بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح "بلوغ المرام مِن أدلّة الأحكام" (كتاب النّكاح)
الدّرس الأوّل
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلّى اللهُ وسلّم وباركَ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في "بلوغِ المرامِ" في تتمّةِ كتابِ النكاحِ:
وعن أنسٍ بنِ مالكٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- حمدَ اللهَ، وأثنى عليهِ، وقالَ:
(لكنّي أنا أُصلّي وأنامُ، وأصومُ وأفطرُ، وأتزوّجُ النساءَ، فمَنْ رَغِبَ عنْ سُنّتي فليسَ مِنّي) مُتفَقٌّ عليهِ.
– الشيخ: اختصرَ المؤلّفُ هذا الحديثَ، وإذا ذكره فلهُ سببٌ وذلكَ أنّ جماعةً من أصحابِه يعني سألوا عن عمل النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بيته يعني من عمله في العبادة، صيامٌ وقيامٌ يعني عن عملِه في السرِّ في بيته، فلمّا سألوا أزواج النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- كأنّهم تقالُّوا ما بلغهم مِن عملِه عليه الصلاة والسلام، وقالوا: لسنا كالرسول -صلى الله عليه وسلم- فالتزموا على أنفسهم الصيام؛ منهم مَن قال: أصوم أنا ولا أُفطِر، وبعضهم قال: أنا أقوم ولا أنام أصلّي الليل دائماً أحيي الليل دائماً، والآخر يصوم الدهر، وآخر أراد التبتُّل وقال أنا لا أتزوج، يريدون الخير، هم يريدون الخير، ولكن كم من مُريدٍ للخيرِ لم يُصِبه، وهم مأجورون على نيّاتهم، فبلغَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ما قالوا فخطب حَمِدَ الله وأثنى عليه وقال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا، إنّي أصوم وأُفطر وأقوم وأنام وأتزوّج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)
في هذا تهديد لِمَن يعني اختار غير هدي النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومع أنّ ذلك أفضل، (فمَن رغب عن سنتي) رغب عنها يعني فضَّل غيرها عليها فضَّل غير سُنّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- رغب عن سُنَّة النبي ورأى أنّ الفضل والكمال في غيرها، فمن رغب عن سنتي، عُلِمَ أنّه يُكره أو يُحرم إدامة الصيام، فأفضل الصيام صيام داوود صيام يوم وفطر يوم.
ولمّا قال له الصحابيُّ: ألا إنّي أُطيق أفضل من ذلك. قال: (لا أفضل من ذلك) خلص، لا أفضلَ من صيام يوم وفطر يوم، وقال: (ما صامَ مَن صامَ الدّهر)، كذلك قيام الليل إلّا في حالاتٍ يعني استثنائيّةٍ في بعض الأحيانِ، أما دائماً دائماً يحيي الليل ولا ينام؟! هذا خلاف هديه عليه الصلاة والسلام، ثمّ إنّه يُفضي على الإشقاق إشقاق الإنسان على نفسه، وقد قالَ عليه الصلاة والسلام: (اكلفوا من العمل ما تطيقون)، ينبغي على المسلم أن يهتدي بهدي النبي وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
والتبتل وترك الزواج هذا أيضاً منكر، يعني مَن احتاج إلى الزواج ثم يتركه تعبُّداً فهذا بِدعَة، لا يُؤجَر عليها بل يأثم، الزواج مستحبٌّ أو واجب، الزواج والنكاح مستحبٌّ أو واجب، ومناسبة الحديث للباب ظاهرة لقوله: وأتزوج النساء.
– القارئ: وعنه -رضيَ اللهُ عنهُ- قال: كانَ رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- يأمرُ بالباءَةِ، وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول: (تزوّجُوا الودودَ الولودَ، فإنّي مُكاثِرٌ بكُم الأنبياءَ يومَ القيامةِ). رواهُ أحمدُ، وصحّحَهُ ابنُ حبّانٍ ولهُ شاهدٌ عندَ أبي داودٍ، والنسائيِّ، وابنِ حبّانٍ أيضاً من حديثِ معقِلِ ابنِ يَسارٍ.
– الشيخ: هذا شاهدٌ للحديثِ الصحيح المُتقدِّم، هو حديث ابن مسعود: (يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوّج فإنّه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وِجَاءٌ)، وهنا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر "بالباءَة" يعني بالنكاح، وينهى عن "التبتُّل" وهو يعني ترك النكاح تعبداً، والانقطاعُ للعبادة كان يأمر بالباءةِ وينهى عن التبتُّل نهياً شديداً، هذا يُؤخَذُ منهُ التحريمُ تحريمُ التبتُّل مع الحاجة للنكاح.
أمّا إذا كانَ الإنسانُ لا يجدُ في نفسِه الداعيَ هذا أمرٌ يعودُ إلى، إذا الإنسان ما يشتهي الطعام هذا لا بأس، أمّا إذا كان عنده داعي عنده القوة الغريزيّة ثمَّ يتركُ النكاحَ تديُّناً وتعبُّداً وطلباً للفضلِ؟! فهذا مُبتدِعٌ تبرّأَ منه النبيُّ -عليه الصلاة والسّلام- فمَن رغبَ عن سُنَّتي فليسَ منّي، وهنا نقولُ نهى عنه نهى عن التبتُّل نهياً شديداً.
– القارئ: وعن أبي هريرةَ -رضيَ اللهُ عنهُ- عن النبيِّ -صلّى اللهُ عليه وسلّمَ- قالَ: (تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفرْ بذاتِ الدينِ تَرِبَتْ يداكَ). مُتفَقٌّ عليهِ معَ بقيّةِ السبعةِ.
– الشيخ: هذا خبر من النبيِّ عليه الصّلاة والسّلام عن ما يعني ما هو جارٍ عند الناس، دواعي النكاح الدواعي في المرأة الدواعي للنكاح الدواعي لنكاح المرأة هي هذه الأربعة، (تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ) يعني ليسَ هذا يعني أمرٌ بالنكاحِ لأحدِ هذهِ الأمورِ، إنّما هو خبرٌ عمّا جرى عليه الناس، والمقصود من ذكره هو الأمر الرابع.
(تُنكَح المرأة لأربع؛ لمالها) ذات المال مرغوبٌ فيها؛ لأنّ الزوج ينتفع بمالها، ينتفع بمالها وكم من رجلٍ تُنفقُ عليه زوجته، لأنّها غنيّة مثل الناس الآن يتسابقون إلى نكاحِ المدرساتِ والموظفاتِ من أجل مالِهنَّ من أجلِ المال، ثمّ هو خلاص يحمّلها كل الــ يعني منهم من يحملها كل النفقة خلص هو مالو دور في النفقة ولا له أثر، وبعضهم يعني بينَ بينَ ينفقُ ولكنّ المرأةَ تقومُ ببعضِ ما يكون ويمكن تكفي نفسها بنفسها فيما يختصُّ بها، وبعضهم يحمّلها كلّ النفقة.
– طالب: هذا ما يكون مُبتدِع يا شيخ؟ اللي يحمّل المرأة كل شي؟
– الشيخ: لا، هذا يكون به شي من نقول: لا يليق، لكن إذا كانت المرأة تطالب بالنفقة فهذا حرام، النفقة واجبة عليه وإن كانت المرأة غنيّة، وإن كانت المرأة غنيّة فالنفقة عليه واجبة، فإذا كانت تطالبه ثم يمتنع وهو قادر فهو آثم وظالم، وهو ظالم.
– طالب: ولا يكون عليها شيء شرعاً أحسنَ الله إليكم، يعني تذهبُ وتتركُ البيت.
– الشيخ: اش تقول؟
– طالب: أقول هي تخرج من البيت وتعمل وتترك البيت وما يجب عليها.
– الشيخ: لكن إذا كانت قد شرطت عليه خلاص.
(تُنكَحُ المرأة لأربع: لمالها ولجمالها) وهذا ظاهر من أعظم دواعي نكاح المرأة أنّها جميلة، (ولحسبِها) الشّرف هذا مطلب أيضاً كثير من الناس يقصُد نكاح ذواتِ الشرفِ والنسب الرفيع، وخيرُ هذه الدواعي ولدينها هذا أفضل الدواعي وخيرها، وطالب هذا الأمر هو أعلى الرجال نفساً، يختار المرأة لدينها وصلاحها.
(فاظفرْ) قال عليه الصلاة والسلام: (فاظفرْ بذاتِ الدينِ) يعني لا تَفُتكَ ذاتِ الدين (فاظفر بذاتِ الدينِ تَرِبَتْ يداك)، وهذا من الدعاء غير المقصود بل المقصود منه: الحثّ، يقول العلماء: "ترِبت يداك" يعني لصقت بالتراب، وهو دعاء عليه لكنّه ليس من الدعاء المقصود حقيقتُه.
لا إله إلا الله، (تُنكَح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفرْ بذاتِ الدين ترِبتْ يداك) -الله أكبر الله أكبر- فإذا قُدِر هذا أن أُتيحَ للرجل يعني من توفّرت فيه هذه الخِصال كلِّها فهذا فضلٌ وحظٌّ، لكن لا يليق بالمسلم أن يقدّم على ذات الدين سواها، لأنّها تعينه الصالحة، فالصالحات قانتات حافظات للغيب -الله أكبر- حظّ تعينه إذا حضر سرّته وإذا غاب حفِظته في مالها ونفسها، نعم اقرأ شرح هذا الحديث عند الشيخ.
– القارئ: الأخير؟
– الشيخ: أي، اللي بعده اذا ما في شي.
– القارئ: قالَ الشارحُ -رحمَهُ اللهُ- ما يُؤخَذُ من الحديثِ أولاً يُخبِرُ النبيَّ -صلّى اللهُ عليه وسلّمَ- أنّ الّذي يدعو الرجالَ إلى اختيارِ المرأةِ.
– الشيخ: وش يقول؟ يخبر النبي صل الله عليه وسلم أيش؟
– القارئ: أنّ الّذي يدعو الرجالَ إلى اختيارِ المرأةِ كزوجةٍ هوَ أحدُ أربعةِ أمورٍ:
فبعضُ الرجالِ يريدُ في المرأةِ الحَسَبِ، والشرفِ الباقي لها ولآبائِها في الحَسَبِ، فالحَسَبُ هوَ الأفعالُ الجميلةُ للرجلِ وآبائِهِ.
– الشيخ: أيش؟
– القارئ: فالحَسَبُ هوَ الأفعالُ الجميلةُ.
– الشيخ: هي الشرفُ، نعم، ذاتُ الحسبِ ذاتُ الشرفِ، نعم.
– القارئ: وبعضُ الرجالِ يرغبُ في المالِ والثراءِ فنظرتُهُ ماديّةٌ بحتةٌ، وبعضُ الرجالِ يطلبُ الجمالَ ويهيمُ في الحُسنِ الظاهريِّ ولا ينظرُ إلى ما سواهُ، وبعضُ الرجالِ يبحثُ عن الدينِ والتُّقى فهوَ مقصدُهُ ومرادُهُ، وهذهِ الصفةُ الأخيرةُ هيَ التي حثَّ عليها النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقولِهِ: فاظفرْ بذاتِ الدينِ تَرِبَتْ يداكَ، كلمةٌ يُؤتَى بها للحثِّ على الشيءِ والأخذِ به وعدمِ التفريطِ فيهِ، واللائقُ بذوي المروءَةِ وأربابِ الصّلاحِ أن يكونَ الدينُ هوَ مطمحُ نظرِهم.
– الشيخ: اللهُ أكبر، مَطمَحُ عندك؟
– القارئ: نعم. -أحسنَ اللهُ إليكَ- مَطمَحُ نظرِهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدومُ أمرُهُ ويعظمُ خطرُهُ، فلذلكَ اختارَهُ النبيُّ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- بآكدِ وجهٍ وأبلغِهِ، فأمرَ بالظَّفْرِ الّذي هوَ غايةُ البُغيةِ ومُنتهى الاختيارِ، ثانياً وفي الحديثِ ما يدلُّ على استحبابِ صُحبةِ الأخيارِ ومجالستِهم للاقتباسِ من فضلِهم وحُسنِ القدوةِ بهِم والتخلُّقِ بأخلاقِهم والتأدُّبِ بآدابِهم والابتعادِ عن الشّرِّ وأهلِهِ.
– الشيخ: اللهُ المستعان.
– القارئ: قالَ تعالى حكايةٌ عن موسى -عليهِ السلامُ-: قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [الكهف:66]، وقال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ [الكهف:28]
وجاءَ في الصحيحين من حديثِ أبي موسى أنّ النبيَّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- قالَ: (إنَّما مَثَلُ الجليسِ الصّالحِ والجليسِ السُّوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ إمّا أنْ يُحذيْكَ وإمّا أنْ تَبتاعَ مِنهُ وإمّا أنْ تجدَ منهُ رائحةً طيّبةً، ونافخُ الكيرِ إمّا أنْ يُحِرقَ ثيابَكَ وإمّا أنْ تجدَ مِنهُ ريحاً مُنتِنةً).
والنصوصُ بهذا المعنى كثيرةٌ وظاهرةٌ.
ثالثاً: قالَ النوويُّ معناهُ أنّ الناسَ يقصدون عادةً مِن المرأةِ هذهِ الخِصالُ الأربعةُ، فاحرصْ أنتَ على ذاتِ الدينِ واظفرْ بها واحرصْ على صحبتِها.
رابعاً: قالَ الرافعيُّ في الأمالي: يُرغَّبُ في النكاحِ لفوائدَ دينيّةٍ ودُنيويّةٍ ومن الدواعي القويّةِ إليهِ الجمالُ، وقدْ نهى عن تزوُّجِ المرأةِ الحَسناءِ، وليسَ المُرادُ النهيَ عن رعايةِ الجمالِ على الإطلاقِ، ألا ترى أنّه قدْ أمرَ بنظرِ المخطوبةِ، ولكنّ النهيَ محمولٌ على ما إذا كان القصدُ مُجرَّدَ الحُسْنِ، واكتُفي بهِ عن سائرِ الخِصالِ.
– الشيخ: يعني المقصد الأسمى في النكاح المقصود الأساسي هو الإعفاف والإحصان، فليُحصّن الإنسان نفسه ويحصّن زوجته والمقصد الثاني وجود الذريّة والنسل، فهذان مقصدان للنكاح مقصودان شرعيّان، (تزوّجوا الودود الولود فإنّي مُكاثِرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ)
– طالب: أحسنَ اللهُ إليكم، قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- […..]
– الشيخ: من هذا النوع، من هذا، نعم، وقوله لمعاذ ثكلتك أمك يا معاذ، نعم.
– القارئ: خامساً: ومن الدواعي الغالبةِ المالُ، وهوَ غادٍ ورائحٌ، فلا يُوثَقُ بدوامِ الأُلفةِ لا سيما إذا قلَّ.
سادساً: وإمّا إذا كان الداعي الدينُ فهوَ الحبلُ المتينُ الذي لا ينفصلُ فكانَ عقدُهُ أدومَ وكانَتْ عاقبتُهُ أَحمدَ.
سابعاً: جاءَ في معنى الحديثِ وأخرجَهُ ابنُ ماجهْ، والبزّارُ، والبيهقيُّ من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاص -رضيَ اللهُ عنهما- أنّ النبيَّ -صلّى اللهُ عليه وسلّمَ- قالَ: (لا تُنكحوا النساءَ لحُسنِهنَّ فلعلَّهُ يرديهِنَّ ولا لمالِهِنَّ فلعلَّهُ يُطغيهِنَّ وانكحوهُنَّ للدِّينِ ولَأَمَةٌ سوداءُ خرقاءُ ذاتُ دينٍ أفضلُ).
قالَ ابنُ كثيرٍ فيهِ الإفريقيُّ الضعيفُ ولكنّ الشيخَ أحمد شاكر قالَ: إسنادُهُ صحيحٌ، والإفريقيُّ الّذي.
– الشيخ: […..] الحديث هذا.
– القارئ: أنّ النبيَّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- قالَ: (لا تُنكحوا النساءَ لحُسنِهِنَّ فلعلَّهُ يُرديهِنَّ، ولا لمالِهنَّ فلعله يُطغيهِنَّ. وأنكحوهُنَّ للدِّينِ، ولَأَمَةٌ سوداءُ خرقاءُ ذاتُ دِيْنٍ أفضلُ).
– الشيخ: هذا له شاهد من القرآن، وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ مؤمنة مستقيمة صالحة، خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة:221] ومعنى الحديث جيّد لدرجة الصحة، المال يُطغي يُطغيها ويجعلها تتكبّر على زوجها إذا كانت ذات مالٍ يحملُها على التكبُّر عليه والمِنَّةِ عليه وأنّها هي الــ تكون هي قوَّامة، الله تعالى يقول: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا [النساء:34] فالرجل إذا كانت الزوجة هي المُنفِقة تكون هي القوَّامة عليه، الله المستعان.
– القارئ: الصنعانيُّ -أحسنَ اللهُ إليكم- قالَ: الحديثُ إخبارٌ بأنَّ الّذي يدعوا الرجالَ إلى التزوُّجِ أحدُ هذهِ الأربعِ، وآخرُها عندَهم ذاتُ الدِّيْنِ.
– الشيخ: وآخرها عندهم؟
– القارئ: ذاتُ الدِّيْنِ.
– الشيخ: هذا عند أكثر الناس ومن الأزواج من يختار ذات الدين ويقصدها، نعم.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم.
– الشيخ: حسبُكَ.