بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح "بلوغ المرام مِن أدلّة الأحكام" (كتاب النّكاح)
الدّرس السّابع عشر
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ وسلَّم وباركَ على نبينا محمَّد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ –رحمه اللهُ تعالى–.
– الشيخ: وأريدُ أن أقولَ أيضاً: يعني الناسُ في يعني استباحتهم للتصويرِ يعني يعوِّلون أو يتعلَّقون برأي بعضِ أهلِ العلمِ وبعضِ المشايخِ، الَّذي الَّذين قالوا ما قالوا عن اجتهادٍ وأن وهم فيما يقولون على بصيرةٍ، فمنهم المقلِّدُ؛ لأنَّه جاهلٌ ومقلِّدٌ لمن يُحسنُ به الظنَّ ويرى أنَّه يعني من أهلِ العلمِ الموثوقين.
ومن الناسِ من يتعلّقُ برأي فلانٍ وفلانٍ لموافقته لهواه، فيتَّخذُ من هذا يعني شُبهةً لما يهواهُ فليسَ هو طالبٌ للحقِّ، بل يأخذُ من أقوالِ أهلِ العلمِ ما يوافقُ هواه ويحتجُّ بأقوالِهم، ولو خالفُوا هواهُ في بعِض مسائل أخرى لم يلتفتْ إليها، فهذا ليسَ طالباً للحقِّ هذا متبعٌ لهواه لكن إذا ذكرَ فتوى فلانٍ أو فلانٍ فمن أجلِ أن يدرأَ بها من يعارضُه، نعم، نعم يا شيخ.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قالَ الحافظُ ابنُ الحجرِ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في بلوغِ المرامِ في تتمَّةِ كتابِ الصَّداقِ:
وَعَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: "لاَ يَكُونُ المَهْرُ أَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ" أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مَوْقُوفًا، وَفِي إسَنَادهِ مَقَالٌ، الحديثُ ضعَّفَهُ أحسنَ اللهُ إليكَ.
– الشيخ: على كلِّ حالٍ، هذا تردُّهُ الأحاديثُ الصحيحةُ كحديثِ الواهبةِ في قصَّة الَّذي قالَ: "التمسْ ولو خاتماً من حديدٍ"، نعم.. وهو ضعيفٌ سنداً ومتناً، نعم.
– القارئ: وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ" أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ.
– الشيخ: وهذا فيه الترغيبُ في تيسيرِ الصداقِ والاقتصادِ في الصداقِ وعدمِ المغالاةِ؛ لأنَّ هذا ممَّا يعينُ على يعني إشاعةِ النكاحِ وتيسيرِ النكاحِ للشبابِ، فتيسيرُ الصَّداق مطلبٌ وهو من الوسائلِ الّتي تعينُ على تحقيقِ المطلبِ الشرعيِّ وهو نكاحُ الشبابِ، "يا معشرَ الشبابِ مَن استطاعَ منكم الباءةَ فليتزوجْ فإنَّهُ أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ"، نعم، انتهى؟
– القارئ: لا، أحسنَ اللهُ إليكم، الحديث الأخير، وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- "أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ الجْونِ تَعَوَّذَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ– حينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، تَعْنِي: لَمَّا تَزَوَّجَهَا، فَقَالَ: لَقَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ، فَطَلَّقَهَا، وَأَمَرَ أُسَامَةَ يُمَتِّعُهَا بِثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ" أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ مَتْرُوكٌ.
– الشيخ: خلص متروكٌ فالحديثُ متروك.
– القارئ: وَأَصْلُ القِصَّةِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَسِيدٍ السَّاعِدِيِّ.
– الشيخ: اللهُ المستعانُ، يقالُ: إنَّ الرسولَ يعني عقدَ عليها وأنَّه قيلَ لها من بعضِ الغشاشاتِ: وإذا دخلْتِ عليه فقولي: "أعوذُ باللهِ منك" ففعلت، فالرسولُ -عليه الصلاة والسلام- قال لقد عذْتِ بمُعاذٍ أو بمَعاذٍ، فطلَّقها ومتَّعها بثلاثِ أثوابٍ، هذا متعها، ويظهرُ أنَّه لم يسمِّ لها صداقاً هذا ويصدقُ عليها معنى قولِهِ: لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة:236]
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، بابُ الوليمةِ.
– الشيخ: شف كلام الصنعانيّ على نفس الحديث وش، الحديث الَّذي في الصحيح يقولُ وأصلُه في الصحيح.
– القارئ: ذكرَهُ المحقِّقُ –أحسنَ اللهُ إليكم– قالَ: أخرجَهُ البخاريُّ في الصحيحِ وفيهِ: فلمَّا دخلَ عليها النبيُّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ: "هِبي نفسَكِ لي".
– الشيخ: هبي نفسَكِ لي، ليسَ المرادُ إنَّه هي الآنَ قد دخلَتْ عليه زوجةً، فقولُه: "هبي نفسك لي" يعني: سلِّمي نفسَكِ لي يعني.
– القارئ: مكِنيني.
– الشيخ: يعني يريدُ أن أن تكونَ يعني تدنوَ منه أو تقربَ منه، لا أنَّه يطلبُها أن تهبَ نفسَها ابتداءً، فالرسولُ لم يتزوَّجْ الواهبةَ لم يتزوَّجْ امرأةً بطريقِ الهِبةِ، وإنْ كانَ ذلك حلالاً أحلَّه الله، وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ [لأحزاب:50]، الآية، نعم، أي كمِّل الكلام.
– القارئ: قالَتْ: وهل تهِبُ الملكةُ نفسَها للسَّوقةِ، قالَ: فأهوى بيدِهِ يضعُ يدَهُ عليها.
– الشيخ: هذا في الصحيح يقول؟
– القارئ: نعم أخرجَه البخاريُّ في الصحيحِ برقمِ.
– الشيخ: غريبٌ هذا غريبٌ، المتنُ غريبٌ، غريبٌ جدَّاً عندي، للسوقةِ يعني هي وش ما هي مسلمةٌ؟ تقولُ للرسولِ [….]، والله فيه غرابةٌ عظيمةٌ، ما أدري وش تعليق الناسِ أهل الشرَّاح عليه، هذا في البخاريّ؟
– القارئ: في البخاريِّ.
– الشيخ: والله إنّه ما أدري، صعب ما أدري كيفَ أتأوّلُه كيفَ أفهمُه، امرأةٌ مسلمةٌ تزوَّجَها الرسولُ، وزواجُها يعني في غايةِ الشرف ثمَّ تقول له هذا المقال! وملكة! ومن هي؟ بنتُ من هي؟ واللهِ هذا يحتاجُ تراجعُ فيه وتعطينا إن كانَ وجدت شيئاً يعني حول هذا الإشكال، سمعت؟
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، نراجعُ إنْ شاءَ اللهِ الفتحَ.
– الشيخ: إشكال إشكال صعب.
– القارئ: قالَ فأهوى بيدِهِ يضعُ يدَهُ عليها لتسكنَ، فقالَتْ: أعوذُ باللهِ منكَ، فقالَ: قد عذْتِ بمَعاذٍ ثمَّ خرجَ علينا فقالَ: يا أبا أسيدٍ اكسيها رازقينِ وألحقْها بأهلِها.
– الشيخ: أي خلَّها، تستاهل، نعم.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، بابُ الوليمةِ.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضيَ الله عنه- "أَنَّ النَّبِيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ– رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، فقَالَ: «مَا هَذَا»؟ فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: «فَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ»". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
– الشيخ: خلك [توقف] عند هل [هذا] باب هذا خلك عند الباب.