الواجبُ على المسلم أن يعملَ بشرعِ اللهِ الَّذي جاءَ به محمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أفيُترَكُ الجهادُ انتظارًا لنزولِ النَّقمات من الله على الكافرين ؟! لا، هذا لم يقلْه أحدٌ مِن المسلمين ؛ أنَّ المسلمين يتركون الجهادَ ويكِلون الأمرَ لقدر اللهِ يقولون: "إنَّ اللهَ سيُهلكُ الكفَّارَ ولا نحتاجُ إلى قتالِهم" لا، هذا غلطٌ فاحشٌ وقبيحٌ ؛ لأنَّه يتضمَّنُ تعطيلَ الجهادِ، والجهادُ مشروعٌ، ذروةُ سنامِ الإسلامِ، واللهُ أمرَ بقتالِ الكافرين ولم يقيِّدْ ذلكَ بأجلٍ معلومٍ، بل على المسلمين أن يجاهدوا إذا تهيَّأَتْ لهم أسبابُ الجهادِ عليهم أن يقوموا به ديانةً، واللهُ تعالى يدمِّرُ الكافرين تارةً بِما ينزلُهُ مِن العقوباتِ الكونيَّةِ، وتارةً بأيدي المسلمين ؛ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا [التوبة:52] ، فاللهُ يدمِّرُ الكافرين تارةً بِما ينزلُهُ مِن النَّكبات الكونيَّة مِن خسفٍ أو غرقٍ أو غيرِ ذلك، وتارةً يُهلِكُهم بأيدي المسلمينَ على أيدي المجاهدين في سبيلِه ، {أَوْ بِأَيْدِينَا}، أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا .