الرئيسية/شروحات الكتب/عقيدة السلف للصابوني/(4) قوله “إذا رأيتموني أقول قولاً وقد صح عن النبي ﷺ خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب”

(4) قوله “إذا رأيتموني أقول قولاً وقد صح عن النبي ﷺ خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب”

بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (عقيدة السَّلف وأصحاب الحديث) للإمام الصّابوني
الدّرس الرّابع

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين، قال الإمامُ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني -رحمه الله وغفرَ له ولشيخنا وللحاضرين ولجميعِ المسلمين-:
وقد أخبرنا الحاكم أبو عبد الله -رحمه الله- قال أنبانا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، قال حدثنا إبراهيم بن محمود، قال سمعتُ الرّبيع بن سليمان يقول: سمعتُ الشّافعي -رحمه الله- تعالى يقول: "إذا رأيتموني أقول قولًا وقد صحَّ عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- خلافَه فاعلموا أنَّ عقليَ قد ذهبَ".

قال الحاكم -رحمه الله-: سمعتُ أبا الوليد غيرَ مرة..
– الشيخ:
هذا إذا قال قولًا خلافَ قولِ النّبي مع علمِه بالحديث، أمّا إذا قالَ الإمامُ أو العالمُ قولًا ولم يقلْهُ مُعارضةً ومُعاندةً ومُخالفةً فهذا واقع ولا يضرُّ، غايةُ الأمر أن يكون خطأً مغفورًا، أمّا مَن تُعرَضُ عليه السّنّة وتبلغُه السُّنَّةُ ثم يقولُ بخلافها فهذا مِن نقصِ إيمانه، ونقصِ عقله، فهذه المقولةُ عن الشّافعي تُحمَل على هذا، فاعلمُوا أنَّ عقلي قد ذهبَ: يعني إنْ كابرتُ السُّنَّة وعارضْتُ السُّنَّة، وقلتُ قولًا يُضادُّها، ولهذا مشهورٌ عن الشّافعي أنه يقول: "إذا صحَّ الحديثُ فهو مذهبي"
 
– القارئ: قال الحاكم -رحمه الله-: سمعتُ أبا الوليد غيرَ مرّة يقول: حُدِّثْتُ عن الزعفراني أن الشّافعي -رحمه الله- روى يومًا حديثًا فقال السائلُ: يا أبا عبد الله! تقولُ به؟! قال: تراني في بِيعةٍ أو كنيسة؟! ترى عليَّ زي الكفار؟! هو ذا تراني في مسجدِ المسلمين، عليَّ زيُّ المسلمين، مُستقبلًا قبلتهم، أروي حديثًا عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- ثم لا أقولُ به؟!
قال أبو عثمان: "والفرقُ بين أهلِ السّنّةِ وبين أهلِ البدع: أنّهم إذا سمعُوا خبرًا في صفاتِ الربِّ ردُّوهُ أصلًا ولم يقبلوه"..
– الشيخ:
المبتدعة إذا سمعوا نصوصَ الصّفات اشمأزُّوا منها وردُّوها وحرَّفُوها، وأهلُ السّنّة يؤمنون بها ويُثبتونها لله، عالمين بأنّه تعالى لا مِثْلَ له.
– القارئ: والفرقُ بين أهل السّنّة وبينَ أهلِ البدع: أنّهم إذا سمعوا خبرًا في صفاتِ الرّبّ ردُّوه أصلًا ولم يقبلوه..
– الشيخ:
هذا "أنهم" الضّمير يعود لِمَن؟ لأهل البدع
– القارئ: ولم يقبلُوه -بعدها سقطٌ ياشيخ- قال: ولم يقبلوه أو للظاهرِ..
– الشيخ:
يعني مقصود الكلام أو عدلُوا به عن ظاهرِه، يعني حرَّفُوه وفسرُوه بخلافِ ظاهره، بخلافِ الظاهرِ، نعم. يوجدُ تعليقٌ للمُحقِّقِ؟
– القارئ: ذكرَ أنه سقطٌ بمقدار ِكلمةٍ واحدةٍ..
– الشيخ:
صوَّبها؟
– القارئ: لا، ما ذكر يا شيخ
– الشيخ:
لا السِّياقُ كافٍ، ظاهر يعني، هذا عادتُهم أهل البدعِ ما يبلغُهم من السّنّةِ ما يُخالف أصولَهم، إنْ أمكنَ أن يردُّوه ردُّوهُ ولم يقبلوه، وإن لم يمكن مثل المُتواتر "القرآن" فإنّهم يُؤولونه ويَصرِفونهُ عن الظاهر، هذا منهجُهم.
 
– القارئ: ثم تأوَّلوه بتأويلٍ يقصدونَ به رفعَ الخبرِ من أصلِه..
– الشيخ:
عندك كلمةُ "الظاهرُ" هكذا. الجملةُ التي فاتَت
– القارئ: إي نعم، قال: ولم يقبلُوه أو..
– الشيخ:
أو صرفوا، صرفوا الظاهر، يعني صرفوا الظاهر إلى معنى آخر. إيش يقول بعد الظاهر؟
– القارئ: ثم تأوَّلوه بتأويلٍ يقصدونَ به رفعَ الخبرِ من أصلِه..
– الشيخ:
نعم. خلاص
– القارئ: وإبطالُ. ومن بعدها أيضًا سقطٌ بمقدارِ السطر. ثم ذكرَ بعدها: عقولهم وآراءهم فيه، ويعلمون حقًا يقينًا..
– الشيخ:
إيش؟ عقولهم؟
– القارئ: قبلها يا شيخ يوجدُ سقطٌ بمقدار السطر
– الشيخ:
ما يُخالف، يعني أعمَلُوا فيه عقولَهم، ثم أعملوا فيه عقولَهم بالتماسِ أنواعِ التّأويل والاحتمالاتِ، كما قالوا أنَّ "استوى" هذه في اللغة تحتمل خمسةَ عشر معنىً، معناه أنَّ الآيةَ فيها إجمالٌ وفيها اشتباهٌ، أي معنىً من معاني "الاستواء" يُثبَتُ لله.
– القارئ: عقولُهم وآراءهم فيه، ويعلمون حقًا يقينًا أنَّ ما قالَه رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعلى ما قالَه..
– الشيخ:
إيش؟
– القارئ: ويعلمون حقًا يقينًا أنَّ ما قالَه..
– الشيخ:
العباراتُ فيها شيءٌ مِن الغلطِ، لكن الضميرَ هنا يعودُ لأهلِ السُّنة..
– القارئ: ويعلمون حقًا يقينًا أنَّ ما قالَه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعلى ما قالَه..
– الشيخ:
"فعلى ما قاله" هذا منهجُ أهلِ السّنّة، فالجملُ السّابقةُ في ذِكْرِ موقفِ أهلِ البدعِ من الحديث، ومن هذه الجملةِ بيانٌ لموقفِ أهلِ السّنّة، نعم. والجماعة، نعم..
 
– القارئ: إذ هو كان أعرفَ بالرّبِّ -جلَّ جلاله- مِن غيره، ولم يقلْ فيه إلّا حقًا وصدقًا ووحيًا، قال الله عزّ وجلّ: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4] قال الزّهري -رحمه الله- إمام الأئمة وغيره مِن علماء الأمة -رضي الله عنهم-: "على اللهِ البيانُ، وعلى الرّسولِ البلاغُ وعلينا التّسليمُ"
وروى يونس بن عبد الصمد بن معقل عن أبيه أنَّ الجعدَ بن درهم قدمَ على وهبٍ بن مُنبِّه يسألُه عن صفاتِ الله تعالى فقال: "ويلَكَ يا جعدُ بعضُ المسألة! إني لأظنُّكَ مِن الهالكين، يا جعد! لو لم يُخبرنا الله في كتابه أنَّ له يدًا وعينًا ووجهًا لما قلنا بذلك فاتَّقِ الله، ثم لم يلبثْ جعد أنْ قُتلَ وصُلِبَ.
وخطبَ خالدُ بن عبد الله القسري -رحمه الله- يومَ الأضحى بالبصرة، فقالَ في آخرِ خطبته: "انصرفُوا إلى منازلِكم وضحُّوا، باركَ الله لكم في ضحاياكم، فإني مُضحٍّ اليوم بـِ "الجعدِ بن درهم"، فإنّه يقول: لم يتخذِ اللهُ إبراهيم خليلًا، ولم يُكلِّم موسى تكليمًا، سبحانه وتعالى عمّا يقولُ الجعدُ علوًا كبيرًا، ونزلَ عن المنبرِ فذبحَه بيدِه، وأمرَ بصلبِه. ويُثبتُ أصحابُ الحديثِ نزولَ الربِّ..
– الشيخ:
ابنُ القيمِ يقولُ: شكرَ الضّحيةَ كلُّ صاحب سنّةٍ  ***  للهِ دَرُّكَ من أخي قربانِ
يعني: اعتبَرُوا هذا مِن حسناتِ "خالدٍ القسري" ومِن مواقفه المحمودة.
– القارئ: ويُثبِتُ أصحابُ الحديثِ نزولَ الرّبِّ -سبحانه وتعالى- كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا..
– الشيخ:
إلى هنا يا أخي، هذا موضوع جديد.
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة