الرئيسية/شروحات الكتب/الانتصار لأهل الأثر/(3) قوله “من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(3) قوله “من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه”

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (الانتصار لأهل الأثر) لشيخ الإسلام ابن تيميَّة
الدّرس الثّالث

***    ***    ***    ***
 

- ما لم يدلّ الوحي على إثباته ونفيه يتوقَّفُ فيه [1] - الجسمُ لفظٌ مجملٌ له عدّة معانٍ [2] - دليلُ إثبات اليد بقول الله: "بل يداهُ مبسوطتان" وليس بقول اليهود: "يدُ الله مغلولة" [3] - نفي تفسير الصّفات الذي يخالف ظاهرها [4] - مَن زعم أنَّ الله ليسَ فوقَ العرش فهو مُعطّل [5] - نفيُ الكيفيَّة معناه نفي علمنا بها [6]

 
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ: قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:
وقالَ سُحْنونُ: مِن العلمِ باللهِ السُّكوتُ عن غيرِ ما وصفَ بهِ نفسَهُ.
وثبتَ عن الحُمَيْديِّ أبي بكرٍ..

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 ما لم يدلّ الوحي على إثباته ونفيه يتوقَّفُ فيه  
- الشيخ: السُّكوتُ يعني: بتركِ وصف الله به، ما لم يصفْ اللهُ به نفسَه نسكتُ عنه، فلا نثبتُه ولا ننفيه؛ لأنَّ الأمورَ ثلاثةٌ:
- ما دلَّ الشَّرعُ والوحي على إثباتِهِ مِن أسماءِ اللهِ وصفاتِه، هذا أثبتْناهُ.
- وما دلَّ السَّمعُ والعقلُ على نفيهِ نفيْناهُ.
- وما لم يدلَّ على إثباتِهِ ولا نفيهِ أمسكْنا عنهُ.
يمكن يُمثَّلُ لمثلِ هذا مثلاً بالأذنِ، العينُ دلَّ الوحي على إثباتِها، للهِ عينانِ، سبحانه وتعالى، لا نعلمُ كنهَها وكما نقولُ في اليدينِ، لكن الأذنُ لم يأتِ ما يدلُّ على نفيٍ فيها ولا إثباتٍ
- طالب: والجسمُ؟ 
2 الجسمُ لفظٌ مجملٌ له عدّة معانٍ
- الشيخ: والجسمُ كذلك، كلمةُ جسمٍ، لكن الأذنُ ما فيها، أمَّا الجسمُ فهو لفظٌ مجملٌ فيه تفصيلٌ، يعني: من قالَ: اللهُ جسمٌ، نقولُ: ما تريدُ بالجسم؟ إذا قالَ: أُريدُ بالجسمِ الموجودَ، نقولُ: نعم صحيحٌ، اللهُ موجودٌ، إذا قالَ: أريدُ بالجسم يعني: القائمُ بنفسِهِ، نقولُ: صحيحٌ، أي اللهُ قائمٌ بنفسه، إذا قالَ: الجسمُ هو المركَّبُ من كيت وكيت من الجواهر المفردةِ، نقولُ: لا
 

- القارئ: وثبتَ عن الحُمَيْديِّ أبي بكرٍ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ أنَّهُ قالَ: أصولُ السُّنَّةِ فذكرَ أشياءً ثمَّ قالَ: وما نطقَ بهِ القرآنُ والحديثُ مثلَ قولِهِ تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ[المائدة:64] ومثلَ قولِهِ تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ...
- الشيخ: أيش يقول؟ مثل قولِه: {يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} أيش؟ أعد الجملةَ
- القارئ: أنَّهُ قالَ: أصولُ السُّنَّةِ فذكرَ أشياءً ثمَّ قالَ: وما نطقَ بهِ القرآنُ والحديثُ مثلَ قولِهِ تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ
- الشيخ: هذه أيش فيها؟
- القارئ: سيأتي أحسنَ اللهُ إليكَ
- الشيخ: أقولُ: قولُه مقولةُ اليهودِ {يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} أيش فيها؟ فيها إثباتٌ؟
- القارئ: إثباتُ صفةِ اليدِ
- الشيخ: أي، فيها إثباتُ صفةِ اليدِ؟
- القارئ: أي نعم
- الشيخ: لا، الشاهدُ في آخرِ الآيةِ
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ
3 دليلُ إثبات اليد بقول الله: "بل يداهُ مبسوطتان" وليس بقول اليهود: "يدُ الله مغلولة"
- الشيخ: هذا قولُ اليهودِ هذا محتملٌ لحقٍّ وباطلٍ، يعني: قولهم، فقولهم: يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ فيه إثباتُ يدٍ، هذا حقٌّ، لكن ما أثبتْناه لقولهم، بعدها في آخرِ الآية: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64] فأثبتَ اليدين للهِ، ونفى المعنى الباطلَ الَّذي زعموه، المعنى الباطلُ وهو البخلُ، بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ .
 
4 نفي تفسير الصّفات الذي يخالف ظاهرها
- القارئ: ومثلُ قولِهِ تعالى: وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ[الزمر:67] وما أشبهَ هذا مِن القرآنِ والحديثِ لا نزيدُ فيهِ ولا نفسِّرُهُ
- الشيخ: لا نفسِّرُ هذه الكلماتِ الَّتي تحتاج إلى فهمٍ، ليس مقصودُهم أنّا لا نفسِّرُه يعني: لا نفهمُها ولا نفهمُ معناها، بل لا نحرِّفُها ولا نفسِّرُها تفسيراً يخالفُ ظاهرَها، كتفسيرِ اليدِ بالقدرةِ مثلاً، أمَّا لا نفسِّرها بمعنى أنَّه ليس لها معنىً مفهومٌ كما هو مذهبُ أهلِ التفويضِ فلا.
 
5 مَن زعم أنَّ الله ليسَ فوقَ العرش فهو مُعطّل
- القارئ: ونقفُ على ما وقفَ عليهِ القرآنُ والسُّنَّةُ ونقولُ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طه:5] ومَن زعمَ غيرَ هذا فهوَ معطِّلٌ جهميٌّ
- الشيخ: أي: من زعمَ أنَّ اللهَ غيرُ مستوٍ على العرشِ وأنَّه ليس فوقَ العرشِ فهو معطِّلٌ
- القارئ: فمذهبُ السَّلفِ -رضوانُ اللهِ عليهم- إثباتُ الصِّفاتِ وإجراؤُها على ظاهرِها
- الشيخ: ما ظاهرُها؟ ظاهرُها الإثباتُ، إثباتُ الصِّفاتِ بالمعنى المفهومِ في اللِّسانِ كما قالَ الإمامُ مالكٌ: الاستواءُ معلومٌ.
 
6 نفيُ الكيفيَّة معناه نفي علمنا بها
- القارئ: وإجراؤُها على ظاهرِها ونفيُ الكيفيَّةِ عنها
- الشيخ: نفي الكيفيَّةِ يعني: نفي العلمِ بالكيفيَّة، لا ننفي الكيفيَّةَ، لا نقولُ: ليس لها كيفيَّةٌ، بل نقول: لا نعلمُ كيفيَّتَها.
- القارئ: لأنَّ الكلامَ في الصِّفاتِ فرعٌ عن الكلامِ في الذَّاتِ وإثباتُ الذَّاتِ إثباتُ وجودٍ لا إثباتُ كيفيَّةٍ
- الشيخ: صحيحٌ، إثباتُ وجودٍ لا إثباتُ كيفيَّةٍ، لا نقولُ: إنَّ ذاتَ الرَّبِّ على كذا، وعلى هيئة كذا، وكيفيَّتُها كذا.
 

- القارئ: فكذلكَ إثباتُ الصِّفاتِ وعلى هذا مضى السَّلفُ كلُّهم.
ولو ذهبْنا نذكرُ ما اطَّلعْنا عليهِ مِن كلامِ السَّلفِ في ذلكَ لخرجْنا عن المقصودِ في هذا الجوابِ.
فمَن كانَ قصدُهُ الحقُّ وإظهارُ الصَّوابِ اكتفى بما قدَّمْناه ومَن كانَ قصدُهُ الجدالُ والقِيلُ والقالُ والمكابرةُ لم يَزِدْهُ التَّطويلُ إلَّا خروجًا عن سواءِ السَّبيلِ، واللهُ المُوفِّقُ.
وقد ثبتَ ما ادَّعيْناهُ مِن مذهبِ السَّلفِ -رضوانُ اللهِ عليهم- بما نقلْناهُ جملةً عنهم وتفصيلًا واعترافِ العلماءِ مِن أهلِ النَّقلِ كلِّهم بذلكَ، ولم أعلمْ عن أحدٍ منهم خلافًا في هذهِ المسألةِ.
بل لقد بلغَني عمَّن ذهبَ إلى التَّأويلِ لهذهِ الآياتِ والأخبارِ مِن أكابرِهم الاعترافُ بأنَّ مذهبَ السَّلفِ فيها ما قلْناهُ.
ورأيْتُهُ لبعضِ شيوخِهم في كتابِهِ قالَ: اختلفَ أصحابُنا في أخبارِ الصِّفاتِ فمنهم مَن أمَرَّها كما جاءَتْ مِن غيرِ تفسيرٍ ولا تأويلِ معَ نفيِ التَّشبيهِ عنها وهوَ مذهبُ السَّلفِ.
فحصلَ الإجماعُ على صحَّةِ ما ذكرْناهُ بقولِ المنازعِ، والحمدُ للهِ.
وما أحسنَ ما جاءَ عن عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي سلمةَ أنَّهُ قالَ: عليكَ بلزومِ السُّنَّةِ فإنَّها لكَ بإذنِ اللهِ عِصْمةٌ، فإنَّ السُّنَّةَ إنَّما جُعِلَتْ؛ ليُسْتَنَّ بها ويُقْتَصَرَ عليها وإنَّما سَنَّها مَن قد عَلِمَ ما في خلافِها مِن الزَّللِ والخطأِ والحُمقِ والتَّعمُّقِ.
فارْضَ لنفسِكَ بما رَضَوا بهِ لأنفسِهم فإنَّهم عن علمٍ وَقَفُوا، وببصرٍ نافذٍ كفُّوا، ولَهُم كانُوا على كشفِها أقوى

- الشيخ: "لهم" هذهِ "اللامُ" لامُ أيش [ماذا]؟
- القارئ: لامُ الملكيَّةِ أو لام
- الشيخ: لامُ أيش؟
- القارئ: الملكيَّة
- الشيخ: لا لا لا
- القارئ: ليسَتْ جارَّةً
- الشيخ: ليستْ حرفَ الجرِّ هذه
- القارئ: هذهِ مؤكّدةٌ يا شيخ؟
- الشيخ: لامُ الابتداءِ، مثل: لأنتَ كذا، أو لزيدٌ عالمٌ وكذا، ولهم
- القارئ: ولَهُم كانُوا على كشفِها أقوى، وبفضلٍ لو كانَ فيها أحرى، وإنَّهم لَهُم السَّابقونَ، وقد بلغَهم عن نبيِّهم ما يجري مِن الاختلافِ بعدَ القرونِ الثَّلاثةِ.
فلَئِنْ كانَ الهدى ما أنتم عليهِ لقد سبقْتُموهم إليهِ، ولَئِنْ قلْتُم حَدَثَ حدثٌ بعدَهم فما أحدثَهُ إلَّا مَن اتَّبعَ غيرَ سبيلِهم ورَغِبَ بنفسِهِ عنهم واختارَ ما نَحَتَه فكرُهُ على ما تلقَّوهُ عن نبيِّهم وتلقَّاهُ عنهم مِن تبعَهم بإحسانٍ.
ولقد وصفُوا منهُ ما يكفي، وتكلَّمُوا منهُ بما يشفي، فمَن دونَهم مُقَصِّرٌ، ومَن فوقَهم مُفْرِطٌ، لقد قصَّرَ دونَهم أناسٌ فجَفَوا وطَمَحَ آخرونَ فغَلَوا، وإنَّهم فيما بينَ ذلكَ لعلى هدىً مستقيمٌ.
فصلٌ

- الشيخ: لا إله إلِّا الله، في تحقيق عندك على هذا؟
- القارئ: أي نعم أحسن الله إليك
- الشيخ: عبد العزيز وش اسمُه؟
- القارئ: عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ بنُ أبي سلمةَ الماجشونَ
- الشيخ: أيش قال في تعليقه؟
- القارئ: قالَ الإمامُ المدنيُّ الفقيهُ توفي
- الشيخ: أيش يقولُ؟ المدنيُّ الفقيهُ
- القارئ: نعم، توفيَ عامَ مائةٍ وأربعٍ وستينَ
- الشيخ: رحمه الله، نعم حسبك.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة