الرئيسية/شروحات الكتب/الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي/(14) فصل الذين اعتمدوا على عفو الله حديث “يضرب الجسر على جهنم”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(14) فصل الذين اعتمدوا على عفو الله حديث “يضرب الجسر على جهنم”

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (
الجوابُ الكافي لِمَن سألَ عن الدّواءِ الشَّافي) لابن القيّم
الدّرس: الرّابع عشر

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلِّ اللهُمَّ وسلِّمْ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أما بعد: قالَ العلامة ابن القيم -رحمَه اللهُ تعالى- في كتابِه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي":
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجيزُ،
– الشيخ: يُجيزُ؟
– القارئ: يُجيزُ، نعم
– طالب: عندي: "يجوز"
– طالب آخر: يُجيزُ، يُجيزُ.

– الشيخ: الواضح يجوزُ، يُحتملُ، لكن الواضحُ "مَنْ يجوزُ"، جازَ القَنْطَرَةَ يعني: تجاوزها.
– القارئ: فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يجوزُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَعَلَى حَافَّتَيْهِ
– الشيخ: شوف جازَ وأجازَ يا أبو أيوب: "جازَ" و"أجازَ"، مادةُ "جَوَزَ".
– القارئ: وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَعَلَى حَافَّتَيْهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخرْدَلُ، ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتَحَشُوا
– الشيخ: امتَحَشوا عندكم كذا؟
– القارئ: نعم، أي: احترقوا.
– الشيخ: امْتُحِشُوا، يظهر أنها: "امْتُحِشُوا"، تقول في الصحيحين الحديث؟ أيش قال لكَ في الأول؟
– القارئ: في الصحيح مِن حديثِ أبي هريرة.
– الشيخ: راجعوا ضبطَ الكلمةِ مِن الأصلِ، والـمُحقق أَحَالَ؟
– طالب: البخاري ومسلم والبَغَوي.

– الشيخ: غيره، بس ما أحالَ على موضع باب كذا؟
– طالب: لا، في التعليق رقم المجلد والصفحة.

– الشيخ: إي زين، راجع يا سامي.
 

– القارئ: فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ).
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى قُتِلْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنْ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَرِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ
– الشيخ: إنا لله، أعوذُ بالله.
– القارئ: فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ: هُوَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ،
– الشيخ: نسأل الله العافية، هذا وعيدٌ شديدٌ على الـمُرائِين، والشيخُ في هذا السياقِ قصدَ إلى ذكر النصوصِ التي فيها ترهيبٌ وتخويفٌ مِن الإقدامِ على المعاصي، كلُّها يَسوقُها؛ لأنَّه هو سيتكلَّم -فيما سيأتي- عن الذنوبِ وآثارِها وعقوباتِها، نعوذُ بالله.
 

– القارئ: وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ). وَفِي لَفْظٍ: (فَهَؤُلَاءِ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
– الشيخ: لعلَّ أولَ الناسِ مِن الـمُنتسبينَ، أو مِن العُصاة.
– القارئ: وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَةَ يَقُولُ: كَمَا أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ الْأَنْبِيَاءُ، فَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ، فَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَهُمُ الْعُلَمَاءُ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالمتصدقون الْمُخْلِصُونَ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ لِأَخِيهِ مَظْلَمَةٌ فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ فَلْيَأْتِهِ فَلْيَسْتَحِلَّهَا مِنْهُ، قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَأُعْطِيَهَا هَذَا، وَإِلَّا أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ هَذَا فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ).
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ).
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
(نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ بَنُو آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ) قَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةٌ، قَالَ: (فَإِنَّهَا قَدْ فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا).
– الشيخ: آمنَّا باللهِ، نعوذُ باللهِ مِن النارِ، نعوذُ باللهِ مِن النارِ، إنَّ الأمرَ عظيمٌ! إنَّ الأمرَ عظيمٌ! يا سلام. إلى هنا يا شيخ علي، أعوذُ باللهِ مِن النار، لا إله إلا الله.
– طالب: الله يحفظك في صحيح مسلم هنا تكلم عن
(أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ) قال: بضمِّ الياءِ وكَسْرِ الجيمِ.. أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، قالَ: هي بضمِّ الياءِ وكَسْرِ الجيمِ والزاي […..] معناهُ: يكون أولُ مَنْ يمضي عليهِ ويَقْطَعُهُ، يُقال: أجزتُ الوادي وجُزْتُهُ لغتان بمعنىَ واحد.
– الشيخ: خلاص زين
– طالب: "امْتُحَشُوا" و"امْتَحَشُوا" وردَتْ الاثنين في البخاري.

– الشيخ: "امْتُحَشُوا"؟
– طالب: و"امْتَحَشُوا" الاثنين.. وكذلك في مسلم […..] وضبطها بالفتح.

– الشيخ: أيش قال؟ "امْتُحَشُوا" و"امْتَحَشُوا" لغتين بعد؟ ها؟
– طالب: الإمامُ النووي قالَ: "امْتَحَشُوا" أشهرُ وهِيَ الأضبطُ.

– الشيخ: أيش يقول؟ ما هي الأضبط؟
– طالب: "امْتَحَشُوا" بالفتحِ، قالَ: هكذا قالَ القاضي عِياض.

– الشيخ: ماشي.
– طالب: قال في الحاشيةِ حاشيةِ صحيحِ مسلمٍ: […..] "امْتَحَشُوا" بفتحِ الحاءِ على الـمُختار، وقيلَ: بضمِّها

– الشيخ: أيش امتحَشوا؟
– طالب: بفتحِ الحاءِ على الـمُختار، وقيلَ: بضمِّها

– الشيخ: "امْتَحَشُوا" و"امْتُحَشُوا" إي، الأمر سهلٌ، إلى هنا.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :متفرقات