الرئيسية/شروحات الكتب/روضة الناظر وجنة المناظر/(45) فصل فيما يفيده الخبر المتواتر
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(45) فصل فيما يفيده الخبر المتواتر

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب "روضة النّاظر وجنّة المناظر" لابن قدامة
الدّرس: الخامس والأربعون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ شيخُ الإسلامِ مُوفَّقُ الدينِ ابنُ قدامةَ -رحمَه اللهُ تعالى- في "روضةُ الناظر":
فصلٌ:
قالَ القاضي: العلمُ الحاصلُ بالتواترِ ضروريٌّ، وهو صحيحٌ..

– الشيخ: العِلم؟
– القارئ: الحاصلُ بالتواترِ
– الشيخ: اصبر يا أخي، نحن دخلنا أيش؟ هذا في باب أيش؟
– القارئ: هذا في السُّنة، أنَّها تنقسِمُ
– الشيخ: وش قبل [هذه] الفقرة ذي؟
– القارئ: قبلُها فصلٌ: وَحَدُّ الخبرِ هو الذي يَتطرَّقُ إليهِ التصديقُ أو التكذيبُ وهو قِسمانِ: تواترٌ وآحادٌ.
– الشيخ: أيوا؟
– القارئ: فالمتواترُ يفيدُ العلمَ، ويُوجِبُ تصديقَهُ، وإنْ لمْ يدلَّ عليهِ دليلٌ آخرُ، وليسَ في الأخبارِ ما يعلمُ صدقَهُ بمجرَّدِهِ إلا المتواتر، وما عدَاه إنَّما يُعلَمُ صدقُهُ بدليلٍ آخرَ.
– الشيخ: انتهى؟
– القارئ: لا، تكلَّم قليلاً في الفصل هذا ثم قالَ: فصلٌ، وذكر هذا
– الشيخ: طيب قال القاضي أعد.
– القارئ: قالَ القاضي: العلمُ الحاصلُ بالتواترِ ضروريٌّ
– الشيخ: العلم الحاصل بالتواتر؟
– القارئ: ضروريّ وهو صحيحٌ.
– الشيخ: ضروريّ يقابِلُ النَّظريّ، النَّظريّ هو الذي يحصلُ بالاستدلالِ والنَّظرِ والموازنةِ وملاحظةِ القرائن، أما المتواترُ خلاص، ضروريّ، المحسوس، المحسوس، يعني إذا رأيتَ الشمسَ، عِلْمُكَ بالشمسِ نظريّ؟
– القارئ: ضروريّ
– الشيخ: ضروريّ، إذا رأيتَ وَلـَمَسْتَهُ بيدكَ عِلْمُكَ به؟
– القارئ: ضروريّ.
– الشيخ: ضروريّ، فالمحسوساتُ، العلمُ بالحواسِّ هو من الضروريّ، وكذلكَ القضايا البَدهيَّة، الفعلُ لابدَّ له من فاعلٍ، العلمُ بهذا ضروريّ، الواحدُ نصفَ الاثنينِ ضروري، كذلكَ العِلمُ الحاصلُ بالتواترِ يعني خبر نَقَلَهُ جمعٌ يمتنعُ تَواطُؤُهُم على الكذبِ خلاص، العلم ضروريّ ما يحتاجُ إلى تفكيرٍ، ما يحتاج إلى تفكير، نعم يفيد العلم الضروري بعده.
– القارئ: وهو صحيحٌ؛ فإنَّنا نَجِدُ أنفُسَنا
– الشيخ: "وهو صحيحٌ" هذا من كلامِ الموفَّق يؤيِّد كلام القاضي.
– القارئ: فإنَّنا نَجِدُ أنفُسَنا مضطرينَ إليه، كالعلمِ بوجودِ مكةَ، ولأنَّ
– الشيخ: العلمُ بوجود مكة!
– القارئ: أي، لمنْ لمْ يرَها يمكن.
– الشيخ: يعني لمن بَلَغَه، بالنسبة لنا عِلْمُنا بمكة ضروريّ، وعِلْمُنا بالقاهرة ضروري، صحيح؟
– القارئ: صحيحٌ، متواترٌ.
– الشيخ: أي لأنه متواتر.
– القارئ: ولأنَّ العلمَ النظريَّ هو الذي يجوزُ أنْ يَعرضَ فيه الشكُّ، وتختلفُ فيه الأحوالُ، فَيَعْلَمُهُ بعضُ الناسِ دونَ بعضٍ
– الشيخ: إي بحسبِ مقدرتِهم على التفكيرِ والاستدلالِ، نظريّ نظريّ.
– القارئ: ولا يَعْلَمُهُ النساءُ والصبيانُ ومَن ليسَ مِن أهلِ النظرِ، ولا مَنْ تركَ النَّظرَ قصدًا.
وقالَ أبو الخطابُ: هو نظريٌّ

– الشيخ: هو أيْ: العلمُ الحاصلُ بالمتواترِ نظريٌّ، رجع يعني، هذا يقابِلُ قولَ القاضي، يعارضُه، وقال أبو الخطابُ: هو نظريّ، يعني العلمُ الحاصلُ بالتواترِ نظريٌّ، نعم قل.
– القارئ: وقالَ أبو الخطابُ: هو نظريٌّ؛ لأنَّه لمْ يُفِدِ العلمَ بنفسِه، ما لمْ ينتظمْ في النَّفسِ مقدِّمتان؛ إحداهُما:
– الشيخ: في النَّفس، ما لمْ ينتظمْ في ذهنِ الإنسانِ وفي عقلِهِ مقدِّمتان، الأولى.
– القارئ: إحداهما: أنَّ هؤلاءِ -معَ اختلافِ أحوالِهم وكثرتِهم- لا يجمعُهم على الكذبِ جامعٌ، ولا يتفقونَ عليهِ.
الثاني: أنَّهم قدْ اتفَقُوا على الإخبارِ عن الواقعةِ، فينبني العلمُ بالصدقِ على المقدِّمتين.
ولا بدَّ مِن إشعارِ النَّفْسِ بها، وإنْ لمْ يتشكلْ فيهِ بلفظٍ منظومٍ، فقدْ شعرتْ به حتى حصلَ التصديقُ.
ورُبَّ واسطةٍ حاضرةٍ في الذِّهنِ لا يشعرُ الإنسانُ بِتَوَسُّطِها كقولِنا: "الاثنانُ نصفُ الأربعةِ" فإنَّا لا نعلمُ ذلكَ إلا بواسطةٍ: أنَّ النصفَ أحدُ جزئيُّ الجملةِ المساوي للآخرِ، والاثنانِ كذلكَ، فقدْ حصلَ العلمُ بواسطةٍ لكنَّها جَليَّةٌ في الذِّهنِ.
ولهذا لو قِيلَ: "ستةٌ وثلاثونَ نصفُ اثنينِ وسبعينَ" افتقرَ فيهِ إلى تأمُّلٍ ونَظَرٍ.

– الشيخ: أي شوف كم، الثلاثين، سبعين نطرح منها، طيب.
– القارئ: ما يحتاج
– الشيخ: طيب.
– القارئ: ستةٌ وثلاثونَ في اثنيِن اثنين وسبعين، ما فيها.
– الشيخ: أي لكن بحيثِ أنه استقرَّ عندك بسرعة، لكن كثيرٌ من الناسِ كثير من الناس تقولُه: نصف الثلاثين كم؟ يقول: ها؟ كم؟ يبي [يريد] يفكر شوي.
– القارئ: افتقرَ فيهِ إلى تأمُّلٍ ونظرٍ.
والضروريُّ عبارةٌ عن الأَوّليِّ الذي يحصلُ بغيرِ واسطةٍ، كقولُنا

– الشيخ: هذا كله لأبي الخطاب.
– القارئ: كقولُنا: "القديمُ ليسَ مُحدَثاً" "والمعدومُ ليسَ موجودًا" لا عمَّا نجدُ أنفسَنا مضطرينَ إليهِ، وهوَ ما يَحصلُ دونَ تشكُّلِ واسطةٍ في الذِّهنِ، كالعلومِ المحسوسةِ، والعلمُ بالتجربةِ
– الشيخ: كـالأيش؟ كالعلوم؟
– القارئ: المحسوسةِ.
– الشيخ: المحسوسة بدونِ تفكيرٍ.
– القارئ: كقولِنا: الماءُ مُرْوٍ، والخمرُ مُسْكِرٌ.
والصحيحُ الأولُ؛ فإنَّ اللفظَ يدلُّ عليهِ؛ لاشتقاقِهِ منه.
والقولُ الآخرُ: مجرَّدُ اختيارٍ، لا دليلَ عليها.
فصلٌ:
ذهبَ قومٌ إلى أنَّ ما حَصَلَ العلمُ في واقعةٍ يفيدُهُ في كلِّ واقعةٍ، وما حَصَّلَهُ لشخصٍ يُحَصِّلُهُ لكلِّ شخصٍ يشاركُهُ في السَّمعِ، ولا يجوزُ أنْ يختلِفَ.
وهذا إنَّما يصحُّ: إذا تجرَّدَ الخبرُ عَن القرائنِ. فإن اقترنتْ بِه قرائنُ

– الشيخ: لعلك تقف على هذا، نعم يا محمد، الله المستعان.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله