بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (التَّبصرةُ في أصولِ الدِّينِ) لأبي الفرج الشّيرازي
الدِّرس: الأول
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ: قالَ الشَّيخُ أبو الفرجِ عبدُ الواحدِ بنُ محمَّدٍ بنُ عليٍّ بنُ أحمدَ الأنصاريُّ الخزرجيُّ الشِّيرازيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى-
– الشيخ: قل: المتوفَّى
– القارئ: المتوفَّى سنةَ ستٍ وثمانينَ وأربعمائةٍ
– الشيخ: رحمَه اللهُ، "قالَ الشيخُ" مرَّةً ثانيةً
– القارئ: قالَ الشَّيخُ أبو الفرجِ عبدُ الواحدِ بنُ محمَّدٍ بنُ عليٍّ الشِّيرازيُّ
– الشيخ: أي؛ الخزرجيّ
– القارئ: في كتابِهِ "التَّبصرةُ في أصولِ الدِّينِ "على مذهبِ الإمامِ الجليلِ ناصرِ السُّنَّةِ وقامعِ البدعةِ أحمدَ بنِ حنبلٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أحسنَ اللهُ إليكم هوَ مِن تلاميذِ أبي عثمانَ الصَّابونيِّ
– الشيخ: رحمهم اللهُ
– القارئ: قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى:
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
ربِّ يسِّرْ ولا تعسِّرْ، الحمدُ للهِ الواحدِ الأحدِ الفردِ الصَّمدِ الَّذي لا يغيِّرُهُ الأبدُ ليسَ لهُ والدٌ
– الشيخ: ربٍّ يسِّرْ ولا تعسِّرْ، هذا عجيبٌ هذه العبارةُ هذه، العادةُ ربِّ يسِّرْ بس، ولا تعسِّرْ! يعني ما هو بمعروفٍ، اللهُ ييسِّرُ ويعسِّرُ؟ اللهُ لا يعسِّرُ، لا إله إلَّا الله، نعم بعده.
الحاشية السفلية
↑1 | معنى عبارة لا يغيره الأبد - القارئ: الَّذي لا يغيِّرُهُ الأبدُ ليسَ لهُ والدٌ ولا ولدٌ - الشيخ: لا يغيِّرُهُ الأبدُ، يعني: أنَّه سبحانه دائمٌ، دائمٌ باقٍ.. الأبدِ، وهذا الدوامُ لا يوجبُ له تغيُّرًا بل هو لا يزالُ موصوفًا بصفاتِ الكمالِ، لا يزالُ كما لم يزلْ كذلك، فلم يزلْ في الماضي موصوفًا بصفاتِ الكمال ولا يزالُ، فهو موصوفٌ بصفاتِ الكمالِ أزلاً موصوفٌ بصفاتِ الكمالِ، من علمِه وقدرتِه وحياتِه وسمعِه وبصرِه وقدرتِه وفعلِه بمشيئتِه، لم يزلْ كذلك ولا يزالُ أزلاً وأبدًا، نعم لا يغيِّرُه الأبدُ لم يلدْ. |
---|---|
↑2 | معنى ماهية الله عز وجل - القارئ: ليسَ لهُ والدٌ ولا ولدٌ، ولا تجري ماهيَّتُهُ في مقالٍ، ولا تخطرُ كيفيَّتُهُ ببالٍ - الشيخ: لا إله إلَّا الله، عجيب، ماهيَّته، الماهيَّةُ يُعبَّرُ بها عن الحقيقةِ، حقيقتُه سبحانه وتعالى له حقيقةٌ لا تشبهُ سائرَ الحقائقِ، له ذاتٌ لا تشبهُ الذواتِ، وصفاتٌ لا تشبهُ صفاتِ العبادِ، ولكنَّ ذاتَه موصوفةٌ بصفاتٍ لا كما يقولُ المعطِّلةُ أنَّها ذاٌت مجرَّدةٌ عن جميعِ الصفات لا، فهو له ذاتٌ موصوفةٌ بصفاتِ الكمالِ لا تنفكُّ عن صفاتِ الكمالِ، الصفاتُ الذاتيَّةُ، من سمعِه وبصرِه وعلمِه وقدرتِه وحياتِه سبحانه وتعالى. |
↑3 | إطلاق لفظ الجسم عن الله - القارئ: ولا يدخلُ بها في الأمثالِ والأشكالِ، صفاتُهُ كذاتِهِ، ليسَ بجسمٍ في صفاتِهِ - الشيخ: هذا من الألفاظِ المحدثةِ، المعروفُ من منهجِ السُّنَّةِ الخالصةِ الصافيةِ أنَّهم ما يطلقونَ نفيَ الجسمِ عن اللهِ، لا نفياً، لا يطلقونَ نفيَ الجسمِ عن اللهِ لا نفياً ولا إثباتاً، لأنَّه لم يَرِدْ، ومن أطلقَه يُسأَلُ عن مرادِه، إثباتاً أو نفياً، إذا فسّرَ ما يقولُ إنْ كان حقَّاً قُبِلَ وإن كانَ باطلاً رُدَّ وإنْ كانَ فيه إجمالٌ طُلِبَ منه التفصيلُ واستُفْصِلَ منه. فلفظُ الجسمِ، اللهُ تعالى سبحانه وتعالى موصوفٌ بصفاتِ الكمالِ، موجودٌ وهو أكملُ الموجوداتِ، وهو سبحانه وتعالى واجبُ الوجودِ لا يقبلُ الحدوثَ والعدمَ، ولا يُقالُ: إنَّه بجسمٍ وليسَ بجسمٍ؛ لأنَّ لفظَ الجسمِ له معانٍ لغويَّةٌ ومعانٍ اصطلاحيَّةٌ كلاميَّةٌ عندَ أهلِ الكلامِ. |
↑4 | إضافة الله إلى مصنوعاته وإضافة المخلوق إلى الله - القارئ: ليسَ بجسمٍ في صفاتِهِ، جلَّ أنْ يُشبَّهَ بمبتدعاتٍ، أو يُضافَ إلى مصنوعاتِهِ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ وهوَ السَّميعُ البصيرُ - الشيخ: يُضافُ إلى مصنوعاته يعني كلماتٌ فيها إجمالٌ، كلماتُه رحمَه اللهُ، إضافتُه إلى بعضِ مصنوعاتِه؟ إضافتُهُ على وجهِ التشبيهِ أو إضافتُه إلى بعضِ مصنوعاتِه على وجهِ الحاجةِ إلى شيءٍ منها نعم، لكن إضافتُه إلى شيءٍ من مصنوعاتِه إضافةُ الملكِ والقدرةِ مثل: ربِّ العرشِ، ربُّ العرشِ العظيمِ، في القرآنِ الكثيرُ، ربُّ الناسِ، ربُّ الناسِ، قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ، ربُّ السمواتِ والأرضِ، فهذه الإضافةُ إضافةُ ملكٍ وخلقٍ وتدبيرٍ، يعني عبارة. كما أنَّ المخلوقَ يُضافُ إلى اللهِ على الوجهينِ المعروفينِ، إضافةَ تشريفٍ، المخلوقاتُ الأعيانُ تُضافُ إلى اللهِ إضافةَ تشريفٍ كناقةِ اللهِ، بيتِ اللهِ، وعبدِ اللهِ. |
↑5 | أعمالُ العبادِ واقعةٌ بمشيئةِ اللهِ - القارئ: أرادَ ما العالمُ فاعلوهُ، فلو عصمَهم لما خالفُوهُ - الشيخ: لا إله إلَّا الله، لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله، يعني: أنَّ أفعالَ العبادِ واقعةٌ بمشيئته، لا قهراً عليه سبحانه، لا قهراً عليه، خلافاً للقدريَّةِ النفاةِ، الَّذين ينفون عمومَ المشيئةِ وعمومَ الخلقِ، بل وسبقَ العلمُ عندَ غلاتِهم، قفزَ رحمَه اللهُ إلى الكلامِ في القدرِ و، أرادَ ما الخلقُ عاملوه، يعني أعمالُ العبادِ واقعةٌ، واقعةٌ بمشيئةِ اللهِ، وهذا حقٌّ، ولو عصمُوه هذا ما، لكنَّه تعالى يعصمُ من يشاءُ ويهدي من يشاءُ بحكمته، ويخذلُ كما قال الطحاويُّ، يهدي من يشاءُ ويعصمُ و [....] فضله، ويضلُّ ويخذلُ من يشاءُ عدلاً، كما في عبارته. |
↑6 | يضعُ الله فضلَه حيثُ شاءَ وعدلَه حيثُ شاءَ بحكمته - القارئ: فلو عصمَهم لما خالفُوهُ، ولو شاءَ أنْ يطيعوهُ جميعاً لأطاعوهُ - الشيخ: كما قالَ تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [يونس:99] لكنَّه يضلُّ من يشاءُ ويهدي من يشاءُ كما أخبرَ بذلك في آياتٍ كثيرةٍ، أنَّه يضلُّ من يشاءُ فلا يوفِّقُه، ويهدي من يشاءُ فضلاً منه فهو الحكيمُ العليمُ، يضعُ فضلَه حيثُ شاءَ وعدلَه حيثُ شاءَ بحكمته، يضلُّ من يشاءُ بعدلِه وحكمتِه ويهدي من يشاءُ بفضلِه وحكمتِه، فله الحكمةُ البالغةُ، ولهذا قالَ: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحجرات:7-8] - القارئ: خلقَ الخلائقَ وآجالَهم، وقدَّرَ أرزاقَهم وأفعالَهم - الشيخ: خلقَ الخلائقِ، لو دخَّلَ الآجالَ في التقديرِ كانَ أحسنَ في التعبيرِ، خلقَ الخلائقَ وقدَّرَ آجالَهم، فآجالُهم لو أدخلَها في قولِهِ: وقدّرَ، قدَّرَ أرزاقَهم وآجالَهم كانَ هذا أنسبَ في التعبيرِ - القارئ: خلقَ الخلقَ وآجالَهم - الشيخ: العبارةُ تقتضي: خلقَ الخلقَ وقدَّرَ آجالَهم - القارئ: وقدَّرَ أرزاقَهم وأفعالَهم - الشيخ: قدَّرَ، يعني أفعالُ العبادِ تدخلُ في التقديرِ وفي الخلقِ، خلقَ أفعالَهم وقدَّرَها، فهي داخلةٌ في القدر، كلُّ شيءٍ بقدرٍ، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49] - القارئ: لا سميَّ لهُ في أرضِهِ وسمائِهِ - الشيخ: نعم لا سميَّ له، لا شيءَ يستحقُّ [....] ولا شيءَ يشبهُه سبحانه، هل تعلمُ له سميَّاً؟ - القارئ: على العرشِ استوى - الشيخ: حقّ - القارئ: وعلى الملكِ احتوى، وعلمُهُ محيطٌ بالأشياءِ - الشيخ: نعم - القارئ: قالَ رحمَهُ اللهُ: لمّا رأيْتُ تقادُمَ عهدِ النَّاسِ النَّظرَ في الأصولِ دعاني ذلكَ على أنْ أذكرَ مختصراً مِن الأصولِ في الأصولِ - الشيخ: يعني: في أصولِ الاعتقادِ، نعم لا في أصولِ الفقهِ - القارئ: وأشيرَ في كلِّ فصلٍ مِن ذلكَ إلى دليلٍ، معَ تركِ الإكثارِ والتَّطويلِ، وقد استوفيْتُ ذلكَ في فصولِ الإيمانِ وإبطالِ تأويلِ أخبارِ الصِّفاتِ ومسائلِ القرآنِ، فنقولُ.. - الشيخ: نعم إلى هنا، أقولُ: انتهت المقدِّمة - القارئ: نعم، فنقولُ - الشيخ: إلى آخره، لا إله إلَّا الله، نعم يا محمَّد. |