بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الجواب الصَّحيح لِمَن بدّل دين المسيح) لابن تيمية
الدّرس الحادي عشر بعد المئة
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وأصحابهِ أجمعين، أمَّا بعدُ؛ فيقول شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ تعالى- في كتابه "الجوابُ الصحيحُ لِمَنْ بَدَّلَ دينَ المسيحِ"
– الشيخ: الله المستعان، لا إله إلا الله، سبحان الله، لا إله إلا الله.
اعتناءُ الشَّيخ في الرَّدِّ على النَّصارى في هذا الكِتَابِ رَاجِعٌ إلى الرِّسَالةِ التي كَتبَهَا بعضُ النَّصَارى مُشتَمِلَةً على شُبَهٍ ذكرَها الشيخُ وأشارَ إليها في مُقدِّمَتِهِ وصارَ يَنْقُضُهَا في هذهِ الفُصولِ، في فصولِ الكتابِ.
يَظهرُ أنَّ النصارى أَكثرُ استدلالاً على مذهبِهِم وعقيدتِهِم، بخلافِ اليهود يظهرُ أنَّ اليهود ليسَ عندَهم مثلَ ما عندَ النصارى مِن الشُّبَهُ لِتأييدِ مَا هُمْ عليهِ، فاليهود ديانتُهم قائمةٌ على الكِبْرِ واحتقارِ الناسِ، احتقارِ مَن سِواهُم، احتقارِ مَن سِواهُم فهمْ كأنَّهم لا يُجادِلُون، ما عندَهم إلا الفخرُ على الآخرين، ويستبيحونَ ظلمَ مَنْ سِوَاهم، ولهذا أكثرُ ما يكونُ من الردودِ مِن علماءِ المسلمين يكونُ على النصارى؛ لأنَّهم هم الذين عندهم شبهاتٌ يستدلُّون بها على صِحِّةِ دينِهم، والله أعلم.
– القارئ: قالَ رحمَه اللهُ تعالى:
فصل: قَالُوا: وَأَمَّا تَجَسُّمُ كَلِمَةِ اللَّهِ الْخَالِقَةِ الَّتِي بِهَا خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ
– الشيخ: إي "تَجَسُّمُ" قريبةٌ مِن "تَجَسُّد"، يعني الكلمة صارتْ جسماً، تجسَّدَ، ولعل تجسُّدَّها بِحلولِها أو اتحادِها بجسمٍ، تَجَسُّمُ مِن الجِسْمِ، وتَجَسُّدِ مِن الجَسَدِ، والجِسمُ والجَسدُ واحدٌ.
– القارئ: قَالُوا: وَأَمَّا تَجَسُّمُ كَلِمَةِ اللَّهِ الْخَالِقَةِ الَّتِي بِهَا خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَتَجَسُّدُهَا بِإِنْسَانٍ مَخْلُوقٍ، وَهُوَ الَّذِي أُخِذَ مِنْ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْمُصْطَفَاةِ، الَّتِي فُضِّلَتْ عَلَى
– الشيخ: "وَتَجَسُّدُهَا" إمَّا بالاتحادِ بأنْ صارتْ الحقيقةُ الواحدةُ، وإمَّا بالحلولِ، فهم يرونَ أنَّ الكلمةَ تجسَّدَتْ بجسدِ المسيحِ، اتحدَتْ أو حَلَّتْ.
– القارئ: وَتَجَسُّدُهَا بِإِنْسَانٍ مَخْلُوقٍ، وَهُوَ الَّذِي أُخِذَ مِنْ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْمُصْطَفَاةِ، الَّتِي فُضِّلَتْ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَاتَّحَدَتِ الْكَلِمَةُ بِهِ اتِّحَادًا بَرِيًّا مِنَ اخْتِلَاطٍ أَوْ تَغَيُّرٍ أَوِ اسْتِحَالَةٍ،
– الشيخ: بَرِيْ؟
– القارئ: بَرِي في الحاشيةِ يقول: أيْ: بَرِيئاً خَالِياً.
– الشيخ: عندكَ بَرِيْ بدونِ همزٍ؟
– القارئ: بَرِيّاً هكذا، بدونِ همزٍ، أحسنَ الله إليك.
– الشيخ: هو بَرِي بمعنى: بَرِيء.
– القارئ: وَاتَّحَدَتِ الْكَلِمَةُ بِهِ اتِّحَادًا بَرِيًّا مِنَ اخْتِلَاطٍ أَوْ تَغَيُّرٍ أَوِ اسْتِحَالَةٍ، وَخَاطَبَ النَّاسَ كَمَا خَاطَبَ اللَّهُ مُوسَى النَّبِيَّ مِنَ الْعَوْسَجَةِ
– الشيخ: الْعَوْسَجَةُ شجرةٌ، عندَهم أنَّها عَوْسَجَةٌ، نحن ما ندري هِي شجرة وبس، الشجرُ أنواعٌ ومنها العَوْسَجُ، وهم يقولون: أنها عَوْسَجَةٌ، الشجرةُ التي كلَّمَ الله منها موسى عَوْسَجَةٌ، لكن نحن ما نعرفُ هي عَوْسَجَةٌ ولا طَلْحَةَ ولا سِدْرَة، ما ندري، الله سَمَّاها شجرةً فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ [القصص:30] يعني: نُودِي مِن الشجرةِ، جاءَه الصوتُ مِن الشجرةِ.
– القارئ: وَخَاطَبَ النَّاسَ كَمَا خَاطَبَ اللَّهُ مُوسَى النَّبِيَّ مِنَ الْعَوْسَجَةِ، فَفَعَلَ الْمُعْجِزَ بِلَاهُوتِهِ، وَأَظْهَرَ الْعَجْزَ بِنَاسُوتِهِ، وَالْفِعْلَانِ هُمَا مِنَ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ
– الشيخ: "الْمُعْجِزَ" لعلَّه يعني: إحياءُ الموتى، وخَلْقُ الطَّير مِن طينٍ، فَعَلَ الْمُعْجِزَ بِلَاهُوتِهِ
– القارئ: وَأَظْهَرَ الْعَجْزَ بِنَاسُوتِهِ،
– الشيخ: لا إله إلا الله، ممكن أنَّهم يَعْنونَ، أَظْهَرَ الْعَجْزَ عَن المقاومةِ، عَن مقاومةِ الذين قتلُوهُ وصلبُوهُ بزعمِهم، بزعمِهم، فَأظهر الْمُعْجِزَة بِلَاهُوتِهِ، وَأَظْهَرَ الْعَجْزَ بِنَاسُوتِهِ.
– القارئ: وَالْفِعْلَانِ هُمَا مِنَ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ.
وَالْجَوَابُ: إِنَّ فِي هَذَا الْكَلَامِ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَذِبِ وَالْكُفْرِ وَالتَّنَاقُضِ أُمُورًا كَثِيرَةً، وَذَلِكَ يَظْهَرُ بِوُجُوهٍ:
الْأَوَّلُ: أَنَّ قَوْلَهُمْ: كَلِمَةُ اللَّهِ الْخَالِقَةُ الَّتِي بِهَا خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، كَلَامٌ مُتَنَاقِضٌ، فَإِنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْإِلَهُ الْخَالِقُ، وَهُوَ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِكَلَامِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: كُنْ، فَالْخَالِقُ لَمْ يَخْلُقْ بِهِ الْأَشْيَاءَ، وَهُوَ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِكَلَامِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: كُنْ، فَالْخَالِقُ لَمْ يَخْلُقْ بِهِ الْأَشْيَاءَ،
– الشيخ: فَإِنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْإِلَهُ الْخَالِقُ.
– القارئ: وَهُوَ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِكَلَامِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: كُنْ، فَالْخَالِقُ لَمْ يَخْلُقْ بِهِ الْأَشْيَاءَ، بَلْ هُوَ خَلَقَهَا، وَالْكَلَامُ الَّذِي بِهِ خُلِقَتِ الْأَشْيَاءُ لَيْسَ هُوَ الْخَالِقَ لَهَا،
– الشيخ: يعني ما يجوز نقول: هذا خَلَقَهُ كُنْ، خَلَقَهُ كُنْ، مَنْ خالقُ هذا الشَّيءِ الإنسانُ؟ هذا الإنسانُ؟ السماءُ؟ الأرضُ؟ القمرُ؟
– القارئ: الله.
– الشيخ: فإذا قالَ قائلٌ خلَقَهُ كُنْ، فقدْ وافقَ النصارى وشابَهَ النصارى، لا، اللهُ هو الخالقُ خَلَقَ ما خَلَقَ بـــ"كُنْ"، وكُنْ ليستْ هي الخالقُ، بلْ كُنْ هِي كلمةُ الخالقِ.
– القارئ: وَهُوَ قَوْلُهُ: كُنْ، فَالْخَالِقُ لَمْ يَخْلُقْ بِهِ الْأَشْيَاءَ، بَلْ هُوَ خَلَقَهَا، وَالْكَلَامُ الَّذِي بِهِ خُلِقَتِ الْأَشْيَاءُ لَيْسَ هُوَ الْخَالِقَ لَهَا، بَلْ خَلَقَ
– الشيخ: الخالقُ.
– القارئ: بَلْ خَلَقَ الْخَالِقُ الْأَشْيَاءَ،
– طالب: بلْ بِهِ خَلقَ الخالقُ
– الشيخ: أيش عندك؟
– طالب: بلْ بِه
– الشيخ: نعم
– القارئ: بَلْ خَلَقَ الْخَالِقُ الْأَشْيَاءَ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ
– الشيخ: لا، عندك أيش؟ بلْ به؟
– طالب: نعم، بل بِهِ خَلَقَ.
– الشيخ: كأنَّ هذا زينة، بلِ به خلقَ الأشياءِ.
– القارئ: أُعيد الجملة اللي قبلها أحسنَ الله إليك.
وَالْكَلَامُ الَّذِي بِهِ خُلِقَتِ الْأَشْيَاءُ لَيْسَ هُوَ الْخَالِقَ لَهَا، بَلْ بهِ خَلَقَ الْخَالِقُ الْأَشْيَاءَ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ وَبَيْنَ مَا بِهِ خَلْقُ
– الشيخ: وَالْفَرْقُ ولَّا وفَرْقٌ؟
– القارئ: وَالْفَرْقُ
– الشيخ: ها، وَالْفَرْقُ
– القارئ: وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ وَبَيْنَ مَا بِهِ خَلْقُ الْخَالِقِ مَعْقُولٌ.
– الشيخ: يعني: عندنَا ثلاثةُ أشياءٍ الفرقُ بينَها معقولٌ: الخالقُ، والمخلوقُ، وما بِه خَلْقُ الْخَالِقِ الْمَخْلُوقَ. ثلاثةُ أشياءٍ، والفرقُ بينها معروفٌ ومعقولٌ، فَرقٌ بينَ الخالقِ والمخلوقِ، وما بِه حصلَ الخَلْقُ، فهذهِ ثلاثةُ أشياءٍ.
– القارئ: وَهَؤُلَاءِ جَعَلُوا الْخَالِقَ هُوَ الَّذِيْ بِهِ خُلِقَتِ الْمَخْلُوقَاتُ، فَجَعَلُوا الْكَلِمَةَ هِيَ الْخَالِقَ، وَجَعَلُوا الْمَخْلُوقَاتِ خُلِقَتْ بِهَا.
وَإِيضَاحُ هَذَا أَنَّ الْكَلِمَةَ إِنْ كَانَتْ مُجَرَّدَ الصِّفَةِ، فَإِنَّ الصِّفَةَ لَيْسَتْ خَالِقَةً، وَإِنْ كَانَتِ الصِّفَةُ مَعَ الْمَوْصُوفِ فَهَذَا هُوَ الْخَالِقُ، لَيْسَ هَذَا هُوَ الْمَخْلُوقَ بِهِ
وَالثَّانِيْ: قَوْلُهُمْ: تَجَسُّدُهَا بِإِنْسَانٍ مَخْلُوقٍ وَقَوْلُهُمْ: تَجَسُّمُ كَلِمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ قَوْلَهُمْ تَجَسَّمَتْ وَتَجَسَّدَتْ يَقْتَضِي أَنَّ الْكَلِمَةَ صَارَتْ جَسَدًا وَجِسْمًا بِالْإِنْسَانِ الْمَخْلُوقِ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي انْقِلَابَهَا جَسَدًا وَجِسْمًا، وَهَذَا يَقْتَضِي اسْتِحَالَتَهَا وَتَغَيُّرَهَا، وَهُمْ قَالُوا: اتِّحَادًا بَرِيًّا مِنْ تَغَيُّرٍ وَاسْتِحَالَةٍ.
الثَّالِثُ: قَوْلُهُمْ: اتَّحَدَتِ الْكَلِمَةُ بِهِ اتِّحَادًا بَرِيًّا مِنِ اخْتِلَاطٍ أَوْ تَغَيُّرٍ أَوِ اسْتِحَالَةٍ، كَلَامٌ مُتَنَاقِضٌ أَيْضًا، فَإِنَّ الِاتِّحَادَ يُصَيِّرُ الِاثْنَيْنِ وَاحِدًا، فَيُقَالُ قَبْلَ الِاتِّحَادِ: كَانَ اللَّاهُوتُ جَوْهَرًا وَالنَّاسُوتُ جَوْهَرًا آخَرَ.
وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: كَانَ هَذَا شَيْئًا وَهَذَا شَيْئًا، أَوْ هَذَا عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا، وَهَذَا عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا، فَبَعْدَ الِاتِّحَادِ إِمَّا أَنْ يَكُونَا اثْنَيْنِ كَمَا كَانَا أَوْ صَارَ الِاثْنَانِ وَاحِدًا، فَإِنْ كَانَا اثْنَيْنِ كَمَا كَانَا فَلَا اتِّحَادَ، بَلْ هُمَا مُتَعَدِّدَانِ كَمَا كَانَا مُتَعَدِّدَيْنِ، وَإِنْ كَانَا قَدْ صَارَا شَيْئًا وَاحِدًا، فَإِنْ كَانَ هَذَا الْوَاحِدُ هُوَ أَحَدَهُمَا، فَالْآخَرُ قَدْ عُدِمَ وَهَذَا عَدَمٌ لِأَحَدِهِمَا لَا اتِّحَادُهُ، وَإِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي صَارَ وَاحِدًا لَيْسَ هُوَ أَحَدَهُمَا، فَلَا بُدَّ مِنْ تَغْيِيرِهِمَا وَاسْتِحَالَتِهِمَا، وَإِلَّا فَلَوْ كَانَا بَعْدَ الِاتِّحَادِ اثْنَيْنِ بَاقِيَيْنِ بِصِفَاتِهِمَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ اتِّحَادٌ.
فَإِذَا قِيلَ: اتَّحَدَ اتِّحَادًا بَرِيًّا مِنِ اخْتِلَاطٍ أَوْ تَغَيُّرٍ أَوِ اسْتِحَالَةٍ، كَانَ هَذَا كَلَامًا مُتَنَاقِضًا، يَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَإِنَّ هَذَا إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ التَّمَدُّدِ وَالْمُبَايَنَةِ، لَا مَعَ الِاتِّحَادِ، يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا اتَّحَدَ الْمَاءُ وَاللَّبَنُ، أَوِ الْمَاءُ وَالْخَمْرُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ كَانَ الْحَاصِلُ مِنِ اتِّحَادِهِمَا شَيْئًا ثَالِثًا لَيْسَ مَاءً مَحْضًا وَلَا لَبَنًا مَحْضًا، بَلْ هُوَ نَوْعٌ ثَالِثٌ، وَكُلٌّ مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ قَدِ اسْتَحَالَ وَتَغَيَّرَ وَاخْتَلَطَ، وَأَمَّا اتِّحَادٌ بِدُونِ ذَلِكَ فَغَيْرُ مَعْقُولٍ.
وَلِهَذَا عَظُمَ اضْطِرَابُ النَّصَارَى فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَكَثُرَ اخْتِلَافُهُمْ، وَصَارَ كُلٌّ مِنْهُمْ يَرُدُّ عَلَى الْآخَرِ مَا يَقُولُهُ وَيَقُولُ هُوَ قَوْلًا يَكُونُ مَرْدُودًا، فَكَانَتْ أَقْوَالُهُمْ كُلُّهَا بَاطِلَةً مَرْدُودَةً، إِذْ كَانُوا قَدِ اشْتَرَكُوا فِي أَصْلٍ فَاسِدٍ يَسْتَلْزِمُ أَحَدَ أُمُورٍ كُلُّهَا بَاطِلَةٌ، فَأَيُّ شَيْءٍ أُخِذَ مِنْ تِلْكَ اللَّوَازِمِ كَانَ بَاطِلًا، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهَا فَيَأْخُذُ هَذَا بَعْضَ اللَّوَازِمِ فَيَرُدُّهُ الْآخَرُ، وَيَأْخُذُ الْآخَرُ لَازِمًا آخَرَ فَيَرُدُّهُ الْآخَرُ.
وَهَذَا شَأْنُ جَمِيعِ الْمَقَالَاتِ الْبَاطِلَةِ، إِذَا اشْتَرَكَ فِيهَا طَائِفَةٌ لَزِمَهَا لَوَازِمُ بَاطِلَةٌ، وَفَسَادُ اللَّازِمِ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ الْمَلْزُومِ، فَإِنَّهُ إِذَا تَحَقَّقَ الْمَلْزُومُ تَحَقَّقَ اللَّازِمُ، وَإِذَا انْتَفَى اللَّازِمُ انْتَفَى الْمَلْزُومُ.
وَهَذَا يَتَبَيَّنُ بِالْوَجْهِ الرَّابِعِ
– الشيخ: لا، لا، هنا بس اقرأ، أعد، اللازم والملزوم وهذه اللوازم مِن قبل شوي
– القارئ: وَهَذَا شَأْنُ جَمِيعِ الْمَقَالَاتِ الْبَاطِلَةِ، إِذَا اشْتَرَكَ فِيهَا طَائِفَةٌ
– الشيخ: إِذَا اشْتَرَكَ فِيهَا طَائِفَةٌ أيش؟
– القارئ: إِذَا اشْتَرَكَ فِيهَا طَائِفَةٌ لَزِمَهَا لَوَازِمُ بَاطِلَةٌ، وَفَسَادُ اللَّازِمِ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ الْمَلْزُومِ، فَإِنَّهُ إِذَا تَحَقَّقَ الْمَلْزُومُ تَحَقَّقَ اللَّازِمُ، وَإِذَا انْتَفَى اللَّازِمُ انْتَفَى الْمَلْزُومُ.
– الشيخ: بس خلَّك عندَ الوجهِ الجديدِ الرابع؟
– القارئ: قصيرٌ مرتبطٌ، نتركه؟ هو كأنه مرتبطٌ بالذي قبله، يقول: وهذا يتبيّنُ بالوجهِ الرابعِ، ثم ذكر الوجه الرابع أو نتركه كما تحب؟
– الشيخ: لا، قفْ على الوجهِ الرابعِ.
– القارئ: نعم، نقرؤه أو نقف؟
– الشيخ: لا، نقف.