بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (الرّسالة العرشيّة لابن تيميّة)
الدّرس التّاسع
*** *** *** ***
– القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على عبده ورسوله نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يقول تقي الدين شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في رسالته الموسومة "بالرسالة العرشية"، قال رحمه الله: وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ يُخَاطِبَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ فَإِنَّهُ لَا يُخَاطِبُهُ إلَّا مِنْ الْجِهَةِ الْعُلْيَا.
أحسن الله إليك هذه قرأتها.
– الشيخ: نعم عندك الحديث أنت وقفنا على الحديث
– القارئ: وَلَوْ كَانَ رَجُلٌ فِي مَكَانٍ عَالٍ، وَآخَرُ يُنَادِيهِ؛ لَتَوَجَّهَ إلَيْهِ وَنَادَاهُ، وَلَوْ حَطَّ رَأْسَهُ فِي بِئْرٍ وَنَادَاهُ بِحَيْثُ يَسْمَعُ صَوْتَهُ لَكَانَ هَذَا مُمْكِنًا، لَكِنْ لَيْسَ فِي الْفِطْرَةِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مَنْ يَكُونُ قَصْدُهُ إسْمَاعَهُ مِنْ غَيْرِ مَصْلَحَةٍ رَاجِحَةٍ، وَلَا يَفْعَلُ نَحْوَ ذَلِكَ إلَّا عِنْدَ ضَعْفِ الْقَصْدِ وَنَحْوِهِ. وحَدِيثُ الْإِدْلَاءِ الَّذِي.
– الشيخ: وحديث الإدلاء هذا الذي وقفنا عنده
– القارئ: وحَدِيثُ الْإِدْلَاءِ الَّذِي رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ، فَإِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَكِنْ يُقَوِّيه حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الْمَرْفُوعُ، فَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فَمَعْنَاهُ مُوَافِقٌ لِهَذَا، فَإِنَّ قَوْلَهُ: " لَوْ أُدْلِيَ أَحَدُكُمْ بِحَبْلِ.
– الشيخ: لو أدلى، لو أدلى أحدكم، أو يمكن أُدلي أحدكم
– القارئ: في الترمذي أُدلي
– الشيخ: ما يخالف، أُدلي يعني نزل يعني صار هو المُدلّى يعني.
– القارئ: فَإِنَّ قَوْلَهُ: " لَوْ أُدْلِيَ أَحَدُكُمْ بِحَبْلِ لَهَبَطَ عَلَى اللَّهِ " إنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ مَفْرُوضٌ، أَيْ لَوْ وَقَعَ.
– الشيخ: تكلم؟ عندك تحقيق؟
– القارئ: لا لا، بس أنا راجعته في جامع الترمذي
– الشيخ: طيب، وش قال يعني قالوا
– القارئ: يقول اختلف أهل الحديث فيه يعني
– الشيخ: ها؟
– القارئ: – الشيخ سيذكر ذلك
– الشيخ: زين
– القارئ: يعني وفسره بعض أهل الحديث بأنه هبط على علم الله
– الشيخ: أي ما يخالف، لكن أعني أُدلي أو أدلى، نعم غيره سهل، النتيجة وحدة.
– القارئ: إنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ مَفْرُوضٌ، أَيْ لَوْ وَقَعَ الْإِدْلَاءُ لَوَقَعَ عَلَيْهِ، لَكِنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُدْلِيَ أَحَدٌ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا؛ لِأَنَّهُ عَالٍ بِالذَّاتِ وَإِذَا أُهْبِطَ شَيْءٌ إلَى جِهَةِ الْأَرْضِ وَقَفَ فِي الْمَرْكَزِ وَلَمْ يَصْعَدْ إلَى الْجِهَةِ الْأُخْرَى، لَكِنْ بِتَقْدِيرِ فَرْضِ الْإِدْلَاءِ، يَكُونُ مَا ذَكَرَ مِنْ الْجَزَاءِ.
– الشيخ: يكون ما ذُكِر أو ما ذَكَرَ، ما ذُكِرَ أحسن
– القارئ: لَكِنْ بِتَقْدِيرِ فَرْضِ الْإِدْلَاءِ، يَكُونُ مَا ذُكَرَ مِنْ الْجَزَاءِ.
– الشيخ: أيش الجزاء؟
– القارئ: لعله الوارد في الحديث
– الشيخ: ها؟
– القارئ: يعني الوارد في الحديث
– الشيخ: وش هو؟
– الشيخ: جزاء الشرط جواب الشرط، جواب الشرط لوقع، هذا هو الجزاء، أليس أداة الشرط لها يعني شرط وجزاء يسمى جواب، جواب الشرط وجزاء الشرط، هو يريد الجزاء الجواب، جواب الشرط نعم، لوقع.
– القارئ: لَكِنْ بِتَقْدِيرِ فَرْضِ الْإِدْلَاءِ، يَكُونُ مَا ذُكِرَ مِنْ الْجَزَاءِ.
فَهَكَذَا مَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ: إذَا قُدِّرَ أَنَّ الْعَبْدَ يَقْصِدُهُ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ. كَانَ هُوَ سُبْحَانَهُ يَسْمَعُ كَلَامَهُ، وَكَانَ مُتَوَجِّهًا إلَيْهِ بِقَلْبِهِ، لَكِنَّ هَذَا ما تَمْنَعُ مِنْهُ الْفِطْرَةُ؛ لِأَنَّ قَصْدَ الشَّيْءِ الْقَصْدَ التَّامَّ يُنَافِي قَصْدَ ضِدِّهِ، فَكَمَا أَنَّ الْجِهَةَ الْعُلْيَا بِالذَّاتِ تُنَافِي الْجِهَةَ السُّفْلَى فَكَذَلِكَ قَصْدُ الْأَعْلَى بِالذَّاتِ يُنَافِي قَصْدَهُ مِنْ أَسْفَلَ، وَكَمَا أَنَّ مَا يَهْبِطُ إلَى جَوْفِ الْأَرْضِ.
– الشيخ: أيش؟
– القارئ: وَكَمَا أَنَّ مَا يَهْبِطُ إلَى جَوْفِ الْأَرْضِ يَمْتَنِعُ.
– الشيخ: ما يهبط؟
– القارئ: نعم. وَكَمَا أَنَّ مَا يَهْبِطُ إلَى جَوْفِ الْأَرْضِ يَمْتَنِعُ صُعُودُهُ إلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ لِأَنَّهَا عَالِيَةٌ فَتَرُدُّ الْهَابِطَ بِعُلُوِّهَا، كَمَا أَنَّ الْجِهَةَ الْعُلْيَا مِنْ عِنْدِنَا تَرُدُّ مَا يَصْعَدُ إلَيْهَا مِنْ الثَّقِيلِ، فَلَا يَصْعَدُ الثَّقِيلُ إلَّا بِرَافِعِ يَرْفَعُهُ يُدَافِعُ بِهِ مَا فِي قُوَّتِهِ مِنْ الْهُبُوطِ.
– الشيخ: أي هذا كلام حول ما يُعبّرون عنه أخيراً بالجاذبية، هذا اصطلاح جاذبية يعني، كون الثقيل ينجذب إلى السُّفل، فالأرض كالمغناطيس تجذبه والجسم الثقيل ينجذب، هذا لا ندري هل هذا راجع إلى من طبيعة الأرض أو طبيعة ذلك الثقيل، والذي فيه قوة جاذبية وكأنه يجذب الأرض إليه أو ينجذب إلى الأرض، لكنه هو لا يجذب الأرض، لأنه لو كان يجذبها لكان ثابتاً والأرض تأتيه ولكن الأرض قارَّة والجسم الثقيل يهبط عليها، لكن هل هذا راجع إلى يعني طبيعة الأرض.
– القارئ: يقولون ذاتية الأرض مغناطيسية
– الشيخ: لا، هذا تعليل بس كذا، ما ندري الله تعالى أعلم.
– القارئ: فَكَذَلِكَ مَا يَهْبِطُ مِنْ أَعْلَى الْأَرْضِ إلَى أَسْفَلِهَا وَهُوَ الْمَرْكَزُ لَا يَصْعَدُ مِنْ هُنَاكَ إلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ إلَّا بِرَافِعِ يَرْفَعُهُ، يُدَافِعُ بِهِ مَا فِي قُوَّتِهِ مِنْ الْهُبُوطِ إلَى الْمَرْكَزِ، فَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ الدَّافِعَ أَقْوَى كَانَ صَاعِدًا بِهِ إلَى الْفَلَكِ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَصَعِدَ بِهِ إلَى اللَّهِ تعالى، وَإِنَّمَا يُسَمَّى هبوطًا باعتبار ما في أَذْهَانِ الْمُخَاطَبِينَ أَنَّ مَا يُحَاذِي أَرْجُلَهُمْ يَكُونُ هَابِطًا.
– الشيخ: لا إله إلا الله، وإنما..
– القارئ: وَإِنَّمَا يُسَمَّى هبوطًا باعتبار ما في أَذْهَانِ الْمُخَاطَبِينَ أَنَّ مَا يُحَاذِي أَرْجُلَهُمْ يَكُونُ هَابِطًا.
– الشيخ: كأنّه يُعبّر الشيخ عن ما إذا تجاوز المركز يعني إنسان هبط من هذه الجهة ورجلاه إلى المركز فلما تجاوزه صارت رِجلاه إلى فوق، ففي ذِهن المُخاطب أن ما يحاذي رجليه يكون هبوطاً لا، إذا تجاوز المركز صار صعوداً، فيكون في الأول قبل المركز يكون صحيح هابطاً ومعتدلاً، وبعد المركز يكون صاعداً منكوساً.
– القارئ: وَيُسَمَّى هُبُوطًا مَعَ تَسْمِيَةِ إهْبَاطِهِ إدْلَاءً؛ وَهُوَ إنَّمَا يَكُونُ إدْلَاءً حَقِيقِيًّا إلَى الْمَرْكَزِ، وَمِنْ هُنَاكَ إنَّمَا يَكُونُ مَدًّا لِلْحَبْلِ، وَالدَّلْوِ لَا إدْلَاءَ لَهُ.
– الشيخ: لا إدلاءً له
– القارئ: وَالدَّلْوِ، لَا إدْلَاءَ لَهُ، لَكِنَّ الْجَزَاءَ وَالشَّرْطَ مُقَدَّرَانِ لَا مُحَقَّقَانِ، فَإِنَّهُ قَالَ: لَوْ أَدْلَى لَهَبَطَ.
– الشيخ: يعني افتراض، نعم بعده
– القارئ: فَإِنَّهُ قَالَ: لَوْ أَدْلَى لَهَبَطَ؛ أَيْ لَوْ فُرِضَ أَنَّ هُنَاكَ إدْلَاءً لَفُرِضَ أَنَّ هُنَاكَ هُبُوطًا، وَهُوَ يَكُونُ إدْلَاءً وَهُبُوطًا إذَا قُدِّرَ أَنَّ السَّمَوَاتِ تَحْتَ الْأَرْضِ وَهَذَا التَّقْدِيرُ مُنْتَفٍ، وَلَكِنَّ فَائِدَتَهُ بَيَانُ الْإِحَاطَةِ وَالْعُلُوِّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَهَذَا الْمَفْرُوضُ مُمْتَنِعٌ فِي حَقِّنَا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَلَا يُتَصَوَّرُ أَنْ يُدْلِيَ وَلَا يُتَصَوَّرُ أَنْ يَهْبِطَ عَلَى اللَّهِ شَيْءٌ لَكِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْرُقَ مِنْ هُنَا إلَى هُنَاكَ بِحَبْلِ، وَلَكِنْ لَا يَكُونُ فِي حَقِّهِ إدْلَاءً، فَلَا يَكُونُ فِي حَقِّهِ هُبُوطًا عَلَيْهِ.
كَمَا لَوْ خَرَقَ بِحَبْلِ مِنْ الْقُطْبِ إلَى الْقُطْبِ، أَوْ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إلَى مَغْرِبِهَا، وَقَدَّرْنَا أَنَّ الْحَبْلَ مَرَّ فِي وَسَطِ الْأَرْضِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَلَا فَرْقَ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ مِنْ أَنْ يَخْرُقَ مِنْ جَانِبِ الْيَمِينِ مِنَّا إلَى جَانِبِ الْيَسَارِ، أَوْ مِنْ جِهَةِ أَمَامِنَا إلَى جِهَةِ خَلْفِنَا.
– الشيخ: يعني من الأرض
– القارئ: أَوْ من جهة رؤوسنا إلَى جِهَةِ أَرْجُلِنَا إذَا مَرَّ الْحَبْلُ بِالْأَرْضِ، فَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ قَدْ خَرَقَ بِالْحَبْلِ مِنْ جَانِبِ الْمُحِيطِ إلَى جَانِبِهِ الْآخَرِ، مَعَ خَرْقِ الْمَرْكَزِ، وَبِتَقْدِيرِ إحَاطَةِ قَبْضَتِهِ بِالسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَالْحَبْلُ الَّذِي قُدِّرَ أَنَّهُ خَرَقَ بِهِ الْعَالَمَ وَصَلَ إلَيْهِ.
– الشيخ: من الطرفين
– القارئ: وَلَا يُسَمَّى شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ إدْلَاءً وَلَا هُبُوطًا.
وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ إلَيْنَا فَإِنَّ مَا تَحْتَ أَرْجُلِنَا تَحْتٌ لَنَا، وما فوق رؤوسنا فَوْقَ لَنَا، وَمَا نُدْلِيهِ من ناحية رؤوسنا إلَى نَاحِيَةِ أَرْجُلِنَا نَتَخَيَّلُ أَنَّهُ هَابِطٌ.
– الشيخ: أيش أيش؟
– القارئ: وَمَا نُدْلِيهِ من ناحية رؤوسنا إلَى نَاحِيَةِ أَرْجُلِنَا نَتَخَيَّلُ أَنَّهُ هَابِطٌ.
– الشيخ: نعم
– القارئ: فَإِذَا قُدِّرَ أَنَّ أَحَدَنَا أَدْلَى بِحَبْلِ كَانَ هَابِطًا عَلَى مَا هُنَاكَ، لَكِنَّ هَذَا تَقْدِيرٌ مُمْتَنِعٌ فِي حَقِّنَا، وَالْمَقْصُودُ بِهِ بَيَانُ إحَاطَةِ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، كَمَا بَيَّنَ أَنَّهُ يَقْبِضُ السَّمَوَاتِ وَيَطْوِي الْأَرْضَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ بَيَانُ إحَاطَتِهِ بِالْمَخْلُوقَاتِ. وَلِهَذَا قَرَأَ فِي تَمَامِ هَذَا الْحَدِيثِ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الحديد:3].
وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهِ، فَإِنَّ التِّرْمِذِيَّ لَمَّا رَوَاهُ قَالَ: وَفَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِأَنَّهُ هَبَطَ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ، وَبَعْضُ الْحُلُولِيَّةِ والاتحادية يَظُنُّ أَنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى قَوْلِهِمْ الْبَاطِلِ، وَهُوَ أَنَّهُ حَالٌّ بِذَاتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَنَّ وُجُودَهُ وُجُودُ الْأَمْكِنَةِ وَنَحْوُ ذَلِكَ.
وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ الْحَدِيثَ لَا يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إنْ كَانَ.
– الشيخ: إلى هنا يا أخي والتحقيق
– القارئ: نعم أحسن الله إليك، أحسن الله إليكم مر معنا رسائل إخوان الصفا، رأيت موضع لشيخ الإسلام في كتاب إقامة الدليل.
– الشيخ: إبراهيم، ها عندك شيء؟ نعم أيش تقول يا عمير؟
– القارئ: في إقامة الدليل على إبطال التحليل يقول عن رسائل الصفا يقول:
حتى أُضيف إلى جعفر الصادق رحمه الله رسائل إخوان الصفا وهذا في غاية الجهل، فإن هذه الرسائل إنما وُضعت بعد موته بأكثر من مائتي سنة، فإنه توفي رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة.
– الشيخ: صح
– القارئ: وهذه الرسائل إنما وضعت في دولة بني بويه في أثناء المائة الرابعة، في أوائل بني عبيد الذين بنوا القاهرة، وقد وضعها جماعة من الملحدين وزعموا أنهم جمعوا بين الشريعة والفلسفة، فضلوا وأضلوا، وأصحاب جعفر الصادق رحمه الله الذين أخذوا عنه العلم كمالك ابن أنس وسفيان ابن عيينة وأمثالهما من أئمة الإسلام براء من هذه الأكاذيب.
– الشيخ: جزاك الله خير بارك الله فيك
– القارئ: يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي حامد الغزالي
– الشيخ: لكن اصبر الآن تقرأ من أين؟
– القارئ: لا لا أنا نقلت هذا الكلام في ورقة
– الشيخ: طيب
– القارئ: يقول الذهبي في ترجمة أبي حامد الغزالي في سير أعلام النبلاء:
وحُبّب إليه إدمان النظر في كتاب رسائل إخوان الصفا
– الشيخ: حُبّب إليه؟
– القارئ: نعم، إدمان النظر في كتاب رسائل إخوان الصفا، وهو داءٌ عضال وجَربٌ مُردٍ وسُمٌّ قتَّال. انتهى.
– الشيخ: أي هذا الله أعلم، أقول تأثر رحمه الله وعفا عنا وعنه.