الرئيسية/شروحات الكتب/خلق أفعال العباد للبخاري/(9) باب التعرب بعد الهجرة “قوله سمعت النبي ﷺ يقرأ في العشاء بالتين والزيتون”

(9) باب التعرب بعد الهجرة “قوله سمعت النبي ﷺ يقرأ في العشاء بالتين والزيتون”

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
شرح كتاب (خَلْق أفعالِ العبادِ) للإمام البخاري
الدّرس التّاسع

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلّم وبارك على عبدِه ورسولِه نبينا محمّد، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-:
– الشيخ:
في كتابه "خلقُ أفعالِ العباد"، أحسن
– القارئ: أحسن الله إليك، قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتابه "خلقُ أفعالِ العبادِ":
حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ، يَقُولُ:
(سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ: بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ)
حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَقُومُ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- فِي الْمَسْجِدِ فَنتَفَرَّقَ هَهُنَا فِرْقَةٌ وَهَهُنَا فِرْقَةٌ، وَكَانَ النَّاسُ يَمِيلُونَ إِلَى أَحْسَنِهِمْ صَوْتًا، فَقَالَ عُمَرُ: "ألا أُرَاهُمْ قَدِ اتَّخذُوا الْقُرْآنَ أَغَانِيَ، أَمَا وَاللهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُغَيِّرَنَّ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ ثَلاَثَ لَيَالٍ حَتَّى أَمَرَ أُبَيًّا فَصَلَّى بِهِمْ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا..
– الشيخ:
سبحان الله العظيم، سبحان الله، يعني ما، يعني حُسْن الصوت مطلوبٌ، الرسول قال لأبي موسى: (لو علمتَ أنّي كنتُ استمعُ لكَ البارحة)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، قال: "لو علمتُ لحبَّرتُه لك تحبيرًا".
فالصوتُ الحسنُ يعني موضع، يعني استحسانُه من الطبع، إذًا مطبوعٌ الاعجابُ بالصوتِ الحسن، لكن المذمومُ في كل شيء الإفراطُ، الإفراطُ مذمومٌ، وفي توافدِ الناسِ على صاحبِ الصوت الحسن فيه فتنةٌ له أيضًا، فيه غلوٌ منهم وفيه فتنةٌ له، ينبغي التوسطُ، الاعتدالُ، وعدمُ المبالغة، يُصلي الإنسان في المسجدِ القريب والحمدُ لله، حتى أنَّ بعضَ الناس يُسافِرُ ليُصلِّي مع فلان.
– القارئ: أحسنَ الله إليك، لكن يا شيخ تزيينُ القراءةِ بالصوتِ الحسن فيها أجرٌ؟
– الشيخ:
(زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ) نعم.
 
– القارئ: أحسن الله إليك، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ: اقْرَأْ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقَرَأَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: "رَتِّلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".
قال أبو عبد الله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [الأعراف:204] وَقَالَ تعالى: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ [الكهف:27] وَقَالَ تعالى: الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ [فاطر:29] وَقَالَ تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ [العنكبوت:48] وَقَالَ تعالى: يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ [البقرة:121] وَقَالَ تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب:34] وَقَالَ تعالى: يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ [آل عمران:113] وقال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنه-: فَبَيَّنَ أَنَّ التِّلاَوَةَ مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَصْحَابِهِ وَأَنَّ الْوَحْيَ مِنَ الرَّبِّ تعالى. وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ رضي الله عنها..
– الشيخ:
التلاوة تُطْلَقُ على أمرين في القرآن، تلاوة القرآن تُطلق على القراءة قراءة القرآن اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْك [الكهف:27] وتُطلق على الاتّباع، على اتباع القرآن، يتلوه يعني يتّبعه، ويتلونه حق تلاوته، فيشملُ الأمرين تارةً يُراد به هذا، وتارةً هذا، ويأتي شاملًا للجميع.
 
– القارئ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: "مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى" فَبَيَّنَتْ -رضي الله عنها- أَنَّ الإِنْزَالَ مِنَ اللهِ، وَأَنَّ النَّاسَ يَتْلُونَهُ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَتْ: "فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا أَعْلَمُ حِينَئِذٍ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئُنِي، وَلَكِنْ وَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وأَنْزَلَ اللَّهُ: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [النور:11] الْعَشْرُ آيَات كُلِّهَا".
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قال: حَدَّثَنِي يُونُسُ مِثْلَهُ. رَوَاهُ صَالِحٌ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَفُلَيْحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء:88] وَلَكِنَّهُ كَلاَمُ اللهِ عز وجل تَلَفَّظَ بِهِ الْعِبَادُ وَالْمَلاَئِكَةُ..
– الشيخ:
تَلْفِظُ
– القارئ: أحسن الله إليك، تَلْفِظُ بِهِ الْعِبَادُ وَالْمَلاَئِكَةُ. وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ ما حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ أَحِبَّ فُلاَنًا، فَيُنَوِّهُ بِهَا جِبْرِيلُ فِي حَمَلَةِ الْعَرْشِ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ الْعَرْشِ، وَيَسْمَعُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَغَطَ أَهْلِ الْعَرْشِ مودة عبدٍ تنزل إلى السماء السابعة، ثم سماءً سماءً، حتى تنزلُ إلى سماء الدنيا، فيحبه أهلُ سماءِ الدنيا، ثم تهبط إلى الأرض، ويحبه أهل الأرض، والبغضُ على مثل ذلك)
وَقَالَ: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ [مريم:97] وَقَالَ: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ [القمر:17] وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)
حَدَّثَنَا بِهِ آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ، قال: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ..
– الشيخ:
إلى آخره، خلص كفاية، سياقٌ أقولُ: مشكلةٌ ما فيها تبويب ولا..
– القارئ: أبدًا.
 
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة