الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(131) باب ما جاء في إثبات الوجه صفة قوله “قال رسول الله ﷺ قد حرم الله على النار أن تأكل من قال لا إله إلا الله”

(131) باب ما جاء في إثبات الوجه صفة قوله “قال رسول الله ﷺ قد حرم الله على النار أن تأكل من قال لا إله إلا الله”

ما جاء في إثبات صفة الوجه لله تعالى

القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.

قالَ الإمامُ البيهقيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: “الأسماءِ والصِّفاتِ” في تتمةِ حديثِهِ على بابِ “ما جاءَ في إثباتِ الوجهِ صفةً لا مِن حيثُ الصورةِ لورودِ خبرِ الصَّادقِ بهِ”:

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَازُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حدثنا الْقَعْنَبِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ اَبِن شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ –رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ.

الشيخ: الوجهُ ثابتٌ لله في الكتاب والسنة، وبإجماعِ أهلِ السُّنة أنَّ لله وجهًا موصوفٌ بالجلال والإكرام، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ  [الرحمن:27] وقولُ المؤلِّفِ -عفا الله عنه- “لا مِن حيثُ الصورة”، يُشعِرُ بأنه لا يُثبتُ الصّورةَ لله، وهذا من الأغلاطِ المنكرة، والصورةُ ثابتةٌ لله، فاللهُ له صورةٌ تليقُ به لا نعلمُ كيفيتَها، والأحاديثُ في هذا صحيحةٌ، فللهِ وجهٌ، وله صورةٌ، فقول المؤلف -عفا الله عنه-: “في إثباتِ الوجه صفة لله -تعالى- لا من حيثُ الصُّورة”، فيه حقٌّ وباطلٌ؛ فالحقُّ إثباتُ الوجه، والباطلُ نفيُ الصورةِ، سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله.

القارئ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضًا شَدِيدًا أُشْفَيتُ مِنْهُ،

الشيخ: أُشفِيت.

القارئ: “أُشْفَيت” بفتح الفاء.

الشيخ: ما في [ألا يوجد] تعليق؟

القارئ: قالَ: لا يكادُ يقالُ: “أَشْفَى” إلَّا في الشرِّ، وأَشْفَى: أَشْرَفَ، انظر “النهاية” لابنِ الأثيرِ.

الشيخ: “أشفى على كذا” يعني: كأنه “أشرفَ”، أشرفَ عليه وأوشكَ، يقول: أَشْفَيتُ على الموتِ، يعني قاربَ، قاربتُ أن أموتَ

القارئ: قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضًا شَدِيدًا أُشْفَيتُ مِنْهُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ دُونَ هِجْرَتِي. قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً، وَلَعَلَّكَ إِنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ قَوْمٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ . كَانَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، …

الشيخ: في الحقيقة كأنه سقطَ منه الشاهد، الشاهدُ من الحديث: وإنكَ لنْ تعملَ عملًا تبتغي بهِ وجهَ اللهِ  هذا هو الشاهدُ، ولكن سقطَ هذه الجملة.

القارئ: مذكورة

الشيخ: أين؟ ما ذكرتها.

القارئ: قرأناها.

الشيخ: أنتَ ما قرأتها.

القارئ: قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً ، …

الشيخ: إي، هذه ما سمعتُها.

القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخبرنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حدثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَلَّى صَلَاةً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ .

وَقَدْ قِيلَ عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ.

الشيخ: وهذا فيه الدَّلالةُ على فضلِ الموتِ في حال طاعةٍ وذلك من حسنِ الخاتمة، فمَنْ ماتَ على إثر قولهِ: “لا إله إلا الله”، أو على إثر صومه يومًا، أو على إثر صدقتِه لله، كلُّ ذلك يبتغي به وجهَ الله دخل الجنة، فالموتُ على عملٍ صالحٍ وعلى إثرِ كلمةٍ طيبةٍ، ولهذا جاء في الحديث: مَنْ كانَ آخرَ كلامِهِ مِن الدنيا “لا إله إلا الله”، دخلَ الجنةَ .

القارئ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى، أخبرنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بِشَهَادَةِ أَنْ “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ” صَادِقًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، …

الشيخ: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

القارئ: يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصَوْمٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الْلَّهِ دَخَلَ الْجَّنَةَ، يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ .

الشيخ: نسأل الله حسنَ الخاتمة، نسأل الله حسن الخاتمة، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، ووقع لكثيرٍ من الموفَّقين السُّعداء أنه يموتُ وهو ساجدٌ، يموتُ وهو ساجدٌ لله، فهذه من علاماتِ الخير، لكن لا يُشهَدُ لِمَنْ وقعَ له شيءٌ من ذلك بالجنة، لكن يُستبشَرُ يُرجَى له هذا الوعد، يُرجَى له، يقال: هذه علامةُ خيرٍ هذه بُشرى، هذا يعني يدلُّ على حسنِ خاتمتِهِ وهكذا، أما الشهادةُ فلا.

من الآيات الواردة في إثبات صفة الوجه لله تعالى

القارئ: قَالَ: وَالْأَخْبَارُ فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرَةٌ. وَفِي بَعْضِ مَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلَاءً، …

الشيخ: وفي القرآن آياتٌ في إثباتِ الوجه وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ  [الرحمن:27] إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا  [الإنسان:9].

القارئ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ عَنْكَ وَلَا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا، وَكُنْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ -أَظُنُّهُ قَالَ: وَبِلَالٌ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَرَجُلَانِ قَدْ نَسِيتُ اسْمَهُمَا- فَوَقَعَ فِي نَفْسِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا شَاءَ اللَّهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهِمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ  [الأنعام:52] الْآيَةَ، وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا  [الأنعام:53] أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَرَجُلَانِ لستُ اسمَيهِمَا.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بِنِ دَلْوَيْهِ الدَّقَّاقُ، …

الشيخ: دلْويَه، مثل سِيبوَيه وراهوَيه وما أشبهَ ذلك.

إثبات صفات الإقبال والإعراض والصرف لله تعالى من غير تحريف ولا تأويل

القارئ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ بْنِ مَنِيعٍ، حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي أَخِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا سَلَّامٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ  -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَوْحَى إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي اسْتَقْبَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِوَجْهِهِ، فَلَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الْعَبْدُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ . وَرُوِيَ فِي مِثْلِ هَذَا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمَا.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّازُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا فِي بَيْتِ حُذَيْفَةِ بْنِ الْيَمَانِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَامَ شَبَثُ بْنَ رِبْعِيٍّ فَصَلَّى، فَتَفَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: لَا تَتْفُلْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَا عَنْ يَمِينِكَ؛ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِكَ كَاتَبَ الْحَسَنَاتِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى أَقْبَلَ اللَّهُ -تَعَالَى- إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ يُنَاجِيهِ فَلَا يَصْرِفُهُ عَنْهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ حَدَثَ سُوءٍ.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حدثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَعْم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمَا- إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ​​​​​​​ – مُقْبِلٌ عَلَى عَبْدِهِ بِوَجْهِهِ مَا أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَإِذَا الْتَفَتَ انْصَرَفَ عَنْهُ.

قال الشيخ: -رضي الله عنه-: لَيْسَ فِي صِفَاتِ ذَاتِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- إِقْبَالٌ وَلَا إِعْرَاضٌ وَلَا صَرْفٌ،

الشيخ: سبحان الله، سبحان الله، عفا الله عنَّا وعنه، ليسَ في صفاتِ الله؟

القارئ: لَيْسَ فِي صِفَاتِ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِقْبَالٌ وَلَا إِعْرَاضٌ وَلَا صَرْفٌ، …

الشيخ: هذا غلطٌ من المؤلّف، كيف تأتي هذه الأحاديث وفيها التصريحُ بالإقبال، وفي الأحاديث الإعراض، كحديثِ: (أعرضَ فأعرضَ اللهُ عنه)، وهذه الأحاديثُ التي ذكرَها، لا بد أنه سيتكلَّمُ سيُؤَوِّلُهُ، “لَيْسَ فِي صِفَاتِ ذَاتِ اللَّهِ إِقْبَالٌ وَلَا”؟

القارئ: لَيْسَ فِي صِفَاتِ ذَاتِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- إِقْبَالٌ وَلَا إِعْرَاضٌ وَلَا صَرْفٌ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي صِفَاتِ فِعْلِهِ، وَكَأَنَّ الرَّحْمَةَ الَّتِي لِلْوَجْهِ تَعَلَّقُ بِهَا تَعَلُّقَ الصِّفَةِ بِمُقْتَضَاهَا، تَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ وَجْهِ الْمُصَلِّي، فَعَبَّرَ عَنْ إِقْبَالِ تِلْكَ الرَّحْمَةِ وَصَرْفِهَا بِإِقْبَالِ الْوَجْهِ وَصَرْفِهِ لِتَعَلُّقِ الْوَجْهِ الَّذِي هُوَ صِفَةٌ بِهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الشيخ: هذا تحريفٌ، هذا تأويلٌ، جعل الإقبالَ والإدبارَ للرحمة، الإقبالُ والإعراضُ والصرفُ جعلَه للرحمة، هذا خلافُ نصِّ الحديث وصريحِ الحديث، فصرَّحَ -رحمه الله وعفا عنه- بالنفي، ثمَّ أتبعَ ذلك بالتأويل، فجمعَ بين التعطيلِ والتحريفِ، غفرَ اللهُ لنا وله، لكن مثلُ هذا الإمام نعلمُ أنه طالبٌ للحقِّ ومجتهدٌ فيه، ولكن هذا هو الذي أدَّى إليه اجتهادُه وعلمُه، بخلافِ المعاندين المتعصِّبين الذين يردُّون الحقَّ عنادًا، ويتعصَّبون لآرائهِم.

القارئ: وَالَّذِي يُبَيِّنُ صِحَّةَ هَذَا التَّأْوِيلِ: مَا أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلَا يَمَسَّ الْحَصَا .

الشيخ: تخريج في شيء.

القارئ: قال: أخرجَهُ أبو داودَ والترمذيُّ والنسائيُّ وابنُ ماجه وأحمدُ وابنُ خزيمةَ وابنُ حبانَ وغيرُهم، ومدارُ الحديثِ على أبي الأحوصِ لمْ يروِ عنه غيرُ الزُّهريُّ، وقالَ ابنُ مَعينٍ: ليسَ بشيءٍ، وقالَ النسائيُّ: لمْ نعرفْهُ، وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ: ليسَ بالمتينِ، وقالَ ابنُ حجرٍ: مقبولٌ، يعني: عندَ المتابعةِ وإلَّا فليِّنٌ، وليستِ المتابعةُ موجودةٌ هنا.

الشيخ: بهذا نعلمُ أنَّ هذا الحديثَ ضعيفٌ، ولو صحَّ لَما كان بينَه وبين الأحاديث الصريحة الصحيحة منافاةٌ، فنُثبتُ أنَّ الله يُقبِلُ عليه بوجهِه وأنَّ الرحمةَ -أيضًا- تواجهُهُ.

القارئ: قال الشيخ: وَشَائِعٌ فِي كَلَامِ النَّاسِ: الْأَمِيرُ مُقْبِلٌ عَلَى فُلَانٍ، وَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ إِقْبَالَهُ عَلَيْهِ بِالْإِحْسَانِ، وَمُعْرِضٌ عَنْ فُلَانٍ وَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ تَرَكَ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ، وَصَرْفَ إِنْعَامِهِ عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الشيخ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

القارئ: كأنه يؤكّد كلامه.

الشيخ: يؤكِّدُ كلامَه، ولكن هذا التأويلَ وهذا التمثيلَ أو هذا يعني الاستشهاد هذا قد يتوجَّهُ لو كان بدونِ ذكرِ الوجه، أما أن يقالَ: “أقبلَ عليه بوجهِه”، هذا لا يحتملُ إلا الإقبال، إلَّا الإقبالَ بالذَّاتِ، والأحاديثُ فيها إقبالُهُ -تعالى- بوجهِهِ، نعم بعده؟

القارئ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ الْعُقَيْلِيُّ بِحَلَبَ، حدثنا عَفَّانُ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَنْبَأَنِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: وَارْزُقْنِي لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ .

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، حدثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (ح)، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حدثنا الْبُرْسَانِيُّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْطُوهُ .

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

أحسن الله إليك “لا يُسألُ بوجهِ الله إلا الجنة” الوجهُ وماذا؟ “ومَنْ سألَكُم بوجهِ الله”.

الشيخ: في [هل هناك] تعليق على الحديث؟

القارئ: قال: أخرجهُ أبو داودَ وأحمدُ وأبو يَعلى، وهو في صحيحِ أبي داودَ، وحسَّنَ إسنادَهُ محقِّقُ المسندِ، وله شاهدٌ من حديثِ ابنِ عمرَ مرفوعًا، أخرجَهُ البخاريُّ في الأدبِ، والنسائيُّ وابنُ حبانَ والحاكمُ كلُّهم بلفظِ سألَكُمْ بالله  قالَ الحاكمُ: صحيحٌ على شرطِ الشيخَينِ، وصحَّحَهُ النوويُّ في “رياض الصالحين”.

الشيخ: الحديثُ الذي ذكرتَهُ يرجِّح أنَّ الرواية أن: مَنْ سألَكُمْ باللهِ .

القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُصْفُرِيُّ الْبَصْرِيُّ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ التَّمِيمِيُّ،  عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ شَيْئًا إِلَّا الْجَنَّةَ . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْعُصْفُرِيِّ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حدثنا الصَّاغَانِيُّ، حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: بَلَغَنَا أَنَّهُ يُكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ اللَّهُ -تَعَالَى- شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا بِوَجْهِهِ.

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَ الْإِنْسَانُ بِوَجْهِ اللَّهِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: بَلَغَنَا ذَلِكَ.

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَفَعَ إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ قَالَ: أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ سَأَلْتَ بِوَجْهِهِ فَلَمْ يُسْأَلْ شَيْئًا إلِاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: وَيْحَكَ أَلَا سَأَلْتَ بِوَجْهِهِ الْجَنَّةَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ رَامِكٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، حدثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدِّبَاغُ، حدثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ الْعَبَّاسُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ أَقْبَلَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ فِي يَدِهِ شُعْلَةٌ مِنَ النَّارِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلَا يَزْدَادُ إِلَّا قُرْبًا، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ يُنْكَبُ مِنْهَا لَفِيهِ، وَتُطْفَأُ شُعْلَتُهُ؟ قُلْ: أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ، وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا. وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ . فَقَالَهَا، فَانْكَبَّ لَفِيهِ وَطُفِئَتْ شُعْلَتُهُ.

الشيخ: تخريج؟

القارئ: أَخْرَجَهُ مَالِكٌ بْنُ أَنَسٍ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا أَنَّهُ أَرْسَلَهُ.

قال مالكٌ في الموطأ..، وصلَهُ ابنُ عبدِ البَرِّ في “التمهيد”، من طريقِ النَّسائيِّ عن عيَّاشٍ الشَّاميِّ عن ابنِ مسعودٍ وأخرجهُ النسائيُّ في “الكبرى”، وقال حمزةُ بن محمَّدٍ الكناني الحافظُ: هذا الحديثُ ليس بمحفوظٍ، والصوابُ مرسلٌ، انظرْ “تحفة الأشرف”، وقد وردَ …

الشيخ: تحفة الأشراف.

القارئ: هنا مكتوب “الأشرف” فقط.

الشيخ: لا، المعروفة “تحفة الأشراف” للمِزّي.

القارئ: وقد وردَ من طريقٍ أخرى عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى عن ابنِ مسعودٍ، أخرجهُ الطبرانيُّ في “الأوسط” وأبو نُعيمٍ في “الدَّلائل”، قالَ الدَّارقطنيُّ في “العِلَل”، يرويهِ يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، واختُلِفَ عنه، وخالفَهُما حمَّادُ بنُ زيدٍ، ورواهُ عن يحيى بنِ سعيدٍ عن محمَّدٍ عن عبدِ الرحمنِ عن رجلٍ عن ابنِ مسعودٍ، وقولُ حمَّاد بنِ زيدٍ أشبهُ بالصوابِ. انتهى.

الشيخ: نعم، وبعده؟ مواصل؟

القارئ: إي، مواصل.

الشيخ: ما في [ألا يوجد] باب ولا [أو] فصل عندك؟

القارئ: باقي بس [فقط] قرابة ست صفحات.

الشيخ: كلّها في موضوع الوجه؟

القارئ: كلّها في موضوع الوجه.

الشيخ: سبحان الله، حسبك إذن قف على هذا، رقم كم عندك؟

القارئ: رقم سبعمئة وسبعة وعشرين.

الشيخ: يعني الخبر هذا الذي أنتَ عنده؟

القارئ: إي نعم.

الشيخ: سبعمئة؟

القارئ: وسبعة وعشرين.

الشيخ: وسبعة وعشرين، سبعة اثنين سبعة، خلك عنده قف.

القارئ: أبشر أحسن الله إليك.

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة