الكلامَ بالسّلام وثنَّى بالصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم.
– القارئ: كتابي إليكَ أحسنَ الله إليكَ في الدنيا والآخرة إحسانًا يُنيلُكَ بهِ عالي الدرجات في خيرٍ وعافية، عَن نعمةٍ مِنَ الله ورحمة وعافية شاملةً لنا ولسائرِ إخواننا، والحمدُ لله ربِّ العالمين كثيرًا كما هو أهلهُ، وكما يَنبْغي لكرمِ وجههِ وعزَّ جلالهُ.
وقد وصلَ ما أرسلتهُ مِنَ الكتبِ الثلاثة، ونحنُ نسألُ الله تعالى ونرجو منهُ أن يكونَ ما قضاهُ وقدّرهُ مِن مرضٍ ونحوهِ مِن مصائبِ الدنيا مبلغًا لدرجاتٍ قصرَ العمل عَنها، وسَبقَ في أمِّ الكتابِ أنّها ستَنَال..
– الشيخ: ستُنال
– القارئ: وسبقَ في أمِّ الكتابِ أنّها سَتُنال، وأن تكونَ الخيرة فيما اختارهُ الله لعبادهِ المؤمنين.
وقد عَلمنا مِن حيثُ العمومِ أنَّ الله تعالى لا يَقْضي للمؤمن مِن قضاءٍ إلّا كان خيرًا لهُ، وأنَّ النيّة وإن كانت مُتَشوّقة إلى أمرٍ حَجَز عنهُ المرض، فإنَّ الخيرة إن شاءَ الله تعالى فيما أرادهُ الله، والله تعالى يَخِيرُ لكم في جميعِ الأمورِ خيرةً تُحصِّل لكم رضوان الله في خيرٍ وعافية.
وما تَشْتكي مِن مصيبة في القلبِ والدين نسألُ الله أن يتولّاكم بِحسنِ رِعايتهِ، توليًا لا يَكلكم فيهِ إلى أحدٍ مِنَ المخلوقين، ويُصلح لكم شأنكم كلّه صلاحًا يكونُ بدؤهُ منه وإتمامهُ عليه، ويحققُ لكم مَقام، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] ولا حولَ ولا قوة إلّا بالله العزيز الحكيم.
مع أَنَّا نرجو أن تكونَ رؤية التّقصير، وشهادةُ التأخير مِن نعمة الله على عبدهِ المؤمن، التي يَسْتوجبُ بِها التقدَّمَ ويُتِمُّ لهُ بِها النعمة..
– الشيخ: أيش؟
– القارئ: التي يَسْتوجبُ بِها التقدُّمَ ويُتِمّ لهُ بها النعمة، ويكفي بها مؤنةَ شيطانهِ المُزيّن لهُ سوءَ عملهِ، ومؤنةَ نَفْسهِ التي تُحب أن تُحمدَ بِما لمْ تَفعل.
– الشيخ: الله أكبر، نعوذُ بالله
– القارئ: وتَفْرح بما أتت، وقدْ قالَ سبحانهُ: إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّن خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ إلى قولهِ: أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:57-60]
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلـم-..
– الشيخ: هو الذي اختصر الآية، الشيخ؟
– القارئ: أي نعم
وروي عَن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّهُ قال: (هو الرجلُ يصومُ ويُصلّي ويَتصدّق، ويخافُ ألّا يُقبلَ مِنهُ)، وفي الأثرِ أظنّهُ عَن عمر بن الخطاب، أو عَن ابن مَسْعود: مَن قال: إنّهُ مؤمن فهو كافر، ومَن قال: إنّهُ في الجنّة فهو في النار. وقال: والذي لا إله غيرهُ، ما أمنَ أحدٌ على إيمانٍ يَسْلَبُهُ..
– الشيخ: ما أمن
– القارئ: ما أمنَ أحدٌ على إيمانٍ يَسْلَبُهُ..
– الشيخ: لا، على إيمانه
– القارئ: أحسن الله إليكم، هذا الأثر يعني كأنّهُ ضعيف
– الشيخ: أي هو
– القارئ: بس مشهور
– الشيخ: أي مشهور مشهور
– القارئ: لأنّهُ مرة نَسبهُ عَن عمر بن الخطاب، ومرة عن ابن مسعود
– الشيخ: عليها تحقيق؟
– القارئ: لا لا، بحثت عنه ما وجدته
– الشيخ: طيب، يُسْلَبُهُ
– القارئ: وقال: والذي لا إلهَ غيرهُ، ما أمنَ أحد على إيمان يَسلَبُهُ عندَ الموت..
– الشيخ: يُسْلَبُهُ
– القارئ: بضم اللام ولَّا؟
– الشيخ: أي، يُسْلَبُهُ
– القارئ: يُسْلَبُهُ عند الموت ألّا يُسْلَبُهُ
– الشيخ: أيش؟ إلا يُسلَبُهُ
– القارئ: ألا
– الشيخ: لا، إلا
– القارئ: الهمزة هنا
– الشيخ: "ما أمن" قل أشوف
– القارئ: ما أمن أحدٌ على إيمان..
– الشيخ: يُسلبُهُ
– القارئ: يُسلبُهُ عند الموت ألّا يُسلَبُهُ
– الشيخ: ما أمن أحد على إيمانٍ أو على إيمانه، على إيمانه يُسلبُهُ عند الموت، نعم؟
– القارئ: نعم، المُثبت هنا ألا يُسلبَهُ
– الشيخ: لا
– القارئ: أو ألا يُسلِبُهُ
– الشيخ: لا لا كأنّها إلّا يُسلبُهُ، وش بعدها إلا يُسلبهُ
– القارئ: وقال أبو العالية..
– الشيخ: لا بس، إلّا يُسلبُهُ، يعني المعنى أنَّ مَن أمِنَ على إيمانهِ أنّهُ لا يُسلَبُ عند الموت إلّا سُلِب، يعني لو جاز إلّا سُلِب كان أو إلّا يُسلَبُهُ؛ لأنّهُ قدْ أمِن ألّا يُسلَب، أمِنَ ألّا يُسلَب، فَيُعاقَبْ بالسَلْبِ، هذا معنى الكلام.
– القارئ: نعم، يعني يُعامل بِنقيض مِثْله، بِنقيضِ قَصْده
– الشيخ: إي إي، إي يعني عقوبةً على أمنهِ، أنّهُ أمِنَ ألّا يُسلب، فـإلّا يُسلبُهُ..
– القارئ: وقال أبو العالية: أدركتُ ثلاثينَ مِن أصحابِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كُلّهم يَخافُ النفاقَ على نَفْسهِ.
وقال الصّدّيق رضي الله عنه: إنَّ الله ذكرَ أهلَ الجنة، فذكرهم بأحسنِ أعمالهم، وغفرَ لهم سيئها، فيقول الرجلُ: أينَ أنا مِن هؤلاء؟! يعني: وهو مِنهم، وذكرَ أهلَ النارِ بأقبح أعمالهم وأحبطَ حسنها، فيقول القائل: لستُ مِن هؤلاء، يعني: وهو مِنهم. هذا الكلام أو قريبًا منهُ.
أحسن الله إليكم، هذا الأثر في سُنن سعيد ابن منصور
– الشيخ: بارك الله فيك
– القارئ: فَلْيَبرُد القلب مِن وهجِ حرارة هذه الشهادة، إنّها سَبِيل مَهْيعٌ لعبادِ الله، الذين..
– الشيخ: أيش؟ مَهْيَعٌ
– القارئ: فليبرد القلب مِن وهجِ حرارةِ هذه الشهادة، إنّها سَبِيل مَهْيعٌ لعبادِ الله الذين أطبقَ شهداء الله في أرضهِ أنّهم كانوا مِنَ الله بالمكانةِ العالية، مع أنَّ الازدياد مِن مثل هذه الشهادة هو النافعُ في الأمرِ الغالب ما لمْ يُفضِ إلى تسخّطٍ للمقدور، أو يأسٍ مِن رَوح الله، أو فُتورٍ عَنِ الرجاءِ، والله تعالى يَتَولّاكم بولايةٍ مِنه، ولا يَكِلَكم إلى أحدٍ غيره.
– الشيخ: الله أكبر
– القارئ: هنا انتهى وثم أيضاً يواصل
– الشيخ: أيش؟
– القارئ: يواصل
– الشيخ: أيش بعدها وش بعدها؟
– القارئ: يقول: وأمّا ما ذكرت مِن طلبِ الأسباب الأربعة التي..
– الشيخ: خلاص انتهى، هذا موقف مناسب، كلّه مبنيٌ على أنَّ الرجلَ مريض، ويشكو مِن حاله في قلبهِ وفي دينه، كما يشكو ويَشْهد يعني على نفسهِ بالتقصير ويأسف لهذا، لكن الله يرحم الشيخ ما شاء الله.
– طالب: …
– الشيخ: أنت من أين جبتها؟
– طالب: …
– الشيخ: أنت من أين جبتها، توًا ولَّا؟
– طالب: …
– الشيخ: أيش كتبها؟
– طالب: …
– القارئ: يعني المصنفات اللي في مجموع شيخ الإسلام، المتضمّنة في نفسِ المجموع، الشيخ عبد الرحمن المحمود له رسالة في عناوين المؤلفات، يعني عناوين الملفات التي تضمّنت في مجموع الفتاوى، فلعلّه ذكرَ إلى شمس الدين.
– الشيخ: لكن أنت الآن قرأته في..
– طالب: أي تتبعتُ ذلك عرفت أنَّ الجبائي، فتشت ترجمته لقيت ذكر في تذكرة الحفاظ للذهبي قال فيه ..
– الشيخ: لنا إليها عودة إن شاء الله
– القارئ: أحسن الله إليكم.