بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح "بلوغ المرام مِن أدلّة الأحكام" (كتاب النّكاح)
الدّرس الثّامن عشر
*** *** *** ***
– القارئ: قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ –رحمهُ اللهُ تعالى– في "بلوغِ المرام" :
بابُ الوليمةِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: فَبَارَكَ اللَّهُ لَك، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
– الشيخ: اللَّهم صلِّ وسلِّم.. الوليمةُ هي ما يُصنَعُ من الطعامِ بمناسبةِ النكاحِ، يعني تعبيراً عن السرورِ وإشهار، يعني في الوليمة وليمة العرس يعني فيها إشهارٌ للنكاحِ زيادة، وفيه أيضاً يعني شيءٌ من الحفاوة بالمرأةِ لأنَّها يسرُّها هذا ويعني أنْ يجتمعَ الناسُ بمناسبةِ العرسِ، ففي هذا الحديثِ، وهذا الحديثُ أصلٌ في مشروعيَّةِ الوليمةِ، رأى النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- على عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ أثرَ صفرةٍ، في ثوبِهِ، زعفران، فقالَ: ما هذا؟ بتثبُّتٍ، قالَ: إنَّه تزوَّجَ امرأةً على نواةٍ من ذهبٍ، وبهذا يدخل هذا الحديثُ في الوليمةِ ويدخلُ في باب؟
– القارئ: الصّداقِ.
– الشيخ: الصّداقِ، نواةٌ من ذهبٍ يعني يمكن أنَّه يريدون أنَّه على قَدْرِ نواةِ التمرِ وقد يكونُ اسماً لمقدارٍ من الذهبِ معروفٌ نواة، فقالَ لهُ الرسولُ: باركَ اللهُ لكَ أو باركَ اللهُ عليكَ، أولمْ ولو بشاةٍ، ولو بشاةٍ، هذا يدلُّ على أنَّه إذا حصلَ زيادة يكونُ أفضل، لأنَّه إذا يكون يعني فيه توسعة وفيه يعني زيادةُ إكرامٍ وزيادةُ نفعٍ لكن معَ الاعتدال، لا إفراطَ ولا تفريطَ، تركُ الوليمةِ تفريطٌ والتوسُّعُ فيها والمبالغةُ فيها وإكثارُ الأطعمةِ الَّتي تُستهلَكُ ولا يُنتفَعُ بها، أمَّا إذا كانَ يعني أنَّ هذه الأطعمة تُؤكَلُ ويُدعَى الناسُ ويُطعَمون هذا يعني ممَّا هو مستحبٌّ بالشرعِ الإطعام، إطعامُ القريبِ والفقيرِ، إلَّا أنَّ الوليمةَ من العجبِ سيأتي الحديثُ، نعم بعدَهُ.
– القارئ: وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَلِمُسْلِمٍ «إذَا دَعَا أَحَدَكُمْ أَخَاهُ فَلْيُجِبْ عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ».
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ: يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا، وَيُدْعَى إلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ». أخرجهُ مسلمٌ.
– وَعَنْهُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيُطْعَمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا. وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ نَحْوَهُ وَقَالَ: «فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ».
– الشيخ: لا إله إلَّا الله، دلَّتْ هذه الأحاديثُ على مشروعيَّةِ الوليمةِ كذلك، وعلى وجوبِ الإجابةِ، وقد دلَّتْ أحاديثٌ أخرى على أنَّ مِن حقِّ المسلمِ على المسلمِ إجابتُهُ إذا دعا، وأن تجيبَه إذا دعا، جبرانُ المقسمِ وإجابةُ الداعي، ووليمةُ العرسِ آكدُ من غيرِها، ولهذا جاءَ فيها: ومن لم يجبْ الداعيَ فقد عصى اللهَ ورسولَهُ.
ففي هذا الحديثِ تأكيدُ الإجابةِ ولكنْ قيَّدَهُ الفقهاءُ فيما إذا لم يكنْ هناك مانعٌ، كوجودِ مُنكرٍ لا يستطيعُ تغييرَهُ فإنَّ له أنْ يرفضَ الدعوةَ ولا يجيبُ، ويقولُ أيضاً أنَّه إذا استأذنَ أخاهُ يعني وطابَتْ نفسُ الداعي سمحَ لك [….]، لأنَّه حينئذٍ كأنَّه تنازلَ عن الدعوةِ، إذا قلْتَ: والله يا أخي أنا يشقُّ عليَّ أو يعني أنا مشغولٌ قل: طيب جزاك الله خيراً لا بأسَ، هذا معناه أيش؟ يعني معناه تنازل عن الدعوة، أمَّا إذا قالَ: لا يا أخي والله وجودك عندي مهمٌّ ما، واللهِ أنَّه ما تطيبُ نفسي يا أخي كيف؟! لا هنا يتأكَّدُ بل تجبُ الإجابةُ حينئذٍ لأنَّه الآن تمسَّك بالدعوةِ وما سمحَ له، ولا عذرَ لك ولا عذرَ لك.
ويفرِّقُ الفقهاءُ بينَ الدعوةِ دعوةَ الجفلةِ ودعوةَ النقرةِ، النقرةُ أن تكونَ خاصَّةً، يعني يخصُّكَ بالدعوةِ، أمَّا الجفلةُ فهي دعوةُ الجمهورِ، يقولوا له مثل اللي قالَ لجماعةٍ في المسجدِ عندَنا زواجٌ تفضَّلوا، هذا دعوةُ الجفلةِ يجي اللي يجي ويروح اللي يروح، أمَّا إذا خصَّك بالكلام.
والَّذي يظهرُ لي أنّ البطاقاتِ الّتي تُرسَلُ لكلِّ أحدٍ أنَّها فيها معنى الجفلة، ما هي، تُطبَعُ بكمياتٍ وتُرسَلُ، لكن إذا خصَّكَ الآنَ في مثلِ هذا الوقتِ خصَّكَ يمكن باتِّصالٍ هذا ما غير، هذه دعوةٌ خاصَّةٌ.
وقولُه: شرُّ الطعامِ طعامُ الوليمةِ يُدعَى إليها من يأتي إليها، أيش؟
– القارئ: يُمْنَعُهَا مَنْ
– الشيخ: يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا، وَيُدْعَى إلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا، يُدعَى إليها من لا يرغبُ في الحضور، لأنَّه لأنَّه كيت وكيت، يُدعَى إليها الأغنياءُ يُدعَى إليها الأعيانُ وهم قد لا يرغبون، ويُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا، يعني من أوساطِ الناسِ أو فقراءِ الناسِ، فلذلكَ كانَتْ بهذا الوصفِ، شرُّ الطعامِ طعامُ الوليمةِ.
وهذا يقتضي إنَّ أفضلَ الطعامِ هو الَّذي ينتفعُ به ذوي الحاجاتِ، فهذا خيرُ الطعامِ، أمَّا الَّذي يُصنَعُ للكبارِ والأكابرِ فلا يُدعَى إليها الفقراءُ، وإنَّما يُدعَى إليها الأعيانُ والكبارُ والأغنياءُ.
ولا يلزمُ من هذا إنَّه يعني طعامٌ أنَّه محرَّمٌ، الرسولُ أمرَ بالوليمةِ، أولمْ ولو بشاةٍ، وقولُه يُدعَى إليها من يأباها ويُمنَعُها من يأتيها إخبارٌ بالواقعِ، هذا واقعُ الناسِ فعلاً، يعني ليستْ من نوعِ الطعامِ الَّذي يُصنَعُ على وجهِ الصدقةِ، اللهُ المستعانُ.
فالمقصودُ أنَّ الأحاديثَ كلَّها تدلُّ على مشروعيَّةِ الوليمةِ، وينبغي فيها التوسُّطُ، ويُدعَى إليها الأقاربُ والجيرانُ والمعارفُ، وكثيراً من الأحيانِ يعني يُدعَى إليها بعضُ الناسِ للتشرُّفِ، للتشرُّفِ بحضورِهم، بحضورِ بعضِ الشخصيَّاتِ فلان وفلان، ولا بأسَ بذلكَ.
وفي الحديثِ أنَّه إذا دعا أحدُكم أخاه فليأتِ أو فليجبْ، فإن كانَ صائماً، فإن كانَ مفطراً فليطعمْ، أو فإنْ كانَ صائماً فليدع فليصلِّ، أي فليدعُ يأتي ويدعو، لأنَّه صائمٌ ولا، وإنْ رأى المصلحةَ في فطرِه أفطرَ في صيامِ التطوُّعِ، وإن كانَ مفطراً فليطعمْ يشاركُ إخوانَه ويطيِّبُ نفسَ الداعي، نفسَ أخيه المسلم.
أمَّا ما يفعلُهُ بعضُ الناسِ يعني بأنَّه يحضرُ ثمَّ ينسلُّ هذه ما ليسَتْ عادةً حسنةً، إلَّا باستئذانٍ، يكونُ هناكَ استئذانٌ من الداعي، يعني يأتي يقولُ أنا أجي وأسلِّمُ وأجلسُ وكذا وأنا مشغولٌ أو أنا نعم، أمَّا أنّه يأتي يبرِّئُ وجهَهُ وينسحبُ هذا في الغالبِ أنَّه ما يعجبُ الداعيَ يعني يضايقُهُ، يريدُ يعني من تمامِ الإجابةِ أنْ تطعمَ، ما دامَ أنَّه لا عذرَ لك، واللهُ أعلمُ.
– القارئ: فليطعمْ، قرنَ الوجوبَ أحسنَ اللهُ إليكم؟
– الشيخ: هذا ظاهرُ الحديثِ أجل، وش بعد؟ [….] الله يصلحُ الأحوالَ، اقرأْ اقرأْ شيئاً من الموضوع، الظاهر أنّ البابَ فيه أحاديثٌ.
– القارئ: نعم.
– الشيخ: أي فيه أحاديث نعم، اقرأْ حديثَ شرِّ الطعام طعام الوليمة وش قالوا عليه؟
– القارئ: البسّامُ جمعَ الأحاديثَ كلّها وشرحَها في موضعٍ.
– الشيخ: زين زين، الأحاديث اللي أنت قرأت أي.
– القارئ: أي نعم.
– الشيخ: أي.
– القارئ: لكنَّ الصنعانيَّ يعني شرحَها حديث حديث.
– الشيخ: هات الحديث نشوف أيش يقول الشيخ.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، الصنعانيُّ قالَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ: يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا.
وَهُمْ الْفُقَرَاءُ كَمَا يَدُلُّ لَهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيُّ «بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى إلَيْهَا الشَّبْعَانُ، وَيُمْنَعُ عَنْهَا الْجِيعَانُ».
فَلَوْ شَمِلَتْ الدَّعْوَةُ.
– الشيخ: الجيعان؟
– القارئ: نعم هكذا
– الشيخ: ما أدري
– القارئ: فَلَوْ شَمِلَتْ الدَّعْوَةُ الْفَرِيقَيْنِ زَالَتْ الشَّرِّيَّةُ عَنْهَا «وَيُدْعَى إلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا» يَعْنِي الْأَغْنِيَاءُ «وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ». وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ الْمُرَادُ مِنْ الْوَلِيمَةِ وَلِيمَةُ الْعُرْسِ لِمَا تَقَدَّمَ قَرِيبًا مِنْ أَنَّهَا إذَا أُطْلِقَتْ.
– الشيخ: الحفلاتُ والدعواتُ عندَ العربِ لها أسماءٌ، منها يعني دعوةُ العرس، أو ما يُصنَحُ في العرسِ اسمُه الوليمةُ، وهناكَ المناسباتُ الأخيرةُ لها فيها نقيعةٌ والوكيرةُ ولها أسماءٌ عديدةٌ، نعم.
– القارئ: الْمُرَادُ مِنْ الْوَلِيمَةِ وَلِيمَةُ الْعُرْسِ لِمَا تَقَدَّمَ قَرِيبًا مِنْ أَنَّهَا إذَا أُطْلِقَتْ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ انْصَرَفَتْ إلَى وَلِيمَةِ الْعُرْسِ، وَشَرِّيَّةُ طَعَامِهَا قَدْ بَيَّنَ وَجْهَهُ قَوْلُهُ: يُمنَعُها من يأتيها ويُدْعَى إلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا فَإِنَّهَا جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ.
– الشيخ: مفسرة مفسرة.
– القارئ: نعم، بَيَانٌ لِوَجْهِ شَرِّيَّةِ الطَّعَامِ، وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى مَنْ يُدْعَى الْإِجَابَةُ، وَإِنْ كَانَتْ إلى شَرِّ طَعَامٍ، وَأَنَّهُ يَعْصِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ مَنْ لَمْ يُجِبْ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ.
– الشيخ: يعني أحياناً يقولون الوصفُ بالشرِّ يعني ما هو يعني ما يتضمَّنُ الإثمَ، بل يتضمَّنُ نقصَ الفضيلةِ ونقصَ الثوابِ، وله نظيرٌ يقولون خيرُ صفوفِ الرجالِ أوَّلُها وشرُّها آخرُها، يعني الصف الثاني والثالث شر؟ شرّه أيش؟ شرّ إثم؟ لأ نقص فضل فضيلة، خيرها يعني أفضلُها وأعظمُها أجراً أولها، وأقلُّها من ذلك آخرها وشرّها آخرها. فهذا الحديث من هذا النوع، شرُّ الطعام طعام الوليمة من هذا النوع، نعم.
– القارئ: وقالَ الحديثُ الذي بعدَهُ، قالَ:
وَظَاهِرُ قَوْلِهِ فَلْيَطْعَمْ وُجُوبُ الْأَكْلِ، وَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ، وَالْأَصَحُّ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ الْأَكْلُ فِي طَعَامِ الْوَلِيمَةِ وَلَا غَيْرِهَا، وَقِيلَ: يَجِبُ لِظَاهِرِ الْأَمْرِ، وَأَقَلُّهُ لُقْمَةٌ، وَلَا تَجِبُ الزِّيَادَةَ، وَقَالَ مَنْ لَمْ
– الشيخ: ما يحتاجُ هذه أمورٌ عاديَّةٌ، المهم أنَّه إذا جاءَ يأكلُ ما شاءَ، يجلس يجلس أيضاً على المائدة إن اشتهى أكلَ، أمَّا أنّه نعم ما اشتهى ما هو [….] يأكل ما تيسَّرَ، نعم.
– القارئ: وَقَالَ مَنْ لَمْ يُوجِبْ الْأَكْلَ الْأَمْرُ لِلنَّدَبِ، وَالْقَرِينَةُ الصَّارِفَةُ إلَيْهِ قَوْلُهُ -في المتن– قالَ: ولهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – نَحْوَهُ، وَقَالَ: «إنْ شَاءَ طَعِمَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ».
وَالْقَرِينَةُ الصَّارِفَةُ إلَيْهِ قَوْلُهُ (وَلَهُ) أَيْ لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- نَحْوَهُ، وَقَالَ «إنْ شَاءَ طَعِمَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ» فَإِنَّهُ خَيَّرَهُ، وَالتَّخْيِيرُ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ لِلْأَكْلِ.
– الشيخ: ما له معنى إن شاءَ طعمَ وإن شاءَ تركَ، إذا تركَ لسببٍ أمَّا لا لسببٍ بس ما يريد يأكل من طعام أخيه ليش لماذا؟! لكن إنْ كان لسببٍ يعني يمكن أنَّه قد أكلَ أنَّه الآن، يمكن ما يحبُّ يأكلُ طعام على طعام، يمكن كذا له، أمَّا بس، لماذا صُنِعَ هذا الطعام؟ صُنِعَ هذا الطعامُ ليطعمَهُ المدعوون.
يظهرُ فيه الوجوبُ إلَّا أنْ يكونَ لسببٍ، إنْ شاءَ طعمَ وإنْ شاءَ تركَ، نعم.
– القارئ: الحديثُ.
– الشيخ: انتهى الكلامُ على الحديثِ؟
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليكَ.
– الشيخ: حسبُك، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله.
– طالب: أحسنَ اللهُ إليك يا شيخ، أقولُ: في السنواتِ الأخيرةِ الآن صارَ بعضُ مثل أهل العرس أو أهل الزوجة يدعون بعضَ الفرقِ.
– الشيخ: أي اتركْها هي، الضربُ بالدفِّ هذا هو جاءَتْ فيه الرخصةُ، أمَّا الطبولُ والغناءُ الماجنُ، ترى أغاني الفجرة هذول من الأعمالِ القبيحةِ، نعم يا محمَّد.
– القارئ: في بعضِ الأسئلةِ.
– الشيخ: نعم.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم الرقصُ الآنَ للنساءِ معَ الدُّفِّ.
– الشيخ: والله أنا أنصحُ بتركِ الرقصِ، وصورُ الرقصِ [….]، أنا أنهى عنه، لكن يعني يمكن أنّي أرى أنّه مكروهٌ لأنَّه فيه مفاسدٌ، فيه إظهارُ مفاتنِ المرأةِ والنساءُ، والمرأةُ تعشقُ المرأةَ، أليسَ فيه الآن في هذا العصرِ شيءٌ من هذا النوع ويسمُّونه أيش؟
– طالب: الإعجاب.
– الشيخ: يسمُّونه الإعجاب، وفي نوعية منهم مدري وش يسمّونه [….]
– طالب: أي نعم.
– الشيخ: نسألُ اللهَ العافيةَ، والشيءُ الثاني يمكن جانب الحسد، العيونُ يعني تبرزُ يعني يظهرُ يعني تظهرُ خلقتَها وحسنَها وحسنَ بنيتِها وجسمِها وسمنتِها مثلاً، والحسدُ موجودٌ في النفوسِ فالَّتي ترقصُ تعرِّضُ نفسَها إمَّا للفتنةِ بها شهوانيَّاً، أو لحسدِ من يعني يُعجَبُ بها إعجابَ غبطةٍ، نعم.
– طالب: الرقصُ هل له أصلٌ أحسنَ اللهُ إليكم في؟
– الشيخ: لا ما له
– طالب: ما وردَ
– الشيخ: لا ما يعني نحنُ ما نقولُ أنَّه، لكنَّ الأصلَ في الأشياءِ الإباحة، إلَّا ما اقترنَ به ما هو محرَّمٌ مثل هذا، نعم.
– طالب: أحسنَ اللهُ إليكم، في حديثِ عائشةَ البارحة اللي قرأه محمّد.
– طالب: [….] البخاريّ.
– الشيخ: ما أدري وش تقول.
– طالب: حديث عائشة اللي قرأه عن [….].. طلبْتَ من محمّد أنّه يراجعه.
.. أي أنا أتيت بالفتح أحسنَ الله إليكم.
– الشيخ: في شيء يشفي؟
– القارئ: أي نعم أحسنَ اللهُ إليكم.
– الشيخ: طيِّب.
– القارئ: قالَ: قالَ ابنُ المنيرِ: هذا من بقيةِ ما كانَ فيها من الجاهليَّةِ.
– الشيخ: هذا من بقية.
– القارئ: ما كانَ فيها مِن الجاهليَّةِ.
– الشيخ: ماشي، نعم.
– القارئ: على ولها وهل تهبُ الملكةُ نفسَها للسوقةِ، هذا.
– الشيخ: ماشي، غيره ما يكفي هذا.
– القارئ: قالَ: ولم يؤاخذْها النبيُّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بكلامِها معذرةً لها لقربِ عهدِها بجاهليتِها، كأنَّه يعني.
– الشيخ: إي.
– القارئ: اجعلْ لنا ذاتَ أنواطٍ.
– الشيخ: يعني.
– القارئ: هل يستطيعُ ربُّك أن ينزلَ، يعني كأنَّهم.
– طالب: في جواب ثاني يا شيخ.. في كلام آخر يا شيخ.
– الشيخ: كلام آخر وين في؟
– القارئ: عندي هنا في [….] للشيخ المباركفوري، يقولُ: تعوَّذْتُ، روى البخاريُّ عن أبي أسيدٍ قالَ: أتى رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- من [….] قالَ: فلمّا أدخلتُ عليهِ قالَ: هبي نفسَكِ لي، فقالت: كيفَ تهبُ الملكةُ للسوقةِ، فأومأَ إليها بيدِهِ لتسكنَ، فقالت: أعوذُ باللهِ منكَ، وهذا السياقُ يقتضي أنّها قالت ذلكَ إما لأجلِ أّنها عدَّتْ نفسها أعلى وأرفعَ من رسولِ اللهِ –صلى اللهُ عليهِ وسلم– ولم ترَهُ كفْئَاً لها، وإما لأنها لم تعرفْ النبي –صلى اللهُ عليهِ وسلم– ولم تعرفْ قصدَهُ لما بسطَ يدَهُ إليها، ففي البخاريِّ بابٌ [….] فقالوا لها أتدرين من هذا؟ قالت لا، قالوا: هذا رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليهِ وسلم– جاءَ ليخطبكِ، قالَتْ: كنت أنا أشقى من ذلكَ، الحديثُ.
– الشيخ: أُدخِلَتْ عليه أدخلت عليه لا، السياق أنَّها أُدخِلَتْ عليه زفاف.
– القارئ: نعم لزواجها، ليبنيَ بها، كيفَ ما.
– الشيخ: ما أدري والله، المهمّ أنّ هذا من المتشابه اتركْه بس [فقط]، نعم يا محمّد …