(25) القريب المجيب

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (فَتحُ الرَّحيمِ الملكِ العَلاَّمِ في عِلمِ العقَائِدِ وَالتَّوحيْدِ وَالأخْلاَقِ وَالأحكامِ المُستنَبَطةِ مِن القرآنِ)
للشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصرالسّعدي
الدَّرس الخامس والعشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "فتحُ الرَّحيمِ الملكِ العلَّام في علمِ العقائدِ والتَّوحيدِ والأخلاقِ والأحكامِ المُستنبَطةِ مِن القرآنِ":
القريبُ المجيبُ

– الشيخ: القريبُ المُجيبُ اسمان من أسماءِ الله وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ [البقرة:186] وقالَ عن نبيِّه صالح: إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [هود:61]
– القارئ: قالَ رحمَهُ اللهُ: أي: هوَ تعالى القريبُ لكلِّ أحدٍ
– الشيخ: هذا على قولِ من يقولُ: إنَّ القربَ عامٌّ كالمعيَّةِ العامَّةِ، يعني: قريبٌ من كلِّ أحدٍ، يعني: بعلمِه، يعني: بعلمه، مثل: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] بعضُ أهلِ العلمِ يرى أنَّ القربَ خاصٌّ، وهو قربُه تعالى من الدَّاعين والعابدين وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ نعم يقولُ: من كلِّ أحدٍ، أيش بعده؟
 

– القارئ: وهوَ أقربُ إلى الإنسانِ مِن حبلِ الوريدِ، وقربُهُ تعالى نوعانِ:
قربٌ عامٌّ بعلمِهِ وخبرتِهِ ومراقبتِهِ ومشاهدتِهِ وإحاطتِهِ، فهوَ أقربُ إلى أحدٍ مِن نفسِهِ.
وقربٌ خاصٌّ مِن عابديهِ وداعيهِ ومحبِّيِهِ

– الشيخ: الشيخُ سلكَ فيها مسلكَ المعيَّةِ، يعني: القربُ لهُ معنىً عامٌّ وخاصٌّ كما أنَّ المعيَّةَ معيَّةٌ عامَّةٌ وخاصَّةٌ
– القارئ: قربٌ لا يُدْرَكُ لهُ حقيقةٌ، وإنَّما تُعلَمُ آثارُهُ مِن لطفِهِ بعبدِهِ وعنايتِهِ بهِ وتوفيقِهِ وتسديدِهِ، وحضورُ القلبِ عندَهُ في تلكَ الحالِ الَّتي حصلَ فيها القربُ.
ومِن آثارِهِ: الإجابةُ للدَّاعينَ والإثابةُ للعابدينَ، وما أحسنَ اقترانَ القريبِ بالمجيبِ. قالَ تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] وقالَ تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم [غافر:60]
فهوَ المجيبُ إجابةً عامَّةً للدَّاعينَ مهما كانُوا وأينَ كانُوا، وعلى أيِّ حالٍ كانُوا كما وعدَهم بهذا الوعدِ المُطلَقِ.
وهوَ المجيبُ إجابةً خاصَّةً للمستجيبينَ لهُ، المنقادينَ لشرعِهِ. ولهذا عقَّبَ ذلكَ بقولِهِ: فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي أي: فإذا استجابُوا لي أجبْتُهم. وتقدَّمَ الحديثُ الَّذي فيهِ حالةُ المحبِّ المستجيبِ لربِّهِ بفعلِ النَّوافلِ بعدَ الفرائضِ، وأنَّ اللهَ يقولُ: "ولَئِنْ سألَني لأعطيَنَّهُ، ولَئِنْ استعاذَني لأعيذَنَّهُ"
وهوَ المُجيبُ أيضاً إجابةً خاصَّةً للمُضطرِّينَ كما قالَ: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62] وكذلكَ مَن انقطعَ رجاؤُهُ مِن المخلوقِينَ وقويَ طمعُهُ وتعلُّقُهُ باللهِ ربِّ العالمينَ، فما أسرعَ الإجابةَ لهذا! وكلَّما قويَتْ حاجةُ العبدِ وقويَ طمعُهُ بربِّهِ حصلَ لهُ مِن الإجابةِ بحسبِ ذلكَ.
قالَ رحمَهُ اللهُ: الحسيبُ الكافي الحفيظُ

– الشيخ: حسبُك .
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة