الرئيسية/شروحات الكتب/الرسالة المدنية لابن تيمية/(2) قوله “وأما ما ذكرت من طلب الأسباب الأربعة”

(2) قوله “وأما ما ذكرت من طلب الأسباب الأربعة”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (الرّسالة المدنيّة) لابن تيمية
الدّرس الثّاني

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على عبدهِ ورسولهِ نبيّنا محمّد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، أمّا بعد؛ يقولُ شيخُ الإسلامِ أبو العباس ابنُ تيمية -رحمهُ الله تعالى- في رسالتهِ الموسومة بالرسالة المدنية في الحقيقةِ والمجازِ في الصفات، قال رحمهُ الله:
وأمّا ما ذكرتَ مِن طلبِ الأسبابِ الأربعة، التي لابدَّ فيها مِن صرفِ الكلامِ مِن حقيقتهِ إلى مجازهِ..
– الشيخ:
يقول وأمّا.. هذه تقرأ من مفردة عندك؟
– القارئ: لا ضمن مجموع الفتاوى
– الشيخ: ولا طبعت مفردة؟
– القارئ: لا ما أظن لا
– الشيخ: ما وجدتها؟
– القارئ: لا، هي مطبوعة ضِمن أسمه جامعُ الرسائلِ والمسائل وضمن مجموع الفتاوى
– الشيخ:
كأنّهُ واضح أنَّ هذه قطعةٌ مِن رسالة قطعة، رسالة موجّهة شخصية وهذه قطعة منها
– القارئ: لكنّها رسالة كاملة يعني، يعني لها بداية ولها نهاية
– الشيخ: ما يحتاج، الجملة لها بداية ولها نهاية
– القارئ: لا يعني..
– الشيخ:
أقلك الجملة وحدة، جملة وحدة لها بداية ولها نهاية، هذا ما يدل ما يدل على أن واضح من قوله: "وأما ما ذكرت"
– طالب: في كلام قبله قرأه
– القارئ:
قرأته من قبل
– طالب: الكلام اللي قبله قرأه عليك.
– الشيخ:
… نسيته
– القارئ: لا لا أنا قرأت
– الشيخ:
نسيت استغفر الله
– القارئ: أي نعم
– الشيخ: نسيت
– القارئ: أحسن الله إليكم
– الشيخ:
اقرأ لي من الأول شوي، اقرأ
– القارئ: أي نعم أحسن الله إليكم
– الشيخ: نسيت، الله المستعان
– القارئ: قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تيمية رحمهُ الله تعالى:
السّلامُ على النبي ورحمة الله وبركاته، السّلامُ على جيرانهِ سُكان المدينة طيبة مِنَ الأحياءِ والأموات، مِنَ المهاجرينَ والأنصار، وسائرِ المؤمنينِ ورحمةُ الله وبركاته.
إلى الشيخِ الإمامِ العارف الناسك، المقتدى الزاهد العابد: شَمسُ الدين كتبَ الله في قلبهِ الإيمانَ وأيّدهُ بروحٍ مِنه، وآتاهُ رحمةً مِن عندهِ وعلمهِ مِن لدنه علمًا، وجعلهُ مِن أوليائهِ المتقين، وحِزبهِ المفلحين، وخاصّتهِ المُصطفين، ورزقهُ اتّباعَ نبيّه باطنًا وظاهرًا، واللحاقَ بهِ في الدنيا والآخرة، إنّهُ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ، مِن أحمد بن تيمية: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإنّا نَحْمدُ إليكم الله الذي لا إلهَ إلّا هو..

– الشيخ: إلى آخرهِ جزاك الله خيرا، قد قرأتها، أنا آسف، إني نسيت، أستغفر الله
– القارئ: أحسن الله إليكم، هي فقط يعني..
– الشيخ: أما ما ذكرت اقرأ خلاص بس
– القارئ: نعم هنا
– الشيخ: أقول تبيّنت الصورة
– القارئ: نعم البداية الحقيقية من هنا يعني؟
– الشيخ: نعم هذا الموضوع يعني الأساسي
 
– القارئ: وأمّا ما ذكرت مِن طلبِ الأسبابِ الأربعة، التي لابُدَّ فيها مِن صرفِ الكلامِ مِن حقيقتهِ إلى مجازهِ..
– الشيخ: لابُدَّ لا بُدَّ..
– القارئ: التي لابدَّ فيها مِن صرفِ الكلامِ..
– الشيخ: لابد منها في يمكن، لابدَّ منها في
– القارئ: نعم
– الشيخ: هذا هو، يعني لابدَّ من
– القارئ: هذه الأسباب
– الشيخ: في صرف، لابدَّ مِنها في صرفِ، هذا هو … العبارة، نعم
– القارئ: التي لابدَّ مِنها في صرفِ الكلامِ مِن حقيقتهِ إلى مجازهِ، فأنا أذكرُ مُلخّصَ الكلام الذي جرى بيني..
– الشيخ:
إطلاقُ الشيخ هذا إمّا أنّهُ يعني هذا قدْ يُشكل مع ما هو معروف مِن تقريرِ الشيخ لنفي المجاز، فإمّا أن يكون يعني على رأي سابق قبل أن يتقرّر عندهُ القولُ بنفي المجازِ، أو أنّهُ مِن خطاب، مِن مُراعاةِ المُخَاطب بعرفه كخطابه بلغته.
يُمكن أنّهُ سألهُ عَن مسألة الأسباب التي تَقْتَضي صرفَ الكلام مِن حَقيقتهِ إلى مجازهِ، بقطعِ النظرِ عَن رأي الشيخ في إطلاقِ المجاز، فلا يُمكن يعني في مثلِ هذا الموضع، في مثل هذا الموضع لا يَرد على رأي الشيخ المشهور ومذهبهُ المشهور في المجاز..
– القارئ: نفي المجاز
– الشيخ: ها؟
– القارئ: نفي المجاز؟
– الشيخ: أعرف
– القارئ: النفي ولا الإطلاق؟
– الشيخ:
أي الشيخ يذهب
– القارئ: إلى النفي
– الشيخ: إلى نفي المجاز في اللغة، وهو عليه مُناقشة يعني، لكن نريد أنّهُ هنا كأنّهُ يَتكلّم يقول: أمّا ما ذكرتهُ في الأسبق إلى آخرهِ..
 
– القارئ: فأنا أذكرُ مُلَخّص الكلام الذي جَرى بَيْني وبينَ بعضِ الناس في ذلك، وهو ما حَكيتُهُ لكَ وطَلبتَه، وكانَ إن شاءَ الله لهُ ولغيرهِ بهِ مَنفَعةٌ على ما في الحكايةِ مِن زيادةٍ ونَقْصٍ وتَغيير.
أحسن الله إليكم الرسالة مبنيّة على حوار مع أشعري..
– الشيخ: نعم مشي
– القارئ: يعني هذه الرسالة..
قال لي بعضُ الناس: إذا أردنا أن نَسْلُك طريقَ سبيلِ السّلامة والسّكوت، وهي الطريقةُ التي تَصْلحُ عليها السّلامة، قُلْنا كما قالَ الشافعيُ -رضي الله عنهُ-..
– الشيخ: قال أيش؟ قال
– القارئ: قال لي بعضُ الناس: إذا أردنا أن نَسْلُك طريقَ سبيلِ السلامةِ والسكوت..
– الشيخ: طريق السلامة، طريق السلامة، نعم والسكوت، وش بعده؟
– القارئ: وهي الطريقةُ التي تَصْلحُ عليها السّلامة، قُلْنا كما قالَ الشافعي -رضي الله عنهُ-: آمنتُ بالله وبِما جاءَ عَنِ الله عَلى مُرادِ الله، وآمَنتُ بِرسولِ الله وما جاءَ عَن رسولِ الله على مُرادِ رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- وإذا سَلَكْنا سبيلَ البحثِ والتّحقيق، فإنَّ الحق مذهبُ مَن يتأوّلُ آياتِ الصفات، وأحاديثِ الصفاتِ مِنَ المتكلمين.
فقلتُ لهُ: أمّا ما قالهُ الشافعي، فإنّهُ حقٌّ..
– الشيخ:
هذا يَجْنحُ إلى مَنهج التفويض، يعني طريقَ السّلامة كما قالوا، إنَّ طريقَ السّلفِ كما قالَ قائِلُهم طريقةُ السّلفِ أسْلم، إذاً التّفويض هو طريقُ السّلامةِ، وهو السّكوتُ عَنِ البحثِ عَن مَعاني هذه النصوص، السّكوت، فلا نَخوضُ فيها.
وأمّا البحثُ عَن معانيها فهذه طريقةُ الآخرين، المذهب الآخر، ونُفاةُ الصّفات مِنَ الأشاعرةِ بالذات أكثر، نُفاةُ الصّفاتِ يتَّفقونَ على نَفي ما نَفَوه، لَكنَّهم يَخْتلفونَ بالنسبةِ اللي يعني لتخريجِ النصوص، أهلُ التأويلِ يُفسّرونَها بأنواع ما يَبْدو لهم، أمّا الآخرون فَيُفوّضونَ ويَسْكتون.
فَتَجِدهم يَتّفقون يعني لو أخذتَ آيةً وقُلت: قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] ما تقولونَ فيها؟ يَتّفقونَ على حقيقةِ نَفْي الاستواءِ على العرش، لكن الآية، أهلُ التأويلِ يَقولونَ: استوى اسْتَولى، أو غيرهِ مِنَ المعاني التي يُفسّرونَ بِها الاستواء، الآخرون يقولونَ الله أعلمُ بمرادهِ، انتهى.
إذاً لابدَّ أن نُدْرك أنَّ أهلَ التفويضِ ليسوا يعني خيراً مِن أهلِ التأويل، وليسَ معنى، وليسَ كونهم يَذْهبونَ إلى التفويضِ أنّهم يُثْبتونَ الصفات، أبداً. ولهذا نقول أنَّ كُلّاً مِنَ المذهبين أقبحُ مِنَ الآخر مِن وجه، وصاحبُ هذا السؤال يَجْنحُ إلى السّلامة، طريقُ السّلامة، وهو في عُرْفهِ التفويض.
 
– القارئ: أحسن الله إليكم، هو ذكر في السؤال يقول: يعني فإنَّ الحق مَذْهبُ مَن يَتأوّل
– الشيخ:
أيش؟
– القارئ: فإنَّ الحق مَذْهبُ مَن يتأوّل وآياتُ الصفاتِ، هل الآن أصبحَ مؤوّلا أم مُفوّضا؟
يقول: إذا سَلَكْنا سبيلَ البحثِ والتحقيقِ فإنَّ الحقَّ مَذْهبُ مَن يتأوّل آياتِ الصفات وأحاديثِ الصفات مِنَ المتكلّمين، فأصبحَ الآنَ مِنَ المتأوّلة.

– الشيخ: لا، كأنّهُ يعني إذا كأنّهُ في شيء يعني بينَ بين، في طريق السلامة، والله يمكن
– القارئ: ازدواجية مثلاً
– الشيخ:
يمكن يمكن
– القارئ: أي نعم
– الشيخ: يُمْكن إذا سَلَكْنا طريقَ البحثِ، يعني في طريقِ البحثِ والتحقيقِ هو طريقُ السلامة، هذا تماماً كأنّهُ يَنطَبِق على مَفْهوم العبارة: أنَّ طريقَ السّلف أسْلم وطريقةُ الخلفِ أعلمُ وأحكم، تمام عبارة هذا مُتَناسِقة.
 
– القارئ: فقلتُ لهُ: أمّا ما قالهُ الشافعي، فإنّهُ حقٌّ يَجِبُ على كلِّ مُسلمٍ أن يَعْتقدهُ، ومَن اعتقدهُ ولمْ يأتِ بقولٍ يُناقضهُ، فإنّهُ سالكٌ سبيلَ السلامة في الدنيا والآخرة، وأمّا إذا بحثَ الإنسانُ وفَحص، وجدَ ما يقولهُ المتكلّمون مِنَ التأويل الذي يُخالفونَ بهِ أهلَ الحديثِ كلّه باطلاً، وتيقَّنَ أنَّ الحق مع أهلِ الحديثِ ظاهرًا وباطنًا.
فاستعظمَ ذلكَ وقال: أتحبُّ لأهلِ الحديثِ أن يَتَناظروا في هذا؟ فتواعدنا يومًا، فكانَ فيما تَفَاوضنا: أنَّ أمّهاتِ المسائلِ التي خالفَ فيها مُتأخّرو المُتكلّمينَ ممّن يَنتحلُ مَذْهب الأشعري لأهل..

– الشيخ: أيش؟
– القارئ: أنَّ أمهاتِ المسائلِ التي خَالفَ فيها مُتأخّرو المتكلّمين ممّن يَنتَحلُ مَذْهب الأشعري لأهلِ الحديثِ ثلاثُ مَسائِل.
يعني مسائل الافتراق

– الشيخ: قل، أعد، أنَّ..
– القارئ: فكانَ فيما تَفاوضنا: أنَّ أمّهات المسائل التي خالفَ فيها مُتأخّرو المتكلمين..
– الشيخ: أهل الحديث
– القارئ: ممّن يَنتَحِلُ مَذْهب الأشعري لأهلِ الحديث، هذه الجملة اعتراضية
– الشيخ: أي الآخر
– القارئ: لأهلِ الحديثِ ثلاثُ مسائل:
وَصْفُ الله بالعلو على العرشِ، ومَسْألةُ القرآن، ومَسْألةُ تأويلِ الصفات. فَقلتُ له..

– الشيخ: كُلّها في بابٍ واحد، يعني أقول كُلّها في بابِ التوحيد، في باب، أقول كُلّها في بابِ الصّفات لكن.. نعم أيش بعدها؛ فقلت له..
– القارئ: يعني في صرفِ الكلامِ مِن حقيقتهِ إلى مجازهِ، يعني تَنحَصر في هذه المسالة
– الشيخ: طيب؛ فقلت له..
– القارئ: فقلتُ لهُ: نَبْدأُ بالكلامِ على مَسْألةِ تأويلِ الصّفات، فإنّها الأمُ والباقي مِنَ المسائلِ فَرْعٌ عَلَيها.
– الشيخ:
إلى آخره قف عليه وانتهى بس
– القارئ: أحسن الله إليكم، باقي سطرين يقف إلى موقف
– الشيخ: طيب تفضل
– القارئ: وقلتُ له: مَذْهبُ أهلِ الحديثِ وهم السّلفُ مِنَ القرونِ الثلاثةِ، ومَن سَلكَ سَبيلهم مِنَ الخلفِ: أنَّ هذه الأحاديث تَمُرُّ كما جاءت..
– الشيخ: تُمَرُّ؟
– القارئ: تُمَرُّ كما جاءت، ويُؤمنُ بِها وتُصدّق، وتُصان عَن تأويلٍ يُفْضي إلى تعطيل، وتكييفٍ يُفْضي إلى تمثيل. إلى هنا
– الشيخ:
جزاك الله خير، بس
– القارئ: أحسن الله إليكم، مسألة أحسن الله إليكم، فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115] يعني كأنَّ شيخ الإسلام يُرجّح أن..
– الشيخ:
أنّها في القِبلة
– القارئ: لا، يُرجّح وجه الله يعني؟
– الشيخ:
لا
– القارئ: هو نقل كلام..
– الشيخ:
لا لا
– القارئ: القاضي أبو يعلى و..
– الشيخ:
الذي مُسْتقر عندي أنّهُ أنَّ شيخ الإسلام يُرجّح أنّها في الِقبلة، وابن القيم يُرجّح أنّها مِن آياتِ الصفات.
والمتأمّل لعباراتِ السّلف في التفسيرِ، يعني يَظْهرُ لهُ أنّهم يُريدونَ القِبلة؛ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115]
قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ [البقرة:142]
لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ [البقرة:177]
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة