الرئيسية/شروحات الكتب/موطأ مالك/كتاب الجهاد من موطأ مالك/(8) باب ما تكون فيه الشهادة – باب العمل في غسل الشهيد – باب ما يكره من الشيء يجعل في سبيل الله
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(8) باب ما تكون فيه الشهادة – باب العمل في غسل الشهيد – باب ما يكره من الشيء يجعل في سبيل الله

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
شرح كتاب (الموطّأ – كتاب الجهاد) للإمام مالك
الدّرس: الثَّامن

***     ***     ***    

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين نبيَّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، أمّا بعدُ: قالَ في موطَّأِ الإمامِ مالكٍ:

بابُ ما تكونُ فيهِ الشهادةُ

حدَّثَني يحيى عن مالكٍ عن زيدٍ بنِ أسلمَ أنَّ عمرَ بنَ الخطّابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- كانَ يقولُ: (اللّهمَ إنّي أسالُكَ شهادةً في سبيلِكَ ووفاةً ببلدِ رسولِكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).

وحدَّثَني عن مالكٍ عن يحيى بنِ سعيدٍ أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: كرمُ المُؤمِنِ تقواهُ ودينُهُ حسَبُهُ، ومروءَتُهُ خُلقُهُ، والجرأةُ والجبنُ غرائزُ يضعُها اللهُ حيثُ شاءَ، فالجبانُ يَفِرُّ عن أبيهِ وأمِهِ، والجريءُ يُقاتِلُ عمَّا لا يؤوبُ بهِ إلى رحلِهِ، والقتلُ حتفٌ مِن الحتوفِ والشهيدُ مَن احتسبَ نفسَهُ على اللهِ.

بابُ العملِ في غُسلِ الشهيدِ

حدَّثَني يحيى عن مالكٍ عن نافعٍ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍ -رضيَ اللهُ عنهما- أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ غُسِّلَ وكُفِّنَ وصُلِّيَ عليهِ وكانَ شهيداً يرحمُه اللهُ.

– الشيخ : شهيد لكن ليس بشهيد المعركة، ليس كلُّ شهيدٍ يُغَسَّلُ، بل شهيد المعركة هذا لا يُغَسَّل.

شهداء أُحد إنَّهم لم يُغَسَّلوا وكذا لم يُصلَّ عليهم، دُفِنُوا في ثيابهم ودمائهم، أمَّا الشهيدُ المقتول ظلماً أو الغريق فهؤلاء يُغَسَّلون.

 

– القارئ : وحدَّثَني عن مالكٍ أنَّه بلغَهُ عن أهلِ العلمِ أنَّهم كانوا يقولون: الشهداءُ في سبيلِ اللهِ لا يُغسَّلون ولا يُصلَّى على أحدٍ مِنهم، وإنَّهم يُدفَنون في الثيابِ الّتي قُتِلُوا فيها، قالَ مالكٌ: تلكَ السُّنةُ عندَنا فيمنْ قُتِلَ في المُعترَكِ فلمْ يُدرَكْ حتَّى ماتَ، وأمَّا مَن حُمِلَ مِنهم فعاشَ ما شاءَ اللهُ بعدَ ذلكَ فإنَّه يُغسَّلُ ويُصلَّى عليهِ كما عُمِلَ بعمرَ بنِ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنهُ.

– الشيخ : تمام هذا التفصيل، نعم.

– القارئ :

بابُ ما يُكرَهُ مِن الشّيءِ يُجعَلُ في سبيلِ اللهِ

حدَّثَني يحيى عن مالكٍ عن يحيى بنِ سعيدٍ أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- كانَ يحملُ في العامِ الواحدِ على أربعينَ ألفَ بعيرٍ، يحملُ الرجلُ إلى الشامِ على بعيرٍ، ويحملُ الرجلين إلى العراقِ على بعيرٍ، فجاءَهُ رجلٌ مِن أهلِ العراقِ فقالَ: احملني وسُحَيماً، فقالَ لهُ عمرُ بنُ الخطّابِ: نَشدْتُكَ اللهَ أسُحيمٌ زِقٌّ؟ قال له: نعم.

– الشيخ : أربعين ألف بعير، في تعليق ولا شي؟

– القارئ : ما عندي شيء يا شيخ

– طالب: في تعليق في الحاشية.. يقولُ: قولُهُ احملْني وسُحيماً فقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ، نشدتُكَ اللهَ أسُحيم زِقٌ، قالَ الباجيُّ: أرادَ الرجلُ التحُّيلَ على عمرَ ليوهمَه أنَّ له رفيقاً يُسمَّى سُحيماً، فيدفعُ إليه ما يحملُ الرجلين فينفردُ بهِ، وكانَ عمرُ يُصيبُ المعنى بظنِّه ولا يكادُ يخطئُهُ، فسبقَ إلى ظنِّه أنَّ سُحيماً الَّذي ذكرَهُ هوَ الزِّقُّ.

– الشيخ : أيش؟ أيه خلوا بس [فقط] يكمل.

– القارئ : بابُ الترغيبِ في الجهادِ

– الشيخ : حسبُك.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه