بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (القواعد الحِسان في تفسير القرآن)
الدّرس الثّامن
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، اللهمَّ اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين، قالَ الشيخُ عبد الرحمن بن سِعدي -رحمهُ الله تعالى وأسكنهُ الله فسيحَ جِنانه-..
– الشيخ: آمين اللهم آمين
– القارئ: أصولٌ وقواعد في تفسير القرآن:
القاعدة السابعة: في طريقة القرآن في تقريرِ نُبوّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم. وتارةً.
– الشيخ: هذا يعني قرأناه!
– القارئ: تتمة
– الشيخ: إي زين
– القارئ: وتارةً يُقرِّرُها بِما هو موجودٌ في كُتبِ الأولين، وبِشاراتِ الأنبياءِ والمرسلين، إمّا باسمهِ العلم أو بأوصافهِ الجليلة، وأوصافِ أمّتهِ وأوصافِ دينهِ، وتارةً يقرّرُ رِسالتهُ.
– الشيخ: مثل ما أخبرَ الله عن عيسى، يقول: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ[الصف: 6] ويذكرُ العلماءُ أنَّ اسمهُ في التوراة محمّد يعني بلغة، بلغتهم، بالكلمة، وتارةً يذكرهُ بأوصافهِ مثل ما في سورة الأعراف: يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ[الأعراف: 157] الآية
– القارئ: وتارةً يقرّرُ رِسالتهُ بِما أخبرَ بهِ مِنَ الغيوبِ الماضية..
– الشيخ: الشيخ علَّقَ على هذه على الموقع ذا، الشيخ محمد؟
– القارئ: لا القاعدة هذه لم يعلق عليها الشيخ أحسن الله إليكم
– الشيخ: نعم جملةً نعم
– القارئ: وتارةً يقررُ رِسالتهُ بِما أخبرَ بهِ مِنَ الغيوبِ الماضية والغيوبِ المستقبلة
– الشيخ: مثل ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ[آل عمران: 44]، وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ[يوسف: 102]، وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ[آل عمران: 44] تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا[هود: 49] إلى غيرِ ذلك.
– القارئ: التي وقعتْ في زمانهِ والتي لا تزالُ تقع في كلِّ وقتْ، فلولا الوحي ما وصلَ إليهِ شيءٌ مِنْ هذا، ولا لهُ ولا لغيرهِ طريقٌ إلى العلمِ بهِ.
– الشيخ: شو يا محمد؟، ولا كان، عندك...
– القارئ: نعم يا شيخ
– الشيخ: إي وإش قال؟
– القارئ: ولا لهُ ولا لغيرهِ طريقٌ إلى العلمِ بهِ.
– الشيخ: إي نعم
– القارئ: وتارة يقررها
– الشيخ: وين ولا كان
طالب: ولا كانَ لهُ ولا لغيره، اللي عنده ولا له، أحسن الله إليك
– الشيخ: إيش وعنده
طالب: ولا لهُ ولا لغيره
– الشيخ: يعني ألف ما ها؟
طالب: كان، زيادة كان
– القارئ: يعني هكذا يا شيخ، ولا كان له ولا لغيره، طريقٌ إلى العلمِ بهِ.
– الشيخ: يعني عندك زايد "كان"
طالب: لا عند محمد
– الشيخ: وعندك ما في" كان"، ها
– القارئ: لا ما تُوجدُ يا شيخ، ولا كانَ ولا لهَ ولا لغيرهِ.
– الشيخ: ولا كان
– القارئ: ولا لهُ ولا لغيرهِ طريقٌ إلى العلمِ بهِ..
– الشيخ: ولا كان له
– القارئ: ولا كانَ لهُ ولا لغيرهِ طريقٌ إلى العلمِ بهِ
– الشيخ: نعم
– القارئ: وتارةً يقرّرها بِحفظهِ إيّاه، وعِصْمَتِه لهُ مِنَ الخلق، مع تكالُبِ الأعداءِ وضغطِهم.
– الشيخ: مع تكالب الأعداء و..
– القارئ: مع تكالُبِ الأعداءِ وضغطِهم
– الشيخ: ضغط
– القارئ: نعم، وجِدِّهم التامِّ في الإيقاعِ بهِ بكلِّ ما في وِسعِهم، والله يَعْصِمُهُ ويَمْنَعُهُ ويَنْصُرهُ؛ وما ذاكَ إلّا لأنّهُ رسولهُ حقًا، وأمينهُ على وَحْيهِ.
– الشيخ: اللهم صلِّ على البشير النذير، اللهم صلِّ وسلّم وبارك عليه، لا إله إلا الله.
– القارئ: وتارة يُقرِّرُ رسالته بذكر عظمة ما جاء به وهو القرآن الذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[فصلت: 42]، وتحدّى أعداءهُ، ومنْ كفرَ بهِ أنْ يأتوا بمثلهِ أو بعشرِ سورٍ مثلهِ أو بسورةٍ واحدة، فعجزوا ونكصوا وباءوا بالخيبةِ والفشل، وهذا القرآنُ أكبرُ أدلة.
– الشيخ: أعظم آية في هذا الشأن قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[الإسراء: 88] لو اجتمعوا وتعاونوا لم يأتوا بمثلهِ.
– القارئ: وهذا القرآن أكبرُ أدلة رسالتهِ وأجلِّها وأعمِّها.
– الشيخ: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ[العنكبوت: 51]، وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ[العنكبوت: 48]، كان الرسولُ أميّاً لا يقرأ ولا يكتب، يعني لا يقرأ، لا يكتب ولا يقرأ المكتوب.
– القارئ: وتارةً يقررُ رسالتهُ بما أظهرَ على يديهِ منَ المعجزات، وما أجرى لهُ من الخوارقِ والكرامات، الدالّة على كلِّ واحدٍ بمفردهِ مِنها.
– الشيخ: إيش
طالب: الدال لكل واحد
– الشيخ: الدالِّ كُلُّ واحد منها
– القارئ: وما أجرى له من الخوارق والكرامات، الدالة
– الشيخ: الدالة؟
– القارئ: نعم الدالَّةِ
– الشيخ: الدالَّةِ
– القارئ: كلُّ واحد بمفرده منها
– الشيخ: الدَّالُّ أحسن، الدَّالُّ كُلُّ
– القارئ: وما أجرى لهُ منَ الخوارقِ والكرامات، الدّال كلُّ واحدٍ بمفردهِ منها، فكيفَ إذا اجتمعت على أنّهُ رسول الله الصادقُ المصدوق.
– الشيخ: صلّى الله عليه وسلّم
– القارئ: الذي لا ينطقُ عن الهوى إنْ هو إلّا وحي يوحى.
وتارةً يُقرِّرُهَا بعظيمِ شفقتهِ على الخلق، وحُنوِّه الكاملِ على أمّتهِ، وأنّهُ بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، وأنّهُ لمْ يوجد.
– الشيخ: كما في الآية لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة: 128]، حريص على هدايتهم، يَشقُّ عليهِ ما يشقُّ عليهمْ، وكما نجدُ في الحديث (لولا أنْ أشقَّ على أمّتي لأمرتُهم)، لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم، ويتركُ أحياناً بعضَ العمل خَشْية أنْ يُفرضَ على أمّتهِ، صلّى الله عليه وسلّم.
– القارئ: وأنّهُ بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، وأنّهُ لمْ يوجد، ولنْ يُوجدَ أحدٌ منَ الخلقِ أعظم شفقةً وبرّاً وإحساناً إلى الخلقِ منهُ، وآثارُ ذلكَ ظاهرةً للناظرين.
فهذه الأمورُ والطُّرقُ قدْ أكثرَ الله مِنْ ذِكْرِها في كتابهِ، وقرّرها بعباراتٍ متنوعة، ومعاني مُفصّلة وأساليبَ عجيبة، وأمثِلتُها تفوقُ العدَّ والإحصاء. والله أعلم.
– الشيخ: يعني انتهى
– القارئ: نعم
– الشيخ: إش قال الشيخ بعض الشيء يعني
– القارئ: لم يعلق أحسن الله إليك
– الشيخ: الشيخ ما علق عليها؟
– القارئ: لا، الفصل هذا على القاعدة ما
– الشيخ: الشيخ محمد يعني
– القارئ: نعم ما علق
– الشيخ: لا إله لا الله، أصولُ الإيمانِ التي يعني يَكْثُر عَرْضُها وذِكْرُها في القرآن ثلاثة: "التوحيد والنبوّة والمَعاد"، هذه الثلاثة، الإيمانُ بالله واليومِ الآخر والإيمانُ بالرسول، وكثيراً ما يَقْرن الله بينَ الإيمان بالله ورسولهِ، والإيمان بالله واليومِ الآخر، هذه ثلاثة أصول يَكْثُر ذِكْرها و… وذكرُ دلائِلها، أدلّة التوحيد، أدلّة النبوّة، أدلّة المَعاد، لا إله إلّا الله، لا إله إلا الله، ويُثنِي على المؤمنين بالله واليوم الآخر، والمؤمنين بالله ورسوله ويذمُّ الذين لا يؤمنونَ بالله ولا باليومِ الآخر، ولا يؤمنونَ بالله ورسولهِ، فيَقْرن بينَ هذه الأصولِ الثلاثة، وتارةً يذكرُ الأصولَ الخمسة جميعاً كما في قوله: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ[البقرة: 177] الآية، وقوله: وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ[النساء: 136]، وفي الآية: كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ[البقرة: 285].