بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (سلّم الوصول إلى علم الأصول في علم التّوحيد) للشّيخ الحكمي
الدرس السّادس
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاهُ. قال المؤلف -رحمه الله- في منظومتهِ "سُلَّمُ الوصولِ إلى علمِ الأصولِ في علم التوحيدِ":
فصلٌ: في تعريفِ العبادةِ وذكرِ بعضِ أنواعها، وأنَّ من صرفَ منها شيء لغيرِ الله فقد أشركَ:
ثُمَّ الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعُ لِكُلِّ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُّعَاءُ خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَةٌ وَرَهْبَةٌ خُشُوعُ وَخَشْيَةٌ إِنَابَةٌ خُضُوعُ
وَالِاسْتِعَاذَةُ والِاسْتِعَانَهْ كَذَا اسْتِغَاثَةٌ بِهِ سُبْحَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌ وَذَاكَ أَقْبَحُ الْمَنَاهِي.
فصلٌ: في بيانِ التوحيدِ والشِّركِ، وأنهُ ينقسمُ إلى قسمين.
– الشيخ: لا إلهَ إلا الله، في هذهِ الجملةِ من الأبياتِ ذكرَ فيها تعريفَ العبادة، يعني وهو منقولٌ عن شيخِ الإسلامِ أنَّ العبادةَ " اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنة ". وذكرَ جملةً من أنواعِ العبادةِ على نحوِ ما ذكرها الشيخُ محمد بنُ عبد الوهاب في الأصولِ الثلاثة. نعم بعده
– القارئ: فصلٌ في بيان التوحيد
– الشيخ: بعده بعده، اقرأ النَّظْمَ.
– القارئ: وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ: فَشِرْكٌ أَكْبَرُ بِهِ خُلُودُ النَّارِ إِذْ لَا يُغْفَرُ
– الشيخ: أعوذُ باللهِ
– القارئ:
وَهْوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللَّهِ نِدًّا بِهِ مُسَوِّيًا مُضَاهِي
يَقْصِدُهُ عِنْدَ نُزُولِ الضُّرِّ لِجَلْبِ خَيْرٍ أَوْ لِدَفْعِ الشَّرِّ
أَوْ عِنْدَ أَيِّ غَرَضٍ لْا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا الْمَالِكُ الْمُقْتَدِرُ
مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ أَوِ الْمُعَظَّمِ أَوِ الْمَرْجُوِّ
فِي الْغَيْبِ سُلْطَانًا بِهِ يَطَّلِعُ عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إِلَيْهِ يَفْزَعُ
وَالثَّانِ شِرْكٌ أَصْغَرٌ وَهْوَ الرِّيَا فَسِرُّهُ..
– الشيخ: فَسَّرَهُ
– القارئ:
فَسَّرَهُ بِهِ خاتمُ الْأَنْبِيَا
– الشيخ: إيش؟ أعد البيت
– القارئ:
وَالثَّانِ شِرْكٌ أَصْغَرٌ وَهْوَ الرِّيَا فَسَّرَهُ بِهِ خِتامُ الْأَنْبِيَا
وَمِنْهُ إِقْسَامٌ بِغَيْرِ الْبَارِي كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْأَخْبَارِ
– الشيخ: نعم، إلى هُنا
هذا أيضاً فيه التنبيهُ على الشِّرْكِ الذي هو ضِدُّ التوحيدِ، نوعان:
شِركٌ أكبرٌ وهذا يُنافي أصلَ التوحيدِ ويُوجِبُ الخلودَ في النارِ لمن ماتَ عليه، ويُحبِطُ سائرَ الأعمالِ، ومن خصائصهِ أنهُ لا يُغفَرُ، وهو اتِّخاذُ النِّدِّ، اتِّخاذُ نِدٍّ للهِ كما في حديثِ ابن مسعود: [قلتُ: يا رسولَ الله أيُّ الذَّنبِ أعظمُ. قال: (أنْ تجعلَ للهِ نِدَّاً وهوَ خلقَك). وقالَ في الحديثِ الصَّحيحِ: (منْ ماتَ وهوَ يدعو للهِ نِدَّاً، دخلَ النار).
وهكذا، الذينَ يذبحونَ للأمواتِ، أو يذبحونَ للأشجارِ أو للأحجارِ أو للمغاراتِ، أو يُصلُّونَ لها، أو يدعونَها ويَرجُونَها ويخافونَهَا، كلُّ هذا من الشِّرْكِ الأكبر؛ الشِّرْكُ الأصغرُ يُعرَفُ بالمثال: يسيرُ الرِّياءِ، كالرِّياءِ في تزيينِ العِبادةِ، تلاوةُ القرآنِ أو تزيينُ الصلاة، أو المُراءاةُ في أيِّ نوعٍ من أنواعِ العبادةِ، من أجلِ المِدْحَة.
كذا منَ الشِّركِ الأصغر: الحلفُ بغيرِ اللِه، كذا قولُ الرجلِ: "ما شاءَ اللهُ وشئتَ"، وما شابهَ ذلكَ. بعضُ أهلِ العلمِ يجعلُ وسائلَ الشِّركِ من قبيلِ الشِّركِ الأصغرِ، كبناءِ المساجدِ على القبورِ والصَّلاةِ عندَ القبورِ، الصلاةُ للهِ عندَ القبورِ، هي وسيلةٌ من وسائلِ الشِّرْكِ.