الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(67) باب قول الله عز وجل ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله قوله “سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(67) باب قول الله عز وجل ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله قوله “سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس السّابع والسّتون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الإمامُ أبو بكرٍ البيهقيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الأسماءُ والصِّفاتُ":
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قالَ أخبرَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قالَ حدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قالَ حدَّثَنا أَبِي، قالَ حدَّثَنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ حدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، قالَ حدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ «كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ بِهِ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَيْتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ دَاوُد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: أخبرَنا أَبُو مُحَمَّدٍ، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قالَ أخبرَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قالَ حدَّثَنا أَبُو الْيَمَانِ، قالَ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْيَمَان.
قالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، قالَ أخبرَنا أَبُو الْقَاسِمِ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي، قالَ حدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قالَ حدَّثَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ أخبرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَا يَقُلِ ابْنُ آدَمَ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا».
 قَالَ الشَّافِعِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ: تَأْوِيلُهُ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْعَرَبَ كَانَ شَأْنُهَا أن تَذُمُّ الدَّهْرَ وَتَسُبُّهُ عِنْدَ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ مَوْتٍ، أَوْ هَدْمٍ أَوْ تَلَفٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ إِنَّمَا يُهْلِكُنَا الدَّهْرُ وَهُوَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، فَيَقُولُونَ: أَصَابَتْهُمْ قَوَارِعُ الدَّهْرِ، وَأَبَادَهُمُ الدَّهْرُ، فَيَجْعَلُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ اللَّذَانِ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ فَيَذُمُّونَ الدَّهْرَ بِأَنَّهُ الَّذِي يُفْنِينا وَيَفْعَلُ بِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ عَلَى أَنَّهُ يُفْنِيكُمْ وَالَّذِي يَفْعَلُ بِكُمُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا سَبَبْتُمْ فَاعِلَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فَإِنَّمَا تَسُبُّونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاعِلُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ».
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ قالَ أخبرَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، قالَ حدَّثَنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ حدَّثَنا جَدي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قالَ حدَّثَنا عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ إِيَاسِ، قَالَ: إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:
«اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَكم..
– طالب:
أن يسترَ عوراتكم
– القارئ: عندي "يستركم"
– الشيخ:
أن يسترها مشِّ بس، قريب.
– القارئ: أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ
– الشيخ:
روعاتِكم.
– القارئ: روعاتِكم.
أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ أخبرَنا أَبُو الْحَسَنِ، قالَ حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ[الرعد:39] 
يُبَدِّلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ مِنَ الْقُرْآنِ فَيَنْسَخُهُ وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ وَلَا يُبَدِّلُهُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ[الرعد:39] يَقُولُ: جُمْلَةُ ذَلِكَ عِنْدَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَمَا يُبَدِّلُ وَمَا يُثْبِتُ كُلَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ أخبرَنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قالَ حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ حدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ نَشَاءَ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ [يس:66] يَقُولُ: أَضْلَلْنَاهُمْ عَنِ الْهُدَى فَكَيْفَ يَهْتَدُونَ؟ وَقَالَ مرَّةً: أَعْمَيْنَاهُمْ عَنِ الْهُدَى.
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ [النساء:26]
– الشيخ:
لا إله إلّا الله، هذه السياقات هذه كلّها ليبيّن يعني أو يثبت ما تضمّنته من يعني أفعال الله سبحانه وتعالى، فالنصوص الواردة في الكتاب والسنَّة فيها ذكرُ أسمائِه وذكرُ صفاتِه وذكرُ أفعالِه، فهو تعالى يفعل هو فعَّالٌ لما يريدُ، يفعل ما يريد من ذلك أنّه يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء، ويعطي ويمنع ويغفر ويرفع ويبيّن ما يشاء ويقلّب يقلّب الليل والنهار هو الّذي يقلّب، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، هذه كلّها أفعال هذه يقال لها يعني أفعال الله، يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ. فما أورده في هذا الباب هو من هذا القبيل يعني يريد أن يثبت ما تضمّنه من بعض أفعالِ الله وهو الفعَّالُ لما يريد.
 
– القارئ: بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء:26]
وَقَوْلِهِ: وَالْلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ [النساء:27]
وَقَوْلِهِ: وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مِنُ يُرِيدُ[الحج:16]
وَقَوْلِهِ: واللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ [المائدة:1]
وَقَوْلِهِ: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ [النساء:28]
وَقَوْلِهِ: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ[البقرة:185]
وَقَوْلِهِ: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[المائدة:6]
وَقَوْلِهِ: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125]
وَقَوْلِهِ: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ[المائدة:41]
وَقَوْلِهِ: قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا [المائدة:17]
وَقَوْلِهِ: وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ[الرعد:11]
وَقَوْلِهِ: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا [الإسراء:16]
وَقَوْلِهِ خَبَرًا عَنِ الْجِنِّ: وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [الجنّ:10]
وَقَوْلِهِ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ[الإسراء:18]
وَقَوْلِهِ: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ[الكهف:82]
وَقَوْلِهِ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33]
وَقَوْلِهِ: فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ [المائدة:49]
وَقَوْلِهِ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمُ بِهَا فِي الدُّنْيَا [التوبة:85] 
وَقَوْلِهِ: إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ [هود:34]
وَقَوْلِهِ: قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً [الأحزاب:17]
وَقَوْلِهِ: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتِ رَحْمَتِهِ[الزمر:38]
وَقَوْلِهِ: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ [يس:20] إِلَى قَوْلِهِ: إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقَذُونِ [يس:23]
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ..
– الشيخ:
إلى هنا.
على كلّ حال كل هذه الآيات والشواهد وما سيذكره من الروايات كلّها لإثبات يعني بعضِ أفعالِه سبحانه وتعالى، من الهدى والإضلال وكذلك يعني ذكرُ إرادتِه يعني لما يشاءُ، فمن يردْ اللهُ أن يهديه ومن يردْ أن يضلَّه، فهو يهدي من يشاءُ ويضلُّ من يشاءُ، من الناس من يريد هدايته ومنهم من يريد إضلاله.
ومنهم من يريد تطهيرَ قلبِه، أولئك الَّذين لم يرد الله أن يطهِّرَ قلوبَهم، فهو الّذي يطهّر القلوب لمن شاء، ويهدي من يشاء ويضلّ من يشاء، كلّ ما يجري في هذا الوجود فهو بمشيئته، وأمرُ العباد كلّها راجع مردّه إلى إرادة الله سبحانه وتعالى فلا خروج لشيءٍ عن إرادته.
ثمّ بعد ذلك قد تقدّم وذكرها ذكر المشيئة، والمشيئة والإرادة يعني بينهما بعض، أمّا المشيئة فهي متعلّقة بجميع الوجود فكلُّ ما في الوجود فهو صادرٌ عن مشيئة، فإن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
وأمّا الإرادة ففيها تفصيل الإرادة، الإرادة نوعان إرادة كونيّة وإرادة شرعيّة، فالإرادة الكونيّة هي بمعنى المشيئة والشاملة لكلّ ما في الوجود ممّا يحبّه الله ويرضاه وممّا يسخطه ويبغضه.
وأمّا الإرادة الشرعيّة فلا تتعلّق إلّا بما يحبّه الله، فإيمان المؤمن هذا مراد لله إيمان المؤمن راد لله كوناً وشرعاً، وكفر الكافر مراد لله كوناً لا شرعاً، إلى هنا..
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة