بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الجواب الصَّحيح لِمَن بدّل دين المسيح) لابن تيمية
الدّرس: الخامس العشرون بعد المئة
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، أمَّا بعدُ: فيقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "الجوابُ الصَّحيحُ لمَن بدَّلَ دينَ المسيحِ"
– الشيخ: نسألُ اللهَ العافيةَ، دينُ المسيحِ هو دينُ الإسلام، دينُ المسيح هو دينُ الإسلام، ودينُ الإسلام هو دينُ الرُّسلِ كلِّهم من أوَّلهم إلى آخرهم، دينُ الرُّسل واحدٌ وهو الإسلامُ وإنْ اختلفَت الشَّرائعُ، تختلفُ الشَّرائعُ في بعض الأشياءِ مثل القبلة ومثل يعني أوقات الصيامِ مواقيت العباداتِ وصفة العباداتِ تختلفُ، أمَّا الدِّينُ الَّذي يجب التَّديُّنُ به فهوَ واحدٌ وهو: عبادةُ اللهِ وحده لا شريكَ له وطاعتُه وطاعةُ رسلِه، هذا هو عامٌّ، هذا معنىً كلِّيٌّ شاملٌ لكلِّ شرائعِ الأنبياءِ.
– القارئ: يقولُ رحمَهُ اللهُ تعالى: ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْمَسِيحَ نَفْسُ الْكَلَامِ، فَالْكَلَامُ لَيْسَ بِخَالِقٍ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِخَالِقٍ، وَالتَّوْرَاةُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَتْ بِخَالِقَةٍ، وَكَلِمَاتُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ وَلَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ خَالِقٌ، فَلَوْ كَانَ الْمَسِيحُ نَفْسَ الْكَلَامِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ خَالِقًا، فَكَيْفَ وَلَيْسَ هُوَ الْكَلَامَ، وَإِنَّمَا خُلِقَ بِالْكَلِمَةِ، وَخُصَّ بِاسْمِ الْكَلِمَةِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ عَلَى الْوَجْهِ الْمُعْتَادِ الَّذِي خُلِقَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، بَلْ خَرَجَ عَنِ الْعَادَةِ فَخُلِقَ بِالْكَلِمَةِ مِنْ غَيْرِ السُّنَّةِ الْمَعْرُوفَةِ فِي الْبَشَرِ.
– الشيخ: إي، السُّنَّةُ الْمَعْرُوفَةُ فِي الْبَشَرِ أنَّ المخلوقَ يكون من ذكرٍ وأنثى، وهذا خلقَه اللهُ من أنثى، فله أمٌّ وليس له أبٌ، وتحقيقًا لهذا المعنى عيسى أكثرُ ما يُذكَرُ منسوبًا لأمِّه حتَّى أنَّه لا يقالُ: إنَّه من بني إسرائيل، لأنَّ قومَ الرجل هم عصبتُه، وعيسى ليس له عصبةٌ، ليس له أعمامٌ وأبناءُ عمٍّ، لا، ولهذا لا يقولُ هو لبني إسرائيل: {يَا قَوْمِ} كما يقولُ موسى، شوفها [انظرها] في سورةٍ واحدةٍ في سورة الصفِّ، موسى يقول: {يَا قَوْمِ}؛ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ [الصف:5] الآية، وأمَّا عيسى فيقولُ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [الصف:6] ما يقول: {يَا قَوْمِ}؛ لأنَّ القومَ في اللُّغة العربيَّة هم قرابةُ الرجلِ من قِبلِ أبيه، يعني عصبتُه، قومُه هم عصبتُه.
– القارئ: وَقَوْلُهُ: (بِرُوحٍ مِنْهُ) لَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ مُنْفَصِلًا مِنْ ذَاتِ اللَّهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53]
– الشيخ: فــ "من" ابتدائيَّةٌ لا تبعيضيَّةٌ، "مِن" ابتدائيَّة لا تبعيضيَّة.
– القارئ: وَقَالَ تَعَالَى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79]. لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة:1-3]
فَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا مِنَ اللَّهِ وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ، وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ رُوحُ اللَّهِ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ.
فَالْمَسِيحُ الَّذِي هُوَ رُوحٌ مِنْ تِلْكَ الرُّوحِ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا، قَالَ تَعَالَى: فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا [مريم:17-19]
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا [التحريم:12]
وَقَالَ: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:91]
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ نَفَخَ فِي مَرْيَمَ مِنْ رُوحِهِ، كَمَا أَخْبَرَ أَنَّهُ نَفَخَ فِي آدَمَ مِنْ رُوحِهِ، وَقَدْ بَيَّنَ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رُوحَهُ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا
– الشيخ: لا إله إلَّا الله، كَمَا أَخْبَرَ أعد بعد الآيتين
– القارئ: فَأَخْبَرَ أَنَّهُ نَفَخَ فِي مَرْيَمَ مِنْ رُوحِهِ، كَمَا أَخْبَرَ أَنَّهُ نَفَخَ فِي آدَمَ مِنْ رُوحِهِ
– الشيخ: لكن في شيء من الفرقِ -واللهُ أعلمُ- في مريم أسندَ النَّفخَ إلى اللهِ بصيغةِ الجمع فَنَفَخْنَا فِيهَا أي: فرجَها فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا . وفي شأنِ آدمَ في كلِّ المواضعِ وَنَفَخْتُ فِيهِ [الحجر:29] بصيغةِ الإفرادِ، ممَّا يدلُّ على أنَّ النَّفخَ في آدمَ كان من الله، هو الَّذي نفخَ في آدمَ من روحِه، وأمَّا في مريم فاللهُ نفخَ فيها بواسطةِ الملك، فعندَ المفسِّرين الَّذي باشرَ النَّفخَ هو جبريلُ، وهذا كثيرٌ، اللهُ تعالى يسندُ ما فعلَه بملائكته يسندُه إلى نفسه بصيغةِ الجمع، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة:18-19] والَّذي قرأَ القرآنَ على النبيِّ هو جبريلُ، يمكن يشبهه قولُه تعالى: نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى [القصص:3] {نَتْلُوا عَلَيْكَ} الَّذي يتلو على النَّبيِّ قصَّةَ موسى هو جبريلُ، فالرَّسولُ يتلقَّى القرآنَ بواسطة جبريل، يتلو عليه، نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [القصص:3].
– القارئ: وَقَدْ بَيَّنَ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رُوحَهُ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا [مريم:17-21] فَحَمَلَتْهُ. فَهَذَا الرُّوحُ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا لِيَهَبَ لَهَا غُلَامًا زَكِيًّا، مَخْلُوقٌ وَهُوَ رُوحُ الْقُدُسِ الَّذِي خُلِقَ الْمَسِيحُ مِنْهُ وَمِنْ مَرْيَمَ
– الشيخ: أعد
– القارئ: فَهَذَا الرُّوحُ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا لِيَهَبَ لَهَا غُلَامًا زَكِيًّا، مَخْلُوقٌ
– الشيخ: "مخلوق" يعني: هذا الرسول، يقول أيش؟
– القارئ: فَهَذَا الرُّوحُ الَّذِي أَرْسَلَهُ
– الشيخ: "فَهَذَا الرُّوحُ" خبره مَخْلُوقٌ"، هَذَا الرُّوحُ مَخْلُوقٌ هَذَا الرُّوحُ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ لمريمَ لِيَهَبَ لَهَا غُلَامًا زَكِيًّا، مَخْلُوقٌ.
– القارئ: وَهُوَ رُوحُ الْقُدُسِ الَّذِي خُلِقَ الْمَسِيحُ مِنْهُ وَمِنْ مَرْيَمَ، فَإِذَا كَانَ الْأَصْلُ مَخْلُوقًا
– الشيخ: لا إله إلَّا الله، خُلِقَ منه، خُلِقَ أيش؟
– القارئ: الَّذِي خُلِقَ الْمَسِيحُ مِنْهُ وَمِنْ مَرْيَمَ
– الشيخ: "منه"؟
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليك
– الشيخ: اللهُ أعلمُ، كأنَّ هذا كأنَّ فيها بعضَ الإشكالِ كون عيسى مخلوقًا على هذا أنَّه مخلوقٌ من مريمَ ومن جبريل الَّذي سمَّاه اللهُ روحًا، يمكن توجيهًا أنَّه خُلِقَ من مريمَ ومِن النَّفخ، النَّفخ الَّذي كان مِن جبريل عليه السَّلام.
– القارئ: وَهُوَ رُوحُ الْقُدُسِ الَّذِي خُلِقَ الْمَسِيحُ مِنْهُ وَمِنْ مَرْيَمَ، فَإِذَا كَانَ الْأَصْلُ مَخْلُوقًا فَكَيْفَ الْفَرْعُ الَّذِي حَصَلَ مِنْهُ؟ وَقَوْلُهُ عَنِ الْمَسِيحِ: (وَرُوحٌ مِنْهُ) خُصَّ الْمَسِيحُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ نَفَخَ فِي أُمِّهِ مِنَ الرُّوحِ
– الشيخ: "خُلِقَ مِنْهُ وَمِنْ مَرْيَمَ" نعم بعده
– القارئ: خُصَّ الْمَسِيحُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ نَفَخَ فِي أُمِّهِ مِنَ الرُّوحِ، فَحَبِلَتْ بِهِ مِنْ ذَلِكَ النَّفْخِ
– الشيخ: إي يعني تقريبًا اسمه شرح، هذا شرحٌ لقوله: "خُلِقَ مِنْهُ وَمِنْ مَرْيَمَ"
– القارئ: وَذَلِكَ غَيْرُ رُوحِهِ الَّتِي يُشَارِكُهُ فِيهَا سَائِرُ الْبَشَرِ فَامْتَازَ بِأَنْ حَبِلَتْ بِهِ مِنْ نَفْخِ الرُّوحِ، فَلِهَذَا سُمِّيَ رُوحًا مِنْهُ، وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: رُوحٌ مِنْهُ، أَيْ رَسُولٌ مِنْهُ سَمَّاهُ
– الشيخ: عجيب! قَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: رُوحٌ مِنْهُ، يعني رَسُولٌ مِنْهُ!!
– القارئ: سَمَّاهُ بِاسْمِ الرُّوحِ الرَّسُولِ الَّذِي نَفَخَ فِيهَا
– الشيخ: وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ
– القارئ: وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: رُوحٌ مِنْهُ، أَيْ رَسُولٌ مِنْهُ
– الشيخ: رُوحٌ مِنْهُ، أَيْ رَسُولٌ مِنْهُ" ما أدري واللهِ
– القارئ: سَمَّاهُ بِاسْمِ الرُّوحِ الرَّسُولِ الَّذِي نَفَخَ فِيهَا
– الشيخ: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا سمَّاه روحًا باسم الرَّسول الَّذي أرسلَه اللهُ إلى مريمَ للنفخِ فيها، يعني تسمية للشيخ باسم أصلِه يمكن باسم أصلِه، أو باسمِ سببِه، "وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ".
– القارئ: وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: رُوحٌ مِنْهُ، أَيْ رَسُولٌ مِنْهُ سَمَّاهُ بِاسْمِ الرُّوحِ الرَّسُولِ الَّذِي نَفَخَ فِيهَا، فَكَمَا يُسَمَّى "كَلِمَةً" يُسَمَّى "رُوحًا" لِأَنَّهُ كُوِّنَ بِالْكَلِمَةِ، لَا كَمَا يُخْلَقُ الْآدَمِيُّونَ غَيْرَهُ، وَيُسَمَّى "رُوحًا"، لِأَنَّهُ حَبِلَتْ بِهِ أُمُّهُ بِنَفْخِ الرُّوحِ الَّذِي نُفِخَ فِيهَ
– الشيخ: لا، "بِنَفْخِ الرُّوحِ الَّذِي نَفَخَ فِيهَا"
– القارئ: لِأَنَّهُ حَبِلَتْ بِهِ أُمُّهُ بِنَفْخِ الرُّوحِ الَّذِي نَفَخَ فِيهَا لَمْ تَحْبَلْ بِهِ مِنْ ذَكَرٍ كَغَيْرِهِ مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَعَلَى هَذَا فَيُقَالُ: لَمَّا خُلِقَ مِنْ نَفْخِ الرُّوحِ وَمِنْ مَرْيَمَ سُمَّيَ "رُوحًا" بِخِلَافِ سَائِرِ الْآدَمِيِّينَ، فَإِنَّهُ يُخْلَقُ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ بَعْدَ مُضِيِّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.
وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ فِي أَمَانَتِهِمْ: (تَجَسَّدَ مِنْ مَرْيَمَ وَمِنْ رُوحِ الْقُدُسِ) وَلَوِ اقْتَصَرُوا عَلَى هَذَا، وَفَسَّرُوا رُوحَ الْقُدُسِ بِالْمَلَكِ الَّذِي نَفَخَ فِيهَا وَهُوَ رُوحُ اللَّهِ، لَكَانَ هَذَا مُوَافِقًا لِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ، لَكِنَّهُمْ جَعَلُوا رُوحَ الْقُدُسِ حَيَاةَ اللَّهِ وَجَعَلُوهُ رَبًّا وَتَنَاقَضُوا فِي ذَلِكَ، فَإِنَّهُ عَلَى هَذَا كَانَ يَنْبَغِي فِيهِ أُقْنُومَانِ: أُقْنُومُ الْكَلِمَةِ، وَأُقْنُومُ الرُّوحِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَيْسَ فِيهِ إِلَّا أُقْنُومُ الْكَلِمَةِ، وَكَمَا يُسَمَّى الْمَسِيحُ كَلِمَةً لِأَنَّهُ خُلِقَ بِالْكَلِمَةِ، يُسَمَّى "رُوحًا" لِأَنَّهُ حَلَّ بِهِ مِنَ الرُّوحِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ: وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ [الأنعام:114]
وَقَالَ: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الزمر:1] وَقَدْ قَالَ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَجُمْهُورُهُمْ: "الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأَ" وَقَالَ فِي الْمَسِيحِ: "{وَرُوحٌ مِنْهُ}" قِيلَ: هَذَا بِمَنْزِلَةِ سَائِرِ الْمُضَافِ إِلَى اللَّهِ إِنْ كَانَ عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا أَوْ صِفَةً فِيهَا كَانَ مَخْلُوقًا، وَإِنْ كَانَ صِفَةً مُضَافًا إِلَى اللَّهِ كَعِلْمِهِ وَكَلَامِهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ كَانَ إِضَافَةَ صِفَةٍ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْهُ إِنْ كَانَ عَيْنًا قَائِمَةً أَوْ صِفَةً قَائِمَةً بِغَيْرِهَا كَمَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالنِّعَمِ، وَالرُّوحِ الَّذِي أَرْسَلَهُ إِلَى مَرْيَمَ، وَقَالَ: "{إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ} [مريم:19]" كَانَ مَخْلُوقًا، وَإِنْ كَانَ صِفَةً لَا تَقُومُ بِنَفْسِهَا وَلَا يَتَّصِفُ بِهَا الْمَخْلُوقُ كَالْقُرْآنِ لَمْ يَكُنْ مَخْلُوقًا، فَإِنَّ ذَلِكَ قَائِمٌ بِاللَّهِ، وَمَا يَقُومُ بِاللَّهِ لَا يَكُونُ مَخْلُوقًا، وَالْمَقْصُودُ هُنَا بَيَانُ بُطْلَانِ احْتِجَاجِ النَّصَارَى وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَلَا بَاطِنِهِ حُجَّةٌ فِي سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ تعالى
– الشيخ: لا
– طالب: كما ليسَ لهم حجَّةٌ
– الشيخ: "كما ليس لهم" تمام
– طالب: كما ليس لهم حجَّةٌ فِي سَائِرِ كُتُبِ
– الشيخ: ما شاء الله جيِّد، "كما ليسَ لهم"
– القارئ: وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَلَا بَاطِنِهِ
– الشيخ: كما ليسَ لهم
– القارئ: كما ليسَ لهم
– الشيخ: إي حجَّة صحّ
– القارئ: في سقط كثير
– الشيخ: إي، "فِي سَائِرِ"
– القارئ: عندي أحسنَ اللهُ إليكَ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَلَا بَاطِنِهِ حُجَّةٌ فِي سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ تعالى
– الشيخ: لا، لا [….]
– القارئ: وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَلَا بَاطِنِهِ حُجَّةٌ كما
– الشيخ: كما ليس لهم حُجَّةٌ فِي سَائِرِ
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم
– الشيخ: ليس لهم حجَّةٌ في القرآن ولا في التَّوراةِ ولا في الإنجيل ولا في الزَّبورِ، اقرأ العبارةَ عندك نشوف [نرى]
– طالب: كما ليس لهم حُجَّةٌ فِي سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ
– الشيخ: تمام، لا، لابدَّ من التَّصويب كذا
– القارئ: وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَلَا بَاطِنِهِ حُجَّةٌ كما ليسَ لهم حُجَّةٌ فِي سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ
– الشيخ: تمام
– القارئ: وَإِنَّمَا تَمَسَّكُوا بِآيَاتٍ مُتَشَابِهَاتٍ وَتَرَكُوا الْمُحْكَمَ، كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ
– الشيخ: هذه الي معك أيش؟ تحقيقُ الطَّبعة القديمة، أنت يا أبو عبد الوهاب، شيء جديد؟
– طالب: لا، قديم
– الشيخ: الي لها أربع مجلدات متوسطة؟ يعني قبل التحقيق
– طالب: إي قبله
– الشيخ: إي بس [لكن] صارت الطَّبعة الأولى، الي معك محقَّقة؟ أنت يا
– القارئ: إي يعني تقريبًا.. نعم في تحقيق
– الشيخ: صار التحقيقُ هو الي ما في
– القارئ: بعض الأحيان يكون طباعة
– الشيخ: إي طباعة صحّ صدقت.
– القارئ: وَإِنَّمَا تَمَسَّكُوا بِآيَاتٍ مُتَشَابِهَاتٍ وَتَرَكُوا الْمُحْكَمَ، كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ [آل عمران:7]
وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي النَّصَارَى، فَهُمْ مُرَادُونَ مِنَ الْآيَةِ قَطْعًا، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]
وَفِيهَا قَوْلَانِ وَقِرَاءَتَانِ، مِنْهُمْ مَنْ يَقِفُ عِنْدَ قَوْلِهِ: {إِلَّا اللَّهُ}، وَيَقُولُ: الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ لَا يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ، لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ.
وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَقِفُ، بَلْ يَصِلُ بِذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7] وَيَقُولُ: الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ مَأْثُورٌ عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ السَّلَفِ، وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: قَدْ يَكُونُ الْحَالُ مِنَ الْمَعْطُوفِ دُونَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا [الحشر:10] أَيْ: قَائِلِينَ، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ بِاعْتِبَارِ، فَإِنَّ لَفْظَ التَّأْوِيلِ يُرَادُ بِهِ التَّفْسِيرُ وَمَعْرِفَةُ مَعَانِيهِ.
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: لَمْ يُنَزِّلِ اللَّهُ آيَةً إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ فِي مَاذَا نَزَلَتْ، وَمَاذَا عَنَى بِهَا.
وَقَدْ يُعْنَى بِالتَّأْوِيلِ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ مِنْ كَيْفِيَّةِ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الْيَوْمِ الْآخَرِ، وَوَقْتِ السَّاعَةِ وَنُزُولِ عِيسَى وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَهَذَا التَّأْوِيلُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، وَأَمَّا لَفْظُ التَّأْوِيلِ إِذَا أُرِيدَ بِهِ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ ظَاهِرِهِ إِلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ لِدَلِيلٍ يَقْتَرِنُ بِهِ، فَلَمْ يَكُنِ السَّلَفُ يُرِيدُونَ بِلَفْظِ التَّأْوِيلِ هَذَا وَلَا هُوَ مَعْنَى التَّأْوِيلِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَلَكِنَّ طَائِفَةً مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ خَصَّوا لَفْظَ التَّأْوِيلِ بِهَذَا
– الشيخ: خَصُّوا
– القارئ: وَلَكِنَّ طَائِفَةً مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ خَصُّوا لَفْظَ التَّأْوِيلِ بِهَذَا، بَلْ لَفْظُ التَّأْوِيلِ فِي كِتَابِ اللَّهِ يُرَادُ بِهِ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ الْكَلَامُ، وَإِنْ وَافَقَ ظَاهِرَهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ [الأعراف:53]
وَمِنْهُ تَأْوِيلُ الرُّؤْيَا، كَقَوْلِ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ: هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ [يوسف:100]. وَكَقَوْلِهِ: إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ [يوسف:37]. وَقَوْلِهِ: ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]. وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّصَارَى حُجَّةٌ لَا فِي ظَاهِرِ النُّصُوصِ، وَلَا فِي بَاطِنِهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ[النساء:171]
وَالْكَلِمَةُ عِنْدَهُمْ هِيَ جَوْهَرٌ، وَهِيَ رَبٌّ لَا يَخْلُقُ بِهَا الْخَالِقُ، بَلْ هِيَ الْخَالِقَةُ لِكُلِّ شَيْءٍ، كَمَا قَالُوا فِي كِتَابِهِمْ: (إِنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ الْخَالِقَةَ الْأَزَلِيَّةَ حَلَّتْ فِي مَرْيَمَ)، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ سُبْحَانَ
– الشيخ: نسألُ اللهَ العافيةَ، لا إله إلَّا الله، من أين لهم هذه المقولات المناقضة لكتبِ اللهِ وللعقولِ؟ لا إله إلَّا الله، فبدَّلوا دينَ المسيحِ بهذه الخيالاتِ وهذه الافتراءاتِ.
– القارئ: وَالرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْخَالِقُ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْقَاهَا لَيْسَتْ خَالِقَةً، إِذِ الْخَالِقُ لَا يُلْقِيهِ شَيْءٌ بَلْ هُوَ يُلْقِي غَيْرَهُ، وَكَلِمَاتُ اللَّهِ نَوْعَانِ: كَوْنِيَّةٌ، وَدِينِيَّةٌ. فَالْكَوْنِيَّةُ: كَقَوْلِهِ
– الشيخ: باقي كلام؟
– القارئ: باقي صفحة وينتهي المجلَّد الأوَّل
– الشيخ: زين اختمْ اختمْ، مناسب
– القارئ: فَالْكَوْنِيَّةُ: كَقَوْلِهِ لِلشَّيْءِ: كُنْ فَيَكُونُ.
وَالدِّينِيَّةُ: أَمْرُهُ وَشَرْعُهُ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ وَإِرَادَتُهُ وَإِذْنُهُ وَإِرْسَالُهُ وَبَعْثُهُ يَنْقَسِمُ إِلَى هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلْقَاءَ الْقَوْلِ فِي غَيْرِ هَذَا، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا[النساء:94]
وَقَالَ تَعَالَى: وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ * وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ [النحل:86-87]
وَقَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة:1]
وَأَمَّا لَقَّنْتَهُ الْقَوْلَ
– الشيخ: يمكن "لَقَّنْتُهُ"
– القارئ: مضبوطة بالشكل
– الشيخ: مفتوحة؟
– القارئ: إي نعم
– الشيخ: طيِّب عندك، أبو عبد الوهاب، وَلَقَّيْتُهُ فَتَلَقَّاهُ
– الشيخ: ما في لقَّنته؟
– طالب: لا
– الشيخ: وَأَمَّا لَقَّنْتُهُ؟
– طالب: وَأَمَّا لَقَّيْتُهُ
– الشيخ: لَقَّيْتُهُ؟
– طالب: نعم، فَتَلَقَّاهُ
– الشيخ: نعم، كأنَّ هذا أصوبُ بدون لقَّنته، ما في، ما جاءَ في القرآن التَّلقين، لفظُ التَّلقين لم يُستعمَلْ في القرآنِ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل:6] نعم وأمَّا..
– القارئ: وَأَمَّا لَقَّنْتُهُ الْقَوْلَ وَلَقَّيْتُهُ فَتَلَقَّاهُ
– الشيخ: ما قالَ: "فتلقَّنه"، "لَقَّنْتُهُ الْقَوْلَ وَلَقَّيْتُهُ فتلقَّنه"، و"لقَّيته القولَ فتلقَّاه"، لا لم يجِئْ، لا في المطاوع ما جاءَ، المطاوع ما جاءَ في التَّلقين شيءٌ، ما قالَ: لَقَّنْتُهُ فتلقَّنَه
– القارئ: وَلَقَّيْتُهُ فَتَلَقَّاهُ، فَذَلِكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَحَفَظَهُ بِخِلَافِ مَا إِذَا أَلْقَيْتَهُ إِلَيْهِ، فَإِنَّ هَذَا يَقُولُهُ فِيمَا يُخَاطِبُهُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَحْفَظْهُ، كَمَنْ أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ الْقَوْلَ بِخِلَافِ الْقَوْلِ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ، وَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ السَّلَامَ، وَلَيْسَ هُنَا إِلَّا خِطَابٌ سَمِعُوهُ لَمْ يَحْصُلْ نَفْسُ صِفَةِ الْمُتَكَلِّمِ فِي الْمُخَاطَبِ، فَكَذَلِكَ مَرْيَمُ إِذَا أَلْقَى اللَّهُ كَلِمَتَهُ إِلَيْهَا وَهِيَ قَوْلُ: "كُنْ" لَمْ يَلْزَمْ أَنْ تَكُونَ نَفْسُ صِفَتِهِ الْقَائِمَةِ بِهِ حَلَّتْ فِي مَرْيَمَ، كَمَا لَمْ يَلْزَمْ أَنْ تَكُونَ صِفَتُهُ الْقَائِمَةُ بِهِ حَلَّتْ فِي سَائِرِ مَنْ أَلْقَى إِلَيْهِ كَلَامَهُ، كَمَا لَا تَحْصُلُ صِفَةُ كُلِّ مُتَكَلِّمٍ فِيمَنْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَلَامُهُ.
انتهى المجلَّدُ، أحسن الله إليك.
– الشيخ: بعده أيش عندك بعده؟
– القارئ: بعده، انتهى، ما في شيء، انتهت النقطة.
– الشيخ: أيش يقول في الآخر، انتهى المجلَّدُ الأوَّل ويليه؟
– القارئ: فهرسُ الموضوع
– طالب: فَصْلٌ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: وَعَلَى هَذَا الْمِثَالِ نَقُولُ: فِي السَّيِّدِ الْمَسِيحِ طَبِيعَتَانِ: طَبِيعَةٌ لَاهُوتِيَّةٌ
– الشيخ: إي خلص، ينبغي أن يكونَ ذلك مبدوءًا بهذا الفصلِ، يمكن بناءً على أنَّ المحقِّقَ مستمرٌّ.
– القارئ: يمكن الطابع هو الي فصل.
– الشيخ: دامجين في الترقيم القسم الي بعده؟
– القارئ: إي نعم
– الشيخ: فصلٌ، وأما أيش؟
– طالب: فَصْلٌ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: وَعَلَى هَذَا الْمِثَالِ نَقُولُ: فِي السَّيِّدِ الْمَسِيحِ طَبِيعَتَانِ: طَبِيعَةٌ لَاهُوتِيَّةٌ
– الشيخ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: أو قوله يعني المعترض، قوله عندك؟
– طالب: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ
– الشيخ: قَوْلُهُمْ أيش؟
– طالب: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: وَعَلَى هَذَا الْمِثَالِ نَقُولُ: فِي السَّيِّدِ الْمَسِيحِ طَبِيعَتَانِ
– الشيخ: هذه عبارتهم، عبارةُ النَّصارى.