بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (فَتحُ الرَّحيمِ الملكِ العَلاَّمِ في عِلمِ العقَائِدِ وَالتَّوحيْدِ وَالأخْلاَقِ وَالأحكامِ المُستنَبَطةِ مِن القرآنِ)
للشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصرالسّعدي
الدَّرس الرَّابع والعشرون
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
اللهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرِين والـمُستمعين. قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ بن ناصر السَّعديّ في كتابِهِ: "فتحُ الرحيمِ الـمَلِكِ العلَّامِ في علمِ التوحيدِ والاخلاقِ والأحكامِ الشرعيةِ الـمُستنبطةِ مِن القرآنِ" قالَ رحمَهُ اللهُ:
الحليمُ الصبورُ، الشاكرُ الشكورُ.
– الشيخ: لا إله إلا الله، هذه أربعةُ أسماءٍ:
الحليمُ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [آل عمران:155]، والحليمُ: هو الذي لا يُعَاجِلُ عبدَهُ بعقابِهِ، لو كانَ يُعَاجِلُهُم لَهَلَكَ كلُّ مَن على الأرضِ، بل هو سبحانه وتعالى غفورٌ حليمٌ.
وهو تعالى مِن صفاتِهِ: الصبرُ على أذى الأعداءِ، والكفارُ والأشرارُ يُؤْذُونَهُ بالأقوالِ والأفعالِ السَّيئةِ، ولكنَّهُ يَحْلمُ عليهِم ويصبرُ على أذاهُم، (لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى مِنَ اللهِ)، وجاءَ في الحديثِ أنَّ مِن أذاهُم أنَّهم يَنسبونَ إليه الولَدَ، وينكرونَ ما أخبرَ به من البعثِ والجزاءِ، وهو يُعافِيهِم ويرزقُهم.
ومِن أوصافِهِ وأسمائِهِ: الشَّكورُ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ [الشورى:23] والشاكر فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]، ومِن شُكْرِهِ أنه يُضاعِفُ الحسناتِ، مَن جاءَ بالحسنةِ فلَهُ عَشْرُ أمثالِها إلى سبعمائةٍ ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، يجزي عَن العملِ القليلِ الأجرَ العظيمَ.
– القارئ: في الحديث الصحيح: (لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللهِ، يَجْعَلُونَ لَهُ الولدَ وَهُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ)، فصبرُهُ تعالى على معاصِي العاصينَ، ومحاربةِ المحاربينَ، صبرٌ عَن قوةٍ واقتدارٍ، وهو الصبرُ الكاملُ، فإنَّ العبادَ يَتَبَغَّضُونَ إليهِ بالمعاصي وهمْ مُضطرُّونَ إليهِ، وهو يَتَحَبَّبُ إليهِم بالنِّعَمِ معَ كمالِ غِنَاهُ،
– الشيخ: لا إله إلا الله، أستغفرُ الله.
– القارئ: وهو تعالى يَحْلُمُ عَن زلاَّتِهِم ويَستُرُهُم مع كثرةِ هَفَوَاتِهِم، ويَتَمَادُونَ في الطغيانِ، واللهُ تعالى لا يزيدُهُ ذلكَ إلا حِلْمًا وكرمًا.
ومِنْ حِلْمِهِ تعالى: أنَّ العبدَ يُسرِفُ على نفسِهِ، واللهُ تعالى قدْ أرخَى عليهِ حِلْمَهُ، فإذا تابَ العبدُ وأنابَ فكأنَّه ما جَرَى منه جرمٌ، ومعَ كمالِ حِلْمِهِ وصبرِهِ فهو تعالى الشكورُ لعبادِهِ، الذي يغفرُ الكثيرَ مِن الزَّلَلِ، وَيَقْبَلُ القليلَ مِن العملِ، وإذا أخلصَ العبدُ عملَهُ ضاعفَهُ بغيرِ حسابٍ، وجعلَ القليلَ كثيرًا والصغيرَ كبيرًا، ويتحمَّلُ عبدُهُ مِن أجلِهِ بعضَ الـمَشَاقِّ، فيشكرُ اللهُ لَه ويقومُ بعونِهِ ويكونُ معَهُ، فتنقلِبُ تلكَ الـمَشَاقُّ والمصاعِبُ سُهُولَاتٍ، وتلكَ الـمتاعبَ راحاتٍ.
ثمَّ قالَ رحمه الله:
الرقيبُ
– الشيخ: الرقيبُ والشهيدُ كلُّها تدلُّ على اطلاعِهِ على أحوالِ وأعمالِ عبادِهِ، وإحصائِهَا عليهِم.
– القارئ: أيْ: الـمُطَّلِعُ على ما في القلوبِ، وما حَوَتْهُ العوالمُ مِن الأسرارِ والغيوبِ، الـمُرَاقبُ لأعمالِ عبادِهِ على الدوامِ، الذي أحصى كلَّ شيءٍ، وأحاطَ بكلِّ شيءٍ، ولا يَخْفَى عليهِ شيءٌ وإنْ دَقَّ، الذي يعلمُ مَا أسرَّتْهُ السَّرَائِرُ، مِن النياتِ الطيبةِ والإراداتِ الفاسدةِ.
ومَنْ تعبَّدَ اللهَ باسمِهِ: "الرَّقيب" أورثَهُ ذلكَ الـمقامَ الـمُستوليَ على جميعِ الـمَقاماتِ،
– الشيخ: "ومن تعبَّدَ" أيش؟ "الله"؟
– القارئ: ومن تعبّد الله باسمه "الرَّقيب"
– الشيخ: ينبغي أنْ تكونَ: "ومَنْ عبدَ اللهَ" أو: "تعبَّدَ للهِ" كأنَّ هذا أولى في العبارة
– القارئ: ومَنْ تعَبَّدَ اللهَ باسمِهِ "الرقيب" أورثَهُ ذلكَ الـمقامَ الـمُستوليَ على جميعِ الـمَقاماتِ، وهو مَقَامُ الـمراقبةِ للهِ في حركاتِهِ وسَكَنَاتِهِ
– الشيخ: الله أكبر
– القارئ: لأنَّ مِن عَلِمَ أنَّهُ رقيبٌ على حركاتِ قلبِهِ وحركاتِ جوارحِهِ وألفاظِهِ السِّرِّيةِ والجهريةِ
– الشيخ: الله أكبر
– القارئ: واستدامَ هذا العلمُ، فإنَّه لا بدَّ أنْ يثمرَ لَهُ هذا المقامَ الجليلَ، وهذا سِرٌ عظيمٌ مِن أسرارِ المعرفةِ باللهِ، انظرُوا إلى ثمراتِهِ وفوائدِهِ العظيمةِ وإصلاحِهِ للشؤونِ الباطنةِ والظاهرةِ.
ثمَّ قالَ رحمَهُ الله: الرقيبُ المجيبُ
– الشيخ: لا، "القريبُ"
– القارئ: "القريبُ المجيبُ" –أحسنَ الله إليك- أي هو تعالى..
– الشيخ: قفْ على هذا بس [يكفي] .