الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(68) باب قول الله عز وجل يريد الله ليبين لكم
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(68) باب قول الله عز وجل يريد الله ليبين لكم

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس الثّامن والسّتون

***    ***    ***    ***

 
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ وسلمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قال الإمام البيهقي –رحمه الله تعالى- في كتابهِ "الأسماءُ والصفات":
باب قول الله عز وجل يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء:26]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ..
– الشيخ: لا إله إلا الله، يريد يعني هذا من أدلَّةِ إثباتِ الإرادةِ للهِ تعالى، وهي لا تُحصَى، أدلةُ إثباتِ الإرادة والمشيئة لله تعالى، كثرة من الكتابِ والسنة ِكما تقدم في كلام، فيما ذكره المؤلف يعني آياتٌ كثيرةٌ ورواياتٌ كثيرةٌ.
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قال: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ..
– طالب:
تجاوزنا حديثين
– القارئ:  أي، من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، نعم.
– الشيخ: نعم تفضل
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قال حدثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قال أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قال أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ خَطِيبٌ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ» وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَرْمَلَةَ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قال: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قال حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ عُرْوَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لِلْإِسْلَامِ من مُنْتَهًى؟ فَقَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَيُّمَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ» فَقَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ»، قَالَ الرَّجُلُ: كَلَّا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: «بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صبّاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَسَاوِدَ صُبًّا: الْحَيَّةُ السَّوْدَاءُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْهَشَ ارْتَفَعَ هَكَذَا ثُمَّ انْصَبَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قال: حدَّثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قال: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مَكْرَمٍ، قال: حدَّثنا عُمَرَ، قال: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قال: حدثنا مَالِكٌ.
– الشيخ:
"مَكْرَمٍ" مفتوحة الميم؟ ولّا "مُكْرَم"؟ بضم الميم
– القارئ: مُكْرَم
– الشيخ:
بضم الميم؟
– القارئ: نعم، نعم أحسن الله إليك.
– الشيخ: أي تمام.
– القارئ: قال: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قال: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قال: حدثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ.
قال أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ..
– الشيخ:
"مَنْ يُرِدِ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ"، يعني يبتليه ببعضِ ما يَكرهُ؛ تمحيصاً له، وتعريضاً له؛ ليجعلَهُ مِن الصابرين، "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ"، فالابتلاء بالمصائبِ ليس لهوانِ العبد، ليس لهوانِ العبدِ على ربه، بل هذ ابتلاءٌ.
– طالب: أحسن الله إليك، المحشي يقول هنا: يُصِب بكسر صاده أي يبتليه بالمصائب؛ ليطهره من الذنوب ويرفع درجته.. أو بفتح الصادِ […..]
– الشيخ: شي [ما] يقول؟
– طالب: يقول: يُصِب بكسر صاده.
– الشيخ: أي.
– طالب: أي يبتليه بالمصائب؛ ليطهره من الذنوب ويرفع درجته.
– الشيخ: طيب.
– طالب: أو بفتحِ الصاد وهو أحسنُ للأدبِ.
– الشيخ: يُصَب منه؟
– طالب: يُصَب منه
– الشيخ: ما، يَنقل عمّن؟ والا هذا من عنده، من كيسو؟
– طالب: ثم قال: وضمير به لمن، وضمير منه لله، أن يَصِر مصاباً بحكم الله، أو نائبه الجار والمجرور وضمير فيه، ثم قال: مجمَّع.. كأنه آخذها من المجمع، بس ما نقلها عن أحدٍ من أهل العلم.
– الشيخ: الله المستعان، سهل، نعم.
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِيَادِيُّ الْمَالِكِيُّ بِبَغْدَادَ بِانْتِخَابِ أَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَريُّ رحمه الله، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ، قال: حدثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قال حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قال أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ» قَالَ: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ».
– الشيخ
: الله أكبر، الله أكبر، نعم.
– القارئ: حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطِّيبِ، سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ رحمه الله، قال: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْأَصَمُّ، قال: حدثنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِه خَيْرًا عَسَّلَهُ».
– الشيخ:
عَسَّلَهُ؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك
– الشيخ: من العَسَل؟ ها؟
– القارئ: هنا تعليق أحسن الله إليك.
– الشيخ: استعمله هذه إلي مرَّت توا..
– القارئ: نعم هنا تعليق أحسن الله إليك قال: في نسخة: عمَّلهُ يُعَمِّلُهُ، والصوابُ كما في الأصل وروايات الحديث.
– الشيخ: والصواب.. الصواب؟
– القارئ: عسَّله.
– طالب: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِ خَيْرًا عَمَّلَهُ»، قَالُوا: وَكَيْفَ يُعَمِّلُهُ؟
– الشيخ: هذا من نوع ما استعمله توا، استعمله، نعم.
 
– القارئ: قَالُوا: وَكَيْفَ يُعَسِّلُهُ؟ قَالَ: «يَهْدِيهِ لِعَمَلٍ صَالِحٍ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَيْهِ» تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه.
– الشيخ: لا، عسَّله، ما هو، لا، الأشبه أنه استعمله على ما جاء في الحديث المتقدم.
– طالب: أحسن الله إليك يقول هنا.. وروايةُ الحديث عليه، يُقالُ: عسّل الطعام يعسِّلُهُ إذا جعل فيه عسل.
– الشيخ: طيِّب ما ما هو، هذا راحَ يفسِّرُ الكلمة بس، لكنْ تُراجَعُ، شف في النهاية، عسَّله، عندك يا أخي الكريم، النهاية إن كان جايبنها، عَسَّلَ عَسَّلَهُ، أنا أتصور أنه اسْتَعْمَلَهُ، اسْتَعْمَلَهُ، عَسَّلَهُ قريبةُ الحروف.
 
– القارئ: قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قال: حدثنا أَبُو دَاوُدَ، قال: حدثنا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، قال: حدثنا الْوَلِيدُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، قال: حدثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، قال: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قال: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ الله بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ»
قال أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ..
– الشيخ: إلى هنا يا أخي.. رحمه الله، الله المستعان.. كلها شواهد لإثبات الإرادة لله، والإرادة لله أدلتها لا تُحصى من الكتاب والسنة.
– طالب: في لسانِ العرب لابن منظور يقولُ: إِذا أَراد اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَه فِي النَّاسِ، أَي طَيَّب ثَناءه فِيهِمْ.
– الشيخ: أيش؟
– القارئ: وفي الحديث: إِذا أَراد اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا.
– الشيخ: عَسَلَه.
– القارئ: عَسَلَه فِي النَّاسِ.
أَي طَيَّب ثَناءه فِيهِمْ، وَرُوِيَ أَنه قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: مَا عَسَلَه؟ فَقَالَ: يَفْتَح لَهُ عَمَلًا صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضى عَنْهُ مَنْ حَوْلَه.
– الشيخ
: الكلام هذا له أصل، ما ندري، ماشي، لا إله إلا الله.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة