الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(72) باب قول الله عز وجل إن الله يفعل ما يشاء
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(72) باب قول الله عز وجل إن الله يفعل ما يشاء

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس الثّاني والسّبعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: قالَ البيهقيُّ -غفرَ اللهُ لهُ ولشيخِنا وللسَّامعينَ- في تتمَّةِ البابِ: قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [الحج:18]:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أخبرَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حدَّثَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ انْصَرَفَ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يُكْثِرُ فِي الْوِتْرِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي، وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي، وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وَتَحْفَظُ بِهَا غَائِبِي وَتُبَيِّضُ بِهَا وَجْهِي وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي، وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ ذَا الْأَمْرِ الرَّشِيدِ وَالْحَبْلِ الشَّدِيدِ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ، وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الْخُلُودِ مَعَ الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ، إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ، فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ» وَرُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ.
– الشيخ: كأنَّ الشاهدَ عندَه "فعَّالٌ لما يريدُ" لأنَّه يعني يسوقُ بعضَ الشواهدِ على إثباتِ الإرادةِ والمشيئةِ، وأدلَّتها لا تُحصَى من الكتابِ والسُّنَّةِ، إثباتُ المشيئةِ لا تُحصَى، آياتٌ وأحاديثٌ، فلا يُحتاجُ إلى مثلِ هذا الحديثِ الَّذي يبدو عليه الضعفُ.
 
– القارئ: وَرُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم-.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرْبِيُّ بِبَغْدَادَ، حدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حدَّثَنا عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ، حدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: يَنْتَهِي الْقُرْآنُ كُلُّهُ إِلَى: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:107]
– الشيخ:
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، هذه إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ جاءَتْ يعني المعنى جاءَ في سورةِ البروجِ، إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [البروج:12-16] وفي سورةِ هودٍ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، وفي آيةٍ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [الحج:18] جاءَ يعني هذا المعنى بتفصيلٍ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ [الشورى:49] يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ [الشورى:12] فأدلَّةُ إثباتِ المشيئةِ لا تُحصَى في الكتابِ والسُّنَّةِ.
 
– القارئ: وَرَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ أَوْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: إِنَّهَا قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ كُلِّهِ: إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:107]
– الشيخ:
لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، سبحان الله.
– القارئ: قَالَ الْمُعْتَمِرُ: قَالَ أَبِي: يعني عَلَى كُلِّ وَعِيدٍ فِي الْقُرْآنِ.
أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ، أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أخبرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حدَّثَنا مُعْتَمِرٌ، فَذَكَرَهُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّهُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَعْفُوَ عَنِ الْمُسِيءِ مَا أَوْعَدَ عَلَى إِسَاءَةٍ فَعَلَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى بِمَا دُونَ الْشِّرْكِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] وَهُوَ فِيمَا دُونَ الشِّرْكِ عَلَى كُلِّ وَعِيدٍ فِي الْقُرْآنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
بَابٌ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ..
– الشيخ:
نفس الموضوع، قفْ على هذا بس
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم.
– الشيخ: نفس الموضوع، أطنبَ رحمَه اللهُ في هذا الجانبِ وذكرِ الشواهدِ، لا إله إلَّا الله، وهذا مقتضى كمالِ ربوبيَّته وكمالِ ملكِه، فهو تعالى فعَّالٌ لما يريدُ؛ لأنَّه تعالى لا يعجزُه شيءٌ ولا يمنعُه مانعٌ، وهو الواحدُ القهَّارُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، فهذا راجعٌ إلى كمالِ ربوبيَّته وكمالِ قدرتِه وتمامِ ملكِه، فهو يفعلُ ما يشاءُ بإطلاقٍ، فما شاءَ كان ولابدَّ، وما لم يشأْ لم يكن.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة