الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(69) إ باب قول الله عز وجل يريد الله ليبين لكم قوله “أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(69) إ باب قول الله عز وجل يريد الله ليبين لكم قوله “أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس التّاسع والسّتون

***    ***    ***    ***

  
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللَّهُم اغفرْ لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قالَ الإمامُ الحافظُ البيهقيُّ –رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الأسماءُ والصِّفاتُ":
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء:26]
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ.

– الشيخ: هذا ما قرأْناه؟
– القارئ: هذا الباب ما كمَّلناه
– الشيخ: ذكرْتَ الترجمة الآن، تكمّل.
– القارئ: نعم، فقط.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدَّثَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ قَالَ: حدَّثَنا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: حدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ قَالَ: حدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: حدَّثَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أخبرَنا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغْيَاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُلَاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَهْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ وَجَاءَ بِالْإِسْلَامِ، فَوَلَّى الرَّجُلُ فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ:
«أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ..
– الشيخ: أَرَادَ، هذا الشاهد بس، بس هذا الشاهد، نعم.
– القارئ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عِيرٌ».
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ: أخبرَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ قَالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ  حُسَيْنِ بْنِ أَبِي حُنَيْنٍ قَالَ: حدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حدَّثَنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ،  عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحُرَفِيُّ بِبَغْدَادَ.

– الشيخ: أيش الحُرَفِيُّ؟ آخر حرف الباء ولا الفاء؟
– طالب: عندنا الْحَرْبِيُّ يا شيخ، بالباء
– القارئ: الحُرَفِيُّ بالياء
– الشيخ: لا، ما يخالف
– طالب: الفاء الفاء، عندك بالفاء، وعندنا بالباء
– الشيخ: عندكم الْحَرْبِيُّ؟
– طالب: الْحَرْبِيُّ، نعم
– الشيخ:
عندك الحَرَفِيُّ؟ حرْفِيُّ عندك؟
– القارئ: نعم
– الشيخ: نعم، بعده.
 
– القارئ: حدَّثَنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْأرْغِيَانِيُّ، قَالَ: حدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حدَّثَنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيِّهَا قَبْلَهَا فَجَعَلَهُ لَهَا سَلَفًا وَفَرَطًا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَاكَ أُمَّةٍ عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.
أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، قَالَ: أخبرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدَّثَنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي عَزَّةَ الْهُذَلِيِّ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً».
– الشيخ: الله أكبر.
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سمعْتُ محمَّداً، قالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: أَبُو عَزَّةَ اسْمُهُ يَسَارُ بْنُ عَبْدٍ، هُذَلِيٌّ لَهُ صُحْبَةٌ.
 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أخبرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حدَّثَنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أخبرَنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أنَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ.
– الشيخ:
إلى هنا، إلى هنا.
على كلِّ حالٍ، كلُّ هذه السياقاتُ يدلِّلُ بها على إثباتِ الإرادةِ للهِ تعالى، وأدلَّتُها لا تُحصَى، إثبات الإرادة لله، ومعظمُها، معظمُ هذه النصوص إنّما هي أدلَّةٌ للإرادةِ الكونيَّةِ العامَّةِ، هذا الأغلب فيها الإرادة الكونيّة، وهي تُساوي المشيئةَ، الإرادةُ الكونيَّةُ عامّةٌ تتعلَّقُ بكلِّ شيءٍ، فكلُّ ما، كلُّ ما، ما يوجدُ ووُجِدَ كلُّهُ واقعٌ بإرادةِ اللهِ، واقعٌ بمشيئةِ اللهِ، "مَا شَاءَ اللَّهُ، كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ". أمَّا الإرادةُ الشرعيَّةُ فهي مختصَّةٌ بما يحبُّهُ اللهُ.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة