الرئيسية/شروحات الكتب/فتح الرحيم الملك العلام/علم العقائد/(4) شرح أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(4) شرح أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (فَتحُ الرَّحيمِ الملكِ العَلاَّمِ في عِلمِ العقَائِدِ وَالتَّوحيْدِ وَالأخْلاَقِ وَالأحكامِ المُستنَبَطةِ مِن القرآنِ)
للشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصرالسّعدي
الدَّرس الرّابع

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آله وصحبهِ أجمعينَ، قالَ الشيخُ عبدُ الرَّحمنِ السعديُّ –رحمه اللهُ تعالىفي رسالتهِ "فتحُ الرَّحيمِ الملكِ العلامِ في علمِ العقائدِ والتوحيدِ والأخلاقِ والأحكامِ المستنبطةِ من القرآنِ":
شرحُ أسماءِ اللهِ الحسنى الواردةِ في القرآنِ، عن وجهِ الإيجازِ غيرِ المُخِلِّ، هذا الأصلُ. هو أعظمُ أصولِ التوحيدِ، بل لا يقومُ التوحيدُ ولا يتمُّ ولا يكملُ حتى ينبني على هذا الأصلِ، فإنَّ التوحيدَ يقوى بمعرفةِ اللهِ، ومعرفةُ اللهِ أصلها معرفةُ أسمائهِ الحسنى وما تشتملُ عليهِ من المعاني العظيمةِ والتعبدِ للهِ بذلكَ

– الشيخ: معرفةُ أسمائِهِ وصفاتِهِ، وأصلُ الدينِ أصلُ الدينِ عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له، الإيمانُ باللهِ وعبادتُهُ وحدَهُ لا شريكَ، أمَّا معرفةُ الأسماءِ هذا لا يجبُ على كلِّ أحدٍ أنْ يعرفَ الأسماءَ، يعرفُ اللهُ أنَّه ربُّ العالمينَ، هذا الاسمُ الَّذي لابدَّ من معرفتِهِ، لا إله إلَّا الله، أمَّا تعدادُ الأسماءِ الحسنى فلا يظهرُ لي القولُ بوجوبِهِ، لكنَّهُ من أجلِّ العلومِ وأجلِّ المعارفِ.
يعني ومعرفةُ أنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسماً من أحصاها دخلَ الجنَّةَ، أكثرُ المسلمين ما يعرفون كثيراً من الأسماءِ، أمَّا كونُه أنَّه من أجلِّ العلومِ وأجلِّ المعارفِ وأنَّه فنعم، ولكن كونُهُ أصلٌ لا يتمُّ التوحيدُ إلَّا بمعرفِة هذه الأسماءِ! لا إله إلَّا الله، نعم.
 

– القارئ: وفي الحديثِ الصحيحِ: «إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا، مِن أحصاها دخلَ الجنةَ». رواهُ البخاريُّ، ومسلمٌ.
وإحصاؤُها تحصيلُ معانيها في القلبِ، وامتلاءُ القلبِ مِن آثارِ هذهِ المعرفةِ، فإنَّ كلَّ اسمٍ لهُ في القلبِ الخاضعِ للهِ المؤمنِ بهِ أثرٌ وحالٌ لا يُحَصِّلُ العبدُ في هذهِ الدَّارِ ولا في دارِ القرارِ أجلَّ وأعظمَ منها، فنسألُهُ تعالى أنْ يمُنَّ علينا بمعرفتِهِ ومحبَّتِهِ والإنابةِ إليهِ.
اللهُ: هذا الاسمُ الجليلُ الجميلُ هوَ أعظمُ الأسماءِ الحُسنى، بلْ قيلَ: إنَّهُ الاسمُ الأعظمُ، وسيأتي التَّنبيهُ على الاسمِ الأعظمِ عن قريبٍ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
ولهذا تضافُ جميعُ الأسماءِ الحسنى إلى هذا الاسمِ ويوصفُ بها، فيقالُ: الرَّحمنُ، الرَّحيمُ، الخالقُ.

– الشيخ: لذلكَ يقالُ: اللهُ الرحمنُ، اللهُ الرحيمُ، اللهُ العزيزُ الحكيمُ، يعني هذا أنَّ كلَّ الأسماءِ ترجعُ إليهِ، فيصيرُ هو الموصوفُ وهي الصفاتُ، هو اللهُ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الرحمنُ الرحيمُ، هو اللهُ الخالقُ البارئُ، نعم.
 

– القارئ: فيقالُ: الرَّحمنُ، الرَّحيمُ، الخالقُ، الرَّازقُ، العزيزُ، الحكيمُ، إلى آخرِها من أسماءِ
– الشيخ: ينبغي أن تقولَ فيقالُ: اللهُ، حطْ الله
– القارئ: ابشر
– الشيخ: ما يتضح
– القارئ: فيقالُ: اللهُ الرَّحمنُ، اللهُ
– الشيخ: الرحيم، صلْها
– القارئ: اللهُ الرحيمُ، اللهُ الخالقُ، اللهُ الرازقُ، اللهُ العزيزُ، اللهُ الحكيمُ، إلى آخرِها مِن أسماءِ اللهِ. ولا يُقالُ: اللهُ مِن أسماءِ الرَّحمنِ، الرَّحيمِ، إلى آخرِها.
فمعنى (اللهُ) كما قالَ ابنُ عبَّاسٍ –رضيَ اللهُ عنهما: "ذو الألوهيةِ والعبودية على خلقهِ أجمعينَ".
فجمعَ -رضيَ اللهُ عنهُ– في هذا التَّفسيرِ بينَ الوصفِ المتعلِّقِ باللهِ مِن هذا الاسمِ الكريمِ، وهوَ الألوهيةُ التي هيَ وصفهُ الدَّالُّ عليها لفظُ اللهِ، كما دلَّ على العلمِ الذي هوَ وصفه لفظُ العليمِ، وكما دلَّ على العزَّةِ التي هي وصفهُ لفظُ العزيزِ، وكما دلَّ على الحكمةِ التي هي وصفهُ لفظُ الحكيمِ، وكما دلَّ على الرَّحمةِ التي هي وصفه لفظُ الرَّحيمِ.

– الشيخ: يعني أنَّ كلَّ اسمٍ يتضمَّنُ لصفةٍ، كلُّ اسمٍ متضمّنٌ لصفةٍ، فاسمُه العليمُ يدلُّ على العلمِ، رحيمٌ على الرحمة، العزيزُ العزَّة، الحكيمُ الحكمة، اللطيفُ اللطف، السميعُ السمع، البصيرُ البصر، كلُّ اسمٍ متضمِّنٌ لصفةٍ، نعم.
 

– القارئ: وغيرُها من الأسماءِ الدَّالة على ما قامَ بالذَّاتِ من مدلولِ صفاتها.
فكذلكَ اللهُ هوَ ذو الألوهيةِ، والألوهيةُ التي هيَ وصفهُ هيَ الوصفُ العظيمُ الذي استحقَّ أنْ يكونَ بهِ إلهًا، بل استحقَّ ألا يشاركهُ في هذا الوصفِ العظيمِ مشارِكٌ بوجهٍ مِن الوجوهِ، وأوصافُ الألوهية.

– الشيخ: يعني الإلهيَّةُ هذا لا يثبتُ شيءٌ منه لغيرِ اللهِ، وتسميةُ المشركين ما يعبدون هذا كذبٌ وافتراءٌ ولا، فليسَ بينَ اللهِ وبينَ المعبوداتِ قدرٌ مشتركٌ، قدرٌ مشتركٌ، فهي أسماءٌ ما هي إلَّا ألفاظٌ لا حظَّ لها من المعنى، أمَّا بعضُ الأسماءِ الأخرى يصيرُ في قدرٍ مشتركٍ، العليمُ المخلوقُ يُوصَفُ بالعلمِ، يُقالُ: عليمٌ هذا، واللهُ عليمٌ، والحيُّ اللهُ حيٌّ والمخلوقُ يُوصَفُ بالحياءِ، فبينَ الخالقِ والمخلوقِ قدرٌ مشتركٌ، ولكنَّ للهِ من هذا ما يختصُّ به وللمخلوقِ من هذا ما يختصُّ به، نعم.
 

– القارئ: وأوصافُ الألوهيّةِ هيَ جميعُ أوصافِ الكمالِ، وأوصافِ الجلالِ والعظمةِ والجمالِ، وأوصافِ الرَّحمةِ والبرِّ والكرمِ والامتنانِ.
فإنَّ هذهِ الصفات هيَ التي يستحقُّ أنْ يُؤلهَ ويُعبدَ لأجلِها، فيؤلهُ لأنَّ لهُ أوصافَ العظمةِ والكبرياءِ، ويؤله لأنَّه المتفرِّدُ بالقيُّوميةِ والرُّبوبية والملكِ والسلطانِ، ويؤلَّهُ لأنَّه المتفرِّدُ بالرَّحمةِ وإيصالِ النِّعمِ الظَّاهرةِ والباطنةِ إلى جميعِ خلقِهِ، ويؤلَّهُ لأنَّه المحيطُ بكلِّ شيءٍ علمًا وحُكْمًا وحكمةً وإحسانًا ورحمةً وقدرةً وعزَّةً وقهرًا، ويؤلَّهُ لأنَّه المتفرِّدُ بالغنى المطلقِ التامِّ مِن جميعِ الوجوهِ، كما أنَّ ما سواهُ مفتقرٌ إليهِ على الدَّوامِ مِن جميعِ الوجوهِ، مفتقرٌ إليهِ في إيجادِهِ وتدبيرِهِ، مفتقرٌ إليهِ في إمدادِهِ ورزقهِ، مفتقرٌ إليهِ في حاجاتهِ كلِّها، مفتقرٌ إليهِ في أعظمِ الحاجاتِ وأشدِّ الضروراتِ، وهيَ افتقارُهُ إلى عبادتهِ وحدَهُ والتألهِ لهُ وحدَهُ.
فالألوهيّةُ تتضمنُ جميعَ الأسماءِ الحسنى والصفاتِ العليا، وبهذا احتجَّ من قالَ: إنَّ اللهَ هوَ الاسمُ الأعظمُ، ومنهم من قالَ: إنَّهُ الصمدُ الذي تصمدُ إليهِ جميعُ المخلوقاتِ بحاجاتها لكمالِ سيادتهِ وعظمتهِ وسعةِ أوصافهِ، ومنهم من قالَ: إنَّ الاسمَ الأعظمَ هوَ الحيُّ القيومُ لورودِهِ في بعضِ.

– الشيخ: خلاص يكفي، يبي  [يريد] يمشي في ذكر الأقوال في الاسمِ الأعظمِ.
– القارئ: بقي
– الشيخ: أي بقي أيش؟
– القارئ: بقيَ عدَّةُ أسطرٍ ثمّ يدخلُ، يقولُ: والتحقيقُ أنَّ الاسمَ الأعظمَ سيأتي
– الشيخ: طيِّب إلى هنا إلى قولِه بالتحقيقِ، نعم كمِّل، ومنهم.
– القارئ: ومنهم من قالَ: إنَّ الاسمَ الأعظمَ هوَ الحيُّ القيومُ لورودِهِ في بعضِ الأحاديثِ، ولأنَّ هذينِ الاسمينِ العظيمينِ يتضمنانِ جميعَ الأسماءِ الحسنى والصفاتِ الكاملةِ، فإنَّ الصفاتِ الذاتية ترجعُ إلى الحيِّ الذي قد كملتْ حياتهُ فكملتْ صفاتهُ، وصفاتُ الأفعالِ ترجعُ إلى القيُّومِ؛ لأنَّه الذي قامَ بنفسهِ وقامَ بغيرِهِ، وافتقرَتْ إليهِ الكائناتُ بأسرِها، وقيلَ في تعيينِ الاسمِ الأعظمِ أقوالٌ أُخرُ، والتَّحقيقُ..
– الشيخ: إلى هنا بس [يكفي]، نعم.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة