الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(63) باب قول الله عز وجل ونقر في الأرحام ما نشاء قوله “إن الله تعالى وكل بالرحم ملكا”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(63) باب قول الله عز وجل ونقر في الأرحام ما نشاء قوله “إن الله تعالى وكل بالرحم ملكا”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس الثّالث والسّتون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الإمام البيهقي -رحمه الله تعالى- في كتاب "الأسماء والصفات":
 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قال حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، قال أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قال حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، قَال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قال حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا قَالأَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيَكْتُبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كَامِلٍ عَنْ حَمَّادٍ .
 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، قال أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، قال حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، قال حدثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قال حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْوَدَّاكِ جَبْرَ بْنَ نَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ:
(مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقَ شَيْءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ.
بابُ قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان:30]
وقولِه جلَّ وعلا: وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [المدّثر:56]
وقولِه جلَّتْ عظمتُه: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ [البقرة:253]
وقولِه تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ [الأنعام:112]
وقولِه جلَّتْ قدرتُه: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253]
وقولِه: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ [الأنعام:137]
وقولِه تباركَ وتعالى: قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ [يونس:16]
أخبرَنا أبو الحسنِ محمّدٍ بنُ الحسينِ العدويِّ -رحمَه اللهُ- قالَ: حدَّثَنا أبو بكرٍ محمَّدٌ بنُ الحسينِ القطَّانِ، قالَ حدَّثَنا أبو الأزهرِ أحمدُ بنُ الأزهرِ قالَ: حدَّثَنا أبو أسامةَ عن بُريدٍ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي بُردةَ، عن جدِّهِ أبي بُردةَ عن أبي موسى -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ: رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-:
(اشفعوا إليَّ فلتؤجروا وليقضِ اللهُ على لسانِ نبيِّهِ ما شاءَ)
رواهُ البخاريُّ في الصحيحِ عن أبي كريبٍ عن أبي أسامةَ وأخرجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخرٍ عن بريدٍ قالَ فيهِ: ما أحبَّ، ومعناهُ: ما أرادَ.
أخبرَنا أبو عليٍّ الحسينِ بنِ محمّدٍ الروذباريُّ، قالَ أخبرَنا أبو أحمدَ القاسمُ بنُ أبي صالحٍ الهمذانيِّ، قالَ حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ الحسينِ، قالَ حدَّثَنا إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، قالَ حدَّثَني أخي، عن سليمانَ بنِ بلالٍ، عن محمّدٍ بنِ أبي عتيقٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عليٍّ بنِ الحسينِ، قالَ: إنَّ الحسينَ بنَ عليٍّ أخبرَه عن عليٍّ بنِ أبي طالبٍ، -رضيَ اللهُ عنهم-: أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- طرقَهُ وفاطمةَ بنتُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالَ لهم:
ألا تصلَّون؟ قالَ عليٌّ -رضيَ اللهُ عنهُ-: فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّما أنفسُنا بيدِ اللهِ تعالى، فإذا شاءَ أنْ يبعثَنا بعثَنا، فانصرفَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حينَ قلْتُ لهُ ذلكَ، ولمْ يرجعْ إليَّ شيئاً، وهوَ مُدبِرٌ يضربُ فخذَهُ ويقولُ: (وكانَ الإنسانُ أكثرَ شيءٍ جدلاً) رواهُ البخاريُّ في الصحيحِ عن إسماعيلَ بنِ أبي أويسٍ.
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، قالَ أخبرَنا أبو بكرٍ بنُ إسحاقَ الفقيهِ، قالَ أخبرَنا عليٌّ بنُ عبدِ العزيزِ، قالَ حدَّثَنا شجاعُ بنُ مخلدٍ، قالَ حدَّثَنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي قتادةَ، عن أبيهِ، في حديثِ الميضأةِ قالَ: فقالَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-:
(إنَّ اللهَ تعالى قبضَ أرواحَكم حينَ شاءَ، وردَّها حينَ شاءَ)، فقضُوا حوائجَهم وتوضَّؤوا إلى أنْ ابيضَّتْ -يعني الشمسَ- ثمَّ قامَ فصلَّى) رواهُ البخاريُّ في الصحيحِ عن محمَّدٍ بنِ سلامٍ عن هُشيمٍ.
أخبرَنا عليٌّ بنُ أحمدَ بنُ عبدانٍ، قالَ أخبرَنا أحمدُ بنُ عبيدٍ الصفَّارُ، قالَ حدَّثَنا أبو مسلمٍ، وعثمانُ بنُ عمرَ الضبيُّ، لفظَ أبي مسلمٍ قالا حدَّثَنا عمروُ بنُ مرزوقٍ، قالَ أخبرَنا المسعوديُّ، عن جامعٍ بنِ شدَّادٍ، عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي علقمةَ، عن عبدِ اللهِ هو ابنُ مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: لمَّا رجعَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مِن الحديبيةِ نزلَ منزلاً فعرَّسَ فيهِ فقالَ: مَن يحرسُنا؟ فقالَ عبدُ اللهِ: أنا أنا ، فقالَ: أنتَ؟ مرتين أو ثلاثاً، أنَّكَ تنامُ، ثمَّ قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أنتَ لها، فحرسْتُ فلمَّا كانَ في وجهِ الصبحِ أدركَني ما قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فنمْتُ فلمْ نستيقظْ إلَّا بحرِّ الشمسِ على ظهورِنا، فقامَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فصنعَ كما كانَ يصنعُ، ثمَّ صلَّى الصبحَ، ثمَّ قالَ:
(إنَّ اللهَ تعالى لو شاءَ لم تناموا عنها، ولكنْ أرادَ أنْ تكونَ لمَن بعدَكم فهكذا لمَن نامَ ونسيَ)
أخبرَنا أبو القاسمِ عبدُ الواحدِ..
– الشيخ:
ماشي، حسبُك
 رحمه الله، كلّ هذه يستدلُّ بها على إثبات المشيئة لله، وهذا ثابت بآيات كثيرة وأحاديث كثيرة، فالله تعالى له مشيئة، ويفعل بمشيئة، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، والعباد لهم مشيئة، لكنها تابعة لمشيئة الله، (وما تشاؤون إلّا أن يشاء الله)، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ما لم يشأه الله مستحيل أن يكون، فما لا يكون، لا إله إلَّا الله، فما لم يكن فما لم يكن بالله لا يكون، ما من شيء موجود إلَّا وهو بالله، بمشيئة الله وقدرته.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة