بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (الجوابُ الكافي لِمَن سألَ عن الدّواءِ الشَّافي) لابن القيّم
الدّرس: الثّالث عشر
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلِّ اللهُمَّ وسلِّمْ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ العلامة ابن القيم -رحمَه اللهُ تعالى- في كتابِه "الجوابُ الكافي لِمَنْ سألَ عن الدواءِ الشَّافي":
وَفِي الصحيحين أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ،
– الشيخ: الله أكبر
– القارئ: إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ،
– الشيخ: نعوذُ باللهِ مِن النار
– القارئ: فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ الله عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
وَفِيهِمَا أَيْضًا عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتٌ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتٌ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ).
– الشيخ: نسألُ اللهَ العافيةَ، أمرٌ عظيم !
وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْهُ قَالَ: (مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ فِيهَا دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ صَلَاةً مَا دَامَ عَلَيْهِ) ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَالَ صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ.
وَفِيهِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو
– الشيخ: أيش قال؟ تعليق؟
– القارئ: أخرجَهُ عبدُ بنُ حُمَيْد في المسندِ عَنْ طريقِ هاشمٍ عَن ابنِ عمرٍ فذكره، وهاشم هذا هو الأوقص كما جاءَ مُصرَّحًا بِهِ في بعضِ الطرقِ ضعيفٌ جدًا. انظرْ لسانَ الميزانِ. وقدْ وقعَ في الحديثِ اضطرابٌ كثيرٌ قالَ الخَلَّالُ: قالَ أبو طالبٍ: سألتُ أبا عبدِ اللهِ -الإمامَ أحمد- عَنْ هذا الحديثِ فقالَ: ليسَ بشيءٍ، ليسَ لَهُ إسنادٌ، والحديثُ ضَعَّفَهُ ابنُ حِبَّانَ والبيهقيُّ والذهبيُّ وغيرُهُم.
– الشيخ: الحمد لله.
– القارئ: وَفِيهِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا مَرَّةً وَاحِدَةً فَكَأَنَّمَا كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا فَسُلِبَهَا، وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَسْقِيَهُ طِينَةَ الْخَبَالِ) قِيلَ: "وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: (عُصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ).
وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ مَرْفُوعًا: (مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ مَرَّةً لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فَلَا أَدْرِي فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ: فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
– الشيخ: أيش قالَ عن هذا الحديث؟
– القارئ: أخرجَهُ ابنُ ماجه وابنُ حِبَّان في صحيحهِ مِن طريقِ الأوزاعيِّ عَن ربيعةَ بنِ يزيدٍ عن عبدِ اللهِ بن الدَّيْلَمِيْ قالَ: دخلتُ على عبدِ اللهِ بن عمرو فذكرَهُ مُطوَّلًا وسندُهُ صحيحٌ، والحديثُ صحَّحَه ابنُ حِبان.
– الشيخ: نسألُ الله العافية، بعده
– القارئ: وَفِي الْمُسْنَدِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ مَاتَ مُدْمِنًا لِلْخَمْرِ سَقَاهُ الله مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ، قِيلَ: وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ؟ قَالَ: (نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ، يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِنَّ).
وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ
– الشيخ: وهذا الحديث أيش قال؟
– القارئ: أخرجَهُ ابنُ حِبَّانَ، والحاكمُ، وأبو يعلى وغيرُهم، مِن طريقِ الفُضيلِ بنِ مَيْسَرةَ عَن أبي حُرَيزٍ عن أبي بُرْدَةَ عن أبي موسى فذكره. قالَ الحاكم: هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرِّجاه، قلتُ: أبو حُويز وثَّقَهُ أبو زرعةَ، وابنُ معينٍ في روايةِ ابنِ أبي خيثمةَ، وضعَّفَهُ ابنُ مَعينٍ في روايةٍ، والنسائيُّ، وقالَ أبو داود: ليسَ حديثُهُ بشيءٍ، وقالَ الإمامُ أحمدُ: حديثُهُ منكرٌ، وسُئِلُ الإمامُ أحمدُ عنه فذكرَ أنَّ يحيى -يعني: ابنَ سعيدٍ- كانَ يَحمِلُ عليهِ، ولا أراهُ إلا كمَا قالَ، قالَ عليُّ بنُ المدينيّ: قالَ يحيى بن سعيد: قلتُ للفضلِ بنِ مَيْسَرة أحاديثُ أبي حُرَيز؟ قالَ: سمعتُهَا فذهَبَ كتابي فأخذتُها بعدُ مِن إنسانٍ، وقالَ ابنُ عَدِيّ: وعامةٌ ما يرويهِ لا يُتابعُهُ عليهِ أحدٌ. انظرْ: الكاملُ لابنِ عَدِيٍّ، وتهذيبُ الكمالِ.
– الشيخ: لا إله إلا الله، نعوذُ باللهِ مِن الشَّقاءِ.
– القارئ: وَفِيهِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرْضَاتٍ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي، فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ، أَوْ آخِذٌ بِشِمَالِهِ).
وَفِي الْمُسْنَدِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ: فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ، وَضَرَبَ لَهُنَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلًا، كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا وَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا).
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ
– الشيخ: إلى آخره، قف على هذا بس، رحمه الله.