الرئيسية/شروحات الكتب/القواعد الحسان لتفسير القرآن/(5) تتمة القاعدة الثّالثة: قوله “وأنه العزيز الذي له جميع معاني العزة”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(5) تتمة القاعدة الثّالثة: قوله “وأنه العزيز الذي له جميع معاني العزة”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (القواعد الحِسان في تفسير القرآن)
الدّرس الخامس

***     ***     ***     ***
 
القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبهِ أجمعين، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله تعالى- في "القواعد الحسان":
وأنّهُ العزيزُ الذي لهُ جميعُ معاني العِزّة على وجهِ الكمالِ التّام مِنْ كلِّ وجهٍ.

الشيخ: هذا استمرارٌ لكلامِ الشيخ في دلالة الاسم المُعرَّف بأل، وأنّه يدلُّ على الشُمول ويدل على الكمال، ودخل الشيخ في هذا في دلالات أسماء الله الحسنى يقول أنَّ أسماؤه، أسماؤه تعالى الحسنى، حين تأتي معرَّفة "العزيز"، العزيز يدلُّ على العِزّة الكاملة والمُطلَقة، العزيز: يعني هذا اللفظ يدلُّ على أنّه لهُ العِزّة على أكمل وجه، مِنْ جميعِ الوجوه، وهكذا الشيخ يعرض أسماء الله ليُقرِّر هذا المعنى، أنَّ "أل" في أسماء الله تعالى تدل على الكمال، نعم؛ كُل..

القارئ: وأنّه العزيزُ الذي لهُ جميعُ معاني العِزّة على وجهِ الكمالِ التّام مِنْ كلِّ وجهٍ، عِزَّةُ القوة وعِزَّةُ الامتناع، وعِزَّةُ القَهر والغَلبة.
الشيخ:
يُشير إلى أنَّ معاني العِزَّة ثلاث: القوة والقهر والغلبة والامتناع، فهو القوي، لهُ القوة وهو القاهرُ الغالب سبحانهُ وتعالى، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ[الأنعام:18] وهو الذي لا يَنالهُ، لا يَنالهُ أحدٌ بضرٍّ، "لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي".

القارئ: وعِزَّةُ القَهر والغَلبة، وأن جميعَ الخلقِ في غاية الذُّل ونِهاية الفقر، ومُنتهى الحاجة والضرورة إلى ربِّهم، وأنَّه الرحمن الرحيم الذي لهُ جميعُ معاني الرَّحمة، الذي وسِعت رحمتهُ كلّ شيءٍ، ولمْ يَخلُ مخلوقٌ مِنْ إحسانهِ وبِره طرْفةَ عينٍ، تبلغُ رحمتهُ حيثُ يَبلغُ عِلمهُ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا[غافر:7] وأنّه القُدّوس السّلام، المُعظَّم المُنزَّه عنْ كلِّ عيبٍ وآفةٍ ونقص، وعنْ مُماثلةِ أحدٍ، وعنْ أنْ يكونَ لهُ نِدٌّ مِنْ خَلقهِ، وهكذا بقيةُ الأسماءِ الحسنى، اعتبِرْها بهذه القاعدة الجليلة.
الشيخ:
إيش يقول؟ وهكذا؟
القارئ: وهكذا بقية الأسماء الحسنى
الشيخ:
ايه..
القارئ: اعتبِرْها بهذه القاعدة الجليلة، ينفتحُ لكَ بابٌ عظيمٌ مِنْ أبوابِ معرفة الله، بلْ أصلُ معرفةِ الله تعالى معرفةُ ما تحتوي عليهِ أسماؤهُ الحسنى، وتقتضيهِ مِنَ المعاني العظيمة، بحسبِ ما يَقدرُ عليهِ العبدُ، وإلّا فلنْ يبلغَ علمُ أحدٍ مِنَ الخلق ذلك، ولنْ يُحصي أحدٌ ثناءً عليهِ، بلْ هو كما أثنى على نفسهِ، وفوقَ ما يُثني عليهِ عِبادَه.
الشيخ:
عبادُه
القارئ: عبادُه، أحسن الله إليك، ومن ذلك قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2]
الشيخ:
كذلك يريد يُطبِّق عليها القاعدة البر، وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْـ "أل" البر يدخلُ فيهِ كلُّ بِر، كلُّ عملٍ صالح، كلُّ ما أمرَ الله بهِ أمرَ وجوبٍ أو أمرَ استحباب، البِر، و الْإثْمِ كذلك يدخلُ فيهِ كلُّ ما نهى الله عنهُ ورسولهُ، وهذا كلُّه يريدُ تطبيقَ القاعدة وهي أنَّ: "أل" إذا دخلت على اسم الجنس؛ فإنّها تدلُّ على الاستغراق والشُمول، نعم، كذلك البر.

القارئ: أحسن الله إليكم، ومن ذلك قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2]، يَشملُ جميعَ أنواعِ البِر والخير، وتَشملُ التقوى جميعَ ما يجبُ اتقاؤُهُ مِنْ أنواعِ المَخُوفات والمعاصي والمُحرَّمات.
والإثم: اسمٌ جامع لكلِّ ما يُؤثِم، ويُوقِع في المعصية. كما أنَّ العُدوان: اسمٌ جامعٌ يدخل فيهِ جميعُ أنواعِ التعدّي على الناس في الدماءِ والأموالِ والأعراضِ، والتعدِّي على مجموع الأمة، وعلى الحكومات والتعدّي لحدودِ الله. و"المعروف" في القرآن:
الشيخ:
أعد، إيش؟
القارئ: والتعدي..
الشيخ:
لا قبل
القارئ: كما أنَّ العُدوان: اسمٌ جامعٌ يدخلُ فيهِ جميعُ أنواع التعدّي على الناس.
الشيخ:
على الناسِ
القارئ: في الدماء
الشيخ:
إي
القارئ: والأموال
الشيخ:
والأعراض
القارئ: والأعراض
الشيخ:
إيش؟
طالب: أحسن الله إليكم، ما يذكره الآن ليس في النسخ الأخرى.
الشيخ:
ايش هي؟
طالب: اللي سيذكرها الآن
الشيخ: طيب خلنا نشوف
القارئ: أنا اقرأ من نسخة المجموع اللي هي آخر نسخة.
الشيخ: طيب، اقرأ لنشوف
القارئ: والتعدّي على مجموعِ الأمّة، وعلى الحُكومات.
الشيخ:
هذه هي الغريبة، عندك يا محمد؟
طالب: ليست موجودة في النسخة عندي …
الشيخ: طيب وإيش اللي عندك بالضبط؟ يعني إيش اللي زايد؟
طالب: الزايد الذي ذُكر بعد "والأعراض"
الشيخ: والأعراض، إيش بعدها؟
طالب: والحكومات

القارئ: والأعراض، والتعدِّي على مجموعِ الأمّة، وعلى الحكوماتِ والتعدِّي لحُدودِ الله.
الشيخ:
هي موجودة
طالب: لا ليست موجودة
الشيخ: والتعدّي لحدودِ الله
القارئ: لا، محمد يقصد منها والتعدي على مجموع الأمة، وعلى الحكومات
الشيخ: أنا أريد أن هذا يعني عاد إلى الصواب، أنت يا محمد
طالب: لا لا، حتى الأخيرة إلى والمعروف
الشيخ:
القارئ: قال والتعدّي على مجموعِ الأمّة، وعلى الحُكومات والتعدّي لحدودِ الله.
الشيخ:
هذا كله غير موجود عندك..
القارئ: نعم يا شيخ
الشيخ: كذا
القارئ: نعم يا شيخ
الشيخ: طيب، لحدود ايش بعدها؟
القارئ: و" المعروف " في القرآن: اسم..
الشيخ:
هذا عندك؟
طالب: … هذا موجود أحسن الله إليك.
الشيخ: ها ..
طالب: كما أنَّ العُدوان: اسمٌ جامعٌ يدخلُ فيهِ جميعُ أنواعِ التعدّي على الناس في الدّماءِ والأموالِ والأعراض.
الشيخ: والأعراض، انتهى
طالب: و"المعروف" في القرآن
الشيخ:
وكأنها أشبه.
طالب: كذلك نسخة أخرى عند الإخوان ما فيها الزيادة هذه في الطبعة الأخرى.
الشيخ: الطبعات الأخرى الظاهر أنّها واحدة، يعني إنْ شاء الله مأخوذٌ مِنْ بعض، المهم كأن هذه الاضافة.
طالب: … عليها شرح الشيخ ابن عثيمين الأخرى، أحسن الله إليكم
الشيخ: ها
القارئ: بعناية السبت، الشيخ خالد السبت
طالب:
الشيخ: لا، هذه فيها شوي ما هي، نعم ولهذا وجدتُ فيها يعني شيئاً مِنَ الاستغراب قبلَ أنْ تقول يا محمد.
 
القارئ: أحسن الله إليكم، و" المعروف " في القرآن: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما عُرِفَ حُسنهُ وجمالهُ شرعاً وعقلاً، وعَكْسه: المُنكر والسوء والفاحشة. وقدْ نبّه النّبي صلّى الله عليهِ وسلّم أمّتهُ إلى هذه القاعدة، وأرشدهم إلى اعتبارها إذ علَّمهُمْ أنْ يقولوا في التّشهد في الصلاة، في قول المصلين: "السّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصّالحين" فقال:
"فإنّكم إذا فَعلتم ذلكَ فقدْ سلَّمتم على كلِّ عبدٍ لله صالحٍ في السّماء والأرض" وأمثِلَتُها في القرآنِ كثيرةٌ جداً. القاعدة الرابعة..
الشيخ:
هذا موجَبُ اللسان العربي، أقولُ هذه القاعدة مأخوذةٌ مِنْ يعني قاعدة اللسان العربي، "فأل" إذا دخلتْ على اسم الجنس دلَّت على الاستغراق.
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ[العصر:2]، قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ[النور:30]، للمؤمنين، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ[النور:31]، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ[الأحزاب:35]
مثل ما الشيخ بدأ هذه القاعدة بذكرِ هذه الأنواع، هذه قاعدة أنَّ "أل" إذا دخلت على الوصف؛ دلَّتْ على الكمال والشمول، وإذا دخلت على اسم الجنس؛ دلَّتْ على الاستغراق كذلك، نعم، القاعدة.

القارئ: القاعدة الرابعة:
إذا وقعت النّكرة في سياق النفي، أو النهي أو الشرط أو الاستفهام دلَّتْ على العُموم، كقوله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[النساء:36]
الشيخ: هذا في النهي.
القارئ: فإنّهُ نهى عن الشرك بهِ في النيات، والأقوالِ والأفعال، وعن الشِّرْك الأكبرِ، والأصغر والخفي، والجّلي، فلا يجعلُ العبدَ لله ندّاً ومشاركاً في شيءٍ مِنْ ذلك. ونظيرها..
الشيخ
: فلا ايش؟
القارئ: فلا يجعلُ العبد لله نداً
الشيخ: نداً..
القارئ: ومُشاركاً
الشيخ: إي ماشي
القارئ: في شيءٍ مِنْ ذلك، ونظيرها قوله: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[البقرة:22]
الشيخ:
نعم
القارئ: وقوله في وصف يوم القيامة: يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا[الانفطار:19]، يَعُمُّ كلَّ نفس..
الشيخ: هذا نفي، الأول نهي والثاني نفي
القارئ: وأنّهُ لا تملكُ شيئاً مِنَ الأشياءِ، لأيِّ نفسٍ أخرى، مهما كانت الصِّلة، لا إيصالُ شيءٍ مِنَ المنافعِ، ولا دفعُ شيءٍ مِنَ المضار.
وكقولهِ تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ[يونس:107]، فكلُّ ضُرٍّ قدّرهُ الله على العبدِ ليسَ في استطاعة أحدٍ مِنَ الخلقِ كائناً ما كانْ كشفهُ بوجهٍ مِنَ الوجوهِ.
ونهايةُ ما يَقْدرُ عليهِ المخلوق مِنَ الأسبابِ والأدوية: إنّما هو جزءٌ مِنْ أجزاءٍ كثيرة داخلة في قضاءِ الله وقَدره.
وقوله:
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ[فاطر:2]، وقوله: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ[النحل:53] يَشْملُ كلَّ خيرٍ في العبدِ ويصيبُ العبد، وكلُّ نعمةٍ فيها حصول مَحْبوبٍ، أو دفعُ مكروه، فإنَّ الله هو المتفّردُ بذلكَ وحدهُ.
وقوله: 
مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ[فاطر:3]

الشيخ: إلى هنا، الشيخ يريد يسترسل
القارئ: باقي سطرين
طالب: الآية، وتبدأ القاعدة الخامسة
الشيخ: نعم، أكمل
القارئ: وقوله: مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ[فاطر:3]، وإذا دخلت [مِنْ] صارت نصًا في العموم كهذه الآية: فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ[الحاقة:47]، وقوله في غير آية مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ[الأعراف:59]، ولها أمثلة كثيرة جدًا. انتهت القاعدة.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :القرآن وعلومه