بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (سلّم الوصول إلى علم الأصول في علم التّوحيد) للشّيخ الحكمي
الدرس الأول
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، قال الشيخُ حافظُ بن أحمد بن علي حَكَمِي في منظومتهِ "سُلَّمُ الوُصول إلى علمِ الأصولِ في علمِ التوحيدِ":
أَبْدَأُ بِاسْمِ اللَّهِ مُسْتَعِينَا رَاضٍ بِهِ مُدَبِّرًا مُعِينَا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا هَدَانَا إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَاجْتَبَانَا
أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهْ وَمِنْ مَسَاوِي عَمَلِي أَسْتَغْفِرُهْ
وَأَسْتَعِينُهُ عَلَى نَيْلِ الرِّضَا وَأَسْتَمِدُّ لُطْفَهُ فِيمَا قَضَى
وَبَعْدُ: إِنِّي بِالْيَقِينِ أَشْهَدُ شَهَادَةَ الْإِخْلَاصِ أَنْ لَا يُعْبَدُ
بِالْحَقِّ مَأْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ مَنْ جَلَّ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ
وَأَنَّ خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمَّدَا مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
رَسُولُهُ إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ بِالنُّورِ وَالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَا وَآلِهِ وَالصَّحْبِ دَوَامًا سَرْمَدَا
وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ فِي الْأُصُولِ لِمَنْ أَرَادَ مَنْهَجَ الرَّسُولِ
سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَنْ لَا بُدَّ لِي مِنِ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ
فَقُلْتُ مَعْ عَجْزِي وَمَعْ إِشْفَاقِي مُعْتَمِدًا عَلَى الْقَدِيرِ الْبَاقِي
اعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ
– الشيخ: إلى هُنا يا أخي، إلى آخرهِ.
على كل حالٍ، هذا النَّظمُ للشيخ حافظ حَكَمِي العالمُ المشهورُ بمُصنَّفاتهِ، معَ قِصَرِ عُمْرهِ -رحمه الله- وله مؤلفاتٌ ومناظيمُ عِدَّة، وأهمُّها شرحُ هذا النَّظمِ، معارج القبولِ في شرحِ سُلَّمِ الوصولِ، له مُؤلَّفاتٌ في مُصطلحِ الحديثِ مُؤلَّفٌ على طريقةِ السُّؤالِ والجوابِ.
وهذا النَّظمُ قصدَ فيه تقريرَ أنواعِ التوحيد، ومسائلَ العقيدةِ، وصدَّرَهُ بهذهِ المُقدِّمة، ضمَّنها ما يُشرَعُ من البُدَاءِ ببسمِ الله، وحمدِهِ سبحانه وتعالى، والشَّهادتين، والصلاةِ على رسوله صلى الله عليه وسلم، وأشارَ إلى أنَّهُ قصدَ إلى هذا النَّظمِ بطلبٍ من بعضِ طلابِ العلمِ، وأنَّه استجابَ لرغبتهم، وهذا عادةُ كثيرٍ من أهلِ العلمِ، لا يبتدئِونَ التأليفَ أو النَّظْمَ، بلْ أنَّ أكثرَ ما يحصلُ أن يقوموا بما يقومونَ به استجابةً لرغبةِ السائلينَ وطُلَّابِ العلم، وهذا كثيرٌ.
شيخُ الإسلامِ رحمهُ الله أكثرُ مُؤلَّفاتهِ، لا يكادُ يُؤلِّفُ تأليفاً مُبتدأً، يقصدُ إليهِ، أكثرُ ما يكونُ هو إجابةُ أسئلةٍ، وقَبولُ اقتراحٍ وطلبٍ، مثلُ، منهاج، ذكرَ أنه طلبَ منه بعض الراغبينَ أنْ يكتبَ ردَّاً على مِنهاجِ الكَرامةِ، فالحافظُ رحمهُ الله، أقولُ: على هذا المِنوالِ. نعم، من بعد عمر.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ يا شيخ، إيش تصويبك؟ القَبول أو القُبول بالضم؟
– الشيخ: ها؟
– القارئ: أقول القُبول معارجُ القُبولِ أو معارجُ القَبولِ؟ الصواب هنا؟
– الشيخ: ما أدري والله؟، القَبول هذا الذي ننطقُهُ، ولا أجدُ فيه.. أنتَ إيش تقول القُبول.. أنتَ تقولُ القُبول.. لا القَبول.
– القارئ: واللهِ أنا ما أدري يا شيخ
– الشيخ: لا لا أبداً، ما نعرف إلا القَبول وهو المعنى مناسب، المعارجُ التي تُوصِلُ للقَبول، نعم، أو تكونُ سبباً للقَبول.
– القارئ: بقيَ الشُّعَبُ، شُعَبُ الإيمان
– الشيخ: من هو، نعم؟
-القارئ: : بقيَ شُعَبُ الإيمان، أحسنَ الله إليكم للبيهقي
– الشيخ: لا شُعَبُ الأيمان نُؤجِّلُها اليوم، ماجد مشى؟
– القارئ: إي نعم أحسنَ الله إليك لكن الآية {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ}[آل عمران:37]
– الشيخ: بقَبُولٍ، نعم
– القارئ: وكذلك أحسنَ الله إليكم، هم يذكرونَ في قولهَ: " سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَنْ لَا بُدَّ لِي مِنِ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ"، أنَّ السائلَ شيخُهُ القرعَاوي.
– الشيخ: نعم
– القارئ: أنَّ السائلَ شيخُهُ القرعَاوي -أحسنَ الله إليكم-، فكانَ بمثابةِ يعني، اختباراً للشيخِ أو لضبطِهِ للاعتقادِ أو كذا، ذكرَ هذا حفيدُهُ في نفسِ.
– الشيخ: الشَّارح
– القارئ: لا، نفسُ حفيدِهِ الذي أخرجَ، الذي علَّقَ.
– الشيخ: لا بأس، المهمُّ أنَّهُ إجابةُ طلبٍ سواءً من شيخه، أو من بعضِ طُلَّابهِ، المهمُّ أنه لم يبتدئ النَّظمَ هذا من خاطرتهِ، يعني ما هو بخاطرةٍ، بل إجابةُ طلبٍ، فإذا كان الطلبُ مِمَّنْ له فضلٌ عليه كان هذا أوكدُ.