الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(76) باب قول الله عز وجل ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(76) باب قول الله عز وجل ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس السّادس والسّبعون

***    ***    ***    ***

 
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللَّهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ، قالَ الإمامُ الحافظُ أبو بكرٍ البيهقيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- وأسكنَهُ فسيحَ جنانِهِ في كتابِهِ "الأسماءُ والصِّفاتُ" قالَ:
فصلٌ: عندَ قولِهِ تعالى: وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:23-24]
قالَ رحمَهُ اللهُ:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أخبرَنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ الْإِسْفِرَايِينِيُّ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، أخبرَنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أخبرنا شُعَيْبٌ، أخبرَنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «
إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ يَكُونَ حَوْضِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَوْسَعَ ممَّا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى دِمَشْقَ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ لَأَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْكَوَاكِبِ»
– الشيخ: والشاهدُ قولُه: إنْ شاءَ اللهُ، الشيخُ يستشهد بالشواهد الَّتي يفيها معنى قوله تعالى: وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أخبرَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْيمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، قالَ: أخبرَنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قالَ: حدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعَلِّمُهُمْ إِذَا دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»
– الشيخ: اللهُ أكبرُ، الله أكبر، الله أكبر.
– القارئ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنِ الزُّبَيْرِيِّ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قالَ: أخبرَنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، قالَ: حدَّثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قالَ: حدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قالَ: أخبرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
«الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا فَلَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ وَيَحْيَى بْنِ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُون.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أخبرَنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، قالَ: حدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قالَ: حدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ..

– الشيخ: عن أبي العبَّاسِ, علَّقَ عليها شي؟
– القارئ: لا لا
– الشيخ: نعم
– القارئ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي بِالطَّائِفِ ح "وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، قالَ: حدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قالَ: حدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قالَ حدَّثَنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الْأَعْمَى
– الشيخ: ابن عمرو يقول لك
– القارئ: هنا يقولُ: ابن عمرَ
– الشيخ: والأوَّل؟
– القارئ: الأوَّلُ ابنُ عمروٍ، عبدُ اللهِ بنُ عمروٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يعني: في الطَّائفِ
– الشيخ: وهذا؟
– القارئ: وهذا قالَ: عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ
– الشيخ: كأنَّه واحدٌ
– القارئ: قَالَ: لَمَّا حضر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْلَ الطَّائِفِ
لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْلَ الطَّائِفِ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا قَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

– الشيخ: لم ينلْ منهم شيئاً يعني من الاستجابةِ، يعني عصَوا وأصرُّوا على العناد والكفر وآذَوا النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-
 
– القارئ: قَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ، قال: نَذْهَبُ وَلَمْ نَفْتَحْهُ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى» فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ عَلِيٌّ
– الشيخ: يعني في الأوَّل يعني رأوا الاستمرارَ حتَّى الفتحِ، ويعني شقَّ عليهم أن يعودوا غيرَ منتصرين وفاتحين، فقالَ الرسولُ: ارجعوا ارجعوا، فعادُوا للقتال فحصلَ عليهم أذىً، حصل عليهم جراح، جراحاتٌ، فقالَ النبيُّ -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّا قافلون" أي: راجعون، قافلون غداً إن شاءَ اللهُ، فأعجبَهم ذلك، لما مسَّتْهم الحربُ أعجبَهم الرجوعُ هذه المرَّة، فلذلك ضحكَ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- تعجُّباً من حالهم.
 
– القارئ: قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابن أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: وَلَمْ يَقُلْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو
– الشيخ:
أي صارَ في اختلاف، صار في اختلاف، وهذا تحقيقه
– القارئ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هَكَذَا، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالُوا: كَمَا قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ وَهُوَ فِي نُسْخَتِين لِكِتَابِ مُسْلِمٍ كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَحْفَظُهُمْ، وَقَدْ تَابَعَهُ الْحُمَيْدِيُّ عَلَى مَا قَالَ وَاللَّهُ أَعْلَم.
ثمَّ قالَ رحمَهُ اللهُ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قالَ: أخبرَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قالَ: حدَّثَنا أَبُو الْيَمَانِ، قالَ: أخبرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَرَادَ قَدُومَ مَكَّةَ: «مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قالَ: أخبرَنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قالَ: حدَّثَنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، قالَ: حدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ، قالَ: حدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: كُنْتُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قالَ: أخبرَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قالَ: حدَّثَنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ، قالَ حدَّثَنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قالَ: حدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قالَ: حدَّثَنا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَتَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ، وَكُنْتُ رَجُلًا حَدِيدَ الْبَصَرِ فَرَأَيْتُهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي فَقَالَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَمَا تَرَاهُ؟ فَجَعَلَ لَا يَرَاهُ قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: سَأَرَاهُ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي مُسْتَلْقٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ

– الشيخ: ثمَّ يقول أيش؟ سأراه؟
– القارئ: نعم، قالَ: يَقُولُ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: سَأَرَاهُ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي مُسْتَلْقٍ
– الشيخ: متى؟ في اليومِ الثاني والثالث
– القارئ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالْأَمْسِ يَقُولُ: «هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى» قَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَؤُوا الْحُدُودَ الَّتِي حَدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَجُعِلُوا فِي بِئْرٍ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
– الشيخ: أعوذُ باللهِ
– القارئ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّا» قَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لَا أَرْوَاحَ فِيهَا؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيْنَا شَيْئًا» لَفْظُ حَدِيثِ شَيْبَانَ، وَفِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالْأَمْسِ يَقُولُ: «هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا» وَذَكَرَ الْبَاقِي بِمَعْنَاهُ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ
– الشيخ:
هذه أخبارٌ محقَّقةٌ، لكن ذكر المشيئة لبيانِ أن ما يحدثُ من ذلك هو بمشيئةِ اللهِ، هو بمشيئةِ اللهِ، وأنَّه لا خروجَ لشيءٍ عن مشيئةِ الله، يعني ليس كما نقولُ نحن: والله غداً سيكون كذا وكذا، أو سأفعلُ كذا وكذا إن شاءَ الله، قولي: "إنْ شاءَ اللهِ" هذا تعليقٌ على المشيئةِ وأنا لا أدري، لا أدري هل سيشاءُ اللهُ ذلك أو لا يشاءُ، أمَّا الرسولُ فيخبرُ بذلك خبراً قاطعاً.
 
– القارئ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ وَشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ
ثمَّ قالَ رحمَهُ اللهُ:
أخبرَنا طاهرُ الفقيهُ

– الشيخ: إلى هنا يا شيخ، نعم يا محمَّد.
– طالب: الجواب الكافي.
– الشيخ: ما شاءَ اللهُ، الجوابُ الكافي هذا كتابٌ جديدٌ ومفيدٌ، وهو معروفٌ مشهورٌ، الجوابُ الكافي لمن سألَ عن الدواءِ الشافي، وهو من مصنَّفاتِ الإمامِ العظيمِ -رحمه الله- ابن القيِّم، وهو كتابٌ فريدٌ في بابه، ولا يخفى ما لابنِ القيِّم من البراعة في البيان والتعبيرِ رحمه الله، ومن موضوعِ الكتابِ تبيَّنَ أنَّه رحمه الله يريدُ أن يبيِّنَ أنَّ الدواءَ الشافي لأمراضِ القلوب، وأمراضُ القلوب هي الذنوبُ، هي الذنوبُ، ودواءُ القلوبِ من الذنوبِ هو بالإيمانِ والقرآنِ، والتوكُّل على الله والاعتصام به، وبمجانبة المعاصي، وقد أفاضَ رحمه الله في بيانِ، أفاضَ في التحذيرِ، في التحذيرِ من الذنوب، وذلك ببيانِ آثارِها العاجلةِ والآجلةِ، نسألُ الله العافية.
فهو كتابٌ عظيمٌ ينتفعُ بقراءته وسماعه من هداه الله ووفَّقَه، ففيه ذكرَ ما يزع ويمنعُ ويصرفُ القلوبَ عن الإقدامِ على الذنوب، نسألُ الله السلامة، أعوذُ بالله، نعم يا عليّ.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة