الرئيسية/شروحات الكتب/خلق أفعال العباد للبخاري/(5) باب أفعال العباد “قوله ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(5) باب أفعال العباد “قوله ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي”

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
شرح كتاب (خَلْق أفعالِ العبادِ) للإمام البخاري
الدّرس الخامس

***    ***    ***    ***

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عن..

– الشيخ: جرت العادةُ أنَّ – القارئ يذكرُ اسمَ الكتاب، قال البخاري في كتاب..

– القارئ: أحسن الله إليك، قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتابه "خلقُ أفعالِ العباد":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ ابْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمٍ هُوَ ابْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
(أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي)

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَبَيَّنَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ الإِبلاَغَ مِنْهُ، وَأَنَّ كَلاَمَ اللهِ مِنْ رَبِّهِ.
وَلَمْ يُذْكَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ خِلاَفُ مَا وَصَفْنَا، وَهُمُ الَّذِينَ أَدَّوُا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [
البقرة:143] وقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:
(أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ)

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدثنا الأَعْمَشُ: قال: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيُقَالُ: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُجَاءَ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ) ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا قال: عدلا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة:143]
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: هُمُ الطَّائِفَةُ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:
(لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ)

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَيُرْوَى نَحْوُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ..

– الشيخ: لا إله إلا الله، أعدِ الحديث

– القارئ: أحسن الله إليك، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ)

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: "وَيُرْوَى نَحْوُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَجَابِرٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ، وَقُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-" قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: "وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ اخْتِلاَفٌ، إِلَى زَمَنِ مَالِكٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعُلَمَاءِ الأَمْصَارِ، ثُمَّ بَعْدَهُمْ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فِي مُحَدِّثِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَكِيعٌ وَذَوُوهُمْ وابْنُ الْمُبَارَكِ فِي مُتَّبِعِيهِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي الْوَاسِطِيِّينَ، إِلَى عَصْرِ مَنْ أَدْرَكْنَا مِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَالْعِرَاقيينَ، وَأَهْلِ الشَّامِ، وَمِصْرَ، وَمُحَدِّثِي أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ فِي مُنْتَابِيه، وَأَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي مُجْتَبَيه، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ مَعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَبُو مُسْهِرٍ من الشَّامِيِّينَ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ مَعَ الْمِصْرِيِّينَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَعَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَالْحُمَيْدِيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَنْ اتَّبعَ الرَّسُولَ مِنَ الْمَكِّيِّينَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ"..

– الشيخ: ومن اتَّبعَ الرسولَ..

– القارئ: مِنَ الْمَكِّيِّينَ..

– الشيخ: إي، لكن اتبع الرسول ليش؟ كلهم اتَّبعُوا الرسول!

– القارئ: يعني: من أهل مكة قصده

– الشيخ: شو يقول

– طالب: … أهل البدع

– الشيخ: لا، ما أدري هذه تحتاج، إيش يقول: "ومن اتَّبعَ؟"

– القارئ: وَمَنْ اتَّبعَ الرَّسُولَ مِنَ الْمَكِّيِّينَ..

– الشيخ: لا إله إلا الله، الجملة هذهِ فيها إشكالٌ، ما في تحقيق أو تعليق؟

– القارئ: لا. ما في تعليق

– الشيخ: هذا تحقيقُ أخينا فهد؟

– القارئ: إي نعم

– الشيخ: غريبة! ولا تعليقٌ، تصويبٌ، ولا نسخةٌ، ولا..؟

– القارئ: ما فيها شي

– الشيخ: هذه كلمة غريبة، نعم

– القارئ: وَأَبُو عُبَيْدٍ فِي أَهْلِ اللُّغَةِ. وَهَؤُلاَءِ الْمَعْرُوفُونَ بِالْعِلْمِ فِي عَصْرِهِمْ بِلاَ اخْتِلاَفٍ مِنْهُمْ..

– الشيخ: ضعْ عليها إشارةً "ومن اتَّبَعَ الرسول"

– القارئ: وَهَؤُلاَءِ الْمَعْرُوفُونَ بِالْعِلْمِ فِي عَصْرِهِمْ بِلاَ اخْتِلاَفٍ مِنْهُمْ، أَنَّ الْقُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ.

– الشيخ: هذا صفحة كم عندك؟

– القارئ: مائة وست عشرة

– طالب: … المُتَّبِعين

– الشيخ: إي وغير مكة، ليش خصَّ مكة؟ البدعُ في العراقِ والبلدانُ الأخرى أكثر. ما يصلحُ!

– طالب: …

– الشيخ: لا لا، تريدُ أن تقول: أنَّ الكلمة هذه صواب، هذه فيها شيء، مَنْ اتَّبعَ الرَّسُولَ مِنَ الْمَكِّيِّينَ … أجل، من اتَّبع الرسول يجب أن يُقيَّدَ هذا في العراقيين وأهل الشام البِدَعُ في تلك البلاد أكثر. نعم

– القارئ: وَهَؤُلاَءِ الْمَعْرُوفُونَ بِالْعِلْمِ فِي عَصْرِهِمْ بِلاَ اخْتِلاَفٍ مِنْهُمْ، أَنَّ الْقُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ، إِلاَّ مَنْ شَذَّ فَسَهَا، أَوْ أَغْفَلَ الطَّرِيقَ الْوَاضِحَ فَعَمِيَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ مَرَدَّهُ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، قَالَ -تبارك وتَعَالَى-: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَتبَ: (وَإِنَّكُمْ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِي شَيْءٍ فَإِنَّ مَرَدَّهُ إِلَى اللهِ وَإِلى مُحَمَّدٍ) صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخزومِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَأَمَرَ عُمَرُ أَنْ تُرَدَّ الْجَهَالاَتُ إِلَى السُّنَّةِ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِكَلاَمِهِ أَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَإِنَّهُ يُعْلَمُ، وَيُرَدُّ جَهْلُهُ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمَنْ أَبعدَ –أبى- بَعْدَ الْعِلْمِ بِهِ، كَانَ مُعَانِدًا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ [التوبة:115] وَلِقَوْلِهِ: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء:115]
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَأَمَّا مَا احْتَجَّ بِهِ الْفَرِيقَانِ لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ..

– الشيخ: إلى آخره

– القارئ: أحسنَ الله إليك

– الشيخ: قف ْعلى هذا.

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة