هذا فيه شبهةٌ، شبهةٌ لِمَن يحتجُّ بالقدرِ على المعصيةِ، وهذا جوابُه أنَّ آدمَ احتجَّ بالقدرِ على المصيبةِ وهي خروجُهم مِن الجنَّةِ، ومِن وجهٍ آخرَ أنَّه احتجَّ بالقدرِ لأنَّه قد تابَ، ومَن تابَ تابَ اللهُ عليه، فليسَ لأحدٍ أن يلومَه، مَن تابَ ليسَ لأحدٍ أن يلومَه، فأُجيبَ عن هذا بهذين الجوابينِ وهما أصحُّ ما قيلَ في توجيهِ الحديثِ، فيجوزُ الاحتجاجُ بالقدرِ على المصائبِ، ويجوزُ لِمَن تابَ أن يحتجَّ بالقَدَرِ على مَن يلومُهُ .