بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (القواعد الحِسان في تفسير القرآن)
الدّرس الثّالث والثّلاثون
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين، قال الشيخ عبد الرّحمن بن ناصر السّعدي رحمهُ الله تعالى وأسكنهُ الله فسيحَ جِنانه.
– الشيخ: اللهم صلِّ وسلِّم.
– القارئ: في كتابهِ أصولٌ وقواعدُ في التفسيرِ:
القاعدة السادسة والعشرون: الأصل: أنَّ الآياتِ التي فيها قُيودٌ لا تَثْبتُ أحكامُها إلّا بوجودِ تلكَ القيود، إلّا في آياتٍ يَسيرة.
ومِنْها قولهُ تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا[النساء:43]، معَ أنَّ فقدَ الماءِ ليسَ مِن شَرطهِ وجودُ السفر، فإنّهُ إذا فُقدَ جازَ التيمّمُ حَضراً وسَفراً..
– الشيخ: فإنّهُ..
– القارئ: فإنّهُ إذا فُقدَ جازَ التيمُّمُ حَضراً وسَفراً..
– الشيخ: لكن السّفر، يعني ذِكْرُ السفرِ خرجَ مَخرجَ الغالِب؛ لأن يعني أكثر ما يُفْقد الماء في السفرِ، فجاءَ النّصُ عليه، وحُكْمُ الحضرِ في هذا حُكمُ السفر، فَمَن جاءَ مِن حَدَثِهِ، مِنَ الغائِط، أو مُلامسةُ النساءِ فَلمْ يَجد ماءً، فَلهُ أنْ يَتيمَّمَ ولو كانَ في الحَضر، الله المستعان، فَمناطُ إباحةِ التيمُّمِ هو فَقدُ الماءِ، أو التضرُّرُ باستخدامهِ، نعم
– القارئ: أحسن الله إليك، لكنَّ ذكرَ السفرِ بيانٌ للحالةِ الغالِبة الموجودة التي يُفقدُ فيها الماءُ، معَ أنَّ الحضرَ فإنّهُ يَنْدرُ فيهِ عَدمُ الماءِ جداً.
ومِن هذا السبب ظنَّ بَعضُ العلماءِ أنَّ السفرَ وحدهُ مُبيحٌ للتيمّمِ، وإنْ كانَ الماءُ مَوجوداً.
– الشيخ: أعوذ بالله، ومن هنا إيش؟
– القارئ: ومِن هذا السببِ ظنَّ بعضُ العلماءِ أنَّ السفرَ وَحْدهُ مُبيحٌ للتيمّمِ، وإنْ كانَ الماءُ موجوداً.
– الشيخ: هذا القولُ لا أظنّهُ لأحدٍ مِنَ المُتقدِّمين، مِنَ العلماءِ المتقدّمين المعروفين، الأئمّةُ والفُقَهاء، بلْ هذا فيما أظُن قولٌ لبعضِ المعاصِرين، ما في تَعْليق عِندك؟
– القارئ: أحسن الله إليك، في تعليق بسيط
– الشيخ: ما في شي على هذه النقطة
– القارئ: لا لا أحسن الله إليك، لم يُعلِّقْ رحمه الله
– الشيخ: المُحقِّق، نعم
– القارئ: أحسن الله إليك، ومِن هذا السببِ ظنَّ بَعضُ العلماءِ أنَّ السفرَ وَحْدهُ مُبيحٌ للتيمُّم، وإنْ كانَ الماءُ موجوداً، وهذا في غايةِ الضَعفِ..
– الشيخ: وهذا قولٌ باطل
– القارئ: وهَدْيُ الرسولِ صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابُه رضي الله عَنهم، والمُسلمين..
– الشيخ: وإيش؟
– القارئ: وهديُ الرسولِ وأصحابُه..
– الشيخ: وهديُ الرسولِ وأصحابِهِ..
– القارئ: وهديُ الرسولِ وأصحابِه، والمسلمينَ مُخالفٌ لهذا القولِ..
– الشيخ: باين أنّهُ ليسَ مِنَ الأقوالِ التي يُعتدُّ بِها، بلْ هو قولٌ لا يُعْتدُّ بهِ، ولذلك قال: هدْيُ الرسولِ وأصحابهِ، وهَدْيُ المسلمينَ كُلّهُ ضِدَّ هذا القولِ، وهذا قولٌ ذَكرهُ -رَشيد رضا- في تَفْسيرهِ، ولعلّهُ تلقَّاهُ مِن قولِ إمامهِ.
– القارئ: أحسن الله إليك، ومن ذلك قوله تعالى..
إمامهُ محمّد عبده، أحسن الله إليك؟
– الشيخ: إي نعم
– القارئ: ومِن هذا قولهُ تعالى: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا [النساء:101]، معَ أنَّ الخوفَ ليسَ بِشرطٍ لِصّحةِ القَصْرِ، ومَشْروعيتهِ بالاتفاق.
– الشيخ: مع أنَّ إيش، الخوف؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك، معَ أنَّ الخوفَ ليسَ بِشرطٍ لِصّحةِ القَصْرِ ومَشْروعيتهِ بالاتفاق، ولِمَا أُورِدَ هذا على النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال في جوابه: (صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتُهُ)، يَعني وصَدقةُ الله وإحسانهِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، لا تُقيَّدُ بِخوفٍ ولا غَيره.
ومِن العلماءِ مَن قالَ: إنَّ هذا القيدَ مِنَ القسمِ الأوّل، وأنَّ القَصْرَ تامٌّ ، وهو قَصْرُ العددِ وقَصْرُ الأركانِ والهيئات ـ
– الشيخ: قالوا إذا اجْتَمعَ فيهِ السفرُ والخوفُ شُرِعَ القَصْران، قَصْرُ العددِ للسفرِ، وقَصْرُ الكيفيَّةِ للخوف، فأُخذَ مِن ذلك، فَدلَّتِ الآيةُ على صلاةِ السفرِ، قَصْرُ الصلاةِ في السفر، وعلى صلاةِ الخوفِ، وفِعلاً بعدَ الآية: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ [النساء:102]، نعم، وهذا توجيهٌ حَسن.
– القارئ: (صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتُهُ)، يَعني وصدقةُ الله وإحسانهِ في كلِّ زمانٍ ومكان، لا تُقيَّدُ بِخوفٍ ولا غَيره.
ومِنَ العلماءِ مَن قالَ: إنَّ هذا القيد مِنَ القسم الأول، وأنَّ القَصْرَ تامٌّ، وهو قَصْرُ العددِ وقَصْرُ الأركانِ والهيئات، شَرطهُ اجْتماعُ السفرِ والخوف، كما في الآية، فإنْ وُجدَ الخوفُ وَحْدهُ لمْ يُقْصَر عددُ الصلاةِ، وإنّما تُقصَرُ هَيئاتُها وصِفاتُها، وإنْ وُجدَ السفرُ وَحدهُ لمْ تُقصر هيئاتُها وشروطُها، وإنّما يُقْصَرُ عَددُها.
ولا يُنافي هذا كلامُ النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنّهم إنّما سألوهُ عَن قَصْرِ العدد، فأجابَهم بأنَّ الرُّخصةَ فيهِ عامةٌ في كلِّ الأحوال.
وهذا تَقريرٌ مليحٌ موافقٌ لظاهرِ الآية، غيرُ مُخالفٍ لحديثِ الرسولِ صلّى الله عليه وسلّم، فيتعيَّنُ الأخذُ بهِ.
– الشيخ: نعم
– القارئ: أحسن الله إليك، القاعدةُ السابعة والعشرون: المَحْتَرزات في القرآنِ تَقعُ في كلِّ المواضعِ في أشدِّ الحاجة إليها، وهذه القاعدةُ جَليلةُ النفعِ، عَظيمةُ الوقْعِ.
وذلكَ أنَّ كلَّ مَوضعٍ يَسوقُ الله فيهِ حُكماً مِنَ الأحكام، أو خبراً مِنَ الأخبارِ، فَيَتشوَّفُ الذِّهنُ فيهِ إلى شيءٍ آخر، إلّا وَجدتَ الله قَدْ قرَنَ بهِ ذلكَ الأمر، الذي يَعلقُ في الأذهان، فيُبيِّنهُ أحسنَ بيان.
وهذا أعلى أنواعَ التعليم، الذي لا يُبْقي إشكالاً إلّا أزالهُ، ولا احتمالاً إلّا وضَّحَهُ، وهذا يَدلُّ على سَعَة عِلمِ الله وحِكْمَتهِ، وذلك في القرآنِ كثيرٌ جداً.
ولنَذكرْ بعضَ أمثلةٍ تُوضّحُ هذه القاعدة، وتُحسِّنُ للداخِل الدخولَ إليها..
– الشيخ: نعم، فمن ذلك..
– القارئ: أحسن الله إليك، فَمِن ذلكَ قولهُ تعالى: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا [النمل:91]
– الشيخ: وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ [النمل:91]
– القارئ: لماذا خصَّها بالذِّكرِ؟، ربّما وقعَ في بعضِ الأذهانِ تَخْصيصُ ربوبيّتهِ بِها، أزالَ هذا الوهمَ بِقولهِ: وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ
– الشيخ: لا إله إلّا الله، الله أكبر، أعد الآية
– القارئ: أحسن الله إليك، فمن ذلك قوله تعالى: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا، لمَّا خصَّها بالذِّكرِ، رُبَما وقعَ في بعضِ الأذهانِ تَخْصيصَ رُبوبيّتهِ بِها، أزالَ هذا الوهمَ بقولهِ: وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ
– الشيخ: اصبر، نعم بعده
– القارئ: أحسن الله إليك، ومِنْها قولهُ تعالى: فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ [هود:109]، لمَّا كانَ قَدْ يَقعُ في الذِّهْنِ أنّهم على حُجَّةٍ وبرهان..
– الشيخ: أنهم على حجة؟
– القارئ: نعم، أنهم على حُجَّةٍ وبرهان..
– الشيخ: فَلا تَكُ؟
– القارئ: نعم، فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ، لمَّا كانَ قدْ يَقعُ في الذِّهْنِ أنّهم على حُجَّةٍ وبرهان، فأبانَ بقولهِ: مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ [هود:109]، أنّهم ضُلَّالٌ اقتدوا بمِثْلِهمْ، ثمَّ لمّا كانَ قدْ يَتوهَّمُ المُتوهِّمُ أنّهم في طمأنينةٍ مِن قَولِهم، وعلى يقينٍ مِن مَذْهبهم، وربّما تَوهَّم أيضاً أنَّ الألْيَقَ لا تُبْسطَ لهم الدنيا.
– الشيخ: إيش؟
– القارئ: أحسن الله إليك، ولربّما تَوهَّم أيضاً أنَّ الألْيَقَ ألَّا تُبْسطَ لهم الدنيا..
– الشيخ: وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ، لا إله إلّا الله، وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ [هود:109]
– القارئ: أحسن الله إليك، احْتَرزَ مِن ذلكَ بقولهِ: وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ [هود:109] إلى قوله: وَأنهم لَفِي شَكٍّ مِنْهُ [هود:110]
ولمّا قالَ تعالى: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:95] ربمّا يظنُّ الظَّانُّ أنّهم لا يَسْتَوونَ مع المجاهدين ولو كانوا معذورين؛ أزالَ هذا الوهمَ بقولهِ: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ
– الشيخ: نعم
– القارئ: نعم، أحسن الله إليكم، وكذلكَ لمّا قالَ تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا [الحديد:10] ربّما يَتوهّم أحدُ..
– الشيخ: أحدٌ
– القارئ: أحدٌ أنَّ المفضولينَ ليسَ لهم عِندَ الله مَقامٌ ولا مَرْتَبة، فأزالَ هذا الوهمَ بقولهِ: وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى
– الشيخ: لا إله إلا الله، نعم، بعدها
– القارئ: أحسن الله إليك، نعم، ثمَّ لمّا كانَ رُبَّما يَتوهَّمُ أنَّ هذا الأجرَ يُستحقُّ بمجرَّدِ العملِ المَذكور، ولو خَلا مِنَ الإخلاص..
– الشيخ: ولو خلا من الإخلاص؟
– القارئ: نعم، أزالَ هذا الوهمَ بقولهِ..
– الشيخ: اصبر، بقوله
– القارئ: وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الحديد:10]
– الشيخ: لا إله إلّا الله، نعم
– القارئ: ومِنها: قولهُ تعالى: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ [النمل:48]، ربّما وقعَ في الذِّهنِ أنّهم يُفسدونَ وقَدْ يُصلِحونَ، فأزالَ هذا الوهمَ بقولهِ: وَلا يُصْلِحُونَ، أي: لا خيرَ فيهم أصلاً معَ شَرِّهم العظيم.
ومِنْها: أنّهُ قالَ في عِدّة مَواضِع وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ ربّما يَتوهَّمُ أحدٌ أنّهم وإنْ لمْ يَسْمَعوا فإنّهم لا يَفْهَمونَ الإشارة..
– الشيخ: إيش؟
– القارئ: أحسن الله إليك، ومِنْها: أنّهُ قالَ في عِدّةِ مواضِع وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ ربّما يَتوهَّمُ أحدٌ أنّهم وإنْ لمْ يَسْمَعوا فإنّهم لا يَفْهَمونَ الإشارة..
طالب: ما في "لا"
– الشيخ: يفهمون، تمام
– القارئ: أنّهم يَفْهَمونَ الإشارة، أحسن الله إليك
– الشيخ: عندك "لا"
– القارئ: لا، الزيادة من عندي، أحسن الله إليك
– الشيخ: نعم
– القارئ: فإنّهم يَفْهَمونَ الإشارة، فأزالَ هذا الاحتمالَ بِقولهِ: "إِذَاً"
– الشيخ: إذا وَلَّوْا
– القارئ: إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ [النمل:80]، فهذه حالةٌ لا تَقْبلُ سَمَاعاً ولا رؤيةٌ لِتَحْصُلَ الإشارة، وهذا نِهايةُ الإعراض.
– الشيخ: الله أعلمْ يعني هذه، قدْ يُقال والله أعلم، أنَّ الأصمَّ إذا ناديتَهُ مِن خَلفهِ لا يَدْري؛ لأنّهُ لا يَرى شيئاً، لكنْ إذا ناديتَهُ مِنَ الأمام يَرى أنّكَ تتكلَّمُ، يَنْظرُ بعينيهِ فَيَسْتَشعرُ شيئاً، أنّكَ تُناديه، أنّكَ تُكلّمه، فأشدُّ ما يكون الأصم، يعني … ما يكون بُعداً عَن إدراك، يعني إدراكَ دُعائِهِ وندائهِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء فَهمْ لا يَسْمَعون مَن يدعوهم، يا فلان يا فلان، الله مثَّلَ الكُفارَ في إعراضِهم، وعدمِ استجابَتِهم لداعي الهُدى "بالصُّمِّ" في حالِ إدبارهم، فهم أبعد ما يَكونونَ عَن إدراكِ دعاءِ مَن يَدْعوهم.
– القارئ: أحسن الله إليك، ومِنْها قولهُ: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] ربّما يَتوهَّمُ أحدٌ أنَّ هِدايتهُ تَقعُ جُزافاً مِن غيرِ سَبب، أزالَ هذا الوهمَ بقولهِ: وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ، أي: بِمَنْ يَصلحُ للهداية لزكاته وخَيرهِ مِمّن ليسَ كذلك، فأبانَ أنَّ هِدايتهُ تابعةٌ لِحكمتهِ التي هي وَضْعُ الأشياءِ مَوْاضِعها، ومَن كانَ حَسَنَ الفهمِ رأى مِن هذا النوعِ شيئاً كثيراً.
– الشيخ: انتهت القاعدة؟
– القارئ: أحسن الله إليك، نعم.