الرئيسية/شروحات الكتب/روضة الناظر وجنة المناظر/(53) فصل فيما لا يشترط في الراوي

(53) فصل فيما لا يشترط في الراوي

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب "روضة النّاظر وجنّة المناظر" لابن قدامة
الدّرس: الثالث والخمسون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ شيخُ الإسلامِ مُوفَّقُ الدينِ ابنُ قدامةَ رحمَهُ اللهُ تعالى في "روضةِ الناظرِ":
فصلٌ: ولا يُشتَرَطُ في الروايةِ الذكوريةُ

– الشيخ: يعني: روايةُ الحديثِ يُقبَلُ ويُؤخَذُ مِن الذَّكرِ والأنثى، فليسَ هو كالشهادةِ، الروايةُ ليسَ مِنْ شَرطِها الذكوريةُ، يعني: سندُ الحديثِ ما نقولُ: "ضعيفٌ؛ لأنَّ الراوي أنثى"، إذا صارَتْ أنثى معروفةً، وثِقَةً، حُكِمَ للسندِ بالقَبولِ.
 

– القارئ: ولا يُشتَرَطُ في الروايةِ الذكوريةُ؛ فإنَّ الصحابةَ قَبِلُوا قولَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنْهَا
– الشيخ: عائشةُ عاد مَن تكونُ مِنَ النِّساءِ مثلها!
– القارئ: رَضِيَ اللهُ عنْهَا وغيرَها مِنَ النِّساءِ
– الشيخ: إيْ، وغيرها هذا الذي … غيرها.
– القارئ: ولا البصرُ؛ فإنَّ الصحابةَ كانوا يَروونَ عَنْ عائشةَ -رضي الله عنها- اعتمادًا على صوتِها، وهمْ كالضريرِ في حَقِّهَا.
– الشيخ: يعني: ليسَ مِن شرطِ الروايةِ رؤيةُ الراوي، فإذا كانَ يَعرفُ صوتَهُ كفى، ليسَ مِن شرطِ الروايةِ أنْ يَرى الراوي عن شيخِه، أنْ يراهُ عندَ تحديثِهِ، بل إذا سمعَهُ.. ولهذا مِن صيغةِ الأداءِ يقولُ: "سمعتُ"، "سمعتُ" بس، والسِّماعُ يمكن بدونِ رؤيةٍ، سمعَهُ يُحدِّثُ وهو بعيدٌ عنه لا يراهُ.
 

– القارئ: ولا يشترطُ كونُ الراوي فقيهاً؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (رُبَّ حَامِلِ فقهٍ غيرِ فقيهٍ، ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَنْ هو أفقهُ منْهُ).
وكانتِ الصحابةُ تقبلُ خبرَ الأعرابيّ الذي لا يَروي إلا حديثًا واحدًا.
ولا يَقدحُ في الروايةِ: العداوةُ والقرابةُ؛ لأنَّ حكمَهَا عامٌّ، لا يختصُّ بشخصٍ فيُؤثِّرُ فيهِ ذلكَ.
ولا يُشترطُ معرفةُ نَسَبِ الراوي؛ فإنَّ حديثَهُ يُقبلُ ولو لمْ يكنْ لَهُ نَسَبٌ، فالجهلُ بالنَّسَبِ أولى أنْ لا يقدَحَ.
ولو ذَكرَ اسمَ شخصٍ مُتَرددٍ بينَ مجروحٍ وعَدلٍ فلا يُقبلُ حديثُهُ؛ للتَّرددِ.

– الشيخ: لأنَّهُ مشكوكٌ فيهِ، مادام اسمُهُ مُترددا بينَ عَدْلٍ وغيرِ عدلٍ أصبحَ مشكوكاً فيه، فيَبقى موقوفاً.
– القارئ: فصلٌ: في التزكيةِ والجرحِ: اعلمْ أنَّهُ يُسمعُ الجرحُ والتعديلَ مِن واحدٍ في الروايةِ؛ لأنَّ العدالةَ التي تثبتُ بها الروايةُ لا تزيدُ على نفسِ الروايةِ، بخلافِ الشهادةِ.
وكذلكَ تُقبَلُ تزكيةُ العبدِ والمرأةِ كما تُقبلُ روايتُهُما.
واختُلفتِ الروايةُ في قبولِ الجرحِ

– الشيخ: واختَلف روايةُ مَن؟ عَن الإمام أحمد؟
– القارئ: عنِ الإمامِ أحمد.
واختلفتِ الروايةُ في قبولِ الجرحِ إذا لم يتبيَّنْ سَبَبُهُ:
فرُوِيَ: أنَّهُ

– الشيخ: يعني الجرحُ غير الـمُفسَّرٍ، الجرحُ غير الـمُفسَّرٍ، إذا طعنَ عالـِمٌ بشخصٍ جرحاً قالَ: إنه ليسَ عدلاً، أو لا تُقبَلُ روايتُهُ، دونَ تفسيرٍ لسببِ رَدِّ الروايةِ، هذا جَرحٌ غيرُ مُفسَّرٍ، فلا يُقبَلُ، نعم أعد المسألة.
 

– القارئ: واختَلفتِ الروايةُ في قبولِ الجرحِ إذا لم يتبيَّنْ سَبَبُهُ:
فرُوِيَ: أنَّهُ يُقبَلُ؛ لأنَّ أسبابَ الجرحِ معلومةٌ، فالظاهرُ أنَّهُ لا يُجرَحُ إلا بما يعلمُهُ.
ورُويَ: أنَّهُ لا تُقبَلُ؛ لاختلافِ الناسِ فيما يحصلُ بِهِ الجرحُ مِن فِسْقِ الاعتقادِ، والتدليسِ وغيرِهِ، فيجبُ بيانُهُ لِيُعْلَمَ.
وقيلَ: هذا يختلفُ باختلافِ الـمُزَكَّى

– الشيخ: ؟
– القارئ: "الـمُزَكَّي" ولا "الـمُزَكَّى"؟
– الشيخ: والله ما أدري أيش، يختلفُ باختلافِ؟ كأنه يختلفُ باختلافِ الـمُزكّي.
– القارئ: نعم هذا الذي.. لكن هو ضَبَطَهَا.
وقيلَ: هذا يختلفُ باختلافِ الـمُزَكَّي، فمَنْ حصلَتِ الثقةُ ببصيرتِهِ وضبطِهِ يُكتفى بإطلاقِهِ.

– الشيخ: نعم تمام.
– القارئ: ومَنْ عُرِفَتْ عدالتُهُ دونَ بصيرتِهِ فَنَسْتَفْصِلُهُ.
أمَّا إذا تعارضَ الجرحُ والتعديلُ: قَدَّمْنَا الجرحَ؛ فإنَّهُ اطلاعٌ على زيادةٍ خَفِيَتْ على الـمُعدِّلِ، فإنْ زادَ عددُ الـمُعدِّلِ على الجارحِ فقدْ قيلَ: يُقدَّمُ التعديلُ، وهو ضعيفٌ، لأنَّ سَبَبَ التقديمِ زيادةُ العِلْمِ، فَلَا ينتفي ذلكَ بكثرةِ العددِ.
فصلٌ: في التَّعديلِ

– الشيخ: في التعديل، لعلَّكَ تقفُ عليهِ بس، نعم يا محمد.
– طالب: .. إذا اختلفوا في تعديله وجرحه؟

– الشيخ: الجرحُ عندَ أهلِ الحديثِ مُقدَّم
– طالب: حتى ولو لم يكن مفسراً؟

– الشيخ: تقدَّمَ، تقدَّمَ أنَّ الجرحَ الغيرَ مُفَسَّرٍ لا يُقبَلُ
– القارئ: في النخبةِ يقولُ: والجرحُ مُقَدَّمٌ على التعديلِ إنْ صدرَ مُبيَّناً مِن عالمٍ بأسبابِهِ، فإنْ خَلَا عَن التعديلِ قُبِلَ مُجْمَلاً في الأصحِّ.
– الشيخ: إي إنْ خَلا، إنْ خَلا عَن التعديلِ، لكن الكلامُ في الـمُعدَّل، يعني معناهُ تعارضَ تعديلٌ وتجريحٌ.
– القارئ: فهم لا يقبلون إلا مُبيَّنا.
– الشيخ: نعم .
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله