الرئيسية/شروحات الكتب/خلق أفعال العباد للبخاري/(4) باب أفعال العباد “قوله قال النبي ﷺ يا أشج إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والتؤدة”

(4) باب أفعال العباد “قوله قال النبي ﷺ يا أشج إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والتؤدة”

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
شرح كتاب (خَلْق أفعالِ العبادِ) للإمام البخاري
الدّرس الرّابع

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وباركَ على عبدِه ورسولِه نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين. قال الإمامُ البخاري -رحمه الله تعالى-:
حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو مَعْمَرٍ، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قال حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ، (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ ذَلِكَ وَزَادَ، قُلْتُ: قَدِيمًا كَانَ أَوْ حَدِيثًا؟ قَالَ: حديثًا)
– الشيخ:
قد يكون حالة عذرٍ مثلًا، الآن الحمَّامات المُوجَّهة يعني الإنسانُ مثل ما قالَ أبو أيوب: "وجدنا المراحيضَ قد بُنيت نحو الكعبةِ، فننحرفُ". يعني في بعضِ الأحيانِ، الإنسانُ يفعلُ الأمرَ المنهيَّ عنه، يعني لعارضٍ أو لأمرٍ ألجأه إليه، كرسيُّ الحمام، ليس الكل يتيسَّرُ له الانحرافُ.
طالب: أحسنَ الله إليك، في شرحِ العمدة سابقًا كان المُستقرُّ عندي أنه قبلَ نهيِ النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الذي كنتُ أتصوَّرُه.
– الشيخ:
ما يُخالف، المُهم أنَّ الرأيَ واحدٌ، سهلٌ إذا كانت النتيجةُ هي المنعُ، فأجبْ على الحديثِ بما شِئْتَ.
طالب: ابن القيم يقول نعم يقول: هو الأصحُّ لأربعةَ عشرَ وجهًا أنَّ النهيَ على إطلاقِه وهو قولُ "شيخِ الإسلام ابن تيمية".
– الشيخ:
هذا هو نعم..
 
– القارئ: وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأَشْجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: (إِنَّ فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ، الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ، قَالَ: جَبْلًا جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَوْ خُلُقًا مِنِّي؟ قَالَ: بَلْ جَبْلًا جُبِلْتَ عَلَيْهِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ أَحَبَّهُمَا اللَّهُ عز وجل)
حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو مَعْمَرٍ، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ.
– الشيخ:
إش قال عليها؟ (الحِلمُ والحياءُ)!
– القارئ: نعم
– الشيخ:
المشهورةُ: (الحِلمُ والأناةُ) إش قال؟ فيه شيء؟ ما عليها شيء
– القارئ: يُكمل، الحديثُ له سياقاتٌ، ثم يذكرُ..
– الشيخ:
نعم، نرى
– القارئ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو مَعْمَرٍ، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قال حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ قال: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ وَزَادَ، قُلْتُ: قَدِيمًا كَانَ أَوْ حَدِيثًا؟ قَالَ: قَدِيمًا)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قال حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، زَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ أَشَجُّ عبد القيس: (قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِهَذَا قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله)
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قال حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الأَشَجِّ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَهُ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قال حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، قال حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ أَوِ الْجَارِيَةَ أَوِ الدَّابَّةِ، أَوِ الْغُلاَمِ، فَلْيَقُلْ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا، وَخَيْرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ)
– الشيخ: يقول إيش؟ إذا أفادَ؟
– القارئ: (إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ أَوِ الْجَارِيَةَ..
– الشيخ: يعني أفادَ بمعنى: استفادَ، يعني مَلَكَ، عقدَ على امرأةٍ أو تزوج امرأةً، أو ملكَ دابةً: اشتراها. فليَقُلْ.
– القارئ: فَلْيَقُلْ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا، وَخَيْرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ..
– الشيخ:
الله المستعان
– القارئ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ عَمْرٍو، نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ، قال حَدَّثَنَا سَعِيدُ..
– الشيخ:
علَّقَ على الحديثِ الأخيرِ هذا؟
– القارئ: أخرجَه ابنُ ماجة
– الشيخ:
تابع تابع، بعده
 
– القارئ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ، قال حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَشَجُّ إِنَّ فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ، الْحِلْمُ وَالتُّؤَدَةُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَشَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ حَدِيثٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ..
– الشيخ: التُّؤَدَةُ: هي الأناةُ، التُّؤَدَةُ: هي الأناةُ
– القارئ: أحسنَ الله إليك، قال: (.. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: بَلْ شَيْءٌ جُبِلْتَ عَلَيْهِ)
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ قال: حَدَّثَنِي هُودُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، سَمِعَ جَدَّهُ مَزِيدَةَ الْعَبْدِيَّ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ الأَشَجُّ فَقَالَ له النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ. قَالَ: جَبْلًا جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَمْ خُلُقًا مِنِّي؟ قَالَ: بَلْ جَبْلًا جُبِلْتَ عَلَيْهِ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)
حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّ أَبَانَ بِنْتُ الْوَزاعِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ جَدِّهَا أن جَدَّها الزَّراع بْنِ عَامِرٍ -رضي الله عنه- خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَشَجُّ بَلِ اللَّهُ جَبَلَكَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ)
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَلاَ تُوَجَّهُ الْقُرْآنُ إِلاَّ أَنَّهُ صِفَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ مَا تَوَجَّهَ..
– الشيخ:
أعد
– القارئ: في الحاشية قال..
– الشيخ:
اصبرْ، قبلَ الحاشيةِ اقرأ
– القارئ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَلاَ تُوَجَّهُ الْقُرْآنُ إِلاَّ أَنَّهُ صِفَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ..
– الشيخ:
ولا تُوجَّه، ولا تُوجَّه القرآن.. كأنَّ الكلامَ يرجعُ حولَ قولِه تعالى: وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115] فيها قولان: قيل وجهُ الله يعني الذي هو صفته كما قال: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [الرحمن:27] وفُسِّرَ الوجهَ بالجهة كما قال بعضهم: "المراد القبلة"، وكأن هذا يتعلَّقُ بتفسيرِ هذهِ الآية. إيش قالَ المُعلِّق؟
– القارئ: قال: هذا يشبه قولَ الإمامِ أحمد وغيره من أهلِ العلمِ: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ، على كلِّ جهةٍ، وعلى كل وجهٍ وعلى أيِّ حالٍ". وقال الإمام أحمد..
– الشيخ:
يعني على أي وجهٍ، يعني: القرآن كلامُ الله يعني كيفما كان يعني محفوظًا أو مكتوبًا أو متلوًا أو مسموعًا، فهو كلامُ الله، الكلامُ كلامُ الباري، وشواهدُ هذا كثيرة بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [العنكبوت:49] فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ [الطور:3] فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَة[عبس:13] هو كلامُ الله في كلِّ ما توجَّهَ.
 
– القارئ: وقال الإمام أحمد: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ حيثُ تصرَّفَ". وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ بجميع..
– الشيخ:
هذا كلُّه تعليقٌ؟
– القارئ: نعم، بجميعِ جهاتِه"، وقد قالَ قبل ذلك: "أدركنا العلماءَ في جميعِ الأمصارِ على هذا".
أحسنَ الله إليك، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: و"َلاَ تُوَجِّهُ الْقُرْآنُ إِلاَّ أَنَّهُ صِفَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ولا يقال كيفما توجَّهَ؟ وَهُوَ قَوْلُ الْجَبَّارِ –تعالى-، أَنْطَقَ بِهِ عِبَادَهُ، وَكَذَلِكَ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّ الْقُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ، وَأَنَّ أَمْرَهُ قَبْلَ خَلْقِهِ، وَبِهِ نَطَقَ الْكِتَابُ".
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ ابْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمٍ هُوَ ابْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
(أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي)
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَبَيَّنَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ الإِبلاَغَ مِنْهُ، وَأَنَّ كَلاَمَ اللهِ مِنْ رَبِّهِ.
وَلَمْ يُذْكَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ خِلاَفُ مَا وَصَفْنَا، وَهُمُ الَّذِينَ أَدَّوُا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [
البقرة:143]
وقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:
(أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ..
– الشيخ: يكفي.
 
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة