file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(2) علم التوحيد

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (فَتحُ الرَّحيمِ الملكِ العَلاَّمِ في عِلمِ العقَائِدِ وَالتَّوحيْدِ وَالأخْلاَقِ وَالأحكامِ المُستنَبَطةِ مِن القرآنِ)
للشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصرالسّعدي
الدَّرس الثّاني

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: اللهمَّ اغفرْ لشيخنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السَّعدي -رحمه الله تعالى- في كتابه "فتح الرحيم الملك العلَّام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن"، قال – رحمه الله تعالى – في الفصل الأول:
النوعُ الأولُ منْ علومِ القرآنِ: علمُ العقائدِ وأصولِ التوحيد، وهذا هو أشرفُ العلومِ على الإطلاقِ وأفضلُها وأكملُها، وبه تستقيمُ القلوبُ على العقائدِ الصحيحةِ، 
وبه تَزكو الأخلاقُ وتَنمو، وبهِ تصحُّ الأعمالُ وتكمُلُ، وموضوعُ هذا العلمِ البحثُ عمَّا يجبُ للهِ من صفاتِ الكمالِ ونعوتِ الجلالِ وما يَمتنعُ وما يستحيلُ عليهِ من أوصافِ النَّقصِ والعَيبِ والمِثالِ، وما يجوزُ عليه من إيجادِ الكائناتِ، وأنه الفعَّالُ لما يريدُ، ما شاءَ كانَ وما لمْ يشأْ لمْ يكنْ، وكذلكَ البحثُ عما يجبُ الإيمانُ بهِ مِنَ الرسلِ ومِنْ صفاتِهِم وما يجبُ لهمْ ويمتنعُ في حقِّهِم ويجوزُ، والإيمانُ بالكتبِ المنزَّلةِ على الرسلِ، والإيمانُ بما أخبرَ اللهُ بهِ وأخبرتْ بهِ رسلُهُ عن الحوادثِ الماضيةِ والمستقبلَةِ.
– الشيخ: كلُّ هذا داخلٌ في، فيما أجابَ به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث جبريل: ما الأيمان؟ "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"، هذه هي أصولُ الإيمان، فجميعُ مسائل الاعتقاد داخلةٌ في هذه الأصول الستة، جميع مسائل الاعتقاد داخلةٌ في هذه الأصول، نعم.
 

– القارئ: وعن الإيمانِ باليومِ الآخرِ والجزاءِ والثوابِ والعقابِ والجنَّةِ والنارِ
– الشيخ: الله أكبر، الله أكبر
– القارئ: وما يتبع ذلك ويتعلُّق به
– الشيخ: لا إله إلا الله، نعم
– القارئ: فهذه مُجْمَلَاتُ هذا العلمِ الجليلِ، والقرآنُ العظيمُ قدْ بيَّنَ هذهِ الأمورَ غايةَ التبيِّينِ
– الشيخ: لا، والقرآن، فهذه مُجْمَلَاتُ
– القارئ: فهذه مُجْمَلَاتُ هذا العلمِ الجليلِ، والقرآنُ العظيمُ
– الشيخ: لا لا، ابتدأ، قفْ وقل: والقرآن
– القارئ: نعم، والقرآنُ العظيمُ
– الشيخ: شايف [أريت] كيف تصير؟
– القارئ: نعم أحسن الله إليك، والقرآنُ العظيمُ
– الشيخ: لا قبلها، مُجْمَلَاتُ
– القارئ: فهذه مُجْمَلَاتُ هذا العلمِ الجليلِ
– الشيخ: أي بس [قف]، والقرآنُ.
– القارئ: والقرآنُ العظيمُ قدْ بيَّنَ هذهِ الأمورَ غايةَ التبيِّينِ
– الشيخ: أي تمام
– القارئ: ووضَّحَها توضيحاً لا يُقاربُهُ شيءٌ من الكتبِ المُنَزَّلَةِ
– الشيخ: الله المستعان، لا إله إلا الله، يعني في القرآن من تفاصيلِ هذه الأصول ما ليسَ في الكتب السابقة، فيه من ذِكْرِ أسماء الله وصفاتِهِ وأفعالِهِ وما يتعلَّقُ بشأنه العظيم، وذِكْر كذلك تفاصيل أمرِ المعادِ، كلُّ هذا في القرآن لا نظيرَ له في الكتب السابقة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، نعم.
 

– القارئ: ووضَّحَها توضيحاً لا يُقاربُهُ شيءٌ من الكتبِ المُنَزَّلَةِ، ولمْ يُبْقِ منها أصلاً إلا بَيَّنَهُ وجمعَ فيهِ البيانَ والبرهانَ، بَيَّنَ المسائلَ المهمَّةَ الجليلةَ والبراهينَ القاطعةَ العقليةَ والنقليةَ والفطريةَ.
وهذا النوعُ أقسامٌ:
أولُها ومقدَّمُها: علمُ التوحيدِ: وهو العلمُ بما للهِ من جميعِ صفاتِ الكمالِ، وأنَّ الربَّ تفرَّدَ بها، وأنَّ له الكمالُ المطلقُ الذي لا تَقدرُ القلوبُ أنْ تبلغَ كُنْهَهُ، ولا الألسنُ عن التعبيرِ عنه، ولا يقدرُ الخلقُ عن الإحاطةِ ببعضِ صفاتِهِ فضلاً عن جميعِها، وهذا العلمُ مبنيٌّ على اعتقادٍ وعلمٍ وعلى تألُّهٍ وعملٍ.
أما الاعتقادُ والعلمُ: فإنَّهُ يعتقدُ العبدُ أنَّ جميع ما وصفَ اللهُ به نفسَهُ من الصفاتِ الكاملةِ ثابتٌ للهِ على أكملِ الوجوهِ، وأنَّهُ ليسَ للهِ في شيءٍ من هذا الكمالِ مُشارِكٌ، وأنَّهُ مُــنَـــزَّهٌ عن كلِّ ما ينافي هذا الكمالَ ويناقضُهُ ممَّا نَزَّهَ بهِ نفسَهُ أو نَزَّهَهُ رسولُهُ -صلى الله عليه وسلم-.

– الشيخ: أعد أعد شوي.
– القارئ: وأنَّهُ مُــنَـــزَّهٌ عن كلِّ ما ينافي هذا الكمالَ ويناقضُهُ ممَّا نَزَّهَ بهِ نفسَهُ
– الشيخ: ممَّا نَزَّهَ، كأنها من، مما نزه من، نَزَّهَهُ من كذا أو عن كذا، نعم.
– القارئ: مما
– الشيخ: مما نزه منه
– القارئ: ممَّا نَزَّهَ مِنْهُ نفسَهُ
– الشيخ: أو نزهه منه رسوله
– القارئ: أو نَزَّهَهُ منه رسولُهُ –صلى الله عليه وسلم-
– الشيخ: له يعني، نزهه من كذا أو عنه، عنه يمكن عن، نعم.
 

– القارئ: وأمَّا التأَلُّهُ والعملُ: فإنَّهُ يتقربُ العبدُ إلى ربِّهِ بأعمالِهِ الظاهرةِ والباطنةِ إلى اللهِ، ويخلصُها لوجهِهِ ويُنيبُ إليهِ ويتألَّهُ محبةً وخوفاً ورجاءً وطلباً وطمعاً، فيقصدُ وجهَهُ الأعلى بما يعتقدُهُ من العقائدِ الصحيحةِ، وبما يقصدُهُ ويريدُهُ من الإراداتِ الصالحةِ والمقاصدِ الحسنةِ التابعةِ لأعمالِ القلوبِ، وبما يعملُهُ من الأعمالِ الصالحةِ الراجعةِ للقيامِ بحقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادِهِ، وبما يقولُهُ ويتكلمُ بهِ مِن ذكرٍ للهِ والثناءِ عليهِ وقراءةِ كلامِهِ وكلامِ رسولِهِ – صلى الله عليه وسلم – وكلامِ أهلِ العلمِ الذي يرجعُ إلى ذلكَ، ومنَ الكلامِ الطيِّبِ والنُّصحِ للعبادِ في أمورِ دينهمْ ودنياهمْ، ومنْ ذلكَ تعلُّمُ العلومِ النافعةِ وتعليمُها، فكلُّ هذهِ الأشياءِ يجبُ إخلاصُهَا للهِ وحدَهُ وبتمامِ الإخلاصِ يتمُّ التوحيدُ والإيمانُ، فبهذا التقريرِ يكونُ التوحيدُ يَرْجِعُ إلى أمرين:
توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ: ويدخلُ فيه توحيدُ الربوبيةِ، وهذا يرجعُ إلى العلمِ والاعتقادِ.
وتوحيدُ الإلهيةِ والعبادةِ: وهذا يَرجعُ إلى العلمِ والإرادةِ

– الشيخ: إلى العمل
– القارئ: إلى العملِ والإرادةِ، عملِ القلوبِ وعملِ الأبدانِ -كما تقدَّمَ- ويُسمَّى توحيدَ الإلهية؛ لأنَّ الإلهيةَ وصفُ الباري تعالى
– الشيخ: يُسمى توحيد الإلهية وتوحيد العبادة كذا.. يُسمى توحيد الإلهية وتوحيد العبادة.
 

– القارئ: لأنَّ الإلهيةَ وصفُ الباري تعالى، ويسمَّى توحيدَ العبادةِ؛ لأنَّ العبادةَ وصفُ العبدِ المُوحِّدِ المُخلِصِ للهِ في أقوالِهِ وأعمالِهِ.
– الشيخ: نعم، صح.
– القارئ: وجميعِ شؤونِهِ، والقرآنُ العظيمُ يكادُ كلُّهُ أنْ يكونَ تقريراً لهذهِ الأصولِ العظيمةِ، ودفعاً لما يناقضُهَا ويضادُهَا من التعطيلِ والتشبيهِ والتنقيصِ، ومنَ الشِّركِ الأكبرِ والأصغرِ والتنديدِ.
ثم قالَ رحمه الله: وجوبُ تصديقِ اللهِ ورسولِهِ في كلِّ خبرٍ وتقديمُ ذلكَ على غيرِهِ.
بابٌ جديدٌ. قال تعالى:

– الشيخ: إلى هنا.
– القارئ: أحسن الله إليك.
– الشيخ: على كلِّ حال، أصلُ الدين هو التوحيد بنوعيه، ومدارها الإيمان بأنه تعالى ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكُهُ، وخالقُ كلِّ شيء، وأن، وأنه لا شريك له في شيء من ذلك، والإيمان بأنه الإله الحقُّ الذي لا يَستحقُّ العبادة سواه، وهذا هو الجانبُ الاعتقادي، وثمرةُ ذلك إخلاصُ الدين له، وذلك بإفراده بالعبادةِ أي بعبادتِهِ تعالى وحده لا شريك له، وإخلاصُ العمل كلّه له وابتغاءُ وجهِهِ فيما يفعل العبد ويَذَرُ، فهذا هو أصل دين الرسل من أولهم، وهذه هي حقيقةُ دينِ الإسلامِ، هذه حقيقةُ دينِ الإسلامِ، فحقيقة دين الإسلام هي الاستسلام لله وحده، بعبادتِهِ تعالى وحده لا شريك له وطاعتِهِ في أمره ونهيه وطاعة رسلِهِ، هذه حقيقة الإسلام الذي هو دينُ الرسل كلِّهم من أولِهم إلى آخرِهم، وهو دين الله إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19] لا إله إلا الله. فيقول – الشيخ: تبيَّنَ أنَّ التوحيد نوعان:
التوحيد العلمي الاعتقادي وهو توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية هذه خلاصته.
وتوحيد عملي: وهو توحيدُ الإلهية وتوحيدُ العبادة، يعني هما شيءٌ واحدٌ، توحيد الإلهية وتوحيد العبادة هما شيءٌ واحدٌ، لكن هذا باعتبارٍ وهذا باعتبارٍ، نعم يا محمد.
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة