الصَّلاةُ في الكنيسةِ فيها مذاهب لأهلِ العلمِ، فيها خلافٌ، منهم مَن يقولُ: لا تصحُّ الصَّلاةُ في الكنيسةِ، ومنهم مَن يقولُ: تصحُّ، ومنهم مَن يقولُ: إنْ كانَ فيها صورٌ لا تصحُّ، ولا تكادُ الكنيسةُ تسلمُ مِن الصُّور، فهي قائمةٌ على رسمِ الصُّورِ ونصبِ الصُّور فيها .
والأصلُ أنَّ الكنيسةَ مبنيَّةٌ لعبادة اللهِ، هذا هو الأصلُ فيها، لكنَّ النَّصارى الَّذين بدَّلُوا دينَ المسيحِ هم الَّذين غيَّروا، ولهذا قالَ اللهُ: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا [الحج:40] ، فقرنَ اللهُ هذه المعابدَ بالمساجدِ ؛ لأنَّ الأصلَ أنَّها مؤسَّسةٌ لعبادة الله، ولكن أُحدِثَ فيها الشِّركُ، كما أحدثَ المشركون عبادةَ الأصنامِ في المسجدِ الحرامِ .
القارئ: وما دليلُ مَن يقولُ بالجوازِ ؟
الشيخ: عمومُ الأدلَّةِ الدَّالَّةِ على أنَّ الأرضَ كلُّها مسجدٌ ، كلها مسجد إلَّا المقبرة والحمَّام، ولعلَّ مِن أدلَّتِهم ما أُثِرَ عن بعضِ السَّلف أنَّهم صلَّوا، أو كانوا يصلُّون في كنائسِ النَّصارى .