الرئيسية/فتاوى/جواز جمع العصر مع الجمعة في السفر دون الحضر
file_downloadshare

جواز جمع العصر مع الجمعة في السفر دون الحضر

السؤال :

هل مِن دليلٍ خاصٍّ في جمعِ صلاةِ العصرِ مع الجمعةِ سواءٌ في السَّفرِ أو الحضرِ ؟

 : جمعُ العصرِ مع الجمعةِ فيها خلافٌ ؛ مِن أهل العلمِ مَن يمنعُها بحجَّةِ أنَّه لم يقعْ ذلكَ مِن الرَّسولِ، يعني الرَّسولُ صلَّى الجمعةَ في المدينةِ يعني ولم يُنقَلْ أنَّه جمعَ إليها العصرَ. ومِن أهلِ العلمِ مَن يقولُ: إنَّه يجوز، يجوز الجمع ؛ لأنَّها صارت الجمعة هي بدلاً عن الظهر، هي فريضةُ اليوم، فالمعنى الَّذي مِن أجله شُرِعَ الجمعُ أو جازَ الجمعُ جمع العصر مع الظّهرِ موجود، في مثل لو كان هناك مطرٌ يشقُّ على النَّاسِ مثلا التوقيت، فالمعنى موجود، وكذلك في السَّفر، يعني العلَّةُ الَّتي هي سببُ مشروعيَّةِ الجمعِ في السَّفر موجودةٌ . والَّذين يمنعون يقولون: إنَّ الرَّسولَ ما جمعَ.
أمَّا في السَّفر فهذه عندي أنَّها حجَّة، كون الرّسولِ ما جمعَ الظّهر [ملحوظة: لعلَّه يقصدُ العصرَ] معَ الجمعة في السَّفرِ، الرَّسولُ ما صلَّى جمعةً في السَّفر قطُّ، حتَّى في يوم عرفةَ الَّذي صادفَ يوم جمعةٍ، لم يُصلِّ الرَّسول جمعةً ؛ بل صلَّى الظّهرَ والعصرَ جمعًا وقصرًا، فلو أنَّه صلَّى الجمعةَ ولم يُصلِّ معها العصرَ: قلنا هذا يدلُّ أنَّ العصرَ لا تُجمَعُ.
فعندي أنَّ الأقربَ أنَّها لا تُجمَعُ، في الحضر لا تُجمَع، لا تُجمَع العصرُ مع الجمعةِ، وأمَّا في السَّفر فإنَّها تُجمَعُ ؛ لأنَّ المقتضي للجمع موجودٌ، والرَّسول لم يُصلِّ الجمعةَ في السَّفر، ما صلَّى جمعةً، حتَّى يقالُ: إنَّ الرَّسولَ ما جمعَ العصرَ مع الجمعة. فعندي أنَّه في السَّفرِ يجوزُ جمع العصر مع الجمعةِ .