الرئيسية/شروحات الكتب/التبصرة في أصول الدين/(4) قوله “أن ما يعرف بالعقل لا يخلو إما أن يكون تظنينا أو تفكيرا”

(4) قوله “أن ما يعرف بالعقل لا يخلو إما أن يكون تظنينا أو تفكيرا”

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (التَّبصرةُ في أصولِ الدِّينِ) لأبي الفرج الشّيرازي
الدِّرس: الرّابع

***    ***    ***    ***
 

- طُرق معرفة الله، وبيان أنَّ العذابَ يكونُ بعد إقامة الحجّة الرّساليّة [1] - الإعراض عن التَّفكّر سببٌ للجهل [2] - الجاحدون للصَّانع جحدوا مكابرةً [3] - مِن الصّفات ما يُعلم بها بالعقل [4] - العقولُ لا تستقلُّ بمعرفة الله [5] - هداية التَّوفيق محض فضل الله [6] - مثال يبينُ عجز العقل عن تكييف الصّفات [7]

 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى الله وسلم وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وآلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أما بعد: قالَ أبو الفرجِ الشيرازيّ -رحمه الله تعالى- في كتابه: "التبصرة في أصول الدين":
قال رحمه الله: دليلٌ سادسٌ: هو أنَّ ما يُعرَفُ بالعقلِ لا يَخلو إمَّا أنْ يكونَ تظنينًا أو تفكيرًا أو تمثيلًا أو تصويرًا، والباري -جلَّ جلالُهُ- مُنزّهٌ عَن جميعِ ذلكَ.

– الشيخ: لا، لا، أعطنا أطراف الأدلةِ الأول والثاني هذا السادس، أعطنا اللي قبله الاول، نشوف نتذكر.
– القارئ: دليلُنا قولُهُ تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:15]
– الشيخ: دليلُنا على أيش [ماذا]؟ ارجع ارجع شوف أيش يقول؟
 

[1]  طُرق معرفة الله، وبيان أنَّ العذابَ يكونُ بعد إقامة الحجّة الرّساليَّة
– القارئ: يقول: فصلٌ وإذا ثبتَ هذا فمعرفةُ الباري وجبتْ بالشرعِ دونَ العقلِ، وقالتِ المعتزلةُ
– الشيخ: بس، بس [يكفي]، هذا المنطلق، معرفةُ الباري وجبتْ بالشرعِ دونَ العقلِ.
معرفةُ الباري تحصلُ بالعقلِ والشرعِ، تحصلُ بالعقلِ إجمالاً وبالشرعِ تفصيلًا، وأمَّا تَرَتُّبُ العقابِ هذا شيءٌ آخر.
وقولُهُ: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ هذا على إطلاقِه على ظاهرِه، فلو قُدِّرَ أنّه لمْ تحصلِ المعرفةُ بسببِ الغفلةِ فإنَّ هذا لا يترتَّبُ على عذاب ما لم تقُم الحجةُ الرساليَّةُ حتى يأتي الرسول وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ولهذا الأممُ المكذِّبَةُ لم يُعاقَبْ أحدٌ منهم إلا بعدَ إرسالِ الرسلِ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [يونس:47] لا إله إلا الله. طيّب وجبتْ بالشرعِ لا بالعقلِ، أيش بعدها؟

– القارئ: من جهة الأدلة والأقوال؟
– الشيخ: إي نشوف بس نمرًّ عليها مرور الأول ما فهمناه الآية.
– القارئ: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا
– الشيخ: الثاني
– القارئ: وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [الأحقاف:26]
– الشيخ: هذا لا يقتضي أنَّ المعرفةَ لا تحصلُ لهم … لكنَّهم لم ينتَفِعوا ولم يعمَلوا بموجبِ سمعِهم وقواهُم وعقولِهم. بعده ثالثاً.
– القارئ: الدليلُ الثالثُ: ما رُويَ عَن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (تَعَلَّمُوا العلمَ فَفِي تَعَلُّمِهِ خشيةٌ) إلى ان قال: (فَبِهِ يُعْرَفُ اللُه ويُعْبَدُ)
– الشيخ: هذا تعليق على الحديث؟
– القارئ: فوجهُ الدليلِ مِن قولِه -صلى الله عليه وسلم-: (فَبِهِ يُعْرَفُ اللُه ويُعْبَدُ) أنَّهُ أثْبَتَ المعرفةَ بالعلمِ.
– الشيخ: طرفُ الحديثِ؟ الجملةُ هذه طرفُ الحديثِ؟ هي مِن طرفِ الحديثِ؟
– القارئ: هذه في أثناء الحديثِ، إي من لفظ الحديث.
– الشيخ: أيش تخريج الحديث؟ أو تعليق عليه؟
– القارئ: هو موقوفٌ على معاذٍ أحسنَ الله إليك
– الشيخ: عن معاذ. معاذ يقول: "تَعَلَّمُوا العلمَ"
– القارئ: هنا يقولُ لك: موضوعٌ أخرجه ابنُ عبدِ البرِّ، يعني: مرفوعًا.
– الشيخ: موضوع رَفْعُهُ، يعني. سهل بعده.
 
[2]  الإعراضُ عن التَّفكّر سببٌ للجهل
– القارئ: الدليلُ الرابعُ: هو أنَّ المعرفةَ لو كانتْ حاصلةً بالعقل ِلكانَ كلُّ عاقلٍ عارفاً بوحدانيتِهِ فلمَّا وجدْنا جماعةً مِن العقلاءِ كفارًا غيرَ عارفين بدينٍ دلَّ على أنَّ المعرفةَ لمْ تحصلْ بالعقولِ
– الشيخ: لا إله إلا الله. قد يكون الجهلُ بسببِ الإعراضِ عن التفكُّر؛ ولهذا الله يقول: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد:3] يتفكَّرُ، فالتفكُّرُ: استعمالُ العقلِ، استعمالُ العقلِ في دلائلِ المعرفةِ، كم في القرآن إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ يتفكَّرونَ يتذكَّرونَ يعقِلُونَ؟ طيِّب بعده.
 
[3]  الجاحدون للصَّانع جحدوا مكابرةً
– القارئ: دليلٌ خامسٌ على بطلانِ قولِ الأشعريةِ: هو أنَّهُ لا يخلو إمَّا أنْ تكونَ معرفةُ الباري حصلتْ بالشرعِ دونَ العقلِ أو بالعقلِ دونَ الشرعِ أو بهما جميعًا، ولا يجوزُ أنْ تكونَ حصلتْ بالعقلِ دونَ الشرعِ؛ لما بيَّنا أن العقلَ ليس مُوجبًا لثبوتِ الوحدانيةِ، ولا يجوزُ
– الشيخ: يعني موجبًا يعني: مقتضيًا ما هو الوجوب التكليفي. موجبًا أي: مقتضيًا.  مُوجبًا لثبوتِ
– القارئ: الوحدانية
– الشيخ: بل هو مُوجِب مقتضي، فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم:30] لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. ولهذا الله -تعالى- ذكر في القرآن أدلةً عقليةً: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ [النحل:17] هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ [لقمان:11] هَذَا خَلْقُ اللَّهِكلُّ عاقلٍ يعلمُ أنَّ المفعول لا بُدَّ له من فاعلٍ، ولهذا من يجحد، الجاحِدُون للصانِع هم مُكَابِرون، جَحْدُهُم مُكَابرةٌ، وإذا حصلَ الإعراضُ والاستكبارُ فإنه يمكن أنْ يُعاقَبَ الإنسانُ حتى يجحدَ ويَشُكَّ في البدَهيات، يكون مطموسًا على قلبِهِ ومُعَاقَبًا بذلكَ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5]
سادس؟ هذا اللي عنده. سبحان الله! اللي راح كاه كأني ما سمعتُهُ.

 
[4]  مِن الصّفات ما يعلم بها بالعقل
– القارئ: دليلٌ سادسٌ: هو أنَّ ما يُعرَفُ بالعقلِ لا يَخلو إمَّا أنْ يكونَ تظنينًا أو تفكيرًا أو تمثيلًا أو تصويرًا، والباري -جلَّ جلالُهُ- مُنزّهٌ عَن جميعِ ذلكَ؛ لكونَّهُ لا تُقَدِّرُهُ المقاديرُ، ولا تَظُنُّهُ الظنونُ، ولا تجولُ في كيفيتِهِ الأفكارُ، ولا مِثْلَ لَهُ ولا شبيهَ لَه، فلا سبيلَ إلى معرفتِهِ بالعقلِ.
– الشيخ: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! ما يلزمُ مِن عدمِ العلمِ بالكيفيةِ عدمُ العلمِ بالمطلوبِ، فالعِبادُ بعدَ إرسالِ الرسلِ ازدادوا عِلمًا ولمْ يَعْلمُوا كيفيتَه -سبحانه وتعالى-؛ لأنَّ الرسلَ إنما أخبرُوهم بأوصافِه وبِحَقِّهِ عليهِم، بأوصافِه -بصفاتِهِ- وبِحَقِّهِ عليهِم: وهو عبادَتُه وحدَه لا شريكَ له، وبأوصافِه: أنَّه واحدٌ، أنه لا مثيلَ له، أنه بكلِّ شيءٍ عليمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ، أنه في السِّماءِ، أنه، أنه.
ومن هذه الصِّفاتِ ما يُعرَفُ أيضًا ما طريقِ العلمِ به العقل.
فالصفاتُ كما فَصَّلَ العلماءُ: صفاتٌ خبريةٌ محضةٌ، وصفاتٌ خبريةٌ عقليةٌ.
العلمُ والقدرةُ والحياةُ: صفاتٌ عقليةٌ، لا يجوزُ أن يكونَ بديعُ السمواتِ والأرضِ إلا حَيًّا حياةَ كمالٍ، والعلم، فهذه الصفاتُ عقليةٌ خبريةٌ سمعيةٌ، جاء بها السَّمعُ -الكتاب والسنة- ودلَّ عليها العقلُ.
ويقولُ ابنُ تيمية: إنَّ العلو طريقُ العلمِ به هو: السَّمعُ والعقلُ، أما الاستواءُ فطريقُ العلمِ بهِ: السَّمعُ فقط، الاستواء على العرشِ.
 

– القارئ: قال الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى:11]
– الشيخ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} حق
– القارئ: وكذلكَ قولُه -تعالى-: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا[مريم:65] أيْ: هل تعلمُ لَه مِثْلًا وشَبِيهًا، وقالَ -تعالى-: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:4] معناهُ: لمْ يكنْ لَهُ مِثْلٌ ولا شبيهٌ وقال -تعالى-: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[الأنعام:91] معناهُ: وما عَرَفُوا اللهَ حقَّ معرفتِهِ.
– الشيخ: ما عظَّمُوه حقَّ تعظيمِ القَدْر، [….] ما عرفوه حَقَّ معرفتِهِ، ولكن ما عرفُوه، ولهذا ما عَظَّموه حقَّ التعظيمِ الذي يليقُ بِهِ ويستحقُّهُ.
 
[5]  العقولُ لا تستقل بمعرفة الله
– القارئ: وقالَ بعضُ أصحابِنَا: عُرِفَ بنورِ الهدايةِ، وقالَ غيره: عَرَّفَنَا نفسَهُ فعرفنَاهُ، والجميعُ واحدٌ.
– الشيخ: عرَّفنا نفسَه بما ركَّبه في العبادِ مِن الفِطرةِ، وبالرسالةِ، يعني طريقان كلاهُما مِن عندِ اللهِ، كلاهُما مِن عندِ اللهِ، كلاهُما، عَرَّفَ العبادَ بنفسِه بما فَطَرَهُم عليه بما جعلَه في فِطَرِهم وعقولِهم مِن المعاني البديهيةِ، وعرَّفهم تفصيلًا، ولهذا يقولُ العلماءُ: إنَّ العقول لا تَسْتَقِلُّ بمعرفةِ الله، لا بدَّ لها مِن الوحي، وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ [سبأ:50]
– القارئ: وقد رُويَ ذلكَ عَن جماعةٍ مِن السلفِ الصالحِ
– الشيخ: أيش اللي رُويَ؟
– القارئ: وقالَ غيره: عَرَّفَنَا نفسَهُ فعرفنَاهُ، والجميعُ واحدٌ، وقد رُويَ ذلكَ عَن جماعةٍ مِن السلفِ الصالحِ:
فرُويَ عَن الشافعيِّ -رحمه الله- أنَّهُ سُئِلَ عَن معرفةِ اللهِ، فقيلَ لَهُ: هلْ عرفتَ اللهَ بِهِ أمْ بمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالَ: عرفتُ اللهَ بِهِ وعرفتُ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بِهِ ولو عرفتُ

– الشيخ: عرفتُ اللهَ به: يعني: هو الذي عرَّفَ عبادَه بنفسِه. وعرفتُ محمدًا بِه: معرفتُنا بمحمدٍ بهدايةِ اللهِ -سبحانه وتعالى-
 
[6]  هدايةُ التَّوفيق محضُ فضلٍ الله
– القارئ: ولو عرفتُ اللهَ بمحمدٍ لكانتْ الـمِنَّةُ لمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- دونَ غيرِهِ.
– الشيخ: المِنَّةُ لله في الهداية فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى [البقرة:38] فالهدايةُ بنَوعَيْها: الهدايةُ الفِطريةُ، والهدايةُ الشرعيةُ، كلاهُما مِنْهُ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ فاللهُ هو الواهبُ للهُدى، وهو الهادي، هو الـمُرسِلُ للرسلِ، والرسولُ -صلى الله عليه وسلم- أيضًا هو يَهدي أيضًا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي وَإِنَّكَ لَتَهْدِي وهذا مما يُشكر -صلى الله عليه وسلم- على ما قامَ بِه مِن الهدايةِ والدعوةِ والبيانِ والتبصيرِ للعباد، وإنْ كانَ الله -تعالى- هو الذي أعطاهُ وعَلَّمَهُ وأعانَهُ وأَمَدَّهُ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52]
فاللهُ هو الهادي بكلِّ معاني الهدايةِ، والرسولُ -عليه الصلاة والسلام- يَهدي نوعًا مِن الهُدى البَيانيِّ، أمَّا هدايةُ التوفيقِ فليستْ إلا إلى اللهِ، وما يحصلُ مِن الهدايةِ من العِبادِ هي سَبَبٌ،
فدعوةُ الرُّسلِ هي سَبَبٌ سَبَبٌ لهدايةِ التوفيقِ. لا إله إلا الله.
لكنَّها لا تستلزمُ -بيان الرسول ودعوتُه- لا تستلزمُ هدايةَ التوفيقِ، فهدايةُ التوفيقِ مَحْضُ فضلِ الله، مَحْضُ فضلٍ مِن اللهِ تعالى.
– القارئ: وقالَ ذو النونِ المصريّ -رحمة الله عليه-: العقلُ عاجزٌ لا يَدُلُّ إلا على عاجِزٍ.
– الشيخ: أيْ: العقلُ قوةٌ ركَّبَها اللهُ في الإنسانِ يَعرف بها كثيرًا من الأمور.
– القارئ: وأمَّا الربوبيةُ فلا سبيلَ إلى كيفيةِ إدراكِها بالعقولِ، ليسَ هذا إلا الرضا والتسليمِ.
– الشيخ: لعلّك تقفُ هنا.
 
[7]  مثال يُبيّن عجز العقل عن تكييف الصّفات
– القارئ: المحققُ نقلَ عَن شيخِ الإسلامِ في الدَّرْءِ قالَ: ونَقَلَ كلامَ ذي النونِ -رحمه الله- وعَلَّقَ عليه بقولِهِ: لكنَّ هذا الكلامُ وما يُشبهُهُ إنَّما يقتضي أنَّ معرفةَ كُنْهِهِ وحقيقتِهِ لا تُدركُهُ العقولُ، وهذا هو الصحيحُ الذي عليهِ جماهيرُ العلماءِ.
– الشيخ: العقولُ عاجزةٌ عن تكييفِهِ، يقولُ في "التدمرية": إذا كانتِ العقولُ عاجزةً عَن تكييفِ الروحِ وتحديدِها فهِيَ عَن تكييفِ اللهِ -سبحانه وتعالى- أَعْجَزُ. ضربَ مثلاً.
– القارئ: وإنَّما نازعَ في ذلكَ طوائفُ مِن مُتكلِّمِي المعتزلةِ ومَنْ وافقَهُم.
ولهذا كانَ السلفُ والائمةُ يذكرونَ أنَّهم لا يعرفونَ كيفيةَ صفاتِهِ. إلى آخرِهِ.

– الشيخ: "لا يعرفونَ كيفيةَ صفاتِهِ" أمَّا الصفاتُ فتُعرَفُ بالعقلِ وبالشرعِ، ولكن المعرفةُ بطريقِ الشرعِ أوسعُ فيها تفصيلٌ وفيها. الله المستعان. ما أدري أيش يصير مذهبُهُ؟
– القارئ: حنبلي أحسنَ الله إليك.
– الشيخ: حنبليّ الفقه، المذهب الفقهي.
 
info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله